الأخ وابن العم .. والغريب !!! ج1
عبد السلام زيانأنا وأخي على إبن عمي وأنا وابن عمي على الغريب !! هذا ما يقوله أهل مصر , وهذا ما قالته الحكمة .
بأوامر من الغرب بدأت وسائل إعلام الإقطاع بالعالم العربي ومفكروه وفلاسفته وحكمائه ومثقفوه يروجون للعداء الإيراني ويهيؤون الرأي العام الذي يتصرف بالعاطفة لمساعدة الغرب لضرب بلاد فارس.
دخول الفكر الهلليني للمنطقة في العهد العباسي كان أخطر من الحروب الصليبية , حيث بقيت مجموعة صغيرة فقط ترقص حوله , فهناك من حاربه وهناك من روّج له .
تركت العامة هذا الصراع والتجأت للتصوف وازدهرت حركات الدراويش وعبادة جلال الدين الرومي وابن عربي والبكتاشي والبصطامي .. الخ . فسلمت العامة أمورها الدنياوية والروحانية لأولياء الأمر الذين عبثوا بحياة البشر وحولوا الانسان الى عبد مطيع ومازلنا الى يومنا هذا نعاني من نفس المشكلة , نفكر بالعاطفة وننظر الى اللحظة التي نعيشها الآن فقط , لا نرى الماضي ولا ننظر للمستقبل .
في زمننا هذا يحكمنا عصابات من الإقطاعيين وسلمنا أمرنا لهم ونتصرف حسب وصية أولياء الأمر ونعبدهم ونقدم دماءنا كقرابين لهم لننال رضاءهم …
منذ قرون وقرون ومعشر العرب يعيشون كبشر من الدرجة الثانية فوق أراضيهم , وأظن منذ صعود السلاجقة ونحن في نفس الدرجة .
منطقة الخليج والأتراك وبلاد فارس :
العداء الفارسي والحيثي لسكان المنطقة قديم جدا ومنذ الأزمنة الغابرة , وسأمر مرور الكرام على بعض الأحداث التاريخية فقط .
بعد : موت حمورابي انقسمت العراق وفشل ابنه شمشو ايلونا في إستعادة المناطق التي احتلها ايلوما إيلوم وانتشرت الفوضى الى عهد شمشو ديتانا حوالي 1698 – 1629 ق م حيث قام الملك الحيثي مور شيبيش باحتلال المنطقة . قامت ثورة شعبية ضده فهرب وترك تمثال الإلهة مردوخ .
بعد سقوط الكشيين دخل العيلاميون تحت قيادة الملك كشيلياش الثالث واحتلوا المنطقة وقامت ثورة ضدهم وخرجوا ورجعوا من جديد تحت قيادة ملكهم كودور ناخونتي وخربوا المنطقة .
بعدها تعرضت المنطقة لهجوم ملك فارسي اسمه شوتروك ناخونته .
وفي عهد الملك الفارسي شيبلاك انشوشناك تم احتلال المنطقة وتخريبها .
ثم هاجمها الملك سوبار Supar وهو أيضا فارسي :
بعد صعود نبوخذ نصر ( الذي عاش في القرن العاشر قبل الميلاد مع ملاحظة أنه ليس نبوخذ نصر المشهور ) هجم بلاد فارس عن المنطقة وخربوها .
عندما صعد الملك صرجن ( ليس صرغن الذي عاش حوالي 2300 ق م ) هاجم الفارسيون المنطقة وسوريا ومصر .
عندما صعد ابن صرجن للحكم , ساند الفارسيون زعيم قبيلة ياقين ليقتله ويأخذ الحكم .
مر الزمن وتكونت الامبراطورية الاشورية :
مات نبوخذ نصر واحتل الملك الفارسي قوروش المنطقة وكان عهد انقلابات داخلية ( غوبارو وبنونائيد .. الخ ) وأنقذ قوروش بقايا اليهود ” القدامي ” .
مر الزمن وصعد الإغريق ودخلت المنطقة عصر الظلام وصعد الرومان وبقيت المنطقة في ظلامها .
نزلت الرسالة على النبي محمد ( صلعم ) وانتشر الإسلام .
عندما إنتشر الإسلام ببلاد فارس قامت حركة وطنية فارسية من أتباع زردشت , ونرى أنها كانت في حالة يأس الى درجة أنهم قاموا بتحويرات كبيرة في كتابهم المقدس ” أفيستا ” وأخذوا عدة أشياء من القرآن وكانوا يظنون أن ما قاموا به سيجعل الناس تترك الإسلام وترجع الى زردشت .
صعد ما نلقبهم بالأمويين للحكم , وسأترك الذين يفهمون اللغة العربية والشعر والأدب ليتكلموا عن فارسيين ظهروا في ذلك العهد ويقومون بتحليل ما قدموه للساحة .
سقط الأمويون وصعد العباسيون ونقلوا عن بلاد فارس الكثير , وكلنا يعرف ما حدث ويرى تلك الفترة حسب منظاره الخاص .
ذهب العرب في خبر كان , وصعد الأتراك رسميا على الساحة ( صعودهم في الحقيقة قديم ) .
بنى الصفويون دولتهم عن طريق صفاء الدين وتأسست أول دولة وطنية في التاريخ حسب مقياس الغرب !! . هناك من اعتقد بأن صفاء الدين استنسخ روح الله وآخر روح الكون أو ما اعرف ماذا .
بدأت الحروب بين الصفوين وبين الأتراك , نرى مثلا في عهد سليمان الأول قامت ثلاثة حروب بين البلدين واسترجع العثمانيون العراق الخ …
أراد سلطان من سلاطين الأتراك أن تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية للامبراطورية فعارضه المستشارون الفارسيون واتخذ التركية كلغة .
الهند :
بعد موت السلطان بابور سنة 1530 صعد ابنه حومايان للحكم 1530 – 1540 قام ضده شار خان سوره ( المشهور بإسم شار سور شار شاه ) وأرغم حامويان على الفرار .
قام شار بإصلاحات كبرى في البلاد لكن شاه ايران تدخل عسكريا وساعد حومايان للرجوع الى الحكم 1554 – 1555 , إشتهر حومايان بسكره وعربدته ومات عندما سقط من مدرج في حالة سكر .
أخذ إبنه المعروف بالقيصر الأكبر الحكم ( 1556 – 1605 ) وكان كل مستشاريه من بلاد فارس ( وحتى من قاموا بتربيتة كانوا أيمة فارسيين ) , شجعه الفارسيون على تأسيس دين جديد وهو خليط من الاسلام والبوذية والهندوسية والجينية والمسيحية , بنى هذا القيصر بقصره قاعة كبرى اسمها Ibadat khane وجمع بها رجال دين من كل الفرق وكان يقودهم الفارسيون .
جنوب شرقي آسيا :
منذ وصول البرتغاليين هناك نجد ان للفارسيين التجار يد في مساعدة المستعمر سواء كانوا هولنديين أو اسبان أو غيرهم ..الخ .
عداء بلاد فارس للمنطقة قديم جدا ولا أحد ينكر ذلك لكن :
بلاد فارس جيران لنا وهذا بحكم الطبيعة , والأمريكان قراصنة وقطاع طرق قطعوا المحيطات لنهب وسرقة ثروات الشعوب .
الحرب الباردة :
عندما قامت الحرب الباردة بين المعسكر الإشتراكي والمعسكر الرأسمالي , قال حاكم عربي حرفيا : لي الثقة في أمريكا وفي الله . ( له الثقة في أمريكا قبل الله ) .
إستغلت عدة شعوب الحرب الباردة وتلاعبت مع المعسكرين من أجل مصالحها , والان نراهم قوى نووية لا يتجرأ شخص أن يعتدي عليها . العرب هم الوحيدون الذين خرجوا صفر اليدين من الحرب الباردة , بل بالعكس لقد ساهموا في أكبر جريمة انسانية في تاريخنا الحديث بمساعدة أمريكا إقتصاديا وفتحوا لها الباب لتضرب كل الشعوب المغلوب على أمرها بما فيهم العرب أنفسهم .
سياسة الغرب ومطاحم الإمبراطورية واضحة جدا , وهي تكوين إمبراطورية غربية يقودها الأنغلو ساكسون أي الأشقر وستحكم كل الشعوب .
إمبراطورية مبنية على العنصرية .
بعد الحرب المسماة بالعالمية الثانية , لم يترك الغرب المنطقة حبا لنا , لكنه خرج من الحرب منهوك القوى إقتصاديا وكان مرغما على ذلك ( ماعدا الجزائر !! )
بعد خروج المستعمر وضع لنا أنظمة إقطاعية هدفها الوحيد هو المصالح الشخصية وخدمة أسيادهم . مرة يُصعدون اليسار لضرب اليمين ومرة يصعدون اليمين لضرب اليسار .. الخ من الرقصات .
أمريكا :
أظن أن doctrine رئيس الولايات المتحدة ولسن في نهاية الحرب العالمية الأولى كانت ” حق الشعوب في تقرير مصيرها ” لكن أمريكا لم تتدخل عسكريا بضرب الفرنسيين , أو الإنجليز لترك المستعمرات , بل بقيت تترقب وكل مرة تخرج دولة أوروبية من منطقة تحل هي مكانها . ورجعت حليمة الى عادتها القديمة , وعمل الأمريكان مثلما عملوا سابقا بطرد الأوروبيين من أمريكا اللاتينية وحلوا هم مكانهم ( ما تسمى doctrine مونرو رئيس الولايات المتحدة في أواسط القرن 18 ) .
منذ قيام أمريكا , أي منذ الحرب الأهلية الأمريكية , وهي تتوسع , حيث نجدها إشترت ولاية من فرنسا وأخرى من روسيا .. الخ .
لن تتوقف أمريكا عن الفكرة التوسعية الا إذا قُضي عليها !!
سكان منطقة ما يسمى بالعالم العربي ليس لهم ولا شيء يذكر , ولا دور يذكر , شعوب تعيش في عصر ما قبل الملحمات . الدول ككيانات في طريقها للإنهيار , والبعض منها لا يحكم الا في المدن الكبرى وشكليا فقط , حروب أهلية هنا وهناك , بعض المناطق يحكمها رؤساء عصابات تتاجر بالمخدرات والخمر .. الخ .
منذ إستقلالنا والغرب يضحك علينا , يمولون هذا لينادي بالقومية والآخر لينادي بالدين , وآخر بالماركسية والاخر بالليبيرالية وهذا بالفكر الغربي والاخر يرقص غير واع بما يحدث . الغرب ينهب في خيرات المنطقة بدون رحمة والشعوب تموت جوعا . ونحن نتناحر بين بعضنا وكأننا حيوانات وحشية في أدغال الأمازون .
لم يتغير الغرب في نمط تفكيره إتجاه الشعوب الأخرى منذ العهد الإغريقي , لو ننظر الى الغرب في أواخر القرن 18 نرى أنه رغم خلافاتهم الداخلية الدموية لكن عندما رأوا أن الفرصة قد حانت إتفقوا كلهم على ضرب العثمانيين لانه كانت لهم مصلحة مشتركة في ضربهم . بدأت ” الإمبراطورية ” النمساوية بمساعدة الصرب واليونان أظن سنة 1830 أو 1840 لضرب الأتراك , ومباشرة بدأ الفرنسيون يتهبأون لاحتلال الجزائر .. الخ .
في الفترة الأخيرة ساعدت أمريكا العراق على ضرب إيران , وفي نفس الوقت ساعدت إيران على ضرب العراق ( أنظر عهد الرئيس ريغن وقضية أوليفر نورث ) , ثم بعدها شجعت العراق على ضرب الكويت , ثم بعدها شجعت الدول العربية المجاورة على ضرب العراق , ثم بعدها ضربت أمريكا العراق وبدأت تصول وتجول في المنطقة مثلما يحلو لها , وحاليا لا توجد دولة عربية واحدة ليس لأمريكا فيها مكتبا لشرطتها الفيديرالية , و يمكن لأمريكا يمكن أن تخطف وتقتل اي كان بالمنطقة .
تقول أمريكا على العلن أنها تريد حكما أمريكيا مباشرا للدول التي تخضع لها وتحتلها , وأظن أن تقارير الفساد والرشاوي من المنظمات العالمية عن العالم العربي الهدف منها أن تثبت للشعوب [ان أنظمتهم مبنية على النهب ويجب أن يأخذ غربيون زمام الإقتصاد بالدول العربية والعالم الثالث لأنهم أهل ثقة ( هناك الكثير من نادى بهذا وكمثال لنا أب رئيس الوزراء الفنلندي منذ سنة ونصف تقريبا ) .
حاليا بالعراق دخلت أمريكا هناك لتنشر الطائفية بمساعدة وسائل إعلام الإقطاع العربي .
أمريكا تريد أن تضرب إيران ولا تسمح لأي قوة إقليمية بالصعود .
عامة الناس التي مازالت تعيش في عصر الخطابة والكلمات الرنانة تعاطفت مع إيران , التي مقارنة بالعالم العربي فعلت شيئا واعتمدت على نفسها . الأنظمة الإقطاعية العربية التي كل ما قامت به هو مراقبة الإنسان وليس حتى تعليمه كيف ينظف نفسه , هذه الأنظمة الغبية , خوفا على مصالحها , تفعل مثلما يطلب منهم سيدهم الغربي ويساعدون الآن بوسائل إعلامهم على تهيئة الشعب العربي على ضرب بلاد فارس من طرف الغرب ونشر العداء بين شعوب المنطقة .
بعد ضرب إيران , إني واثق من أن أهل الغرب سيبنون حانات وبيوت دعارة بمكة المكرمة .
دولة بنو صهيون التي رمت بنا في الجحيم لها قنابل نووية , واحتمال كبير أن تستعملها إن شعرت بالخطر , وهي دولة دخيلة على المنطقة , لكن ولا حاكم عربي يتكلم عنها لأنها هي التي تحميه ….
ليحافظ العرب على ستانيكية الوضع status quo بين أمريكا وبلاد فارس , وليستغلوا الأحداث ويحاولوا , إن تعلموا شيئا من التاريخ , أن يصعدوا بأنفسهم .
ضرب إيران هو فتح الباب لأمريكا لإستعمار المنطقة وإدخالها في عصر الظلام والعبودية لمدة قرون قادمة .
التشجيع على ضرب إيران هو التشجيع على عملية إنتحار جماعية ستسيل دماؤها قرونا وقرونا .
لا لضرب إيران
لا للعنصرية الغربية
( اذا رفضنا الحرب ونشر العداء بين الشيعة والسنة فهذا يعني أننا رفضنا كل المخططات الصهيونية الأمريكية . سواء كانت لتقسيم العراق , أو لإحتلال المنطقة , أو لضرب التقارب بين بعض الشيعة العرب والمقاومة العراقية ..الخ)
.
مع إحترامي لكل الآراء
أقسام القطع
تقويم المجلة
المجلة
حدثت الأخطاء التالية عند الإرسال