• قصيدة ضَابِئُ بن الحارِث -فلا خير فيمن لا يوطن نفسه

    قصيدة ضَابِئُ بن الحارِث

    1 من يك أمسى بالمدينة رحله = فإني وقيار بها لغريب
    2 فلا تجزعن قيار من حبس ليلة = قضية ما يقضي لنا فنؤوب
    3 وما عاجلات الطير تدنى من الفتى = رشادًا ولا عن ريثهن يخيب
    4 ورب أمور لا تضيرك ضيرة = وللقلب من مخشاتهن وجيب
    5 فلا خير فيمن لا يوطن نفسه = على نائبات الدهر حين تنوب
    6 وفي الشك تفريط وفي الحزم قوة = ويخطئ في الحدس الفتى ويصيب
    7 ولست بمستبرق صديقًا ولا أخًا = إذ لم تعد الشيء وهو يريب
    ـــــــــــ
    (*) جو القصيدة: قال ضابئ هذه الأبيات وهو في حبس عثمان. فهو يشكو ما يلقى هو ودابته من غربة في المدينة. ثم يستشعر الصبر ويأخذ دابته به أيضًا، فإن ما يلقاه الأحياء إنما هو قدر الله وقضاؤه، والناس يفزعون من النوائب قبل حلولها، وإذا وطنوا أنفسهم عليها لم يجدوا لها ذلك الخوف والفزع. ولا خير في الظن، وإنما هو اليقين والحزم. وغفران زلة الصديق مما يستبقيه ويحفظه.

    (1) قيار: اسم فرسه، وقيل اسمه جمله.
    (3) الطير: هي الطير التي يزجرون، فإن عجلت كان محمودًا، وإن أبطأت كان مذمومًا. يقول: ليس النجح بأن تعجل الطير، وليس الخيبة في إبطائها، إنما للمرء ما قدر.
    (4) مخشاتهن: خشيتهن، وفي الشنقيطية «مخشائهن» بالهمزة، ولم نجد له توجيهًا.
    (7) لم تعد: لم تتعد، بحذف إحدى التاءين، أي لم تتجاوزه. يريب: من الريبة وهي الشك، يقال «رابك الأمر وأرابك». يريد: إذا لم تتجاوز عما يريبك من أخيك أو صديقك.
    شرح الأصمعيات
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.