• ستيفن هوكينغ بين تاريخ موجز للزمن والتصميم العظيم - طارق شفيق حقي

    ستيفن هوكينغ بين تاريخ موجز للزمن والتصميم العظيم - طارق شفيق حقي

    موت ستيفن هوكينغ فجر ثقباً أسود في العالم وسنحاول في هذا المقال استطلاع بعض آراء ستيفن هوكينغ بين كتابين له

    (ستيفن ويليام هوكينج (
    Stephen William Hawking) ولد في أكسفورد،إنجلترا (8 يناير 1942 - 14 مارس 2018)، هو من أبرز علماء الفيزياء النظرية وعلم الكون على مستوى العالم، درس في جامعة أكسفورد وحصل منها على درجة الشرف الأولى في الفيزياء، أكمل دراسته في جامعة كامبريدج للحصول على الدكتوراة في علم الكون، له أبحاث نظرية في علم الكون وأبحاث في العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، كما له أبحاث ودراسات في التسلسل الزمني
    من أهم العلماء المعاصرين الذي ساعدوا على تأسيس الأدلة العلمية على وجود الله، لكن ربما سنجد خلافات حول تفسير هذه الظواهر الكونية.

    ستيفن يتفق مع المؤمنين بوجود خالق للكون في المقدمات لكنه يختلف معهم في النتائج.
    من أهم الأمور التي يؤمن بها ستيفن :

    1. أن الكون حادث.
    2. الكون مضبوط ضبط دقيق ومحضر لتشكيل حياة على الأرض.

    إيمان ستيفن بأن الكون مخلوق تولد نتيجة أدلة علمية فيزيائية ورياضية.
    من أهم كتبه " تاريخ موجز للزمن" ( A briefer history of time )
    يقول فيه : " في حال اعتقدنا أن للكون بداية، فإن دور الخالق واضح ، ولكن إذا كان الكون مكتفياً بنفسه بشكل كامل وليس له حدود أو حواف ، بدون بداية أو نهاية فإن الإجابة تبدوا غير واضحة : ما هو دور الخالق "

    في الحالة الثانية يظهر بأن الكون الذي نعيش فيه والذي ليس له نهاية أو بداية بمعنى هو غامض ولا يدل على لمسات الصانع فمؤشرات وجود الخالق غير واضحة، لكن في حال تم اثبات أن هذا الكون الذي نعيش فيه له بداية ونهاية بأدلة علمية فهذه مؤشرات على أنه مخلوق وكل مخلوق لا بد أن يكون له خالق، وهنا يقول المؤمنون بوجود خالق للكون بأن كل شيء له بداية فحتماً له سبب لبدايته، أو كل شيء حادث فهو له سبب لحدوثه وهو الخالق .

    ستيفن قال : إذا أثبتنا أن للكون بداية فدور الخالق واضح.
    ومن الأمور الأخرى التي ساعد في اثباتها ستيفن بأن الكون ليس أزلياً.

    لننظر إلى ما قاله عالم الفيزياء الكندي ( هيو راس ):
    يقول قبل عام 1970 م ، علماء الفلك أدروا بأن للكون بداية ، إلا أنهم لم يفهموا إلا القليل حول كيفية بداية الكون.

    - جاء اثنان من علماء الفيزياء وهما ( ستيفن هوكينغ ) و (روجر بنروز ) وتوصلا إلى أول نظرية عن الزمكان وفقاً لنظرية النسبية العامة التي وضعها العالم أينشتاين ، النظرية أثبتت أنه وفق النسبية العامة الكلاسيكية ، إذا احتوت الكون على كتلة ، وإذا كانت معادلات النسبية العامة تصف دينامكا الكون بشكل موثوق ، فإنه لا بد أن تكون هناك بداية لأبعاد الكون : الزمان والمكان ، تتزامن مع نشأة الكون.

    روجر بنروز وستيفن هوكنغ توصلا إلى هذه النتيجة اعتماداً على نظرية النسبية العامة وقالا : إذا كانت نظرية النسبية العامة صحيحة فهذه النتائج صحيحة، ونظرية النسبية العامة لأينشتاين من أوثق النظريات وهي من أهم الأدلة المستقلة على حدوث الكون.

    روجر بنروز
    : Roger Penrose) ولد ب8 أغسطس 1931 فيزيائي رياضي بريطاني، حائز على مقعد روز بول للرياضيات في جامعة أكسفورد. اكتسب روجر بنروز شهرة واسعة نتيجة أعماله في النسبية العامة وعلم الكون، وهو أحد المساهمين مع ستيفن هوكينغ في صياغة نظرية الثقوب السوداء، يتميز بنروز كذلك بأنه فيلسوف مؤيد للمدرسة الواقعية في الرياضيات وهو كثيرا ما أبدع أفكارا خلافة في الرياضيات من أهمها : مسألة التبليط الدوري وغير الدوري.

    يقول ستيفن : كان من المدهش جداً اكتشاف أن معظم المجرات بدت منزاحة نحو الأحمر : تقريباً كان كلهم يبتعدون عنا ! والأكثر إدهاشاً هو اكتشاف أن العالم ( هابل ) نشر في عام 129 م أنه حتى مقدار انزياح المجرة نحو الأحمر ليس عشوائياً بل يتناسب مباشرة مع بعد المجرة عنا.
    بمعنى آخر كلما بعدت المجرة ، سارع ابتعادها ، وهذا يعني أنه لا يمكن للكون أن يكون ساكناً أو غير متغير الحجم ، كما اعتقد الجميع في السابق.
    فهو في الواقع يتوسع ، فالمسافة بين المجرات المختلفة تزداد طول الوقت "

    وقفة مع أينشتاين
    حين وضع إينشتاين معادلات النسبية العامة فهذه المعادلات كانت تحتم علمياً بأن للكون بداية ، لكن العالم أينشتاين لم يكن يؤمن بأن الكون له بداية ولها نهاية أو يتوسع ويتقلص ،
    فكان يؤمن (أي يقتنع علمياً وعقلياً )بأن الكون ساكن وثابت وليس له بداية أو نهاية فقام بتغيير معادلاته وأضاف ما يسمى " الثابت الكوني " الذي يعمل كمضاد للجاذبية فيبقى الكون مستقراً ، لتنسجم معادلاته مع ثبات الكون .

    (الثابت الكوني (
    cosmological constant) (يرمز له غالبا بالرمز لامبدا: خ›) هو ثابت فيزيائي وضعه العالم ألبرت أينشتاين حتي تتفق معادلاته مع مفهوم أن الكون ثابت وساكن غير متمدد، وهو ما ثبت خطؤه وقد تم إلغاء هذا الثابت فيما بعد"

    ثم قام العالم إدون هابل ولديه تلسكوب عملاق يقوم برصد توسع المجرات نحو الأحمر.

    إدوين بويل هابل

    (20 نوفمبر 1889 _ 28 سبتمبر 1953)[3]، فلكي أمريكي له دور كبير في إستكشاف الفضاء الخارجي، عاش في شيكاغو ودرس الثانوية فيها, وكان طالبا عاديا وكان محبا للرياضة ومتفوقا في القفز العالي بدأ دراسته الأكاديمية في دراسة القانون في جامعة أكسفورد في بريطانيا إلا انه ترك الدراسة هناك معتقدا بأن هذه الدراسة لا ترضي طموحه حيث كانت رغبته في دراسة الفلك.ويعتبر واحدا ممن ساهموا في تطويرعلم الكون الفيزيائي في القرن العشرين . وأثبت أن المجرات ليست ثابتة في الكون، بل كلها يتحرك ويبتعد عنا. بذلك أثبت أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعة متناسبة مع ابتعادها، وسميت هذه العلاقة بقانون هابل سنة 1929، والذي ساهم كثيراً في اعتماد نظرية الانفجار الكبير

    والانزياح نحو الأحمر يعني أنك حين ترصد المجرات من حول مجموعتنا الشمسية فأنك تراها مائلة نحو اللون الأحمر، وهذه دلالة بأن المجرات تتباعد عنا ، وتوصل هابل إلى نتيجة بأن الكون يتوسع وأن المجرات تبتعد عنا .
    هنا قام أينشتاين بزيارة العالم هابل والاطلاع على هذه النتائج وأقر حينها بأنه أخطأ حين عدل معادلات النسبية العامة وأضاف إليها الثابت الكوني، وبمعنى أقر بأن للكون بداية.

    • يقول ستيفن هوكينغ :" تم استبدال الفكرة القديمة التي تقول بأن الكون في جوهره غير متغير ، وأنه من الممكن أن يكون الكون أزلياً ، بفكرة : الكون الديناميكي المتوسع ، الذي يبدو أنه بدأ في الوجود منذ مدة زمنية محددة في الماضي ، وقد ينتهي في وقت محدد في المستقبل "

    ويقول : " أن الجميع تقريباً يؤمنون الآن بأن الكون والوقت نفسه بدءا بالانفجار الكبير "
    ويؤكد هوكينغ على التالي: نحن نؤمن بأن الكون ليس أزلياً "
    يقول أيضاً : " الكثيرون لا يحبون الفكرة التي تقول بأن الزمن له بداية ، غالباً من أجل أنه يدل بوضوح على التدخل الإلهي "
    لكن ستيفن هوكينغ في كتابه التصميم العظيم تراجع عن هذا التصور الذي كان واضحاً في كتابه " تاريخ موجز عن الزمن "
    يقول ستيفن في كتابه " التصميم العظيم" : لأن هناك قانون مثل الجاذبية فإن الكون قادر وسيخلق نفسه من لا شيء "
    وهنا افترض ستيفن أن الجاذبية موجودة قبل خلق الكون وقانون الجاذبية هذا سيخلق نفسه من لا شيء وليس على هذا الكلام أي دليل علمي، بل على العكس علماء الكز مولوجي وعلماء الفيزياء النظرية تقول بأن القوى الكونية الأربعة بما فيها قانون الجاذبية قد وجدت بعد الانفجار العظيم وليس قبلها.


    فاللاشىء لا يمكن أن يخلق شيئاً
    من العلماء الذي ناقشوا كلام ستيفن الأخير كان العالم " جون لينوكس" له كتاب : " الله وستيفن هوكينغ " و كتاب : " Gunning for god ) وله كتاب : " GOD'S UNDERTAKER )
    في هذه الكتب يرد جون لينوكس على مزاعم ستيفن بأن العلم الحديث ينفي وجود الله.
    جون لينوكس يقول بإن القانون ذاته لا يستطيع بأن يفعل شيء لكن القانون يوضح ماذا يمكن أن يحدث حين تكون هناك ظروف معينة .

    يقول جون :
    " لماذا يوجد شيء بدلاً من لا شيء ؟ يقول هوكينغ : إن وجود الجاذبية يعني أن خلق الكون كان حتمياً . لكن كيف جاءت الجاذبية إلى الوجود في المقام الأول ؟ ماذا كانت القوة الخالقة وراء ميلادها ؟ ومن الذي وضعها هناك ، بكل خواصها مع إمكانية وصفها كقانون رياضي؟
    إذن افتراض بأن الجاذبية كانت موجودة قبل خلق الكون لا يحل القضية بل يعقدها ، فمن الذي أوجدها ؟

    ويقول جون " لا تستطيع القوانين الفيزيائية خلق شيء من تلقاء نفسها ، فهي محض وصف رياضياتي لما يحدث طبيعياً في ظروف معينة ، قانون نيوتن للجاذبية لا يخلق الجاذبية ، بل إنه في الحقيقة قوانين الفيزياء ليست عاجزة عن خلق أي شيء فحسب بل إنها عاجزة أن تسبب إحداث أي شيء."

    القضية هنا رغم أنها علمية لكن تتدخل فيها الفلسفة والمنطق، بمعنى لو أننا اكتشفنا قانون فيزيائي جديد غير مكتشف فهل هذا القانون له إرادة ؟ كمثال هل قانون تبخر الماء عند وصولها لدرجة الغليان له علاقة بإشعال النار أسفل الماء ؟
    يعني هل قانون التبخر يستطيع أن يشعل النار تحت الماء لأنه قانون فقط ؟
    فقانون الجاذبية كذلك لا علاقة له بولادة الكون فهو كما الكون محدث أي مخلوق مثلها.

    يقول الفيلسوف الشهير ( ويليام بيله )
    صاحب حجة التصميم المشهورة ، يقول كلاماً في غاية الأهمية : " إنه لتحريف للغة أن تحدد أي قانون على أنه السبب الكافي الفعال لأي شيء . فالقانون يفترض مسبقاً وجود عامل، فالقانون مجرد الآلية التي يسير عليها العامل . والقانون يتضمن قوة ، لأن النظام الذي تعمل تلك القوة وفقاً له.
    وبدون هذا العامل وبدون هذه القوة ، المستقلين كلاهما عن القانون ، لا يفعل القانون شيئاً ، فهو لا شيء"

    وحتى ستيفن له كلام يناقض نفسه فيقول : " حتى لو لم يكن هناك سوى نظرية ممكنة موحدة ( نظرية كل شيء ) فهي محض مجموعة من القوانين والمعادلات . ما الذي ينفخ النار في القوانين ويخلق كوناً على مواصفاتها"
    وفي هذا الكلام تطابق مع ويليام بيله
    هنا نقول : بما إن الكون له قوانين فإن دور الخالق واضح"
    لأن قوانين الكون تحتاج لمن ينفخ النار فيها ويجعلها فاعلة أي إلى الخالق

    1. إذن نحن أمام كون له بداية فإذن له سبب لهه البداية .
    2. ونحن أمام كون له قوانين وهذه القوانين بحاجة من يجعل منها فاعلة .
    3. الضبط الدقيق لهذا الكون ، فالكون مضبوط بشكل دقيق لولادة الحياة عليه.

    يؤكد ستيفن على نقطة الضبط الدقيق للكون يقول " إن الانطباع الساحق هو انطباع النظام. فكلما اكتشفنا أكثر عن الكون وجدنا أنه محكوم بقوانين نستطيع إدراكها بعقولنا"
    وهذه القوانين يمكن أن نوصفها بمعادلات رياضية.

    يقول ستيفن : " إن الحقيقة الملحوظة هي أن قيم هذه الأرقام يبدو أنها قد تم ضبطها بشكل دقيق جداً لإتاحة نشأة الحياة ... على سبيل المثال ، لو كانت الشحنة الكهربائية للإلكترون بها اختلاف طفيف جداً ، لما استطاعت النجوم حرق الهيدروجين والهليوم ، ولما كانا انفجرا أصلاً ، ويبدوا واضحاً أن هناك عدد قليل نسبياً من القيم للأرقام التي من شأنها أن تسمح بتطوير أي شكل من أشكال الحياة الذكية.

    العلماء الملاحدة قدموا حلاً لخلق الكون وهو الأكوان المتعددة ، وكوننا واحد من هذه الأكوان وبالصدفة كان كوننا واحد من بين هذه الأكوان.
    أو أن يكون الضبط الدقيق للكون هو نتيجة حتمية فيزيائية
    يقول ستيفن : كانت حتمية ( لابلاس ) غير مكتملة من وجهين : لم تذكر كيف ينبغي اختيار القوانين ، ولم تحدد القيم الأولية لبداية الكون ، فذلك متروك للإله . فالإله اختار كيف بدأ الكون ، وأي القوانين يجب أن تخضع له لكنه لم يتدخل في الكون منذ بدايته "
    يطرح ستيفن هنا قضية فلسفية وهي ما هو القانون الحاكم والذي سبب أو اختار أو حدد نوع المعادلات والقوانين الفيزيائية للكون وما هو القانون الذي ضبط هذه القوانين ؟
    فالقوانين الحاكمة للكون :

    1. الجاذبية
    2. الكهرومغناطيسية
    3. النووية القوية
    4. النووية الضعيفة

    فكما يقول إن ذلك متعلق بمشيئة الله ولا يوجد أي علم فيزيائي أو غير فيزيائي يمكن أن يحدده .

    يقول ستيفن : عند الانفجار الكبير وغيره من الأحداث الاستثنائية ، كانت ستتعطل جميع القوانين ، لذلك كان الإله لا يزال لديه الإرادة الكاملة في اختيار ما حدث ، وكيف بدأ الكون "
    ويقول ستيفن " وحتى عندما نفهم النظرية النهائية ( نظرية كل شيء كما ذكرنا سابقاً) فلن تخبرنا كثيراً عن كيفية بدأ الكون .. لنرجع للسؤال ... هل تتنبأ نظرية الأوتار بحالة الكون ؟ الإجابة : لا . إنها تسمح بمشهد واسع من الأكوان الممكنة والتي نشغل فيها موقعاً مسموحاً بالنسبة للإنسان "
    لكن بعد هذا الكلام لستيفن عاد ستيفن وغير رأيه في كتابه " التصميم العظيم" فهل كان رأيه متسقاً علمياً ؟
    يقول ستيفن :
    " يبدو أن كوننا وقوانينه كلاهما تم تصميمهما بدقة لدعمنا ... وهذا لا يسهل شرحه ، كما أنه يطرح التساؤل الطبيعي وهو لماذا الكون بهذه الطريقة ؟ فالاكتشاف الحديث نسبياً للضبط بالغ الدقة للعديد من قوانين الطبيعة قد يقود بعضنا – على الأقل – للعودة إلى الفكرة القديمة وهي أن التصميم العظيم هو فعل مصمم عظيم – وهذه ليست إجابة العلم الحديث حيث يبدو أن كوننا واحد من بين العديد من الأكوان الأخرى ، لكل منهم قوانينه"
    فهل هناك دليل علمي على ذلك ؟
    علمياً لا يوجد أي رصد لما هو خارج كوننا .
    ولنقرأ كلام أكبر عالم ملحد وهو ريتشارد دوكنز ويطرح ثلاث حلول :
    ويقول إن فكرة الأكوان المتعددة فكرة مطاطة جداً ول وقبلنا بها فلماذا لا نقبل بفكرة الإله.
    يقول هناك ثلاث تفاسير لضبط الكون :

    1. إما الإله
    2. أو الصدفة أي الأكوان المتعددة
    3. أو الحتمية الفيزيائية.

    وهو يعترف أنه لا يوجد حل فيزيائي كما قال ستيفن
    فإذا إما أن يكون الإله أو الأكوان المتعددة.

    يقول دوكنز :
    " ليس لدينا تفسير مناسب في الفيزياء للضبط الدقيق فنظرية مثل الأكوان المتعددة قد تقوم بذلك مبدئياً في الفيزياء كعمل استطلاعي كما تفعل الداروينية في البيولوجي وهذا النوع من التفسير ظاهرياً أقل إرضاءً من النسخة البيولوجية الداروينية، لأنه يراهن أكثر على الحظ ، ولكن المبدأ الإنساني يخولنا افتراض الحظ أكثر بكثير مما تميل إليه بداهتنا.
    لا ينبغي علينا أن نتخلى عن الأمل في ظهور تفسير أفضل في الفيزياء ، شيء في نفس قوة الداروينية في الفيزياء وحينئذ سيكون شبه مؤكد أن الإله غير موجود "
    ويقول دوكنز " من المغري أن نفكر وكثيرون استسلموا لهذا الإغراء في افتراض مجموعة كبيرة من الأكوان ، ولكن هذا يعد ترفاً إلى حد الفجور لا ينبغي السماح به . إذا كنا سنسمح بوجود الأكوان المتعددة بهذا الشكل المتطرف ، فربما علينا أن نسمح بوجود الإله "
    هنا لو توقفنا عند نظرية الأكوان المتعددة كبديل عن وجود ضابط منظم للكون فالسؤال المطروح مرة أخرى : هذه الأكوان الكثيرة من أين جاءت أصلاً ؟
    إذن سنعود مرة أخرى لحلقة مفرغة وكأن هذه النظريات تأخذنا بشكل علمي للهروب من الإجابة عن أسئلة بديهية بسيطة، لكننا في النهاية نعود لذات الأسئلة.

    • في ورقة بحثية علمية عن فرضية الأكوان المتعددة نجد التالي : هل من الممكن وجود عدد لا نهائي حقيقي من الأكوان ؟ نرجح بناء على حجج فلسفية معروفة أن الإجابة هي : لا .
    • عالم الفيزياء الشهير ( جون بولكينجهورن ) يصف فرضية الأكوان المتعددة بأنها : " تخمين ميتافيزيقي بأنه قد يكون هناك العديد من الأكوان بقوانين وظروف مختلفة"
    • جون كارلتون بولكينغهورن عالم فيزياء نظرية ومفكر ديني وكاتب وكاهن أنجليكانيبريطاني من مواليد 1930 ، ويعتبر جون من رواد تفسير العلاقة بين الدين والعلم، وكان أستاذ الفيزياء الرياضية في جامعة كمبردج من عام 1968 إلى 1979 عندما استقال لدراسة الكهنوت وأصبح كاهناً أنجليكانياً في عام 1982، وخدم كرئيس لكلية كوينز في كمبردج من 1988 إلى 1996، ألف بولكينغهورن خمسة كتب عن الفيزياء وستة وعشرين كتاباً عن العلاقة بين العلم والدين
    • ويقول الفيزيائي ( فرنك كلوز) : لو أن الأكوان المتعددة نشأت نتيجة التذبذبات الكمية وتصادف أن كانت فقاعتنا محظوظة بحيث كانت القوانين والأبعاد والقوة بها ملائمة تماماً لتطور الحياة والبشر ، فهذا لا يزال يستدعي التساؤل عن من أو ماذا حدد القواعد الكمية التي مكنت كل هذا من الحدوث وأين ؟ "
    • فرانك كلوز
    • Frank Close) (و. 1945 – م) هو فيزيائي، وكاتب غير روائي، وأستاذ جامعي، وعالم من المملكة المتحدة . ولد في بيتربرة


    - مات ستيفن وهو اللحظة يدرك الحقيقة، وفي هذا العرض المطول تم استعراض أدلته العلمية المتناقضة وآراء العلماء حولها.
    الجدير الذكر أن آراء ستيفن الأخيرة أثارت ارتياح أشهر الملاحدة وربما زعيمهم المثير للجدل وهو العالم ريشتارد دوكنز حيث قال بهذه النظرية يمكن أن نؤمن قتلاً رحيماً لفكرة الإله.
    لكن العالم جون كارسون لينكس سخر من دوكنز وهوكنز وفي مناظرة له مع بيتر سنغر الذي ادعى أنه يملك دليلاً قوياً حول دحض فكرة الإله وقال : إذا كان الله قد خلقنا فمن خلق الله ؟
    وبالتالي أنت وقعت في مصيدة التسلسل اللانهائي وهي فكرة سخيفة وانتهت الحكاية.
    وهذه هي حجة دوكنز في كتاب " وهم الإله "
    يجيب العالم جون كارسون على دوكنز فيقول له : إذا سألت من خلق الخالق ؟
    هذا يستدعي افتراض ( مسبق ) أن الخالق مخلوق في نفس الوقت
    الفلاسفة عندهم تعريف لذلك النوع من الأسئلة يسمونه السؤال الملغوم، أو السؤال المبني بشكل خاطئ
    فهذا السؤال يقيد الإجابة بفروض مضمنة مسبقاً في مقدمات السؤال بدون علمك وبدون أن تنتبه وبذلك تدخل مصيدة السؤال

    من خلق ( أ ) ؟
    يفترض مسبقاً أن ( أ) مخلوق
    ولا يمكن اعتباره غير مخلوق
    ولذلك فسؤال دوكنز لا يعد سؤالاً منطقياً
    لأنه كما تعلمون في الأديان فالإله خالد وليس مخلوقاً محدثاً
    الإله هو المحدث الأول لكل حادث
    لكنه هو ذاته ليس محدثاً ولذلك فهو لا يقع في نطاق سؤال دوكنز
    ولقد قلت له صراحة لو كنت قد أسميت كتابك وهم الإله المخلوق لما اشترى كتابك أحد
    لأننا نعلم لقرون أن الآلهة المخلوقة بالفعل وهم ونعرفها عادة باسم أوثان ( أصنام )
    سؤاله هذا له اختبار بسيط ولقد وجهت هذا السؤال لدوكنز وهو إذا كنت تعتقد أن هذا سؤالاً منطقياً
    وربما في عالمك أنت هو سؤال منطقي لأنك تعتقد أنك فقط من صنع الطبيعة
    فمن خلق الطبيعة التي خلقتك ؟
    يقول العالم جون كارسون : ولليوم لا زالت أنتظر إجابة دوكنز.
    الطريف أن دوكنز أصيب بلجطة فهل كان هذا السؤال المسبب لهذه الجلطة.
    رغم ذلك فإن مريدي الكنيسة في بريطانيا دعوا الله لكي يشفى وحين شفي سخر من هذا الفعل في مقابلة جرت مع البي بي سي.



    (بالإنجليزية: John Carson Lennox) عالم بريطاني في الرياضيات وفلسفة العلوم ومناظر مؤيد للمسيحية ويعمل كبرفسور في الرياضيات في جامعة أكسفورد. وهو عضو في زمالة في الرياضيات وفلسفة العلوم في كلية تمبلتون الخضراء، جامعة أكسفورد. وهو أيضا مستشار الرعوي في كلية تمبلتون الأخضر وقاعة يكليف، ومحاور وكاتب معروف في قضية العلاقة بين العلم والإيمان.


    مات ستيفن لكن الحقيقة لم تمت.

    طارق شفيق حقي







    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.