• أسرار اعتقال المتحدث السابق للخارجية القطرية

    أسرار اعتقال المتحدث السابق للخارجية القطرية


    فواز العطية
    عادت قضية اختفاء المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية القطرية ، فواز العطية، لتطفو مجددا على سطح الأحداث بعدما كشفت تقارير إعلامية النقاب عن وجود العطية بزنزانة انفرادية في أحد المعتقلات القطرية منذ أكثر من خمسة شهور، ليكون في معزل عن العالم الخارجي محروما من ابسط حقوقه ولايعرف سبب ......اعتقاله لكن المؤكد انه اغضب السلطات العليا في دولة قطر.

    الغريب، كما تقول صحيفة "الأهرام" القاهرية، إنه رغم إثارة قضية العطية والبحث في أسباب اعتقاله، إلا أن قناة "الجزيرة" المملوكة للدولة تجاهلت القضية برمتها, ولم تذكر اسم المسئول القطري السابق من بعيد أو قريب رغم انها القناة التي تتشدق بالحرية طوال الوقت وتدعي انها قناة الرأي والرأي الآخر، على حد قول الصحيفة.

    ويذكر أن فواز العطية "40 عاما"، المتحدث الرسمي السابق باسم وزارة الخارجية القطرية، هو مالك ومؤسس قناة "الواحة" الفضائية سابقا ومقرها دولة الإمارات وكانت اول قناة تراثية تهتم بكل النشاطات الشعرية وتاريخ المنطقة.

    بداية الحكاية

    كان العطية علي صلة وطيدة بالعائلة الحاكمة في قطر حتي انقبلت الأمور رأسا علي عقب في عام2008, فقد اصدر فواز العطية كتابا عن مخطوطات لجده رواها احد الأشخاص بأمر من جده عن اصولهم ومن هم اقرب الناس لهم في قطر ومن هنا بدأت الحكاية..

    فقد قام المسئول القطري بإهداء كتابه المثير للجدل لكثيرين وقام بنقل وتوزيع الكتاب داخل قطر وفي دول الخليج وقد لاقي الكتاب اعتراضات من العائلة الحاكمة في قطر لما اورده في كتابه عن الشيخ جبر بن محمد آل ثان وصلة القرابة بين عائلة العطية وعائلة آل ثان.

    ومما ذكره فواز العطية في كتابه بعد وفاة الشيخ عبد الله بن علي العطية تولي الشيخ جبر بن محمد آل ثان رعاية أبناء اخته وحماية اموالهم ولكنه استولي علي كل اموالهم.. كما ذكر أيضا ان شيخ عائلة العطية عبد الله بن علي هو سبب دخول حركة محمد بن عبد الوهاب لقطر.

    وأدت هذه الفقرات في الكتاب إلي إثارة غضب أمير قطر وطلب من قبيلة العطية اثناء فواز عما قاله وإلا تعرض للاذي مما دفع المتحدث الرسمي السابق باسم الخارجية القطرية وهو فواز العطية إلي مغادرة البلاد متوجها إلي بريطانيا رافضا تقديم أي اعتذار او طلب الصفح من حمد بن جاسم بن جبر رئيس وزراء قطر لأن الكتاب يعد رؤية تاريخية لاحداث وقعت لعائلة العطية وسرد لأحداث ذكرها جده في عدة مخطوطات وليس من المعقول ان يعتذر عن احداث التاريخ.

    بعد ذلك توجه فواز العطية إلي احدي الدول لما سمعه وماقيل له بأنه لايمكن ان يصاب باذي في هذه الدولة واستقر بالفعل فيها وفي هذه الاثناء كانت زوجته وأولاده في قطر بمنطقة الريان وكانت إدارة نزع الملكية قد طلبت من سكان منطقة الزعيم بيع بيوتهم لمؤسسة الشيخة موزة حرم امير قطر وإخلاء بيوتهم في غضون عام إلا ان العشرات من السكان رفضوا بيع منازلهم.

    وصدر امر لوزارة الكهرباء والمياه بقطعها عن المعترضين علي بيع منازلهم لمؤسسة الشيخة موزة حتي جاء امر مباشر لوزارة الداخلية القطرية ولوزارة البلدية باخراج سكانها بالقوة وازالة منازلهم وتم اخلاء النساء والرجال ومعهم العجائز والأطفال من منازلهم بعدما قطعت الكهرباء والماء قبل إخلائهم باسبوعين وتركهم في درجة حرارة بلغت أكثر من45 درجة مئوية وهي الواقعة التي ذكرت باحد أكبر المآسي الإنسانية التي تعرض لها سكان مدينة الريان في قطر قبل عامين تقريبا علي يد قوات المارينز، وكالعادة لم تعلق "الجزيرة" على هذه المأساة وتعمدت تجاهلها تماما.

    واستقر فواز العطية في الخارج وكان يمارس حياته بشكل طبيعي لأكثر من عام إلي شهر رمضان من عام2009 حتي وقع مالم يحمد عقباه عندما قامت مخابرات قطر باعتقال احد أبناء عم فواز ويدعي نايف العطية وكان يسكن في مدينة الخريطيات. وتعرض نايف لابشع اساليب التعذيب للاشتباه بانه احد الذين يوزعون كتاب فواز العطية وقال احد من زاره بالسجن ان نايف قد تم تعذيبه وضربه إلي ان تقيأ الدم ولايزال نايف العطية يعذب بشكل يومي.

    اما فواز فلم يسلم هو الآخر فقد تم اقتياده لمطار الدولة التي يقيم فيها وكانت تنتظره طائرة قطرية خاصة وعلي متنها احد كبار مسئولي المخابرات القطرية واخذ إلي الدوحة وتم ترحيله إلي قطر وعند وصوله هناك القي به في سجن المخابرات ولايعلم احد مصيره حتي اليوم وهناك مخاوف من اقاربه واسرته بأنه قد يواجه الاعدام لاقترابه من اسرار الدولة.

    مطالبات بإطلاق سراحه

    من جانبها، ذكرت منظمة الكرامة لحقوق الإنسان، أنها توصلت إلى أخبار تفيد بوجود العطية، رهن الاعتقال في زنزانة انفرادية وفي معزل عن العالم الخارجي محروما من أبسط حقوقه، فهو ممنوع من الاتصال أول تلقي الزيارات ومن الفسحة اليومية فهو لم ير الشمس منذ ما يزيد عن خمسة أشهر، بعد ما سلمته السلطات السعودية للسلطات القطرية.

    وقالت المنظمة على موقعها الالكتروني: "لا يعرف سبب اعتقاله هذا، لكن الأكيد أنه أغضب السلطات العليا لدولة قطر، وتعزي الرواية المتداولة أمر اعتقاله إلى كونه ألف كتابا عن قبيلة العطية تطرق فيه إلى أمور تاريخية تتنافى ووجهة النظر الرسمية أو قد يكون هناك سببا آخر. ومهما تكن الأسباب فانه يجب أن يقدم لمحاكمة عادلة".

    وناشدت "الكرامة" السلطات القطرية "إطلاق سراح السيد فواز العطية، خاصة وأنه حرم من حريته لأزيد من خمسة أشهر دون أية إجراءات قانونية ، مذكرة السلطات القطرية أن هذا الاعتقال تعسفي وأنه مؤسس على ممارسة السيد فواز العطية لحقه في التعبير بحرية والذي تضمنه له تشريعات دولة قطر وتعهداتها الدولية".

    وأشارت المنظمة إلى أنها ستتابع قضية العطية مع الآليات المعنية بالأمم المتحدة ما لم تتخذ السلطات القطرية إجراءات عاجلة لمعالجتها.
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.