• أغرب متظاهر في التاريخ

    أغرب متظاهر في التاريخ

    صالح ابراهيم

    مفارقة تدعو إلى الغرابة و السخرية في الوقت نفسه في هذا العالم .. فالدعم والاهتمام اللا محدود من قبل المجتمع الدولي للمتظاهر السوري ليس له مثيل في التاريخ.
    فهل يصدق أحد في العالم أن متظاهراً بسيطاً أو صاحب حاجة روتينية يومية كما يحصل في أغلب مجتمعات العالم …يصبح ملهماً ومحركاً لعواطف المسؤولين الدوليين وأصحاب القرار في العالم ومراكز القوى والمنظمات الدولية بأسرها بما في ذلك جامعة الدول العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي .. ؟؟
    أليس من الغرابة هذا البكاء و الصراخ لأجل هذا المتظاهر السوري والدعوة إلى حمايته بالبوارج الحربية والغواصات النووية وطائرات الشبح والمارينز المدرع علماً أنه لم يعد موجوداً على أرض الواقع .
    وفجأةً أصبح المتظاهر السوري أهم من الأسير جلعاد شاليط عندما حمل قضيته الرئيس الأمريكي والفرنسي و حسني مبارك و لا ندري من كان معهم في ذلك الهم الكبير !!!
    فلو نظرنا إلى عدد المتظاهرين الحقيقيين الذين خرجوا إلى الشوارع و في الأزقة داخل المدن والبلدات السورية , وحجم الاهتمام و الإنفاق السياسي و المالي من دول الغرب على هذا المتظاهر لوجدنا أرقاماً خيالية لا تخطر ببال أحد .
    فالبيت الأبيض أصبح بيتاً اسود وقصر الاليزيه نكس أعلامه وقصر برمنغهام ألغى حفلاته حداداً على المتظاهر السوري والجيش الأمريكي استنفر مع جيوش حلف الناتو والأتراك
    و الجيوش العربية نصرة له .. وعشرات المحطات الإعلامية كرست كل إمكانياتها لنقل أخباره ومعاناته .
    والمنظمات الدولية و الحقوقية العالمية وحقوق الإنسان وغيرها باتت لا تعرف النوم وأصابها الأرق والحزن العميق نتيجة للروابط التاريخية وعلاقة القربى و المصاهرة بين حي بابا عمر في حمص وضواحي استوكهولم و جنيف و أمستردام .
    حجزت الفنادق ذات الخمس نجوم و أصبح الحساب مفتوحاً لهذا الأمر في اغلب البنوك العالمية ..واستخدمت عقوبات من الأجنبي و العربي على سورية ..ستكلف شعوبها مليارات الدولارات كرمى المتظاهر السلمي في جبل الزاوية بادلب .
    أحد الاقتصاديين يخلص في إحدى دراساته إلى أن كل متظاهر سوري ثبت خروجه في المظاهرات كلف حتى الآن عشرات ألوف الدولارات من المتبرعين بالدفاع عن حقوقه و آماله وعظمته و قيمته التاريخية، علما أن اعترافات هذا المتظاهر تثبت أنه قبض لقاء ذلك مابين 300 إلى 500 ليرة سورية فقط لا غير.
    فهل أصبح زمننا هذا زمن العجائب أم أن الحقيقة المستورة أعجب و أغرب وأخطر مما عرض سابقاً؟؟
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.