• سورية ستظل عنواناً للمقاومة والممانعة

    سورية ستظل عنواناً للمقاومة والممانعة
    ضد إسرائيل ومن يدور في فلكها


    د. جميل بغدادي

    متى نستوعب الدروس وندرك الحقائق ونكشف الأوراق ؟ كيف نتمكن من احتواء الأزمة التي تشهدها سورية هذه الأيام والتي تتزايد وتيرتها وحدتها من خلال الاملاءات والتوجيهات الخارجية من قبل بعض أقطاب العالم ؟ هل ستتمكن القيادة السورية من إفشال المخططات الخارجية التي تهدف إلى تقسيم البلاد ؟ كيف يمكن للمواطن السوري التصدي للمؤامرة التي تحاك خيوطها في مطابخ تم الغعداد لها خارج الوطن العربي وداخله ؟ كيف يمكن أن نواجه الضغوطات الاقتصادية والحملات التي تشن ضد الوطن إعلامياً وسياسياً واقتصادياً ونفسياً للقضاء على النظام وإسقاط الشرعية عن الرئيس بشار الأسد ؟ هل يمتلك الرئيس السوري المفاتيح التي تتيح له السيطرة على ما يدبر ويخطط في المطابخ الخارجية ؟ هل الشعب السوري يقف وراء رئيسه أم يقف إلى جانب المعارضة ؟ هل الحسم العسكري سيكون الحل للخروج من المأزق ؟ هل ستستمر دول العالم في الاكتفاء بالضغوط الاقتصادية والسياسية أم ستحاول اللجوء إلى استخدام القوة كما هو الحال في ليبيا ؟ هل ستبقى روسيا والصين في تبني المواقف الداعمة لحق سورية في التصدي والرافضة للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية ؟ هل سيؤدي الحوار بين المعارضة والنظام للتوصل إلى حلول ترضي الأطراف جميعها ؟ هل ستتحول البلاد إلى ساحة حرب حقيقية كما يخطط لها الغرب أم ستتمكن القيادة السورية من السير قدماً وتحقيق وعودها بالإصلاح ؟ هل ستدعم أمريكا المتظاهرين وتمنحهم السلاح لمواجهة النظام بعد أن فشلت خلال الأشهر الثمانية الماضية من دفع الناس إلى التظاهر كما هو واقع الحال في اليمن وقبلها في ليبيا ومصر وتونس ؟ عشرات الأسئلة يمكن لنا أن نطرحها في هذا المجال ، البعض منا يعرف الإجابة عن العديد عنها ، غير أننا لا نملك إجابات واضحة عن البعض الآخر وخاصة تلك الأسئلة التي تؤرق المواطن السوري وتشعره بالقلق مما قد يحمله الغد من أحداث تجر البلاد إلى الهاوية .
    لقد ارتبط المشهد السياسي في سورية بتطور في التحرك السياسي العالمي ، وتسارعت إيقاعاته ونغماته مع كل قرار يتعلق بالإصلاح ، لأن الوقائع أثبتت أن الدول الأوروبية لا تريد أن ترى نتائج إيجابية في المشهد السياسي في سورية ، لأن هدفها أصبح واضحاً وهو إسقاط النظام لأن الرئيس السوري الشاب تابع الخط السياسي ذاته الذي مارسه الرئيس الراحل حافظ الأسد في بقاء سورية دولة الممانعة وداعمة المقاومة في فلسطين ولبنان ، نعم لقد جاءت الضغوط لإجبار الرئيس الأسد على الإذعان للاملاءات الخارجية وفي مقدمتها إنهاء ارتباطه بإيران وإجراء سلام مع إسرائيل وفق الشروط الإسرائيلية . ولهذا فقد استثمروا ثورات الربيع العربي ووجودها فرصةً للتخلص من خصم عنيد رفض الانصياع لرغباتهم والاستجابة لطلباتهم ، فبدأوا بدعم معارضة الخارج وتسخيرهم لدعم معارضة الداخل ودعمهم بالمال والسلاح لإسقاط النظام ، ليتسنى لهم فيما بعد التدخل عسكرياً بحجة حماية حقوق الإنسان والدفاع عن الديمقراطيات والحريات ، وأكرر القول دائماً نحن في سورية مع المعارضة الشريفة المسالمة ومع حماية حقوق الإنسان ومع منحه المزيد من الحرية ، وأن يمارس المواطن ديمقراطيته ولكن أن يكون ذلك وفق القانون ، أقول وفق القانون وليس انتهاكاً للقانون ، لا أعتقد أن هناك أي بلد في العالم يرضى بأن ينتهك قانونه من قبل أي فئة كانت ، ليس هناك دولة في العالم ترضى بأن يمارس العنف المقترن بأعمال إرهابية من قتل متعمد وقطع أوصال القتلى دون أن تتخذ قرارات حاسمة لمواجهة هذا الواقع وإلا لحدث الانفلات الأمني وهذا ما تسعى إليه الدول المؤيدة للثورات . نحن مع المسار السلمي للثورات ، المسار الذي لا يستجدي الغرب للتدخل العسكري لأن هذا لن يحقق شيئاً للديمقراطية والحرية ، لن يحقق إلا المزيد من الخراب والدمار والقتل والحالتين العراقية والليبية خير شاهد في دولنا العربية ، فليبيا حتى اليوم تتعرض لغارات حلف الناتو التي تلحق الخراب والدمار بالأبرياء ، وحدة الانفجارات والاغتيالات ازدادت عنفاً في العراق بعد أن اقترب موعد انسحاب القوات الأمريكية ، نعم لقد ازداد العنف في العراق لتقول أمريكا للحكومة العراقية أنتم لن تتمكنوا بمفردكم من حماية البلاد ، انظروا لما يحدث في بلادكم ؟ وهذا الانفلات الأمني نرى مشاهده في دول الجوار وخاصةً في أفغانستان والسودان وموريتانيا . هل نتحدث عما يحدث في هذه البلاد كوقائع لا اعتقد أن هناك ضرورة لذلك فجميعكم تدركون ما لحق بهذه الدول وما تعاني منه من تفجيرات واغتيالات . نعم إنهم يريدون نقل هذا المشهد إلى سورية ، لأن سورية تمثل آخر مواقع الممانعة والمواجهة للمخططات الأمريكية والغربية ، لا تقولوا لي إنك متحامل على المعارضات العربية ومتعاطف مع حكوماتها ، أقول لكم كلا ليس هناك أي تحامل أو تعاطف مع هذه الجهة أو تلك ، ولكن المنطق والعقل يفرض علينا جميعاً أن نكون على قدر المسؤولية ، لأن من يريد من الخارج أن يتدخل بالشكل العسكري حسب الطريقة الليبية فهذا يعني أنه مع الدمار والخراب وليس مع الإصلاح ولا يحاول أي منكم أن يقنع نفسه بعكس ذلك ، فأي تدخل خارجي في شؤون أي دولة سيؤدي إلى خراب هذه الدولة وإحلال ديمقراطية العنف والبطش والحقد ، نعم يريدون أن نصل إلى حالة يكره فيها أحدنا الآخر ، حالة يكره المواطن العربي جاره في الدولة المجاورة بل جاره في الحي الذي يقطنه ، إذا أردتم الوصول إلى هذه الحالة فلا داعي للحوار ولا داعي للمناورات فاطلبوا التدخل الخارجي كما هو حال بعض المعارضين الذين اتخذوا من تركيا وسواها من الدول منبراً للدعوة إلى التدخل الخارجي العسكري في الشؤون السورية لتحقيق أجندات خاصة بهم وليس حباً بسورية ، وليس حباً بالمتظاهرين المسالمين ، أقول المتظاهرين المسالمين وليس المتظاهرين الذين تم شراء ضمائرهم بالأموال لاستخدام السلاح وسيلة لقتل العلماء والمفكرين والأطباء والصيادلة وغيرهم من المواطنين . نعم لقد كشفت الوقائع والتحقيقات تورط الكثيرين ممن تم إلقاء القبض عليهم في جرائم الاغتيالات وفي تفجيرات الحافلات والقطارات واستهداف أفراد الجيش من خلال الكمائن ، هم متورطون وبتحريض خارجي وقد كشف موقع دام برس عن مؤامرة جديدة تستهدف مرةً جديدة سورية ، حيث نقل الموقع الالكتروني عن صحيفة نوفل اوبزرفاتور الفرنسية الأسبوعية (الفرنسية وليست السورية أو الروسية أو الإيرانية أو الصينية) عدة صفحات عن ما يسمى الربيع السوري ، وشرحت في عددها الصادر بتاريخ 21/9/2011 كيف دخلت المخابرات القطرية على خط الأحداث ، وذكرت تفاصيل تصوير وتهريب الأشرطة إلى قناة الجزيرة القطرية عبر شقة مفروشة في منطقة الأشرفية في بيروت حيث يقيم قائد القوات اللبنانية سمير جعجع (المعروف بمواقفه الواضحة ضد سورية) ، ويتضمن مقال الجريدة الفرنسية الكثير من الأسماء والتفاصيل التي تتهم الربيع السوري بشكل غير مباشر بالعمالة والارتباط بجهات عديدة مجهولة منهم دول ورجال أعمال وأثرياء ، والأهم من ذلك كيف ذكرت الأدوار التي قامت بها تلك الجهات في افتعال مظاهرات المساجد لغرض واحد فقط وهو تصويرها وتمرير الأشرطة إلى محطة الجزيرة عبر تنسيق مخابراتي واضح المعالم يستهدف في المحصلة إشعال فتنة داخلية وحرب أهلية في سورية على النمط العراقي ، حرب طائفية بما فيها من تهجير وذبح لفئات من الناس ، وفصل الشمال السوري عن جنوبه وغيره وإعلان عدد من الإمارات الإسلامية ذات الأهداف الطائفية .
    ويمكنكم التدقيق في المقال الذي نشرته الجريدة الفرنسية تحت عنوان الشبكات السرية للمقاومة الالكترونية في سورية من خلال الرابط التالي
    http://obsvideo.nouvelobs.com/mondeobs/‪". ويمكنكم التأكد من حجم المؤامرة من خلال قراءة مخطط الأمير السعودي بندر بن سلطان لتقسيم سورية ، ورسالة الأمير السعودي تركي الفيصل التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الصادرة بتاريخ 11 أيلول 2011 والموجهة إلى الإدارة الأمريكية ، وعملية الياسمينة الزرقاء ، والمخطط التركي الفرنسي ، والبرنامج التركي الجريء الربيع العربي والشتاء السوري ، وتصريحات الجنرال الأمريكي المتقاعد ويسلي كلارك أحد المرشحين الديمقراطيين السابقين لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية عام 2004 . نعم يمكنكم التأكد من صحة المعلومات من خلال اليوتوب .

    العالم المتحضر الذي يطالب بالحرية والديمقراطية والذي يتخذ شعاراً بالقضاء على الإرهاب لا يريد أن يرى سوى الجانب الذي يريد إبرازه ، وهو يتابع نهجه بتشجيع المعارضة على حمل السلاح واستخدامه لإسقاط النظام ، أقول إن لبنان أعلن في الفترة الأخيرة مراراً عن ضبط شاحنات وسيارات تحمل الأسلحة والقنابل وقذائف أر بي جي وملابس عسكرية في طريقها إلى سورية لتصل إلى المتظاهرين ، وأعلن التلفزيون السوري أيضاً عن ضبط عشرات الشاحنات والسيارات القادمة إلى سورية والمكدسة بالأسلحة ، إذاً المخطط واضح ولا لبس فيه يريدون أن يصبح الوضع في سورية كما هو الحال في ليبيا . يريدون من إعلامهم أن يركز على الوضع السوري وأن يفبرك الأخبار المتعلقة بها وأن يكون الخبر الأول في إعلامهم حتى ينسى العالم قضية فلسطين ، وينسى انتهاكات إسرائيل واحتلالها أجزاء غالية من وطننا العربي . وفي هذا السياق أعلنت أمريكا علانية وعلى لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون وكبار المسؤولين أن الولايات المتحدة ستتخذ حق الفيتو ضد قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، هذه هي الديمقراطية التي يتحدثون عنها وهذه هي حقوق الإنسان التي يدافعون عنها ، ولم تكتف الإدارة الأمريكية بهذا التهديد فقط بل حرمت السلطة الفلسطينية من 200 مليون دولار كمساعدات في محاولة أولى لممارسة الضغط على أرض الواقع على أن تحرمها من مساعداتها جميعها إذا لم تستجب لشروطها بسحب ملفها من الأمم المتحدة ، هذا كله وإسرائيل تشعر بالنصر وهي تشاهد الموقف الأمريكي والتطورات المأساوية التي تشهدها المنطقة .
    لقد افتتح في طهران يوم أمس المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية بحضور عدد كبير من زعماء البرلمانات العربية والإسلامية وشخصيات سياسية . ورفض المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي فكرة طلب اعتراف فلسطيني في الأمم المتحدة . ودعا إلى تحرير فلسطين كلها وليس جزء منها فقط ، مؤكداً أن أي مشروع يهدف إلى تقسيم فلسطين مرفوض تماماً لأنه يلبي مصالح إسرائيل . وكانت كلمة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري جريئة في طروحاتها وقد وضع يده على الجرح ووجه أسئلة قوبلت بتصفيق حاد من قبل الحاضرين ومما سأله : أين مقاطعة العرب لإسرائيل بدلاً من مقاطعتها لسورية ؟ لماذا يركز الإعلام على زيادة التوترات في سورية بدلاً من أن يكشف عن إجرام إسرائيل وممارساتها التعسفية ضد شعب فلسطين ؟ لماذا تصرف الأموال العربية على تمويل الاحتجاجات في سورية بدلاً من دعم الشعب الفلسطيني في البقاء في أرضه ؟ وتابع السؤال هل لأن سورية مثل إيران تمثل عنوان الممانعة والمقاومة ؟ وأجاب بجرأة نعم لأنها كذلك . نعم لقد أراد بعض السياسيين في لبنان تشويه صورة زعيم حركة أمل والإساءة إليه في أحداث تموز 2006 للإيقاع بينه وبين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ، ولكنهم فشلوا في مسعاهم لأن الجميع أدركوا أهداف أصحاب هذا الإدعاء ، وأجزم أن تاريخ رئيس مجلس النواب اللبناني كفيل للدفاع عنه ، لأنه أثبت أنه رجل على قدر المسؤولية والتحدي في زمن الإرهاصات والتنازلات بلا حساب لمصلحة إسرائيل . ومن جهة أخرى صرح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في المؤتمر ذاته أن المقاومة تبقى الخيار والمشروع الاستراتيجي في كل المراحل حتى تتحرر كل فلسطين ويتم القضاء على المشروع الصهيوني ، وشدد على تحرير الأرض أولاً لإقامة دولة حقيقية عليها .
    وفي جانب آخر أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ارتياحه لمصرع أنور العولقي زعيم القاعدة في اليمن ، وتم الإعلان عن مصرعه بواسطة طائرة تجسس أمريكية من دون طيار ، نعم يحق لأمريكا تصفية أعدائها سواءً أكانوا في باكستان كما حدث مع رئيس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ، وكما حدث مع العولقي في اليمن ، على اعتبار أن مكافحة الإرهاب واجب عليهم ، لقد ألقت الشرطة الأمريكية القبض على العشرات من المتظاهرين في الفترة الأخيرة بسبب احتجاجاتهم التي رأتها غير قانونية ، نعم تم اعتقالهم لأنهم أساؤوا للقانون . أما تشجيع من يخالف القانون في دول أخرى فهذا حق وواجب أيضاً ولكن من منظار مختلف ، منظار يهدف إلى القضاء على أنظمة تقف ندةً لها في مخططاتها وطروحاتها . وإن من يتابع الوضع في المنطقة يشعر بالقلق الشديد توتر الأوضاع بشكل خطير في اليمن وخاصةً بعد عودة الرئيس علي عبد الله صالح إلى البلاد قادماً من السعودية بعد أن خضع للعلاج ، والسؤال الذي أرغب بطرحه إن الرئيس اليمني حليف لأمريكا وللمملكة العربية السعودية بدليل أنه حتى هذه اللحظة لم تصدر أي عقوبات اقتصادية أو سياسية ضده أو ضد أركان نظامه ، ولكن لماذا سمحوا له بالعودة ؟ سمحوا له بالعودة لأنهم يريدون احتدام الأوضاع في اليمن فقد انتهى دوره بالنسبة إليهم كما انتهى من قبل دور الرئيس المصري حسني مبارك ، وقبله الرئيس العراقي صدام حسين . نعم لقد أرادوا عودته لتأجيج الوضع في اليمن لقد قالوا في تصريحاتهم إن الرئيس اليمني خدعهم في وعوده فهل يعقل سماع مثل هذا الكلام من دولة هي الأقوى في العالم ؟ .
    أريد أن أسأل ماذا تحقق من الديمقراطيات والحريات في البلاد التي شهدت نجاحاً للثورات ؟ ماذا تحقق في تونس وماذا تحقق في مصر ؟ البلاد ما تزال تشهد تخبطاً دراماتيكياً تتصاعد حدته بين لحظة وأخرى ، الاعتصامات والاحتجاجات عادت إلى وتيرتها المليونية في ميدان التحرير بمصر ، الشعب يطالب بإلغاء نظام الطوارئ وبإنهاء الحكم العسكري وبعودة الحكم المدني ، إنها طروحات رائعة ولكن أين البديل ؟ من سيتولى إدارة البلاد إذا استجاب الحكم العسكري لنداءات الثورة ؟ من يملك القدرة على امتلاك ناصية القرار وعلى إدارة شؤون البلاد ؟ والسؤال الأهم من سيتولى تنفيذ القانون وتأمين الحماية للمواطن ؟ إذاً ليس هناك شيء جديد حتى الآن قدمته الثورة للشعب المصري سوى القضاء على الرئيس حسني مبارك وأركان نظامه وتقديمهم للمحاكمة ، ولكن الواقع هو أن البلاد ما تزال تتخبط في تنافس سياسي وحزبي وديني حول من يقود مصر في المرحلة المقبلة ونتمنى أن تصل مصر إلى بر الآمان لأن ذلك في مصلحة الجميع . البعض يقول إن ما يحدث في المنطقة يبشر بصراع إسلامي مسيحي ؟ والبعض الآخر يقول إن ما يحدث في الوطن العربي استدراج للفتنة الطائفية من أجل تقسيم المنطقة إلى كانتونات طائفية حتى تبقى إسرائيل المهيمنة على المنطقة في وجود دويلات متناحرة ، فهدف الغرب من سايكس بيكو الجديد تقسيم الدول إلى دويلات ولماذا لا إذا كان ذلك لمصلحة إسرائيل ، ستقام دويلة للعلويين ودويلة للدروز ودويلة للشيعة ودويلة للموارنة ودويلة للأرثوذوكس وأخرى للكاثوليك ، ودويلات أخرى للسنة وللأكراد والأرمن وللشركس و....
    أقول إن سورية ماضية في إصلاحاتها وستتجاوز الأزمة لأن الشعب السوري واع لما يخطط ويدبر له في المطابخ الغربية . ولقاء الأمس في اسطنبول والاتفاق على تشكيل مجلس وطني سوري يؤكد نظرية التأمر الدولي على سورية . وإلا لماذا أصبحت تركيا مركزاً لمؤتمرات المعارضة في اسطنبول وقبلها في العاصمة أنقرة وأنطاليا ؟ هل هي حقاً مهتمة بحماية حقوق الإنسان كما تدعي وسواها من الدول أم تحقيقاً لأجندات ووعود غربية بقولها عضوةً في الاتحاد الأوروبي . الجميع يراهن على سورية ويصوب سهامه باتجاهها ، ونحن نراهن على صمودها وقدرتها على تجاوز الأزمة في ظل وعي شعبها والدعم الروسي والصيني وسواها من الدول التي أدركت بأن هناك مؤامرة تحاك ضد سورية . لقد أعلنت هذه الدول رفضها التدخل الخارجي في الشؤون السورية أياً كان نوعه إيماناً منها بقدرة سورية على تخطي الصعاب وإعادة الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية لأنها رمز المقاومة والممانعة العربية . والمطلوب من شرفاء الوطن عدم الارتهان للخارج وعدم استجداء الغرب للتدخل العسكري ، وأنا أرفع القبعة للمعارض السوري ميشيل كيلو ولغيره من المعارضين الذين وضعوا مصلحة الوطن في المقام الأول على الرغم من الاختلاف الواضح بين توجهاتهم وتوجهات الطرف المقابل لهم ، فهم أعربوا رفضهم بأي شكل من الأشكال أي تدخل خارجي في الشأن السوري . أقول في الختام إن ما يحدث في المنطقة ليس بظاهرة صحية كما يحاول البعض الإيحاء به ، وخطورة ما يجري قد تطال الكثيرين ، البعض يحاول إخفاء ما يحدث وحجب الأنظار عن المستجدات بموافقة إعلامية عربية ، ولكن البعض منها بدأت مظاهره تتكشف برغم المحاولات اليائسة لإخفائه ومنها ما يحدث في مملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية . لقد أظهر تقرير المرصد العمالي في الأردن عن تسجيل 607 اعتصامات خلال الأشهر التسعة الماضية من العام الحالي ، منها 481 جرت ضمن النصف الأول وفق رقم غير مسبوق في المملكة . إيقاعات الأحداث ستنتقل إلى دول أخرى وعندها لن ينفع الندم ، وفي نهاية المطاف لابد لي من القول إن سورية ستظل عنواناً للمقاومة والممانعة ضد إسرائيل ومن يدور في فلكها .
    تعليقات 1 تعليق
    1. الصورة الرمزية ماجدة2
      ماجدة2 -
      نعم نرفع القبعة للمعارض ميشال كيلو و لكل الوطنيين في سوريا
      يجب الاتحاد و التجند لأقصى درجة ضد كل الاعمال التي تهدد تراب و سيادة الوطن سوريا، يجب الوقوف بكل صمود ضد التدخل الغربي
      يجب انقاذ سوريا من المشهد الليبي المفجع
      يجب على المعارضة داخل سوريا ان تدرك عمق التهديد و خطر التدخلات الغربية
      و يجب أن تتقي الارتماء في الحضن التركي ،
      تركيا تسلط عقوبات اقتصادية ضد سوريا ، هذا يضر بكل سوريا، هذا تصرف قاس من دولة جارة ، هذا إعتداء على اقتصاد سوريا
      تركيا تفتح أبوابها و تمنح ترابها للأدرع الأمريكية ،
      هل يعقل منها هذا التصرف ؟ ماذا يعني ؟
      هل يحسب أردوغان بسياسته التحالفية مع امريكا أنها ستنحاز الى جانبه ضد اسرائيل ، إنه مخطئ في حساباته
      لن يجني إلا الذل و تهديدا لأمن تركيا و سيادتها الذي له تبعاته الوخيمة

      يا إلهي عام 2011 عام محبط ، أطال بثقله علينا ، كل يوم أخبار محبطة ، فمتى تتوقف ،
      نسأل الله ان تنجو سورية بأي شكل
      المصير الليبي فظيع ، نرفض رؤيته يتكرر
      يا إلهي إنصر الوطنيين ،
      كرهنا الغرب و تدخلاته السافرة و أعلام الخيانة
      كرهنا حديثهم عن الازمة المالية ، كرهنا كل شيء عنهم
      يا الله فجرها ثورة على الازمة في عقر أمريكا و أوروبا
      كرهنا جرهم المشاكل دوما داخل أراضينا
      كرهنا قنوات التحريض
      كرهنا الموت التي تطال ابناء الوطن الواحد و تزرع بينهم الفرقة
      كرهنا الإنتهاكات لسيادة اوطاننا ، لم نعد نحس أننا في وطن مستقل ، بل صرنا نحس ان الرقابة الأمريكية و الدولية مسلطة على كل ذرة من شؤوننا
      و الله هذا الوضع يؤدي الى الاختناق

    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.