• فلسطين في شعر محمد الفيتوري

    فلسطين في شعر محمد الفيتوري

    في هذه الفترة الحاسمة من تاريخ أمتنا العربية ، المليئة بالمؤامرات والتحدي وأشكال الحصار ، تأخذ الكلمة الشعرية دلالة جديدة تستلهم الماضي وتتطلع إلى المستقبل فتؤسس في النفوس مبادىء العزة والشهامة .
    ومن شعراء العصر الحديث الشاعر محمد الفيتوري الذي حمل قضية أفريقيا ودافع عنها بكل جوارحه إلى أن تحقق لها الاستقلال والحرية ،وهاهو يحمل القضايا العربية ويسلّط الأضواء عليها ويدافع عن الحق العربي في التحرير والاستقلال .
    هانحن الآن نذهب مع الشاعر عبر رحلته الشعرية ، وحيث تكلم وفي كل مناسبة عن فلسطين الجريحة ، فلسطين قلب الأمة العربية التي تقف ومنذ نصف قرن وحيدة في ساحة المعركة ومازال أبناؤها يدفعون ثمن الخيانات المتكررة وثمن الصمت العالمي على الإرهاب الصهيوني .
    في عام 19699 في قصيدة " إلى الأخطل الصغير" ينطلق الشاعر من التاريخ العربي القديم ويستعيده كي يستعيد معه حاضره المحاصر وهويّته المهدّدة :
    " أنت في لبنان ..
    والجرح كما كان يا لبنان ..
    والنار ضرامُ ..
    وفلسطين التي كانت لنا
    سورةً تُتلى ، وقدّاساً يُقامُ
    وشيوخاً تذكر الله..
    فملء المحاريب صلاة وصيامُ
    ونبيين صفت أرواحهم
    فلياليهم سجودٌ وقيامُ
    كان بيت الله قدسيّاً بهم
    قبل أن يأتي على القدس الظلامُ
    وأتوا … يا كبرياء انتفضي ..
    وانتقم يا جرح.. واغضب يا حسامُ
    قل لهم إن صلاح الدين قد عاد والمهدي والأنصار قاموا
    وصحا الموتى الفدائيّون ..
    فالأفق الشرقيُّ نارٌ وقتامُ
    قل لهم عودوا إلى هجرتكم
    ففلسطين هي الأرض الحرام
    قل لهم إن المدى متّسعٌ
    بيننا .. والحرب دينٌ والتزامُ
    فأقيمو كيف شئتم
    إنما نحن أوأنتم عليها يا لئامُ "
    وإثر النكبة أيضاً يقول في قصيدة " قراءة في عيون يغسلها الدمع " :
    " تذكّروا ..
    أنّ الذين ذبحوا أطفال دير ياسين
    وأكلوا أكباد أمّهاتهم ..
    وسرقوا أرضَ صلاح الدين
    لو قدروا ، فسوف يرجعون
    ليذبحوا ثانية أطفال دير ياسين
    ويبقروا بطون أمهاتهم ويهدموا قبر صلاح الدين
    ………………..
    تذكّروا .. وقاتلوا
    وانتصروا.. وقاتلوا
    وقاتلوا ..
    لاتقفوا إلا على هيكل إسرائيل "
    أما قصيدة " أغنّي وأكتب مرثيّتي " فهي صرخة ألم للجرح الفلسطينيّ النازف الذي لا تضمّده الكلمات ، ولعار حزيران الذي لا تغسله إلا قادسية جديدة :
    " كلما اختلجت شهوة الدم في الأرض ..
    أشعلت المدن الوثنية في الظلمات
    معابدها ..
    وأراحت خيول الغزاة ..
    حوافرها العاريه
    فوق خارطة الشرق
    أوّاه ..
    يا الأوجه الدمويّه
    والصفقات المدانه
    تضحكني كبرياؤك
    تضحكني المومياوات شامخةً بالهزيمة
    مزهوّة بالإهانه
    ترفعني راية من سواد على قبّة القدس
    تنقشني آية فوق مقبرة الدولة الأمويه
    أسقط غضبان ..
    أحمل شاهد قبري إلى الله ..
    ألعن أزمنة الموت والبربريه
    أركض متّشحاً برصاص الخيانه
    مختبئاً في تجاويف أقنعة الجاهليه
    أصرخ في غسق الأمة العربيه
    أيتها الراية المستحمة بالنار والدم ..
    أرواح ألف نبيّ ترفرف عبر نسيجك ..
    أيتها الأمة العربيّه !..
    ………
    حين تحسست جرحك في عتمة الفجر
    أغرقني في هوانهم ، الجالسون على شرفة العصر
    أحدق بي التتري المتوّج..
    باغتني من شمالي
    باغتني من يميني
    لامس بالسيف عظم جبيني
    _ متّهمٌ أنت
    _ أعلم .. لكنكم تحرقون الحدائق والطير
    لم تتركوا للذين سيأتون
    إلا رماد الحدائق والطير
    _ متّهمٌ أنت
    _ أعلم .. لكنما الأرض مافتئت
    والعدوّ يضاجع تاريخكم..
    ويبارك حرب أغانيكم الوطنية
    إن جرح فلسطين ليست تضمده الكلمات
    وعار حزيران ..
    تغسل عارَ حزيران معركةُ القادسيه !
    …………
    ولهذا أغنّي لمن سيجيئون يوماً
    ويمشون فوق عروش الهزيمه..
    قبل تساقط رايات جيلي
    ولهذا أغني ..
    وأكتب مرثيّةَ الساقطين على الدرب
    قبل رحيلي ! "
    أما قصيدته " يوميات حاج إلى بيت الله الحرام" التي نظمها عام 1968 إثر الهزيمة الكبرى التي مُنيَ بها العالم العربي عام 1967 ، فموضوعها قضية العرب أمام تحدّيات العصر وتحدّيات إسرائيل ، يعرضها أحد حجّاج بيت الله الحرام على النبي محمد رجل العرب ورسولهم ، والشاعر يريد من هذه الجموع الحاجّة أن تتبصر بشؤونها الدنيوية إلى جانب اهتمامها بالشؤون الدينية ، وأن تفهم الدين على حقيقته :
    " قوافلٌ ياسيّدي قلوبنا إليكْ
    تحجُّ كلّ عام
    هياكلٌ مثقلةٌ بالوجدِ والهيامْ
    تسجد عند عتبات البيت والمقامْ
    تُقرئك السلامْ
    ياسيّدي
    عليك أفضل السلام

    على الرفات النبويّ كلّ ذرّةٍ عمود من ضياءْ
    منتصبٌ من قبّة الضريح
    حتّى قبّة السماء
    على المهابة التي
    تخفض دون قدرك الجباهْ
    راسمةً على مدار الأفق أفقاً عالياً
    من الأكفّ والشفاه
    يموج باسم الله :
    _ الحمد لك
    والشكر لك
    والمجد لك
    والملك لك
    يا واهب النعمة يا مليك كلَّ من ملك
    لبّيك لا شريك لك
    لبيك لا شريك لك "
    يؤكّد الشاعر هنا أن هذه الأمّة المضاعة قد تاهت في سراديب الظلام فضيّعت
    شخصيّتها الحقيقية وتنكّرت لقيمها ، وأنكرت حضارتها الأصيلة :
    " يا سيّدي عليك أفضل السلام
    من أمّة مُضاعه
    خاسرة البضاعهْ
    تقذفُها حضارة الخراب والظلام
    إليك كلّ عام
    لعلّها أن تجد الشفاعه
    لشمسها العمياء في الزحام

    يا سيّدي
    منذ ردمنا البحر بالسدود
    وانتصبت ما بيننا وبينك الحدود
    متنا ..
    وداست فوقنا ماشية اليهود

    يا سيدي
    تعلمُ أن كان لنا مجدٌ وضيّعناه
    بنيتَه أنت ، وهدّمناه
    واليوم ها نحن !
    أجل يا سيدي
    نرفلُ في سقطتنا العظيمهْ
    كأننا شواهدٌ قديمهْ
    تعيش عمرها لكي
    تؤَرّخَ الهزيمهْ !

    لا جمرَ في عظامنا ولا رماد
    لا ثلجَ لا سوادْ
    لا الكفر كلّه ولا العباده
    الضعفُ والذلّة عاده
    يا سيّدي
    علّمتنا الحبّ
    فعلّمنا تمرّد الإراده

    ابكِ لنا
    وادعُ لنا
    فالعصرُ في داخلنا جدار
    إن لم نهدّمْهُ
    فلن يغسلَنا النهارْ "
    أما قصيدة " مقاطع فلسطينية " التي كتبها عام 19677 أيضاً ، فهي تحكي قصة الرجعية الجبانة ونجمة إسرائيل التي ارتفعت فوق المئذنة وحوافرهم التي داست سقف المسجد الأقصى …
    ها هي أرض الأنبياء تستحمّ بالدماء وتصفرّ الريح الرمادية في أرجائها :
    " ليبقَ كلُّ بطلٍ مكانهْ
    ولْتُصْعقِ الخيانه
    ولْتخرس الرجعيّة الجبانهْ
    فالشعبُ سوف يغسلُ الإهانهْ

    دوّى نفيرُ الثأر
    يا جراحَ عشرين سنهْ
    نجمةُ إسرائيل فوق المئذنهْ
    فمن إذن يا وطني !
    ينهض للصلاهْ
    بينما حوافرُ اليهودْ
    تدوس سقف المسجد الأقصى ..
    و خوذاتُ الجنودْ
    تُظلّلُ المطران والعابدَ والشماّسْ
    وتسجن اسم الله
    وتركل القدّاس
    ومن إذن ياوطني !
    يغمض عينيه على تدفّق الأجراس

    بيرقكِ الأحمر مايزال يا قلقيليه
    يخفق فوق جبل النار
    ويعلو صامداً على رماد الأبنيه
    بخٍ .. بخٍ .. أيتها العروس
    في جلوتها مخضوبة اليدين بالحنّاءْ
    بخٍ .. بخٍ .. يا شهداء
    وليبكِ غيرنا على قتلاه مثلما يشاء
    لتبكِ تلّ أبيب
    صيفها الذي خيّم حيناً والتهب
    فقد تشققت حوائطُ السلاح والذهب
    وانعقدت إرادة العربْ !

    من ذلك المشدود للحائط
    مثل قلعةٍ مسلّحه
    عيناه صخرتان في ساحلك العظيم
    تصارعان الموج والرياح من قديمْ
    يداه حارسان من رابية لرابيه
    نظرته فوق رؤوس قاتليه
    ضحكته مدوّيه
    شموخه جيش كثير الألويه
    من ذلك المشدود للحائط
    مثل قلعة مسلّحه
    تقاوم الغزاة في إصرارْ
    حتّى إذا ضاق بها الحصارْ
    وضرّج الأفقَ دخانُ المذبحهْ
    قاتلت القلعة من دار لدار

    شوارعُ القدس الإلهيّه
    تصفرُّ في أرجائها الريح الرماديّه
    وعطر راشيل اليهوديّه
    … ونستحمُّ الأرض بالدماء
    حيث مشى الأنبياء "
    وهذه قصيدة "ليس طفلاً وحجارة " التي نظمها الشاعر أثناء الانتفاضة الأولى ، وهي تحكي قصة ذلك الطفل الذي حطّم الأسطورة الصهيونية :
    " ليس طفلاً ، ذلك الخارج من أزمنة الموتى ..
    إلا هي الإشاره
    ليس طفلاً ، وحجارهْ
    ليس شمساً من نحاسٍ ورمادْ
    ليس طوقاً حول أعناق الطواويس ..
    محلّى بالسوادْ
    إنّه طقسُ حضارهْ
    إنّه إيقاعُ شعبٍ وبلادْ
    إنه العصرُ يغطّي عُريَهُ
    في ظلّ موسيقى الحدادْ
    ليس طفلاً ، ذلك الخارجُ
    من قبّعة الحاخامِ
    من قوس الهزائمْ
    ليس طفلاً وتمائمْ
    غنّه العدل الذي يكبر في صمت الجرائمْ
    إنّه التاريخُ مسقوفاً بأزهار الجماجمْ
    إنه روح فلسطين المقاومْ
    إنه الأرضُ التي لم تخن الأرضَ
    وخانتها الطرابيشُ ..
    وخانتها العمائمْ ..
    إنه الحقُّ الذي لم يخنِ الحقَّ
    وخانته الحكوماتُ
    وخانته المحاكمْ
    فانتزع نفسَكَ من نفسِك
    واسكبْ أيها الزيتُ الفلسطينيُّ أقماركَ
    واحضنْ ذاتك الكبرى وقاومْ
    وأضِىءْ نافذةَ البحرِ ، على البحرِ
    وقلْ للموج :
    إنّ الموجَ قادمْ

    لستَ طفلاً ، أيّها القادمُ
    في عاصفة الثلج ..
    وأمواج الضبابْ
    لستَ طفلاً قطُّ ، في هذا العذابْ
    صدِئت نجمةُ هذا الوطن المحتلِّ
    في مسراكَ ، من بابٍ لبابْ
    مثلَ شحّاذٍ تقوّستَ طويلاً
    في أقاليم الضبابْ
    وكزنجيٍّ من الماضي
    تسمّرتَ وراء الليل ، مثقوبَ الحجابْ
    لستَ طفلاً يتجلّى عابثاً
    في لعبة الكونِ المحطّمْ
    أنتَ في سنبلة النار
    وفي البرقِ الملثّمْ
    كان مقدوراً لأغصانكَ ، مجدُ الأعمده
    ولأمطارِكَ سقفُ الأممِ المتّحده
    ولأحجارك بهوُ الأوجه المرتعده

    لستَ طفلاً ..
    هكذا تَوَالَدُ في العصر اليهوديِّ
    وتستغرقُ في الحُلمِ أمامَه
    عارياً إلا من القدس ..
    ومن زيتونةِ الأقصى
    وناقوسِ القيامه
    شفيقاً ، وشفيفاً كغمامه
    واحتفالياً كأكفان شهيد
    وفدائياً من الجرح البعيدْ
    ولقد تصلبُكَ النازيّةُ السوداءُ
    في أقبية العصر الجديدْ
    وعلى من غرسوا القضبانَ في عينيه
    أن لايتألّمْ
    وعلى من شَهِد المأساةَ
    أن لا يتكلّمْ ! "
    أما في قصيدة " مقام في مقام العراق " فالشاعر ينتقل فيها من الحديث عن العراق الشامخ أبداً إلى الحديث عن فلسطين التي تكاد لاتغيب عن قصيدة من قصائده :
    " وتقيمُ المقاديرُ فيك احتجاجاً
    على وطنٍ أبديِّ الوثاقْ
    ضاع بين صراع المماليك والأغَوات
    وفرسانِ عصرِ الوفاقْ
    وطنٌ ..
    بيرقٌ من نقوشٍ ..
    وأرواحُ آلهةٍ
    وهَيولى ازرقاقْ
    حجبوا الله ، والشمسَ ..
    والحبَّ عنه
    فأصبح سجناً كبيراً ..
    وضاقْ !
    جزّؤوهُ ..
    وقد كان شعباً ..
    فأضحى شعوباً معبّأةً في زقاقْ
    واستبيح الترابُ ..
    الذي كان من قبلُ ، فوق التراب
    عزيزَ النطاقْ
    والبلاد التي مسحت راحتاها المقدّستان
    جبين البُراقْ
    حملت عارها من زهور الهزائم ..
    والعتماتِ ..
    وخبز الفراقْ ..

    غيرُ طفلٍ هناكَ
    رأى وطناً صار في حُلمِهِ حجراً
    فاستفاقْ
    يعجن النارَ والصلواتِ بأسنانه
    ويدوس حريرَ النفاقْ
    هتك السّرَّ ..
    فالأمسُ كان مُراهَقَةً
    والنضالُ القديمُ ارتزاقْ
    والجيوشُ التي سَمِنتْ في حظائرِ حكّامِها
    كذبةٌ .. واختلاقْ
    إنما يستردُّ البلادَ ..
    الرجالُ الأُسودُ
    وليس الرجالُ النِّياقْ

    وفلسطينُ أرضٌ وشعبٌ
    وليست كما زعموا حارة أو زقاقْ
    ويُسائلُكَ الميّتُ الحيُّ ..
    والدمُ يختالُ منتصراً أو يُراقْ
    عاصفٌ غيمُ تلك الليالي
    على أنّ موجاً منَ البرق في الغيم
    باقْ
    وقديماً تأنّقَ روحُ الجمال
    فألْقِ على كلِّ جفنٍ رُواقْ
    وقديماً تجلّى بهاءُ الأُلوهةِ
    في نشوةِ الكائناتِ الدِّقاقْ
    ولقد يَظمأُ العشبُ ..
    والماءُ يركضُ حَيرانُ ..
    في فجواتِ المآقْ "
    وفي قصيدته " يأتي العاشقون إليك يا بغداد 1990 " يقول :
    " هذا المساءُ
    كأنّ ثمّةَ مَن يُرَقّعُ غيمةً مثقوبةً
    هذا المساء
    كأنّ أجنحةً فلسطينيةَ الألوان
    تَزلقُ في الهواء
    كأنّ طفلاً حاملاً حجراً
    يراوغُ قاتلاً مُتربّصاً
    ويغوصُ في عينيه ..
    يحفرُ في صخور الجاهليّة جدولاً للضوء ..
    ثمّّ يغيبُ خلف ظلام من قتلوا ابتسامته ..
    ومن قتلوه
    كان الطفلُ ذو الكوفيّةِ الحمراء
    يركضُ عارياً
    إلا من الحجر المُخَضَّبِ في يديه
    أكاد .. إنّي لا أُصدّقُ ..
    عارياً إلا من الكوفيّة الحمراء ..
    والحجر المخضَّبِ في يديه
    وألفُ نيشانٍ من الذهب المرصَّعِ
    فوق صدرٍ لم يخضْ حرباً
    وألفُ إذاعةٍ قصفت متاريسَ العدوّ
    وألف أغنيةٍ مسلَّحةٍ من الوزن الثقيل
    وألفُ طاغيةٍ ، يُعَلّقُ سيفه قمراً
    على عرشٍ ذليل
    ….
    لمن إذن ؟
    تلك الأساطيلُ التي يبنونها
    في البرِّ ، أو في البحر ، أو في الجوّ
    للنازيّة السوداء
    أم للطفل ؟
    أم للمشي خلف جنازة الوطن القتيل ؟!

    أقولُ .. إني لم أزلْ
    كانت وراء حديقة الزيتون
    رأسٌ مثل رأس الطفل
    مُلقاةٌ وراءَ حديقة الزيتون
    إني لم أزلْ
    كانت يد الحاخام تغرقُ في دماء الطفل
    كان الطفلُ يغرق في دم الحاخام
    كانت رعشةُ القدمين
    والكفّين .. والشفتين
    لا .. إني أكاد أقول : لا
    وأنا الذي لم يختبىء يوماً وراء دموعه
    إنّ الأُلى سرقوا طفولةَ ذلك الآتي
    من المأساةِ
    قد سرقوا فمي
    لم يتركوا لي غيرَ قافيةٍ على وترٍ خجولْ
    سرقوا فمي لم يتركوا لي ما أقول "
    حمل الشاعر في كلّ مرحلة من حياته الشعرية الجرح الفلسطينيّ النازف ، فكانت قصائده مسرحاً يتحرّك فيها أبطال القضيّة فيردّد الشاعر صدى أصواتهم
    … يندّد بالتخاذل العربي حيث لم يبق من سلاح لدى العرب ليدافعوا عن قضيّتهم إلا الدموع واستجداء الحلول من الغرب وأميركا وهم بذلك
    كالمستجير من الرمضاء بالنار .
    غريد الشيخ
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.