• فيسبوك أم فيس أمريكا

    فيس بوك أم فيس أمريكا

    كنت أقول فيما أقول أن أمريكا لا تخلق المتغيرات لكنها تستفيد منها
    لكن هل المتغيرات اليوم تستفيد من أمريكا ، ذلك ما لم يكن بحسبان أمريكا

    أشعر في هذه اللحظة من كتابة هذه الجملة بشعور ساخر عميق تولده الدهشة التي أنا كلف بها وكلف بالشعور الذي يلتهمني إذ تدخل لقلبي.
    في الوقت الذي يؤمن ساسة أمريكا بقوة الشابكة ، يتأمل ساسة العرب شاشة الحاسب بغباء وربما البعض لا يعرف مكان زر التشغيل ، لا يعني أنهم لا يملكون غرف عمليات متقدمة تراقب وتتابع ما يكتب ، لكن هناك جيش من أصحاب القرار وأصحاب التغيير لا يؤمنون البتة بالشابكة ، حتى أن هناك أكثر من خطة وقانون للسيطرة على الشابكة وكل ما يكتب ، وهي سياسة تتعدى سياسة الحجب والحظر .


    في وقت تخطى ساسة أمريكا الإيمان بالشابكة وتعداه من فكرة الاستفادة من المتغيرات إلى صنعها ، خاصة مع وجود أغبياء يرقبون الشاشة ويكتفون بمجرد البحث عن أي كلمة تشتمهم وتسبهم.


    صنع المتغيرات بشكل قسري يشابه انتاج أي مادة طبيعية مخبرياً ، كإنتاج نكهات الفواكه كنكهة الموز والبرتقال والليمون ونكهة الثورة.
    عرفت وكالة السي آ أي قيمة الشابكة، بعد توفير إحصائيات دقيقة عن نشاط الشابكة ومعدل البحث عن الكلمات والمواضيع، وأكثر موضوع يبحث عنه الشباب في إيران مثلاً، ثم قامت فكرة التلاعب بما يحدث في إيران عبر الشابكة ، لم يعرف ساسة إيران ما يكتبه الإيرانيون في مواقع الشبكات الاجتماعية والمدونات ، وكيف تحركت السي آ أي للاستفادة من ذلك وتحريك عناصرها لتفعّل الحراك عبر الشابكة وكان ما كان في إيران في موضوع الانتخابات، مقارنة مع الصين التي تحجب كثيراً من هذه المواقع وقد حجبت محرك الغوغل ذاته وأجبرته على التقيد بقوانينها رغم أنها دولة عظمى فهي تنغلق على ذاتها كآلية دفاعية وترمي ترهات مثل العولمة والعالم والمجتمع الواحد في سلة القمامة .

    بعدها تقدمت تقارير تؤكد أهمية الشبكات الاجتماعية وأهمية دخول أكبر عدد ممكن في موقع واحد كالفيسبوك ، وربطت هذه المواقع ببرمجيات كثيرة بشكل لم يسبق في شكل لنشر هذه المواقع ، حتى قنوات إعلامية كبيرة مثل الجزيرة تعلن أن لها صفحة على الفيسبوك وتوجه المتابعين لها ، رغم أنها تملك أكبر موقع عربي وبأكبر عدد من الزوار.
    توجه موقع ياهو الأمريكي الذي كان ثالث أشهر موقع – وقد سبقه اليوم فيسبوك - بعد إدراك أهمية الشابكة كأداة تستفيد منها أمريكا لخلق البلابل في الدول التي تعتبرها مارقة كإيران وسوريا ، توجه موقع ياهو لشراء موقع مكتوب الذي يقال أنه كان تابع للمخابرات الأردنية ، تحضيرا لخلق قواعد بيانات عربية تستفيد منها المخابرات الأمريكية.
    هذه المواقع هي وسائل قوية تستفيد منها أمريكا في توجيه المتغيرات وخلق البلابل حيث تريد ورسم الصورة التي تريد من فسيفساء واقعية بأيدي المدونين وأحلامهم وطموحاتهم.
    لكن ما حدث في تونس وما يحدث الآن في مصر قلب المعادلة ، وفجر قنبلة في وسط عقول من يظن أنه يسيطر على الشابكة.
    الوسائل التي خلقتها وساعدت في تطورها أمريكا تستخدم ضدها وضد النظم التي تثبت مصالحها في المنطقة.
    وانقلبت القاعدة:
    أمريكا تستفيد من المتغيرات عبر أدوات متطورة لخلق بلابل في بعض الدول .
    لتصبح :
    بعض الدول تستفيد من الأدوات المتطورة لخلق بلابل من المتغيرات في أمريكا.
    وهذا ما ستحاول أمريكا فهمه في الفترة القادمة ، فهل ستحاول كالساسة العرب حجب الشابكة وحظر بعض المواقع وتنظيم قوانين للسيطرة على الشابكة ( وهذا ما حصل هذه الأيام ).
    لا شك أن هذه من نتائج الخلق القسري للمتغيرات ، فهل يؤمن من يقف خلف هذه الإحصائيات الدقيقة ويراقب متغيرات العالم بدقة ، هل سيؤمن أن هناك قوى كبرى تقف وراء هذه المتغيرات الدنيوية.
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : فيسبوك أم فيس أمريكا كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات 1 تعليق
    1. الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
      طارق شفيق حقي -
      قامت مجموعة من الشبان تشكيل صفحة للانتفاضة الثالثة في فلسطين وقد انتسب لها أكثر من ثلائمائة ألف عضو ، لكن الفيس بوك قام باغلاق الصحفة وهذا ما قلناه في هذه المقالة أن أمريكا ستتجه رغماً عنها للاستبداد وكبح الحريات لأنها خرجت عن سيطرتها.
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.