• لمحة من تاريخ آل سعود

    تتداول الأوساط الإعلامية الكثير عن ممارسات النظام السعودي أو العائلة السعودية والربط خطأ بينهاوبين الإسلام أو بينها وبين النضال العربي من أجل فلسطين من خلال المبادرة العربية ( السعودية أصلاً ) .
    فالتامر على الإسلام و فلسطين قديم قدمتاريخ هذه العائلة , وما كشفته الوثائق التاريخية مؤخراً عن تعيين الكابتن اليهوديديفيد شكسبير قائداً لجيش عبد العزيز إلا دليل على التاريخ " المجيد " لهذهالعائلة .
    إن مجرد تعيين مكتب المخابرات البريطانيالذي يشرف عليه الصهاينة " المكتب الهندي" حينها – لهذا القائد ، يفضح التلبسالسعودي بالإسلام .. فكيف يكون هذا الصهيوني ( الذي فرزه وجنده مكتب بهذه المواصفات ) قائداً للمسلمين ؟
    قاد هذا الصهيوني أول جيش مزعوم باسمالإسلام واسم التوحيد واسم الوحدة واسم التضامن العربي .. وأخرج من الكويت بأمر منالصهاينة ، ليقود عشرة آلاف جندي إنكليزي ، أطلق عليه الإنكليز اسماً رسمياً هو " الإخوان المسلمين واسماً حركياً هو " جند الله " إلى منطقة ( جراب ) ، بالقرب من ( الزلفى ) في نجد .
    حتى قابله جيش نجد ، وأغلبيته من شمروأهل حائل ، فمزقوا جند الشيطان الرجيم شر ممزق ، وقتلوا من معه من الإنكليز ، أماقائد الجيش فلم يفده إعطاء التحية بقبعته احتراماً واستسلاماً لجند الشعب ، فاستلمهشخص اسمه صالح الذعيت فقطع رأسه ، وانتهى جند الصهاينة الكاذب باسم الله .. ومنيومها لم ييأس الإنكليز ، بل خلفوا الكابتن شكسبير بالكابتن جون فيلبي ، الذي أعلنأنه من الخطأ الفادح أن يشكل الإنكليز جيشاً إسلامياً لعبد العزيز ، يقوده إنكليزيقيادة مباشرة في نجد .. ولكي ينجح القائد الإنكليزي ، لا بد أن يعمل خلف الستار ،ومن يومها " أسلم " جون فيلبي ، وأطلق على نفسه اسم ( الشيخ الحاج محمد بن عبدالله فيلبي ) لكنهم أجروا بعد ذلك تعديلات على اسمه ، ليصبح فقط ( عبد الله ابنفيلبي ) ، كي لا يدعي النبوة ، أو أن يتشبه بالرسول محمد عليه الصلاة والسلام .
    ويروي جون فيلبي فيما بعد حكاية اعتذاروتذلل عبد العزيز , حين واجهه سمحا ايرلخ؛ الصهيوني المقاتل سابقاً، ووزير ماليةإسرائيل في عهد بيغن عن مغزى تصريحاته التي أدلى بها واعداً الفلسطينيين بإرسالأسلحة ومتطوعين وأموال لإنقاذهم، وقوله إنه يعتبر أن فلسطين للفلسطينيين
    يقولفيليبي :
    (جاء سمحا ايرلخ مرسَلاً من بن غوريون إلىعبد العزيز، يستفسر منه عن مغزى تصريحات عبد العزيز التي أدلى بها واعداًالفلسطينيين بإرسال أسلحة ومتطوعين وأموال لإنقاذهم، وقوله إنه يعتبر أن فلسطينللفلسطينيين، وذكر سمحا ايرلخ عبد العزيز بـ"الاتفاقيات التي عقدت بينه وبينبريطانيا لدعم اليهود في وطن لهم في فلسطين، والمواثيق التي عقدت بينه وبين روزفلت،وعلى أساسها أقدمت بريطانيا وتقدمت أمريكا لدعمكم"، فأبلغه عبد العزيز أن "كل هذهالتصريحات التي قلتها أو سأقولها تصريحات للتغطية، فماذا تريد أن أقول مثلاً؟ هلتريد أن أقول إنني أؤيد اليهود لإعطائهم فلسطين لأحطم نفسي بهذه الأقوال؟ كُن علىثقة بما أعمله لليهود، ولا تثق بما أقول.."، فاطمأن ايرلخ).
    أما كيف وصل إيرلخ إلى الرياض، فهذا مايوضحه فيلبي بطريقة مضحكة، رغم أنها مخزية.
    يقول فيلبي: "بعد مجيئي من فلسطين، أبلغتعبد العزيز بقلق الأوساط اليهودية، وقلق بن غوريون بوجه خاص، من تصريحات عبد العزيزوأولاده للوفود الفلسطينية.. وقلت لعبد العزيز إنني أبلغت بن غوريون أن بإمكانهإرسال من يشاء ليطمئن على أن السعودية تأتي في المقام الرابع بعد بريطانيا وأمريكاواليهود، من حيث دعم حق اليهود في إقامة دولتهم في فلسطين، فاتفقنا على موعد حددناهيوم 13/9/1945، يصل فيه ايرلخ ومن يرافقه بجواز سفر إنكليزي، عن طريق الظهران".
    فقال عبد العزيز: "لكننا كيف نخفيهم"؟قلت: "نلبسهم كسوة عربية". قال عبد العزيز: "هذه ثيابي جاهزة نلبسهم من نفس الثيابالتي ألبسها؛ من الطاقية والشماغ والعباءة والثوب، إلى السروال والنعال".. وما أنوصل سمحا ايرلخ ومرافقه عن طريق الظهران، حتى ألبسناهما ثياب عبد العزيز، فقابلاهفي قصر المربع بالرياض، واصطحبتهما من مطار الظهران إلى الرياض، وقدمتهما أمامالحاضرين باسم (الشيخ سمحان وخويه)، وقلت إنهما من عرب المهجر المسلمين، جاءاللسلام على عبد العزيز أمام المسلمين والعرب. وبعد القوة المرة، اختلينا، ودارالحديث الآنف، وقد أعجب سمحا ايرلخ بتسميته الجديدة "الشيخ سمحان"، وانطلت هذهالتسمية على الجميع ما عدا الأمير فيصل، حتى الأمير سعود وأقرب المستشارينوالمؤلفين انطلت عليهم.
    وأردف فيلبي يقول: "حتى لو لم أكن أناالذي رتبت هذه المقابلة من أولها حتى آخرها لانطلت علي، فاللباس العربي لباس يخفيتحته أكثر مما يخفيه أي لباس آخر، إنه لباس يستر كل من يريد الستر، خاصة في البلادالعربية، والسعودية بالذات، لكنه في أوروبا علامة فارقة".
    وأخيراً قال فيليبي: إن سمحا ايرلخ خرجمقتنعاً بصدق نوايا عبد العزيز، وقد منحه عبد العزيز عشرة آلاف جنيه استرليني،خرجية تليق بمقامه كـ"شيخ مغترب"، وقال وهو يودعه أمام الحاضرين: سلمولي على الرجالداود.. و"الرجّال الذي يقصده عبد العزيز هو ديفيد بن غوريون".

    هذا هوالتاريخ الذي لا يرحم من يتامر , وما كأس النبيذ الأخيرة مع بوش سوى صفحة متأخرةلتاريخ حافل بالكؤوس .
    [IMG]file:///C:/Users/tarek/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.jpg[/IMG]
    لمحة من تاريخ آل سعود
    كان لتنقيب الأستاذ هيكل في أحشاء وثائق الدولةالإسرائيلية كبير الفائدة في تسليط الضوء على حقائق تاريخية طال أمد طمسها وتغيبيها بفعل تكاثف عمليات غسل الدماغ العربي التي داومت عليها لعقود ثلاثة قوىالثورة المضادة في طول العالم العربي و عرضه .
    الزاوية التي هي معرض البحث هناعلاقة آل سعود في ستينات القرن المنصرم مع السيد الأمريكي وأداته الإسرائيلية .
    حجر الأساس في التناول هو بلا شك علاقة " الثالوث " بين المؤسسة الحاكمة فيالولايات المتحدة وهي على رأس الهرم ، وبين القاعدة المتقدمة و اليد الضاربةإسرائيل ، وبين أنظمة التبعية العربية الخاضعة بالكامل لسيدها الأمريكي .
    كانتسويس 1956 نقطة فاصلة في التاريخ العربي الحديث لجهة الفرز بين قوى التغيير وقوىالتبعية حين بزغ عبد الناصر قائدا لحركة القومية العربية , بفورانها الجماهيريالغالب بعد حرب السويس , غدا بالضرورة عدوا لدودا لتلك الأخيرة .
    قبل السويسكان آل سعود حريصون على الاقتراب من نظام عبد الناصر ـ كما كان الحال مع عرش فاروقـ ليوازنوا به خصومهم الألداء من الأسرة الهاشمية في بغداد و عمان . والحاصل أننقطة التحول كانت قرار عبد الناصر تأميم قناة السويس و ما لحقه من انتصار سياسيمدوي ارتفع بقامة عبد الناصر فوق الجميع و أصبح ولاء الجماهير له عابرا للحدود . حال انتهاء حرب السويس وصدور مبدأ إيزنهاور في يناير 57 " لملء الفراغ " تصدّر آلسعود طابور المصفقين , ثم ما لبث سعود ـ سلف فيصل ـ أن زار أمريكا ليبحث فيها معرعاته إنشاء حلف " إسلامي" يقف بالمرصاد لحركة القومية العربية و التحرر الوطني . واتصلوا السعوديين بالإسرائيليين شيئا فشيئا هوت أسوار التحفظ عند حكام الرياضباللقاء الأول بين واجهتهم عدنان خاشقجي و بين ضابط الموساد ديفيد كمحي في باريسعام 64 . ومنذ تلك الفترة هناك تنسيق دقيق بين الموساد والقادة السعوديين إلى حينزيارة الأمير العبد إلى تل أبيب في عام 2006 وزودوهم بمعلومات عن زعيم المقاومةاللبنانية السيد نصر الله لأجل اغتياله
    سيسأل الواحد منهم ويقول ألم يساند آلسعود المقاومة الفلسطينية بدليل تمويلها الهائل لقرابة ربع قرن( 67 ـ 90 ) لحركةفتح
    أن هذا الدليل مردود على أصحابه , إذ لم يفعل البترودولار لفتح إلااختراقها و ترويضها و تدجينها و ضبط إيقاعها على الموسيقى الأمريكية ، وقبل ذلك وبعده إفسادها و خلق أنماط من السلوك "الثوري" لم تعرفه ثورة في التاريخ المعاصر،وربما لن تعرفه ثورات هي الآن في أحشاء الزمان .
    آن أوان كتابة تاريخ العقودالثلاثة والأربعة الأخيرة بما يكفل كشف المستور عن كثيرين عاشوا و ماتوا و هم فيخدمة قوى الهيمنة الصهيو أمريكية .. برروا الخيانة و سمّوها عقلانية ، واعتبروا أناستمرار بقائهم جاثمين فوق شعوبهم مدين لسادتهم في واشنطن , و من ثم فكل شيء مسوّغومشرعن لخدمتهم ورد الجميل لهم . لقد تبرقعوا بالدين , مستغلين وجود الحرمين فيالأرض التي يحكمون فيها فكان أن أفسدوا وشوهوا شرائح واسعة من " الإسلام السياسي " عبر عالم العرب و الإسلام كله , وما زالوا فلذلك المفروض على المثقفين الكبار العربوغير العرب الذين يملكون فكر حر وعلى من يمول إنعاش ذاكرة الفكر القومي العربي كشفالمستور وكتابة ما بين السطور للمواطن العربي ونشره على النت حتى نعيش يوما" نشعرفيه بأننا قادرين على كشف الحقائق دون خوف أو رعب من اغتيال لأن الأعمار بأمر الله .العم أبو جميل
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.