بقلم طارق شفيق حقي - مدير موقع أسواق المربد
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي العربي محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين
حين دخلت عالم الشابكة وبعد شهر واحد من الاحتكاك بمواقع الإنترنت ،تولد لديّ شعور أنه لا بدَّ أن أفتتح موقعاً للأدب في هذا العالم الافتراضي، بالفعل راسلت العديد من شركات التصميم والاستضافة حتى وفقنا الله للوصول للبنة الأولى التي تم البناء عليها .
كان لدي إيمان بالكلمة، والكلمة تؤثر في الإنسان لأنه إنسان ،وتتفاعل في داخله، كم من كاتب ولد في موقع أسواق المربد، وكم من طالب استفاد من العلوم التي نشرت فيه من قبل كوكبة من الأدباء والشعراء وأساتذة الجامعات ، ولازالت مواضيعهم مرجعاً لملايين الناس في العالم.
مرت بالمربد أيام ذهبية كما مرت به أيام عصيبة جراء الحرب الغربية على بلدي سورية وغير بلد عربي، في هذا الليل المظلم انقطع تواصلي الشخصي بالموقع لأشهر، غادره البعض وطعنه البعض ، وكما تميز البعض بقلة الوفاء للموقع الذي رعاهم ونشر لهم لسنوات ، تميز غيرهم بالوفاء لموقع أسواق المربد و كثير منهم لازال يراسل الموقع .
لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي طغت في عالم النت فهذا الأخطبوط العملاق امتص كل كتّاب الشابكة وأغواهم ببريق للتواصل الخلاب ، وذبل عدد غير قليل من المواقع والمنتديات الأدبية واختفى نهائياً غيرها.
لكن هذه الطفرة ستصل حتى نهايتها ثم تعود الأمور لتعتدل، ذلك أن الكلمة ستبقى تؤثر في الإنسان ووجدانه، ومهما تعثر وأضاع وقته في ما لا ينفعه سيعود في النهاية لما ينفعه.
نحن لا نقول أن مواقع التواصل ليس فيها فائدة، لكنها تتسبب بكثير من ضياع الوقت وتُشغل المشترك فيها بالتوافه والصغائر ، لاحظنا أن غالب من يتابع صفحتنا على الفيسبوك يهتم بالمصغرات بل بالصور الملونة والمزركشة، رحم الله الأيام التي كنت نجلس لساعات نقرأ صفحات مطولة في منتديات أسواق المربد ، وكانت لحظة فارقة في المعرفة لتعميق الأدب والفن والفكر، وربما لاحظ الغرب خطورة المنتديات وأثرها في تطور الوجدان العربي فالتهمها كلها دفعة واحدة بأساليب خسيسية حيث اتفق مع هذا المشروع كثير من الشركات المبرمجة فقامت بتهيئة البيئة البرمجية لعدد كبير من المنتجات التي تُستخدم في المواقع فترتبط بشكل تلقائي مع مواقع التواصل والغوغل ، حتى تمت عملية الامتصاص الكبيرة ، في مواقع التواصل تقوم دوائر الاستخبارات بصنع أي ثورة أو أي فتنة، تدعم بشكل غير مباشر أي فكر تريد ، تصنع هجوماً واقعياً على دولة عربية أو عالم عربي أو شيخ دين وطني،أوجماعة عرقية أو طائفة دينية، تفرق تمزق تخرب ، وما أكثر الفيروسات الفكرية التي تقتل عقول الشباب المخدر بهذه الصفحات الزرقاء والهائم بلا هدف.
ربما أذكر هنا الهجوم الذي تم على المربد والمربد كان موقعاً للأدب والفن والفكر، كان لكل العرب، وكانت رسالته تجمع كل العرب من كل القوميات والملل والنحل والطوائف والمذاهب ، لم يكن للمربد يوماً رسالة مناطقية أو إقليمية واشتهر في غير دولة عربية أكثر مما اشتهر في سورية ذاتها وحتى يومنا هذا.
تم توجيه هجمات إلكترونية من شأنها قانونياً تصفية المربد بشكل كامل، فتم محاولة اختراق أكثر من موقع عالمي ومنهم المايكروسوفت انطلاقاً من حساب المربد ، ومن الطبيعي أن تقوم شركة كبيرة كمايكروسفت بالتواصل مع الشركة الأم وبشكل قانوني يتم تصفية المربد ، لكن الحمد لله تم تجاوز ذلك .
لم تقف محاولات التصفية الإلكترونية بل استمر التهديد بالتصفية الجسدية من قبل ذات الأدوات التي عاثت في الشام فساداً تحت راية الناتو وبأمره .
من الأساليب القذرة للغرب هي إيهام الشعب العربي بحقائق صادمة ومؤثرة، ولو تم التدقيق فيها سيتم كشف حجم الخداع والكذب والدجل، فبعد أشهر من الحرب الكونية على سورية ، كنت أبحث عن المواقع التي تستخدم بريد الموقع
/ info@merbad.org الإلكتروني وكان وقتها : / وفجأة اكتشفت أن عنوان البريد الإلكتروني قد ورد في موقع الويكيلكس ، بحثت في الموضوع الذي ذكر فيه ذلك وياللهول ، حجم الخداع والكذب والقذارة على هذا الموقع وما يدبره كان أكبر من أن يتصوره عقل بشري، تم إدراج عنوان بريد موقع أسواق المربد وتم الكشف علن كل مراسلات المربد خلال سنوات للعلن، وكتب الويكليكس بالحرف ما ترجمته :
ليس الأمر هكذا أيها الرئيس!
" الخميس 5 يوليو 2012، بدأت ويكيليكس نشر ملفات سوريا - أكثر من مليوني رسالة إلكترونية من الشخصيات السياسية السورية والوزارات والشركات المرتبطة بها، والتي يرجع تاريخها من أغسطس 2006 إلى مارس 2012. وتستمد هذه البيانات غير عادية من 680 الكيانات ذات الصلة سوريا أو أسماء النطاقات، بما في ذلك وزارات شؤون الرئاسة والشؤون الخارجية والمالية والإعلام والنقل والثقافة. في هذا الوقت تشهد سوريا صراعا داخليا عنيفا أدى إلى مقتل ما بين 6000 و 15،000 شخص في الأشهر ال 18 الماضية. وتسلط ملفات سوريا الضوء على الأعمال الداخلية للحكومة السورية والاقتصاد، ولكنها تكشف أيضا كيف تقول الشركات الغربية والغربية شيئا واحدا وتفعل شيئا آخر.
" انتهى الاقتباس
نظرت بسترتي فهل فيها شخص غيري، نظرت في أسواق المربد ، نظرت في الرسائل التي كشفها موقع ويكلكس الدجال لعلي أعثر على رسالة سياسية أو استخباراتية فقد أكون جيمس بوند ولا أعرف !!
لكن كانت الرسائل التي كشفها الويكلكس هي رسائل دور النشر التي كنا ننشر أخبارها جديدها بلا مقابل مادي ولأجل خدمة الحرف والكلمة، وغيرها من رسائل التواصل مع الأدباء والكتّاب العرب ونشر منتوجهم الأدبي والفكري.
لكن ما الفائدة من سيتابع هذه التفاصيل ليقرأ هذه الرسائل ويكتشف الحقيقة، الغاية هي إلقاء قنبلة صوتية تتناقلها مواقع التواصل التي تكلمنا عنها وعن وظيفتها، وتقوم الفضائيات بتكريسها لدى المواطن العربي العاطفي والذي لا يقرأ ويتابع ويتأكد فهو قد سلم كل عقله لهذه الوسائل وهي تصيغ وعيه وفق هواها.
لكن شاء الله أن تنتصر الشام على الهجمة الصليبية التاسعة ،وكما إن لكل شيء بداية فله نهاية أيضاً ، وكانت نهايته في الشام الأبية .
ولسوف تسطع شمس الشام كما لم تعرفونها من قبل، وذات المواطن العربي سيدرك وقاحة الإعلام الغربي والإعلام الناطق باللغة العربية ، وسيمتدح مقاومة الشام وصبرها وصمودها عن ذوي القربى وأولاد الدين والعروبة والجيرة قبل العدو الصليبي .
في هذا اليوم تقلبت في وجداني مشاعر متضاربة لم يكن من بينها التشاؤم ، فأحببت سرد هذه التفاصيل لرواد المربد ،سيبقى المربد مقاوماً للدجل الغربي وعنواناً للأصالة والحداثة العربية وداعماً لمقاومة الإنسان العربي لرقيه وأصالته وعنفوانه وتطوره، وسيادة الجمال والابداع والفن والفكر لعل بلادنا تستمر في رسالتها في العدل والخير والحضارة.
وكل عام أنتم بألف خير
www.merbad .net
www.merbad.com
www.merbad.org
موقع أسواق المربد
مجلة الأديب العربي
almerbadtarek@gmail.com

حدثت الأخطاء التالية عند الإرسال