• الغارديان : ليس لدى الملك مصلحة بالديمقراطية في سورية ...إنما في مكافحة النفوذ الشيعي



    في بيان صدر في وقت متأخر ليلة يوم الاحد، طالب الملك عبد الله وضع حد لسفك الدماء، وأعلن استدعاء المملكة لسفيرها من دمشق.
    وقد نوه الملك أنه لا يوجد سوى خيارين بالنسبة لسوريا: "إما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع"، حيث دعا الى "اصلاحات سريعة وشاملة"، "إصلاحات لا تغلفها الوعود، بل يحققها الواقع ليستشعرها أخوتنا المواطنون في سورية في حياتهم "
    هذه التعليقات هي الأقوى من قبل أي زعيم عربي حتى الآن، وعلى هذا الأساس يجب علينا على الأرجح أن نرحب بها خاصة إذا كانت تشكل أساساً لتشجيع بلدان اخرى في المنطقة لاتخاذ موقف، ولكن كما أشار أحد مستخدمي تويترفان استنكار الملك لنظام الأسد يجعله يبدو، و لو بحد قليل، مثل آل كابوني يدين التوائم كراي.
    بينما يحث الملك عبد الله سوريا على تنفيذ "إصلاحات سريعة وشاملة"، لم يظهر أي ميل لتطبيق تلك الإصلاحات في موطنه، و على هذا الأساس فان المملكة العربية السعودية ليس لديها ما تعلمه لسوريا حول الديمقراطية في حين تحظر مظاهرات الاحتجاج تماما وعليه فان رسالة الملك إلى سوريا تبعث على السخرية قليلاً.
    ان الدور السلبي الذي لعبته المملكة العربية السعودية خلال "الربيع العربي" هو ربما الأكثر مدعاةً للقلق، وهو الدور الذي يبدو أنه يمتد الآن ليشمل سوريا.
    تم تحديد التوجه السعودي في فبراير شباط الماضي عندما أعطت المملكة العربية السعودية حق اللجوء للديكتاتور التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وفي الاسبوع الماضي بدا أن الحكومة السعودية كانت مستاءة من تقديم الرئيس المصري السابق حسني مبارك للمحاكمة، حيث وصف أحد المسوؤولين السعوديين الموقف على أنه "مشهد مهين للجميع".
    كما سعت السعودية التي تسيطر على دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز الوضع القائم في الأردن والمغرب من خلال دعوتهم إلى نادي الرجال الأغنياء. وبما أن كلا البلدين ليسا منتجين هامين للنفط ، و ليسا في أي موقع قريب من الخليج، فإن عضوية مجلس التعاون الخليجي لكلتاهما تكون لها معنى فقط من حيث جمع كل الملوك العرب تحت مظلة واحدة من أجل حمايتهم الجماعية.
    و لقد رأينا هذا المخطط التأميني الملكي والذي يعمل على المستوى العملي في مارس عندما دخلت القوات السعودية البحرين (تحت رعاية الذراع العسكرية لدول مجلس التعاون الخليجي، درع الجزيرة) لحفظ الملك من المحتجين.
    وإذا أخذنا بعين الاعتبار كم الانتقادات الناتج عن تدخل حلف الناتو في ليبيا، فقد اجتذبت المغامرة الإمبريالية الجديدة للمملكة العربية السعودية في البحرين، والتي لم تكن تملك حتى غطاء قرار من مجلس الأمن الدولي، القليل من الاهتمام بشكل ملحوظ.
    قد كانت المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة القوة المهيمنة في اليمن أيضا، و منذ بداية الإنتفاضة اليمنية لم يكن دورها مفيد بالشكل المرجو. ومع إعترافها بأن علي عبد الله صالح لم يعد الخيار الأنسب كرئيس، لكن السعوديين يبحثون عن حل من شأنه أن يبقي الأساس السياسي اليمني على حالته الراهنة، و إن آخر شيء يريدونه هو ثورة من النوع الذي يفضله المتظاهرين في الشوارع.
    ربما يستحق الملك عبدالله بعض الامتنان لاعتقاله صالح في الرياض على أنه "ضيف" محبوس في الترف بعد خروجه من المستشفى، حيث أن عودته إلى اليمن من شأنها أن تؤدي بالتأكيد الى المزيد من سفك الدماء، ولكن لا ينبغي لأحد أن يشكك في أن السعوديين يبحثون عن مصالحم الخاصة، وليس مصالح اليمنيين الذين يحاولون تغيير النظام. حيث كان من المفترض أن تؤدي "الخطة الانتقالية" المطروحة من قبل وساطة دول مجلس التعاون الخليجي لمنع حدوث ثورة حقيقية، وليس المساعدة في تحقيق تلك الثورة.
    وهو ما يقودنا الى سوريا ومسألة النوايا السعودية هناك. إنه من غير المرجح أن يتم الالتفات الى دعوة الملك عبد الله لإصلاح سريع ووضع حد لأعمال القتل، ولكن ربما ليس من المفترض أن يتوجه بتلك الدعوة. وربما من المفترض أن لا تقوم تلك الدعوة بأكثر من ابعاد المملكة العربية السعودية بشكل أكبرعن نظام الأسد وذلك استعداداً لسقوطها.


    ليس لدى المملكة العربية السعودية مصلحة في تعزيز الديمقراطية أو حقوق الإنسان في سورية، بل لديها مصلحة في تعزيزالنفوذ السني المسلم ومكافحة النفوذ الشيعي (كما هو مجسد على المستوى الدولي من قبل إيران). وبالنظر إلى علاقات النظام السوري مع إيران ، فهذا يشير إلى وجود دافع للمملكة العربية السعودية للإنخراط الآن على أمل وضع اسفين بين ايران وسوريا بعد الاسد.
    عن الغارديان للكاتب برايان وايتيكر
    عن تحت المجهر
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.