• إلى الرئيس أوباما ON BULLSHIT

    إلى الرئيس أوباما ON BULLSHIT ...ز....
    عبد السلام زيان

    العنوان On bullshit أخذته من عنوان كتاب الفيلسوف الأمريكي Harry Frankfurts .....

    هذه الكلمات نشرتهم سنة 2005 ، لقد تغير العالم منذ ذلك العهد وانقلب كل شيء رأسا على عقب ... من كان يظن أنه سيأتي يوما وتبارك فيه إدارة الولايات المتحدة للفكر الإقطاعي العفن ، لكن الذي يهمهم هو مصالحهم ....

    يقول اهل الغرب , التقدم العلمي الذي حدث بالقرن 16 وضع الحجر الاساسي للايمان باهمية البحث.

    قدسية النص الاغريقي القديم في الميدان العلمي زالت وبدا الغربي يبحث في الشيء بدون هدف محدد. العقل هو الذي اصبح مسيطرا على الساحة , من التجربة مختلطة بالملاحظات العقلانية وعلوم الرياضيات بدأ الانسان الغربي في عمله.

    وصعد Kepler- Galilei – Newton الخ … على الساحة ....
    لقب اهل الغرب تلك الفترة بعصر التنوير ....

    العقل والتجربة :

    كلمة "عصر التنوير" :
    رمى بها الفيلسوف الالماني Immanuel Kant حيث قال ما هو التنوير : الرد : التنوير يعني تحرر الانسانية من طفولتها . ويقول : هذه الطفولة او عدم النضج ليس ناتج عن عدم ذكاء الانسان لكن ناتج عن فقدان الشجاعة والقرار عند الفرد لاستعمال ذكائه وقال كلمته المشهورة : لا نخف من المعرفة , اظهر شجاعتك لاستعمال عقلك ...

    عصر التنوير تشجع وقطع الافكار القديمة اربا .....

    وصاح واحد واخر وقال ان التجربة هي التي قامت ببناء عقل العالم وليست افكار ارسطو او الكنيسة , ونفت هذه المجموعة ان تكون المعلومة مولودة مع الانسان وقالوا ان الانسان عندما يلد يكون خاليا من كل المعلومات لكن بمساعدة حواسه يقوم بجمع كل التجارب .....

    عصر التنوير بدا بانجلترا لكن الفرنسيون هم الذين اعطوه شكله وقاموا ببنائه ولنا كمثال فولتير الذي استعمل اسلوبا في الكتابة يترك اي كان مهما كان مستواه ان يستوعب الفكرة . استعمل اسلوب السخرية اللاذعة لضرب الشعوذة والتطرف ونادى بالتسامح .... ( لكن كان عنصري ضد بقية الشعوب) ....

    لنشر الافكار التنويرية بين عامة الناس قامت مجموعة من الكتاب بجمع كل الافكار وطبعوا الانسكلوبيديا ....

    قالت المجموعة التي ساهمت في بناء الفكر التنويري ان عقل الانسان ليس له حدود وانصار التنوير قالوا عن طريق العقل يمكن لنا ان نصنع مجتمعا الحياة به افضل من كل الازمنة السابقة وبداوا فعلا يثبتون للغربي بان افكارهم ليست بخيالية بل ستساعد الانسان في حياته وطوروا ادوات الفلاحة حيث اصبح الانتاج اكثر وادوات لصناعة النسيج الخ …

    شعاراتهم التي لقت صدى بين عامة الناس هي : الحقوق الطبيعية اي كل بشر منذ ولادته اعطته الطبيعة حقوقه التي هي : حق الحياة , حق الحرية وحق الملكية .....

    بقطع النظر عن الافكار المختلفة بين هذا وذاك حول مفهوم السلطة والدولة ككيان ومعاملتها للفرد اتفق اكثرهم على حرية الفرد.......

    بدون الدخول في التفاصيل يدعي الغرب بان عصر التنوير هو الذي حرر الانسان الغربي من سلطة الكنيسة الدينية .....

    من مزايا الذين كانوا وراء عصر التنوير في ذلك العهد هو انهم كتبوا بلغة يفهما العامة من الناس .....
    لننظر الان الى الخطاب الغربي في هذا اليوم :

    اظن ان السؤال الاول الذي وضعه انسان عصر التنوير هو : هل هناك حقيقة ابدية !!!!

    واظن ان رده كان : كل شيء نسبي ....

    من عادات الغربي الذي يؤمن بالتنوير هو الشك في كل شيء الا نظرته للحقيقة التي يراها من زاويته الخاصة , لكن هناك نقاط متفق عليها وهي كل وجهة نظر خاصة تستحق كل الاحترام لان كل انسان يستحق كل الاحترام ولو ان كل انسان له مفاهيمه الخاصة به ونظرته الخاصة به التي يبنيها كما يرى الحقيقة من زاويته الخاصة . احترام الاختلاف وقبول النظرة المخالفة يعتبر من انجاز عصر التنوير واظن ان هذا الانجاز يستحق كل الاحترام........

    كل البشر رغم انهم لهم نظريات مختلفة حول الشيء ناتج عن تجاربهم الخاصة الخ …. ان اتفقوا على نقطة لا يعني ان تلك النقطة هي حقيقة ابدية لكن الاتفاق ناتج عن compromis بين الافراد فقط ويقبلون بتحويرها مستقبلا .....

    بالغرب هناك اتفاق بعدم استعمال الدين كوسيلة للسيطرة على ارواح الناس وعملوا بهذا المبدا منذ حوالي قرنا علنيا , وحل محل الدين الايمان بالوطن الخ ….

    نرى مثلا بالولايات المتحدة الامريكية النظام الدراسي في اكثر من نصف الولايات تم التحوير به , واكثر الولايات حذفت نظرية داروين للتطور وعوضتها باسطورة الخلق حسب اليهودية ,......

    الخطاب السياسي اصبح واضح جدا ولا اظن ان الغرب استغل الدين بهذه الطريقة في تاريخه الحديث مثلما يفعل الان , لو ننظر الى التنويريين نجد انهم قالوا ان كلمة * الشر * الخ … هي كلمة تنتمي الى دين بدائي لكن اظن ان الخطاب الغربي يستعمل كلمة الشر لوصف الاخر يوميا الان , الصحافة الغربية التي من عادتها انتقاد السلطة وتعتبر السلطة الثالثة بالمجتمع نراها الان مكتوفة الايدي وتنادي بنفس شعارات السلطة .....

    الليبيراليون الذين وقفوا ضد الفاشية والنازية ونادوا بحرية التعبير والايمان للفرد نجدها الان غير مبالية بما يحدث وتنادي كذلك بشعارات دينية...
    وكما قال فرنكفورت الخطاب الحالي اصبح فارغ من المحتوى الايديولوجي وتحول الى خطاب مليء بكلمات فارغة ليس لها ولا معنى , ويقول عوض تقييم الفكرة والنظر لها من كل الجوانب اصبح الخطاب يحوم حول الفكرة فقط بدون النظر اليها او حتى مناقشتها....

    الليبيراليون الذين كانوا ضد كل ما هو غير عقلاني (irrationelle ) في السياسة والاخلاق نراهم الان ينادون بشعارات مثل العولمة للتغطية على فشلهم , الليبيراليون الذين نادوا بالتعددية واحترام الافكار وعدم تدخل سلطة مركزية في حياة الفرد نجدها الان من انصار مراقبة الفرد وخنق حريته وتاسيس سلطة مركزية قوية ..

    لنا من جهة عالم غربي بدأ ينكمش على نفسه ويقوم بدفن افكار نجح بها لتحقيق الرفاهية لاكثر افراده , ومن جهة اخرى عالم يستعمل كلمات رنانة مثل التمدن والمدنية والعولمة والليبيرالية ويركض وصط حلقة مغلوقة.
    تعليقات 1 تعليق
    1. الصورة الرمزية ماجدة2
      ماجدة2 -
      (لنا من جهة عالم غربي بدأ ينكمش على نفسه ويقوم بدفن افكار نجح بها لتحقيق الرفاهية لاكثر افراده , ومن جهة اخرى عالم يستعمل كلمات رنانة مثل التمدن والمدنية والعولمة والليبيرالية ويركض وصط حلقة مغلوقة)

      شكرا على الموضوع
      الركض في حلقة مغلقة...هل فقط الليبيراليون من هم في ذلك الوضع؟
      أم هو وضع يعيشه كثيرون لأن شيئا إسمه الممارسة مفقود...
      دونه لا نعرف التحديات على أرض الواقع، و كيفية التصويب بعد إرتكاب الأخطاء..
      تبقى افكارنا مرسومة في الخيال أو على الورق و كأنها بناء متماسك
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.