• نشيد الجبار ... للشابي

    في هذه الأيام بيت من الشعر كان مادة إعلامية بامتياز وهذا البيت لأبي القاسم الشابي :
    إذا الشعب يوماً أراد الحياة .....فلا بدَّ أن يستجيب القدر
    ولكن للشابي قصائد أجمل وأروع وتحاكي نفس الفكرة .
    فقصيدة نشيد الجبار البديعة بشعرها لا تخلو من نقد لاذع لمنظومة مجتمعية وأخلاقية . وكنت قد قرأتها العام الماضي مرات عديدة . وما آلت إليه التغييرات في تونس تذكرت تيك القصيدة وقد نقلتها من أحد المواقع .
    وقد كان والد الشاعر الشابي قاضياً وما لفت انتباهي أن وزير العدل في حكومة الغنوشي ــ الغير مرضي عنها ــ من بيت ( الشابي ) .
    وإليكم القصيدة :

    نشيد الجبار


    سأعـيـش رغـــم الـــداء iiوالأعـــداء
    كالـنـسـر فـــوق الـقـمّـة الـشـمـاءِ
    أرنو إلى الشمس المضيئة ... iiهازئاً
    بالـسـحـب ، والأمـطــار ، والأنــــواءِ
    لا أرمــق الـظـلّ الكئـيـب... ولا iiأرى
    مــا فــي قـــرار الـهــوّةِ iiالـســوداء
    وأسير فـي دنيـا المشاعـر حالمـاً ii،
    غـرداً -- وتلـك سـعـادة iiالشـعـراء--
    أٌصغي لموسيقى الحيـاة ، iiووحيهـا
    وأذيــب روح الـكـون فــي إنشـائـي
    وأصـيـخ للـصـوت الإلاهــي iiالـــذي
    يـحـيـي بقـلـبـي مـيــت iiالأصــــداءِ
    وأقـــول لـلـقـدر الـــذي لا iiيـنـثـنـي
    عـــن حـــرب آمـالــي بـكــلّ iiبـــلاءِ
    لا يطفيء اللهب المؤجج في iiدمي
    مــوج الأســى ، وعـواصــف iiالأرزاءِ
    فاهدم فؤادي ما أستطعـت ، iiفإنـه
    سيـكـون مـثـل الصـخـرة iiالـصـمـاءِ
    لا يعـرف الشـكـوى الذليـلـة والبـكـا
    وضــراعــة الأطــفــال iiوالـضـعـفــاء
    ويـعـيـش جـبــاراً ، يـحــدق iiدائـمــاً
    بالفجـر ...، بالفجـر الجميـل iiالنـائـي
    واملأ طريقي بالمخاوف ، والدجى ii،
    وزوابــــع الأشــــواك ، iiوالـحـصـبـاء
    وانشـر عليـه الرعـب ، وانثـر iiفوقـه
    رجـم الــردى ، وصـواعـق iiالبـأسـاء
    سأظـل أمشـي رغـم ذلـك ، عازفـاً
    قـيـثـارتــي ، مـتـرنـمــاً بـغـنــائــي
    أمـشـي بـــروح حـالــم ، iiمـتـوهـجٍ
    فـــــــي ظــلـــمـــة الآلام iiوالأدواء
    النـور فـي قلـبـي وبـيـن جوانـحـي
    فعلام أخشى السير في iiالظلمـاء؟
    إنــي أنــا الـنـاي الــذي لا iiتنـتـهـي
    أنـغـامـه ، مـــا دام فـــي iiالأحـيــاء
    وأنـا الخضـم الرحـب ، ليـس iiتـزيـده
    إلا حـــيـــاةً ســـطـــوة iiالأنـــــــواء
    أمـاّ إذا خمـدت حيـاتـي ، وانقـضـى
    عمـري ، وأخـرسـت المنـيـة iiنـأئـي
    وخبا لهيب الكون فـي قلبـي iiالـذي
    قـد عـاش مـثـل الشعـلـة iiالحـمـراء
    فـأنــا السـعـيـد بـأنـنــي iiمـتـحٌــولّ
    عــــن عــالــم الآثــــام iiوالـبـغـضـاء
    لأذوب في فجر الجمـال iiالسرمـدي
    وأرتـــوي مـــن مـنـهــل iiالأضــــواء
    وأقــول للجـمـع الـذيــن iiتجـشـمـوا
    هـدمــي وودّوا لـــو يـخــر iiبـنـائــي
    ورأوا علـي الأشـواك ظلـي iiهـامـداً
    فتخـيـلـوا أنـــيّ قـضـيـت iiذمـائــي
    وغــدوا يشـبـون اللهيــب بـكـل iiمــا
    وجـدوا... ليشـووا فـوقـه iiأشـلائـي
    ومـضـوا يـمـدون الـخــوان iiليـأكـلـوا
    لحمـي ، ويرتشفـوا علـيـه iiدمـائـي
    إني --أقول لهم-- ووجهي iiمشـرق
    وعلى شفاهـي بسمـة استهـزاء--
    إن الـمـعــاول لا تــهـــد iiمـنـاكـبــي
    والـنـار لا تـأتــي عـلــى iiأعـضـائـي
    فارموا إلى النار الحشائش .. والعبوا
    يـا معشـر الأطفـال تحـت iiسمـائـي
    وإذا تـمـردّت الـعـواصـف وانـتـشـى
    بـالـهـول قــلــب الـقـبّــة iiالــزرقــاء
    ورأيـتـمـونــي طـــائـــراً iiمـتـرنــمــاً
    فوق الزوابـع ، فـي الفضـاء iiالنائـي
    فارموا على ظلي الحجارة iiواختفـوا
    خـــوف الـريــاح الــهــوج iiوالأنــــواء
    وهنـاك فـي أمـن البيـوت تطاحـنـوا
    غـــــث الـحــديــث ومـــيـــت iiالآراء
    وترنمـوا -- مـا شئتـم -- iiبشتائمـي
    وتجاهـروا -- مـا شئتـم -- iiبعـدائـي
    أمــا أنــا فأجيبـكـم مـــن iiفـوقـكـم
    والشمس والشفـق الجميـل iiإزائـي
    من جـاش بالوحـي المقـدس iiقلبـه
    لــــم يـحـتـفـل بـحـجــارة iiالـفـلـتـاء
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : نشيد الجبار ... للشابي كتبت بواسطة حسن العويس مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.