" إحياء علوم الدين" إنه لا يتصور محبة إلا بعد معرفة وإدراك , إذ لا يحب الإنسان إلا ما يعرفه , ولذلك لم يتصور أن يتصف بالحب جماد بل هو من خاصية الحي المدرك , ثم المدركات في انقسامها تنقسم إلى ما يوافق طبع المدرك و يلائمه ويلذه إلى ما ينافيه وينافره ويؤلمه , وإلى ما لا يؤثر فيه بإيلام و إلذاذ , فكل ما في إدراكه لذة وراحة فهو محبوب عند المدرك , وما في إدراكه ألم فهو مبغوض عند المدرك , وما يخلو عن استقطاب ألم ولذة فلا يوصف بكونه محبوباً ولا مكروهاً , فإذا كل لذيذ محبوب عند المتلذ به . ومعنى كونه محبوباً أن في الطبع ميلاً إليه .
ومعنى كونه مبغوضاً أن في الطبع نفرة عنه . فالحب عبارة عن ميل الطبع إلى الشيء الملذ والبغض عبارة عن نفرة الطبع عن المؤلم المتعب..."
حدثت الأخطاء التالية عند الإرسال