• قصيدة شمس النبوّة

    هلّ الربيعُ وفي عينيهِ بشـــــــــــراه شمسُ النبوةِ لاحـــــت من محياهُ

    بشائر الله قد جادت سحائبهاخيــــراً وفضلاً رســـــــــــول الله أسماه

    نور تلألأ في عليــــــــــــــــاءِ أمتنا من حجرِ آمنة ما نحنُ لـــــــولاهُ

    ضاءتْ قصورُ الشآمِ اليوم من فرح واهتزَّ إيوانُ كسرى من زوايـــاهُ

    نارُ المجوسِ تلاشــــت في مواقدها ووجـــــــــهُ جاحٍمها ليـــل تغشَّاهُ

    نالت حليمةُ في إرضاعِه شـــــــرفاً طوبــــى لبيت بطــــورِ اليتمِ آواهُ

    خصب عليهم إذا ما أجدبت ســـــنة بحر عظيم إذا عدت سجايــــــــاهُ

    مرارةُ اليتمِ ما أوهـــــــــت عزيمتهُ عاش اليتيـــــمُ وعينُ اللهِ ترعــــاهُ

    شهمٌ صدوقٌ حَبَاهُ اللهُ طاهـــــــــرة ً كانت له سنداً في عُسرِ دنيــــــــاهُ

    قد لاذ بالغارِ يدعـــــــو واحداً أحداً في ظلمة الليل لبَّى اللهُ دعـــــــواهُ

    فجاءهُ الروحُ بالآيـــــــــاتِ مؤتمناً بالدينِ والحق والقرآن وافــــــــــاهُ

    قد سار مركبـــــهُ في قلب عاصفةٍ شراعهُ الصبرُ والإيمانُ مرســـــاهُ

    لم يدعُ ماحقةً في ليـــــــــلِ محنته الحلمُ موردهُ والعفـــــــــو سُقيـــــاهُ

    قد عذبت صحبه الأخيارَ زمرتُهم واشتدّ جاهلُهــــــم فالحقدُ أعمـــــاهُ

    أشجارُ صبرهمُ جادت مواسمُـــها وليـــــــــلُ ظلمتهم ذلت مطـــــاياهُ

    قد خصّه اللهُ بالإســــــراء مكرمةً فوق الخيال وفــوق الوصف مسراهُ

    سار البراقُ كلمح البرق منطلـــقاً جل اللطيــــــــــــفُ وعز القادرُ اللهُ

    تبارك المسجدُ الأقصى بزائــــره واخضلَّ شوقاً ربيــــــــعٌ في حناياهُ

    في لحظةٍ عرجـــــت ذاتٌ مقدسة ٌ ركبُ الرسول إلى ذي العرش مرماهُ

    كلّ السماوات قد سبّحنَ من فرح من فـــــــــوق سبعٍ جلالُ الربّ حيّاهُ

    ظلمُ الجهالة قد زالــــــت غمامتُه إذ حطَّم اللاتَ والعُزَّى بيمنـــــــــــــاهُ

    فيضُ السلام تهادى من شريعــته مثلَ الفرات تعمّ الأرض نعمــــــــــاهُ

    قد فارق البيت والأهلين محتسبــاً في نصرة الدينِ قد ضحــــــــى بدنياهُ

    كالغيث يجلو نفوس الناسِ من إحَنٍ إذ أطفأ الحقدَ بين القومِ مسعــــــــــاهُ

    مدينةُ النور والأنصار قد هزجـت أنشــــــــــــــــودة البدر ترحيباً بلقياهُ

    من أرضها انطلقت للفتح ألــــويةٌ ترف بالعدل تعليــــــــــــــها سراياهُ

    شادت يداهُ صروح الحقّ شامخةً وقيصرُ الرومِ أضحى اليوم يخشـــاهُ

    هلّت إليه وفـــــودُ العربِ مسلمةً وصار سادتُها طوعاً رعــــــــــــاياهُ

    منائرُ الديـــــنِ قد شعت رسالتُها بالعدل والسلم من مشكــــــــاةِ مولاهُ

    خطّت يدُ الله للإسلام ملحـــــــمةً تظل عابقةً من فـــــــــــــــوحِ ذكراهُ


    علي عبود المناع
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : قصيدة شمس النبوّة كتبت بواسطة علي أحمد عبود المناع مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات 1 تعليق
    1. الصورة الرمزية مصطفى البطران
      مصطفى البطران -
      صلى الله وسلم على نبي الرحمة محمد عليه افضل الصلاة وأتم السلام وجزاك الله كل خير أخي علي على هذه القصيدة الجميلة
      جعلها الله في ميزان حسناتك ... أتمنى أن تتحفنا دائماً بأنفاسك العبقة ... بكل سرور وود ... مصطفى البطران لكن من دون اي بطر


    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.