مكشوف المعلول في مفاوضات بني صهيون
يوسف فضل
Monday 31-01 -2011
مع أن الحياة تحمل لنا دوما مفاجآت إلا أن " كشف المستور" لقناة الجزيرة لم يصف شمس جديدة في عالم السلطة الفلسطينية ولم يصف أي جديد لنا و(للحزب الحاكم) في الضفة " ليس لدينا أسرار لكن نشر الوثائق عيب" . قول السيد/ محمود عباس هذا يحتاج إلى لقاء صحفي مطول معه لتوضيح العيب الصحفي في النشر . مع أن فهمي لهذا التصريح أن المعلومات صحية لكن توقيتها غير مناسب للنشر. ومتى كان هناك وقت مناسب أو مسموح به لنقد أمراض (بطولات) القيادة الفلسطينية طوال مسير (كفاحها) ؟ هل هناك من تحقيق خاص بالشأن الفلسطيني أعلن عن القيام به ونشر للمحاسبة؟ لعل التوقيت غير مناسب لانه جاء في الوقت الذي تزداد فيه الاعترافات الدولية في المشروع الوطني الفلسطيني- الدولة الفلسطينية- الذي ينتظره كل فلسطيني دون استثناء . أنا استثناء لان الوطن الفلسطيني ليس الضفة الغربية فقط؟؟ بعد استقلال الحزب الحاكم الآخر في غزة هشام !
جاء " كشف المكشوف " هذا للضغط على الحزب الحاكم في الضفة لأنه لم يتنازل عن الثوابت الفلسطينية ! لكن كم بقي من الأهداف الإسرائيلية التي لم تتحقق على يد الحزب الحاكم في الضفة ؟ ألم يقل مفاوض إسرائيلي:" عندما ذهبت لمفاوضة الفلسطينيين تفاجأت أنني أتحدث إلى نفسي".
قناة الجزيرة ليست بريئة من هدف النشر ليس من حيث التوقيت ،لأن حركة الحياة مستمرة .لكن أيكون الهدف من النشر أن نتوقف عن استيعاب ما يحدث ثم ننفض جانبا إلى الحياد أو عشق اليأس ؟ قناة الجزيرة مثل شعاع الليزر يسلط على الهدف فيبدأ الإسقاط . من الملاحظ أن مصر والسلطة في دائرة استهداف واحدة حاليا .
حين نظرت إلى الثقة الرهيبة في عيون احمد منصور ( الذي لا أحب حواراته لجلافته) وهو يجادل السيد/ صائب عريقات واراه (يتفعفل) مثل فأر مهزوم أمامه مما جعل السيد/ صائب سائب في التحدث دون ثقة عن نفسه وعن السلطة الفلسطينية حتى انه عرض الوثائق الاصلية لنشرها على قناة الجزيزة وهذا منتهى الارتباك .أسأل : ما مصدر كل هذه الثقة لدى احمد منصور . إنها بالتأكيد قناة الجزيرة . فهي ليست قناة إخبارية بل بلاك ووتر أو مافيا جاهزة للانقضاض على من لا ترغب به . هل كشف المكشوف هو ثمرة لقاء وضاح خنفر مع تسيفي ليفني في الدوحة أثناء مشاركتها في مؤتمر الديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة . كان اللقاء قبل أيام من نشر وثائق المفاوضات الفلسطينية.
الحزب الحاكم في مهب العاصفة ! فالتنازلات خلال اللقاءات و(الدردشات) التي قدمت لإسرائيل كانت مرة ومريعة وان لم يتم توثيقها باتفاقيات حسبما ذكر السيد/ صائب عريقات . والملاحظ على محاضر الاجتماعات أنها تذكر تنازلات الحزب الحاكم في الضفة ولم تذكر هذه المحاضر ماذا قدمت إسرائيل في المقابل ؟
للحزب الحاكم الحق في غضبته على بديهيات أن الإعلام والثقافة لا يمكن توطينهما لان الحزب الحاكم اعتاد على التحكم في الإعلام والثقافة وتسييسهما ولم يعتاد على طرح الرأي لأنه مخالف لوجود السلطة الفلسطينية .
إن هدف السلطة الفلسطينية الأول: هو (سواء بوعي أو بلا وعي منها ) طمس معالم هذا الجيل الفلسطيني والجيل القادم وذلك عبر مفاوضات غير منتهية مع إسرائيل . وإذا كان الهدف من كشف حيثيات المفاوضات هو التخلي عن السلطة فهذا يعني أن هناك قيادات فلسطينية اوسلويه جاهزة لإكمال ما وصلت إليه السلطة الحالية حتى أننا سنشهد مستقبلا مفاوضات وتشكيل لجان دولية ومن هيئة الأمم وما يتبعه من (التنسيق الأمني) حول خط سير تاكسي البيادر(مثلا) في مدينة جنين . هل يكون خط السير في حالة التنقل من الحارة الشرقية إلى الحارة الغربية أن يمر الخط عبر مخيم جنين أم لا . حتى أن السيد/ عدنان الضميري ، رجل المخابرات في الحزب الحاكم ،قال مدافعا عن التنسيق الأمني أن سبب التنسيق الأمني مع إسرائيل هو " لتصريف احتياجات الشعب الفلسطيني" هذا جعلني أتخيل أن ما يطرح على طاولة التنسيق الأمني أجندات بنود المواد الغذائية التي يريدها الشعب الفلسطيني وانه لا يتم اعتقال أو قتل أي فرد فلسطيني ( كما اعترف بذلك السيد/ صائب عريقات في لقاءه مع احمد منصور) . ألم تكن تموينات البقالة والسوبر ماركت من مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي؟ وهي مسؤولية دولية وكانت ملباة أكثر من الحاضر .
وهدف السلطة الفلسطينية الثاني: هو المحافظة على الامتيازات الشخصية للحزب الحاكم في الضفة وهو الهدف الأسمى . فأفراد الحزب الحاكم يتمتعون بالراتب الشهري والتأمين الصحي والسيارات والبيوت وجل النشاط الاقتصادي ومستحقات نهاية الخدمة وهم يعلموا أنهم تجاوزوا مرحلة انتهاء الصلاحية أي لن يجدوا ي امتيازات خارج نطاق السلطة الفلسطينية . والسلطة الفلسطينية تطرح الأسئلة والردود عليها على أساس أن السلطة من المسلمات ما بعد أوسلو وأنها شرعية بحكم تواجدها المدعوم من كفيلها إسرائيل . ألم تحضرها إسرائيل من تونس ؟ وما أدراكم ما تونس التي حضنت منظمة التحرير الفلسطينية (هذا ما كشفه حاضر الأيام من مدى علاقة تونس بإسرائيل)
والمرء يعرف بقرينة!!!!
ملاحظتان على الرف
1- إن وجود السلطة وحزبها الحاكم في الضفة وجود غير شرعي. وان الايجابية الوحيدة للسلطة الفلسطينية أنها توقع اتفاقيات مع إسرائيل وهي سلطة غير شرعية ولا تمثل إلا نفسها.
2- انه قبل مرحلة أوسلو لا توجد وثيقة فلسطينية واحدة موقع عليها فلسطيني(حتى العميل) بالاعتراف في إسرائيل.ويجب أن نعزو الفضل لأصحاب الفضل في أن الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات يحمد الله فيما يعيشه من (بركات) وخدمات ما بعد مرحلة أوسلو.أننا مثل من يهنئ نفسه بخروجه من حلم مزعج ولا يدري ان الخروج هذا هو مرحلة ما بعد الموت .
وسلامتكم والشهيد حبيب الله
رسالة إدارية
حدثت الأخطاء التالية عند الإرسال