• الأمن يقمع ثورة الشعب في البحرين ويعمل على تفاقم الأزمة


    خرجت مسيرات حاشدة في البحرين يوم الجمعة؛ وهو اليوم الذي أطلق عليه "جمعة القرآن"، للتنديد بالحكومة البحرينية لإنتهاكها حقوق مواطنيها، وذلك من خلال قمع ثورتهم وممارسة عمليات الاعتقال والخطف والاعتداء على المواطنين في منازلهم وأمام أسرهم، وفي نقاط التفتيش المنتشرة في كل أنحاء البحرين على الطرق، وكذلك للتنديد بما تمارسه الحكومة من الفصل التعسفي من العمل ضد مواطنيها، حيث يفقد العشرات من البحرينيون وظائفهم كل يوم وليس مرجع ذلك أسباب مهنية أو وظيفية، وإنما لغرض الإنتقام والتنكيل بهم بسبب تغيبهم عن العمل خلال الاحتجاجات، كما حصل في شركات ألبا وبابكو وبتلكو وبعض الشركات والمؤسسات الحكومية الأخرى في البحرين، في تعرض سافر من قبل الأجهزة الأمنية لتسيس قرارات هذه الجهات.

    هذا وقد قال دبلوماسي غربي لمراسلي ال بى بى سي أن "استعداء قطاعات واسعة من السكان الذين أصبحوا الآن بدون وظائف وغاضبين ويتسمون بالذكاء ليس من الحكمة. وإن هذا الأمر يزرع بذور المشكلات مستقبلا".

    هذا وقد فرقت قوات الأمن البحرينية هذه المسيرات التي حملت لافتات تطالب الحكومة بدستور عقدي يكتبه الشعب وإلغاء الدستور القائم، كما حملوا أيضاً لافتات تطالب بحماية المساجد ودور العبادة من الهدم والعبث والتخريب وكافة الاعتداءات.

    وبالتزامن مع هذه المسيرات تقوم الحكومة بنشر المغالطات عن ثورة الشعب البحريني من خلال وسائلها الإعلامية الرسمية، وتعمل على التحريض المستمر ضد ثورة الشعب، وتروج لدعوات الإنتقام من الثوار بحجة الإنفلات الأمني الذي سببوه والتمسح بإثارة الطائفية.

    والجدير بالذكر أن قوات الأمن قامت الخميس وقبل جمعة القرآن بمداهمة منازل نشطاء الثورة وبعض المشاركين في الاحتجاجات واعتقلت عددا منهم، ومنهم صحفيون، وفق مصادر في المعارضة البحرينية التي أكدت أن عدد المعتقلين قارب 1000 معتقل بينهم أكثر من 30 امرأة.

    هذا وقد أستنكر "المجلس الإسلامي العلمائي" اعتقال النّساء العفيفات الطاهرات وتغييبهن في السّجون والتي أعتبرها بادرة خطيرة وغريبة على دين وأعراف وأخلاق أهل البحرين والعرب والمسلمين عموماً، وأكد المجلس ضرورة إيقاف هذا التعدّي السافر، وهذا التراجع والتدهور الحقوقي والأخلاقي الخطير، وضرورة الرجوع لمنطق الدّين والعقل والقيم الإنسانيّة، والاستجابة للمطالب الحقّة والمشروعة لشعب البحرين الأبيّ المضحّي، وأضاف المجلس أنه من الحقائق الواضحة أنّ نهج القمع والتنكيل والانتقام لن يحلّ المشكلة السياسيّة في البلد بل سيعمّق الجرح ويعقّد الحلّ.

    وبالفعل فلقد إستنزفت المعارضة كل الطرق لإقناع الحكومة بالقيام بالإصلاحات اللازمة لإخماد الثورة، في ظل الحملات الأمنية المستمرة لقمع الإصلاحيون، وباتت مباحثات الإصلاح السياسي في تعثر شديد مما ينذر بإشتداد أزمة البحرين.

    المصدر: أماني سعد محمد - موقع طريق الأخبار
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.