• حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم - د مسعد أحمد سعد الشايب

    حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم - د مسعد أحمد سعد الشايب

    الحمد الله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء، وسيد المرسلين سيدنا محمد رسول الله ، وبعد:
    فمن المسائل الشائكة التي يثار حولها الجدل كل عام ـ والتي اختلف فيها العلماء مابين مجيزٍ ومانعٍ ـ حسب تكييفهم الفقهي لها ـ مسألة (تهنئة غير المسلمين بأعيادهم)، ومن الأمانة العلمية عند الحديث عن أي مسألة؛ بيانُ جميع الأقوال فيها، مرجحًا بدون تحيزٍ وتعصبٍ ما يرجحه الدليل ونصوص وقواعد الشرع الحنيف، وفي هذا الصفحات أحاول بعونٍ من الله وتوفيق منه تجلية هذه المسألة وتوضيحها لعوام الناس، مرجحًا إن شاء الله بالدليل ما يطمئن قلبي إليه، ثم أقوم ببيان الرأي الأخرـ وبيان الردّ عليه، فأقول وبالله التوفيق:
    ============================================
    ((مقدمات أربعة لا بد منها قبل الولوج في بيان حكم المسألة))
    ============================================
    أولا: علاقة الإسلام بما قبله من الرسالات السماوية السابقة وأصحابها علاقة تعارف وتعاون لخدمة البشرية، وليست علاقة نفيٍ وتشريدٍ، وإزاحة، والنصوص الشرعية في هذا عديدة وكثيرة، أُذكر منها بالآتي: قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ﴾[الحُجُرات:13]، وقال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾[المائدة:2]، وقال تعالى: ﴿۞وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ﴾[الأنفال:61]، وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يتعامل مع غير المسلمين بكافة أنواع المعاملات؛ بيع، شراء، رهن، استخدام، عقد معاهدات، زيارة مرضى...إلخ، مما يتضح معه أن العلاقة بيننا وبين الآخر علاقةٌ تكامليةٌ.
    ==========
    ثانيًا: الإسلام هو دين السماحة، دين تأليف القلوب، وهذا أظهر ما تميز به الإسلام ونبيه، قال تعالى:﴿فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ﴾[آل عمران:159]، والنصوص في ذلك عديدة وكثيرة أيضًا، وقد أفردتها ببحث قديمًا أنشره لاحقًا إن شاء الله.
    ==========
    ثالثًًا: يجب أن نفرق بين المشاركة وبين التهنئة والتعايش السلمي والمعاملة الحسنة، فشتان بينهما كما بين السماء والأرض؛ لأن المشاركة في الفعل تفيد الرضى به أما مجرد التهنئة فلا، فقد أباح النبي (صلى الله عليه وسلم) لوفد نصارى نجران الصلاة في مسجده بعد أن همّ الصحابة (رضي الله عنهم) بمنعهم. (السيرة النبوية لابن كثير)، وقام (صلى الله عليه وسلم) لجنازة يهودي. فهل هذا إقرارٌ لعقيدته؟. وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ (رضي الله عنه) قَالَ: (إِنَّا لَنَكْشِرُ(أي: تظهر أسناننا) فِي وجُوهِ أَقْوَامٍ وَنَضْحَكُ إِلَيْهِمْ وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ)(البخاري تعليقًا، والحلم لابن أبي الدنيا واللفظ له)، وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ (رضي الله عنه): (خَالِطِ النَّاسَ وَدِينَكَ لاَ تَكْلِمَنَّهُ وَالدُّعَابَةِ مَعَ الأَهْلِ)(البخاري تعليقًا)، وكان سيدنا عبد الله بن عمرو (رضي الله عنهما) يذبح الشاة ويرسل منها لجارها اليهودي، وعَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: (لَيْسَ بِحَكِيمٍ مَنْ لَمْ يُعَاشِرْ بِالْمَعْرُوفِ مَنْ لَا يَجِدُ مِنْ مُعَاشَرَتِهِ بُدًّا)(الحلم لابن أبي الدنيا).
    ==========
    رابعًا: تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ليست من أمور العقيدة في شئ بل هي أمر فقهي، وقد يتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، وما صلح في أزمنة ماضية قد لايصلح في أزمنة حاضرة ولا حقة.
    ============================================
    ومن هنا أقول بعد هذه المقدمات الأربعة:
    لا مانع شرعًا في دين الله (عزّ وجلّ) من تهنئة غير المسلمين بأعيادهم طالما أنهم لم يقاتلوننا في الدين، ولم يخرجونا من ديارنا، ولم يجلبوا علينا شرًا، وهذا ما عليه دار الافتاء المصرية اليوم، ومجلس الافتاء الأوربي وهو رأي جلّ علماء الأزهر قديمًا وحديثًا كالشيخ رشيد رضا، والدكتور الشرباصي، والشيخ الشعراوي والدكتور القرضاوي والدكتور نصر فريد واصل، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي للأدلة الآتية:
    ================
    1. أن هذا من التعايش السلمي (تقبل فعل جسد بدون رضا قلب) الذي دعا إليه الإسلام وأقره كقيمة انسانية، فالتعايش السلمي من صميم علاقة الإسلام بغيره، وهو مظاهر من مظاهر السماحة فيه، قال تعالى:{لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ*إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[سورة الممتحنة الآيتان:9،8]، قال المفسرون: وهذه الآية رخصة في صلة الذين لم ينصبوا الحرب للمسلمين، وجواز برّهم، وإن كانت الموالاة منقطعة. زاد المسير (4/270)،
    قلت (ابن الشايب): والبر: هو حسن المعاملة والإكرام، فهو لفظٌ عامٌ يشمل كل إكرام بالقول أو الفعل، ومن الإكرام بالقول تهنئتهم بأعيادهم، كما أن هاتين الآيتين هما دستور العلاقة بين المسلمين وغيرهم، وقد فرقا بين غير المسلم المحارب لنا والمسالم معنا.
    ============
    2. أن النص القرآني عامٌ بإباحة كلِّ قولٍ حسنٍ للناس عمومًا مسلمين وغير مسلمين، فقال تعالى:{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}[سورةالبقرة:83]، ومن القول الحسن تهنئتهم بأعيادهم، وقد تقدم الدليل على ذلك من فعل السلف في المقدمة الثالثة في بيان الفرق بين التهنئة والمشاركة.
    =============
    3. أيهما أشد في المعاملة الحسنة التهنئة لغير المسلمين بالأعياد أم أكل طعامهم وتزوج نسائهم المنصوص عليه بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ}[سورة المائدة:5]، وزيارة مريضهم، واستخدامهم والمعاملة معهم بالبيع والشراء لاشك أن إباحة تناول طعامهم وتزوج نسائهم...إلخ أشد من التهنئة في المعاملة الحسنة، وهذا مباحٌ، فما هو أقل منه مباح من باب أولى، ولو كان في إباحة تزوج نساء أهل الكتاب، وأكل طعامهم مشاركة ورضى بعقيدتهم ما أباحه القرآن الكريم فدّل ذلك على الفرق بين التهنئة والمعاملة الحسنة والمشاركة في الفعل، وهذا يبين ويوضح أن مجرد التهنئة لا شئ فيها مطلقًا. وقد مات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودرعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاع من شعير، ووقف لجنازة يهودي مرت به، وتعاهد مع غير المسلمين للدفاع المشترك عن المدينة، وقبل هديتهم...إلخ، مما يدل على أن المعاملة الحسنة لا حرج فيها، ومنها التهنئة بأعيادهم.
    ==============
    4. قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَسِيبًا﴾[النساء:86]، والتحية هنا لاتقتصر على السلام وحسب بل يدخل فيها كل معاملة ومجاملة حسنة، وقد جاء الأمر بردّ التحية عمومًا لافرق بين مسلم وغيره، وقد يكون لي جارٌ أو زوجة (مع ما يستلزمه الزواج من المودة والمصاهرة والرحمة)، أو صديق أو زميل أو شريك...إلخ غير مسلم يعاملني معاملة حسنة ويشاركني أفراحي وأتراحي أفلا أهنئه بعيده؟ وقد قال الله تعالى: ﴿هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ﴾[الرحمن:60]، وهذا من المبادئ القرآنية العبرة، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ومما يدل على ذلك أيضًا ما ورد عن أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنهما)، قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش، إذ عاهدوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومدتهم مع أبيها، فاستفتت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقالت: يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها؟ قال: (نَعَمْ صِلِيهَا)(متفق عليه)
    =============
    5. أن من يعيشيون بيننا من غير المسلمين يعدون جيرانًا لنا، ولهم حق علينا، وقد وصّى النبي (صلى الله عليه وسلم) بالجيران عمومًا، فقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ)(متفق عليه واللفظ لمسلم)، ومن إكرام الجار الغير المسلم تهنئته بأعياده وأفراحه، وتعزيته في أتراحه، وهو من البر الذي أباحته آية الممتحنة، ويتعين ذلك علينا إذا كانوا يجاملوننا في أعيادنا لأجل آية النساء وآية الرحمن.
    ============================================
    المانعون وأدلتهم، والردّ عليها، وتوجيهها:
    ============================================
    إزاء هذا الرأي الوسطي المناسب لروح الإسلام وتعاليمه، ذهب فريق أخر إلى منع وحرمة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وقد نُسب هذا القول للإمام ابن تيمية، وتلميذه الإمام ابن القيم، وتابعهم على ذلك الوهابية، ومدعوا السلفية، والمتشددون والمتنطعون اليوم، ونسوا أن تلك المسألة أمر فقهي خاضع لتتغير باختلاف الجهات الأربع، وقد جاءت أدلتهم كالتالي:
    ==========
    (1) أن هذا الأمر (التهنئة) لم يفعله النبي (صلى الله عليه وسلم)، وفيه تشبه بغير المسلمين، ومشاركة لهم.
    الردّ: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) فعل ما هو أشد من تهنئتهم من زيارتهم، وقبول هديتهم...إلخ، وأباح القرآن الكريم تناول طعامهم، وتزوج نسائهم، وفرق بين التهنئة والتعايش السلمي والمعاملة الحسنة وبين المشاركة كما تقدم، والمجاملة شيء والاعتقاد شئ آخر.
    ==========
    (2) ما جاء من آيات قرآنية في النهي عن مودة وموالاة غير المسلمين.
    الرد: أن تلك الآيات يقصد بها غير المسلمين المحاربين لنا، حتى لا تتعارض النصوص القرآنية، والنبوية.
    ==========
    (3) قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}[الفرقان:72].
    الردّ: المراد بالمشاهدة هنا الحضور والمشاركة، وقد فرقنا فيما تقدم بين مجرد التهنئة وكونها من التعايش السلمي، وكونها مجاملة ومن البر ومن مكارم الأخلاق، وبين المشاركة والحضور فشتان ما بينهما فالآية ليست محلًا للاستدلال على منع التهنئة.
    ==========
    (4) يقولون: قول ابن تيمية، وابن القيم أولى من غيرهما.
    الردّ: فقد كذب العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي نسبة هذا الرأي لابن تيمية، ونسب لابن تيمية اختياره تهنئة غير المسلمين لما فيه من المصلحة، وذكر للحنابلة في المسألة ثلاثة أقوال: هي الجواز، والمنع، والكراهة.
    وعلى فرض أن ذلك ليس بصحيح فكما ذكرت سابقًا أن تلك المسألة من المسائل الفقهية التي تتغير بتغير الجهات الأربع، والفتوى التي أصدرها شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم بتحريم تهنئة غير المسلمين لها ظروفها الخاصة فقد كان عصره مليئًا بالحروب، حروب التتار مع المسلمين وقد عاصر هو نفسه أواخر الحروب الصليبية، فأي تهاون ومودة معهم يعني الرضا بالمحتل، ومن ثم لا بد من اختيار فقهي يحفظ للناس تماسكهم أمام هذا المغتصب، فكانت فتاواه بتحريم التهنئة وتابعه تلميذه ابن القيم عليها، أما اليوم فقد تغيرت الظروف والأحوال وأصبحنا منفتحين على الأخرين، وتربطنا بهم علاقات كثيرة فكان ولابد أن تتغير تلك الفتوى.
    ============================================
    كلمات في الختام، وملخص المقال:
    ============================================
    1. يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، ولا يجوز مشاركتهم فيها، قال تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}[الكافرون:6]، فهناك فرق بين التهنئة والبر والتعايش السلمي وبين المشاركة.
    2. تهنئة غير المسلمين بأعيادهم مظهرٌ من مظاهر البر، ومظهر من مظاهر سماحة الإسلام، ونوعٌ من المجاملة.
    3. النبي (صلى الله عليه وسلم) فعل وأمر بما هو أكبر من التهنئة.
    4. من يجوز تهنئته هو غير المسلم المسالم لنا أما من يحاربنا كاليهود اليوم فلا يجوز.
    5. يجوز الهدية أيضًا لغير المسلم، بما هو مباح في شرعنا فلا تجوز الهدية بالخمر...إلخ.
    6. جواز تهنئة غير المسلمين ببطاقات التهنئة، بدون أن تشتمل على آيات قرآنية أو أحاديث نبوية فهم لايدركون قداساتها، وقد يمتهنونها أو يلقونها في المخلفات.
    7. جواز تهنئة غير المسلمين بالكلام المباح في شرعنا، وليس فيه مخالفة لديننا.
    8. القائلون بالتفرقة في التهنئة بين العيد الديني والعيد الغير ديني لا يفقهون شرعًا معنى العيد فالأعياد لا تكون إلا دينية، وها هو النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول لأهل المدينة: (كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الْأَضْحَى)(رواه النسائي)
    9. الفتوى تتغير بتغير الجهات الأربع (الزمان والمكان والأحوال والأشخاص)، وما يصلح لزمنٍ لا يصلح لآخر، ومسألة التهنئة ليست من العقيدة أساسًا، فهي قابلة للتغير بحسب الجهات الأربع.
    10 أدلة المانعين للتهنئة أدلة مرجوحة ولا تصلح محلا للإستدلال على المنع.
    ============================================
    والله تعالى أعلى وأعلم وهو المستعان وعليه التكلان
    ============================================
    خادم العلم الشرعي
    مسعد أحمد سعد الشايب
    دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن
    كلية أصول الدين الأم بالقاهرة ـ جامعة الأزهر الشريف
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.