• السلفيون والنفاق السياسي

    السلفيون والنفاق السياسي


    بقلم د. محمد علي الهرفي

    ألوان الطيف السلفي كانت حاضرة في الأحداث الأخيرة في بعض البلاد العربية، فالقذافي الذي يتفق العقلاء على أنه من عتاة المجرمين وجد من السلفيين من يفتي بحرمة الخروج عليه لأنه ولي أمر المسلمين؟ ورأيت التلفزيون الليبي يستعرض فتاوى هؤلاء ويرددها بين آونة وأخرى، كما رأيته يستضيف البعض مستعينا بهم على إضفاء الشرعية للنظام القذافي المستبد. وفي مصر وأثناء الأحداث يخرج واحد من كبار السلفيين ليصطف مع مؤيدي حسني مبارك ويفتي بتحريم الخروج عليه، وتذرف عيناه دمعا على أوضاع مصر بسبب ثورة الشباب. ولو أنه بقي على هذا الرأي لأحترمته باعتباره يمثل موقفه الذي يدين الله به، لكنه ـــ وبعد أن شعر أن المستقبل مع الثوار ـــ انقلب على عقبيه واتجه إلى ميدان التحرير ليعلن أنه مع الثوار!!



    قبل البدء لا بد من القول: إن مصطلح «السلفية» شديد التعقيد، فالكل يدعي وصلا بـ «السلفية» مع شدة الاختلاف بين هؤلاء المدعين، فبعضهم في أقصى اليمين والبعض في أقصى الشمال، مع أنهم جميعا يقولون: إن منهجهم يعتمد على اتباع نهج الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) والصحابة الكرام، وما دام الأمر هكذا فلست أدري ما السر وراء اختلافهم الكبير في نظراتهم السياسية.


    مقالي ليس تتبعا للفكر السلفي ولكنه رؤية للفكر السلفي الذي يتخذ النفاق السياسي سلما للوصول إلى السلطة أو الجاه، فهذا النوع ترى بعض أتباعه يؤيدون هذا الحاكم أو ذاك فإذا تغير الحال تغيروا معه وتناسوا أن تأييدهم ـــ أولا ـــ كان باسم الدين، وأن تأييدهم ـــ ثانيا ـــ كان باسم الدين كذلك!


    ألوان الطيف السلفي كانت حاضرة في الأحداث الأخيرة في بعض البلاد العربية، فالقذافي الذي يتفق العقلاء على أنه من عتاة المجرمين وجد من السلفيين من يفتي بحرمة الخروج عليه لأنه ولي أمر المسلمين؟ ورأيت التلفزيون الليبي يستعرض فتاوى هؤلاء ويرددها بين آونة وأخرى، كما رأيته يستضيف البعض مستعينا بهم على إضفاء الشرعية للنظام القذافي المستبد.


    وفي مصر وأثناء الأحداث يخرج واحد من كبار السلفيين ليصطف مع مؤيدي حسني مبارك ويفتي بتحريم الخروج عليه، وتذرف عيناه دمعا على أوضاع مصر بسبب ثورة الشباب. ولو أنه بقي على هذا الرأي لأحترمته باعتباره يمثل موقفه الذي يدين الله به، لكنه ـــ وبعد أن شعر أن المستقبل مع الثوار ـــ انقلب على عقبيه واتجه إلى ميدان التحرير ليعلن أنه مع الثوار!! ولست أدري كيف لا يخجل من سوء فعله وشدة نفاقه؟ هذا الرجل يمثل تيارا من السلفيين الذين يميلون مع الريح حيث تميل، فالمصلحة هي المقدمة على كل شيء، أما الدين فهو شعار لكل فعل يقومون به.


    بعض السلفيين كان يحرم المشاركة في الانتخابات، أو دخول البرلمانات وما شابهها من مجالس شعبية منتخبة بحجة أنها تخالف الشرع، ولكن بعض هؤلاء عدلوا عن هذه الآراء عندما رأوا أن مصلحتهم في هذا العدول وأسرعوا إلى صناديق الاقتراع، وأطلق بعضهم على هذه العملية «غزوة الصناديق».


    كل السلفيين يدعون أنهم أتباع الرسول والسلف الصالح لكن الواقع يقول: إن الأقوال شيء والأفعال شيء آخر. رسولنا (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يتاجر بدينه ولا أصحابه فعلوا ذلك.


    المتاجرة بالدين من أسوأ الأعمال وأحطها .. والإسلام لا يضره أكثر من الذين يدعون أنهم من أتباعه المخلصين في الوقت الذي يقومون بأعمال تناقضه وتسيء إليه.

    المصدر / صحيفة السعوديون
    تعليقات 2 تعليقات
    1. الصورة الرمزية غير مسجل
      غير مسجل -
      أنا ليبي و أعيش بليبيا و لا رغبة لي بالخروج على القدافي لنني أعيش في أمن و أمان و طمئنية و رغد من العيش و الآن بعد أن افتى بعض المشايخ بالخروج على القدافي أصبحت ليبيا بلد الأشباح وكثر اللغظ و القتل وسارت الدماء بعشرات الألوف و إنعدم الأمن و الأمان و الإستقرار و شح في المواد الأساسية للمعيشة و نقص حاد في المحروقات.
      لعن الله من أيقظ الفتنة و أدخله جهنم و بئس المصير
      و حسبنا الله في حكام قطر و الإمارات و من أعانهم على تدمير بلد آمن مطمئن يعيش في رغد من الحياة و تحويله إلى جحيم بحجة الديمقراطية و إن كان حاكم هدا البلد مجنون أو كافر أو غيره مما يدعون.
      ملاحظة : لأن القدافي كافر و مجنون بزعمهم فإن ربع سكانه حافظين للقرآن الكريم عن ظهر قلب , فهنيئاً للدول التي حكامها ليست بكفرة و لا مجنونين إد لا يتعدى الحفظة عندهم على نسبة واحد في الألف
    1. الصورة الرمزية غير مسجل
      غير مسجل -
      لعنة الله على من اشعل نار الفتنة فى بلادى ليبيا الحبيبة ولعنة الله على الجرذان عبدة المال الذين ناصرو اعداء الله على اخوانهم المسلمين ولكن الحرب لم تنتهى بعد يوم ليكم ويوم عليكم وبأذن الله النصر قادم وسترفرف راية الجماهيرية العظمى عالية فوق خشم كل جرذ عميل
      الله ومعمر وليبيا وبس وعاشت ليبيا حرة ابية وطز طز فى الجرذان واسيادهم حمير الخليج
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.