• وداعا محمود فاخوري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وداعا محمود فاخوري


    في هذه اï»·يام الفضيلة وفي شهر مبارك شهر الرحمة والغفران في شهر رمضان قبض الله روح عبده المؤمن محمود فاخوري رحمه الله
    هذا الرجل الطيب ما نقول اليوم في وداعه
    رجال لا تعرف عظم مقامهم إلا حين تفقدهم
    اï»·ستاذ محمود فاخوري بحر العلم المتلاطم اï»·مواج و قفير الأخلاق واï»·دب ،كنا نلاحقه باï»·سئلة فيجيب بكل حب ومودة ، ما رأيته إلا مبتسما صاحب تأمل وصفاء ، خفيف الظل يسمعنا ظرائف صفحات التاريخ ولطائفه ويضحك وهو يغمض عينيه ويهز كتفيه.
    كانت روحي تعوض الفقد من العلم في كلية اﻵداب جامعة حلب للتزود به في نوادي حلب اï»·دبية ، وكان نادي التمثيل اï»·دبي في الطابق الثاني من الكراج الموحد حيث يسافر الناس بالحافلات الصغيرة للقرى القريبة والبعيدة ، كانت أرواحنا تسافر في ذات الكراج لكن إلى عوالم اï»·دب والتاريخ والابداع في حافلة ليست كالحافلات وربانها كان اï»·ستاذ محمود فاخوري رحمه الله وكان أمين سر النادي اï»·ستاذ محمد هلال دملخي .
    كانت حقا كحافلة صغيرة لا تتسع ï»·ربعا وعشرين راكب أو يزيد.
    مما أذكره للأستاذ محمود فاخوري أنه ذكر لنا وصية والدته له حين كان ينزل من حماة لحلب حيث أوصته بتناول بصلة من ارض حلب وهو ما كان يدري الفائدة من ذلك وكان يفعل ذلك حبا وكرامة ، ثم قال لنا وبعد أن عثرت على حديث نبوي له ذات المعنى عرفت مصدر وصية والدتي رحمها الله ورحمك يا أستاذنا.
    في هذه اï»·لة الزمانية كنا نحلق وقد يتداخل أحد الضيوف ويطلق استفسارا ما نظنه غريبا ، فيأتيه الجواب من اï»·ديب اï»·ريب محمود فاخوري فيذكر له ما غاب عنا وانطوى من قصص التراث وشوارده ونوادره ويذكر من اï»·خبار ما لم نتوقع ونعرف بذاكرة كالذهب الصافي واتقاد ذهن وعبارة مسكوبة وحافظة شعشاعة .
    فنعجب بهذه القدرة الربانية وهذا العلم الزاخر.
    كان لي الشرف أن ألقيت غير أمسية في نادي التمثيل وكنت أطلب اï»·ذن بالكلام من ربان السفينة ،قبلت يده غير مرة إكبارا لهذه اï»·سرار التي ضمها بين جنبيه وكنت أقدم له بعض ما أكتب من قصص فيقدم النقد لها ويصوب ما أراد فيها .
    لا يعرف مقام هذا الرجل إلا من نهل من خلقه وعلمه
    لا أعرف إن كان من لقبه هذا اللقب لكني ألقبه بعميد اï»·دب العربي في سوريا .
    رحمك الله يا أستاذ محمود فاخوري وربما كان في ترحابك اليوم بعد حاجز شفيف أستاذنا المعلم الفاضل الدكتور عصام قصبجي وأستاذنا المعلم الجليل الدكتور أحمد أرحيم هبو .
    عند مليك مقتدر في جنان الخلد بإذنه تعالى.
    رحمكم الله جميعا وجزاكم عنا كل خير.
    وداعا محمود فاخوري
    طارق شفيق حقي
    23 - 6 - 2016
    تعليقات 1 تعليق
    1. الصورة الرمزية مفيد نبزو
      مفيد نبزو -
      أعتز وأفاخر أنني من طلابه في كلية الآداب بجامعة حلب ، وكان محبوبا ً من الجميع ، وكان متمكنا ً في كل المواد ، ويوم درسنا كتابه (( أبو محجن الثقفي )) قمت بإجراء حلقة بحث عن أبي ذؤيب الهذلي واتبعت نفس خطواته حتى أصبحت الحلقة بمثابة كتاب يشبه كتابه مع الملراجع والمصادر المعتمدة من مكتبة الكلية والمكتبة الوطنية بحلب ، وامتدت الصداقة ، وكانت لقاءتنا في منزل الشاعر القاضي فوزي الرفاعي بعدئذ ، فما أجمل تلك الأيام ! وما أروع الذكريات التي تتحدث عن موسوعيته وذوقه ولطفه وتواضعه ومساحاته التي زرعها بالأدب والكلمة ، وكانت مثمرة برعايته وعنايته ، فألف رحمة ورحمة على روحه الطاهرة . والرجاء تكريم اسمه وتاريخه المضيء المشرق .
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.