• صحف إسرئيلية تطالب بالتدخل الأميركي ضد سورية وإيباك تدعو دمشق للتخلي عن المقاومة لوقف التحريض عليها

    حين لا يتحقق لإسرائيل ما تتمناه لسورية شعباً وقيادة وخصوصاً في جبهتها الداخلية والكل يعرف ما تتمناه حكومة نتنياهو لآخر دولة عربية تشكل جبهة حرب ضد إسرائيل سرعان ما تبدأ وسائلها الإعلامية بمطالبة واشنطن ودول أوروبية أخرى بزيادة تصعيد الحملة ضد سورية والمطالبة بالتدخل في شؤونها على المستويات كافة.
    ولإثبات هذه الحقيقة البديهية في مثل هذه الظروف نشرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية الصادرة باللغة الإنكليزية وهي واسعة الانتشار في العالم افتتاحية بعنوان: «ضرورة تحرك الغرب ضد سورية»، وجاء في الافتتاحية التحريضية المباشرة: «أصبح من الملح الآن على واشنطن ودول أوروبية أخرى أن تتجاوز لغة الكلمات والانتقادات الموجهة منها إلى سورية والتحول إلى زيادة تشجيع مجموعات المعارضة السورية على الاستمرار بالتظاهر»، وأضافت بلغة أكثر وضوحاً: «إن لغة الكلمات يجب الآن أن تتحول إلى الأفعال على الأرض من واشنطن ودول أوروبية أخرى..»، وتعترف الافتتاحية بلغة واضحة هذه المرة بأن «وثائق ويكيليكس أوضحت أن الرئيس بوش اهتم كثيراً بالعمل ضد القيادة السورية منذ عام 2005 ومقتل الحريري وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق وبدأ بتقديم تمويل سري للمجموعات السورية المعارضة بما في ذلك تمويل قناة فضائية سورية مضادة لدمشق»، وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: إن «هذا التمويل استمر في عهد أوباما أيضاً»، وتطالب الافتتاحية الإسرائيلية واشنطن باستمرار تصعيد الضغوط على سورية بكافة الأشكال بعد التغير الذي أخذ يطرأ على السياسة المصرية في أعقاب رحيل مبارك والتقارب المتزايد بين القاهرة ودمشق، ولكي تحرض الغرب على سورية تقول الافتتاحية: (يجب على واشنطن ألا تنسى أن سورية كانت تقدم الدعم لحزب اللـه وقائده عماد مغنية الذي قتل في إحدى عملياته (250) من جنود المارينز الأميركي عام 1983 إضافة إلى قتل 58 من المظليين الفرنسيين حين قررت واشنطن وفرنسا نشر قواتهما في بيروت لإنهاء الوجود السوري ومنظمات الإرهاب.. وتضيف صحيفة جيروزاليم بوست في افتتاحيتها: (ويجب على أوباما ألا ينسى أن حزب اللـه الذي تدعمه سورية فجر سفارة أميركا في بيروت عام 1983 وقتل 60 أميركياً وأن سورية فتحت حدودها مع العراق لكل سوري وعربي يريد قتال القوات الأميركية التي احتلت العراق في عام 2003 كما أنها تستضيف حركة حماس وبقية المنظمات الفلسطينية وكل هذه الأسباب يجب أن تدفع واشنطن والغرب إلى التدخل ضد سورية.
    وفي الصحف الإسرائيلية الصادرة باللغة العبرية ظهرت مقالات وتحليلات تطالب هي الأخرى بتصعيد حملة واشنطن والغرب على القيادة السورية لمنع استقرار سورية ما دامت تستمر في سياستها الداعمة (للإرهاب) الفلسطيني واللبناني.
    ويبدو أن الضغوط التي تمارسها الآن منظمة (إيباك) المتخصصة بالدفاع عن مصالح إسرائيل في واشنطن ساهمت في دفع بعض المسؤولين في واشنطن إلى دعوة سورية قطع صلاتها بالمنظمات الفلسطينية وبحركة حماس وحزب الله وإيران مقابل عدم قيام وسائل الإعلام الأميركية وغير الأميركية بشن حملة تحريض على سورية.
    فإسرائيل تراقب ما يحدث في مصر من تغيير ضدها وتعتبر ذلك مصدر قوة للسياسة السورية فقد لاحظ المراقبون في إسرائيل الأنباء التي ذكرت أن 82% من المصريين يكرهون أميركا وأن 60% يطالبون بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل ورأوا في ذلك أخطر تهديد على إسرائيل لأن اقتراب مصر من سورية سيعيد كابوساً جديداً على إسرائيل.
    كما أن تطبيع علاقات القاهرة مع طهران سيفجر أزمة بين تل أبيب والقاهرة وسوف يجبر أوباما على إعادة حساباته التي تزداد خسارة في الشرق الأوسط.
    ويرى الإسرائيليون أن دعوة أوباما في محادثة هاتفية مع أردوغان إلى تحسين علاقات أنقرة بتل أبيب جاءت بسبب خشيته من آثار التغيير المقبل من القاهرة ضد تل أبيب!



    تحسين الحلبي
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.