• مجموعات إرهابية متطرفة تعترف بتلقي أموال للقيام بعمليات قتل

    قرر السوريون أمس تجاوز الأزمة والخروج إلى المقاهي والمطاعم ومراكز التسوق ليؤكدوا لكل العالم أن لا شيء يمكن أن يخيفهم ويجعلهم يلزمون بيوتهم.
    وترافق خروج السوريين مع الأنباء الآتية من درعا ودوما وبعض المناطق على الساحل السوري وفي حمص من ضبط للأمن وعودة الأمان إلى أغلبية المناطق التي شهدت اضطرابات في الأيام القليلة الماضية ما أثار ارتياحاً كبيراً عند عموم الناس.
    وعاد ازدحام السير في شوارع دمشق وحمص وأغلبية المدن السورية في حين أكدت المعلومات المتوافرة من درعا أن أغلبية الأهالي تلتزم ببيوتها وأن الجيش يتولى مهمة ملاحقة المجموعات الإجرامية، وتمكن عدد كبير من أهالي درعا الموجودين في دمشق من الاطمئنان
    على ذويهم وأكدوا أنه لم يلحق أي أذى بالمدنيين غير المتورطين في أعمال قتل وإجرام في المحافظة على خلاف ما تردده الفضائيات العربية وغير العربية نقلاً عن «شهود عيان»، في حين لا تزال الكهرباء مقطوعة وكذلك الاتصالات الأرضية والخلوية. وحسب مصادر فإن هذا الوضع سيبقى قائماً حتى يتم توقيف كل من يحمل السلاح وقتل ويقتل مدنيين وعسكريين، وهناك تعاون كبير من قبل أبناء المحافظة الذين شعروا في الأيام الأخيرة أنهم رهائن بأيدي مجموعات غريبة عنها وعن نسيجها. وصرح مصدر عسكري بأن وحدات الجيش في مدينة درعا وريفها تابعت مهمتها بملاحقة المجموعات الإرهابية المتطرفة التي طالما استهدفت بعض المواقع العسكرية والقوى الأمنية، كما قامت هذه المجموعات بقطع الطرق العامة في أكثر من مكان، وإجبار المارة على التوقف والاعتداء عليهم بالضرب بعد تجريدهم من حاجاتهم بهدف الترويع وزرع الخوف في نفوس المواطنين.
    وأضاف المصدر: إن المجموعات المسلحة قامت بالاعتداء على بعض النقاط العسكرية تجاه الجولان المحتل ما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء وخمسة عشر جريحا في صفوف الجيش والقوى الأمنية، ووقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية المتطرفة.
    وتم إلقاء القبض على عناصر بعض الخلايا الإرهابية الذين يخضعون للتحقيق حالياً كما تم ضبط كمية من الأسلحة والذخيرة المتنوعة.
    وأكد المصدر أن وحدات الجيش تواصل مهامها في تعقب تلك المجموعات الإرهابية المتطرفة لإعادة الحياة الطبيعية إلى ربوع مدينة درعا وريفها وتحقيق الأمن والاستقرار فيها.
    جاء ذلك مع اعترافات بثها التلفزيون السوري لعناصر بعض الخلايا الإرهابية التي ألقي القبض عليها مؤخراً في درعا وجبلة، وأكدت الاعترافات وجود جهات تقوم بتمويل هذه الأشخاص وإقناعهم بالقيام بعمليات قتل وتفجير تحت مسمى «الجهاد».
    واعترف أحد عناصر المجموعة بتلقيه مبلغ 50 ألف ليرة سورية مقابل القيام بعمليات قتل وترويع عندما يطلب منه ذلك، مؤكداً أن من دفع لهم المال نقل عن شيخ الجامع العمري في درعا البلد أحمد الصياصنة تحريضهم وإقناعهم بأن ما يقومون به هو «جهاد».
    كما عرض التقرير صوراً لعناصر مجموعة إرهابية أخرى ألقي القبض عليها في مدينة جبلة نفذت بدورها عمليات قتل وترهيب.
    وعرض التلفزيون السوري صوراً للأسلحة التي كانت بحوزة هذه المجموعات، وبينت الصور وجود أسلحة أتوماتيكية متطورة إلى جانب العديد من قطع السلاح الفردي والبنادق الرشاشة وقناصات متطورة جداً أميركية الصنع والقنابل اليدوية والمواد المتفجرة وهواتف نقالة قال التلفزيون السوري إنها تحمل شرائح أجنبية.
    من ناحية أخرى قال عدد من مراسلي «الوطن» في مختلف المحافظات: إن الحياة عادت على طبيعتها في كبرى المدن وعاد الطلاب إلى مدارسهم والعمال إلى معاملهم وإن الأمور بدت هادئة ولم يسجل أي حادثة تذكر في كل أرجاء سورية. وتحدث أكثر من مصدر لـ«الوطن» أمس مؤكداً أن عملية الإصلاح ماضية في طريقها لكن لن يسمح بعد اليوم بأي عمليات تخريب أو قتل أو استفزاز لمشاعر السوريين.
    وقالت المصادر: إن الحكومة مستمرة في عملها الإصلاحي لتحسين المستوى المعيشي للمواطن وتنفيذ الإصلاحات السياسية ضمن مهل محددة ولا يمكن لأحد أن يوقفها عن عملها.
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.