• سلسلة المدّاحون/ كعب بن زهير

    سلسلة المدّاحون/ كعب بن زهير
    اخترنا لكم اليوم صوتاً ممّن صدحوا بأشعار المديح لرسول الله محمّد صلّى الله عليه وسلّم
    وهو :كعب بن زهير لقصيدته في مدح الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قصّة وعبرة.. فلنتعرف على الشّاعر أوّلاً
    هو كعب بن زهير بن أبي سلمى شاعر مخضرم عاش في الجاهليّة وصدر الإسلام وقد اشتهر في الجاهليّة فكان أكثر شهرة من الحطيئة. فهو من أسرة عرفت بالشّعر فأبوه زهير بن أبي سلمى وأخوه بجير وابنه عقبة وحفيده العوّام كلّهم شعراء
    تلقّن الشّعر عن أبيه مع أخيه بجير... فكان يخرج به أبوه إلى الصّحراء فيلقي عليه بيتاً من الشّعر ويقول له أجزه .. يعني قل مثله .. تمريناً ودربةً.. وكان في حداثة سنّه يقول الشّعر فيردعه أبوه مخافة أن لا يستقيم له النّظم فيأتي غير مسبوك.. وقد عُرف عن زهير أنّه يقلّب القصيدة حولاً كاملاً
    لم تعرف ولادته على وجه الدّقة ولكن عرفت وفاته سنة 24 للهجرة 662 للميلاد
    - مناسبة القصيدة
    لمّا ظهر الإسلام كان كعب بن زهير قد بلغ من الشّعر والشّهرة حظّاً مرموقاً. وحين دعاه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى الإسلام أبى.. أمّا أخوه بجير فأسلم فوبّخه ليرتدّ.. ولم يكتفِ بذلك بل هجاه وهجا النّبيّ بشعره.. ولمّا بلغ ذلك رسول الله استنكره وأهدر دمه وتوعّده.. فهرب كعب وعرض الدّخول على القبائل فلم يجره أحد .. فهام على وجهه لا يدري أين يذهب.
    لكنّ بجيراً لم يترك أخاه فأرسل إليه يدعوه إلى الإسلام ويطلب إليه الاعتذار والمثول أمام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.. فتردّد وكان النّبيّ لا يردّ مَن جاءه معتذراً
    جاء كعب إلى المسجد وتشفّع بأبي بكر عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.. وقام فقال قصيدته المشهورة وقدّم فيها الاعتذار والمديح.. وعرّف عن نفسه وأعلن إسلامه.. فعفا عنه وأهداه بردته لمّا سمع منه من الشّعر الرّصيد وقبِله بين المسلمين ولذلك سميت القصيدة بالبُردة.. ثمّ حَسُن إسلامُهُ وأخذ يصدر شعره عن مواعظ وحكم متأثّراً بحِكم القرآن وظهرت المعاني الإسلاميّة في شعره
    أمّا القصيدة فقد بدأها كعب بأبيات من الغزل قال في مطلعها:
    بانت سعاد فقلبي اليوم متبول.... متيّمٌ إثرها لم يفد مكبول
    أمّا المديح وهو موضوعنا فيقول فيه بعد وصف حاله ورحلته إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأيقن أنه ملاقٍ مصيره إن لم يعفُ عنه:

    كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ *** يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمولُ
    أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني* ** والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
    وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ مُـعْتَذِراً *** والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ
    مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ *** الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
    لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاة ولَـمْ *** أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
    لَـقَدْ أقْـومُ مَـقاماً لـو يَـقومُ بِـه *** أرَى وأَسْـمَعُ مـا لـم يَسْمَعِ الفيلُ
    لَـظَلَّ يِـرْعُدُ إلاَّ أنْ يـكونَ لَهُ مِنَ *** الَّـرسُـولِ بِــإِذْنِ اللهِ تَـنْـويلُ
    حَـتَّى وَضَـعْتُ يَـميني لا أُنازِعُهُ *** فـي كَـفِّ ذِي نَـغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
    لَــذاكَ أَهْـيَبُ عِـنْدي إذْ أُكَـلِّمُهُ *** وقـيـلَ إنَّـكَ مَـنْسوبٌ ومَـسْؤولُ
    مِـنْ خـادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ *** مِـنْ بَـطْنِ عَـثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
    إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ *** مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ
    كنتم مع ( المداحون) و كعب بن زهير
    زهير شيخ تراب




    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.