• شكوى - محمد إقبال


    شكوى - محمد إقبال
    شكواي أم نجواي في هذا الدجى
    ونجوم ليلي حسدي أم عودي
    أمسيت في الماضي أعيش كأنما
    قطع الزمان طريق أمسي عن غدي

    والطير صادحة على أفنانها
    يبكي الربا بأنينها المتجدد

    قد طال تسهيدي وطال نشيدها
    ومدامعي كالطل في الغصن الندي

    فإلى متى صمتي كأني زهرة
    خرساء لم ترزق براعة منشد


    قيثارتي ملئت بأنات الجوى
    لابد للمكبوت من فيضان

    صعدت إلى شفتي بلابل مهجتي
    ليبين عنها منطقي ولساني

    أنا ما تعديت القناعة والرضا
    لكنما هي قصة الأشجان

    أشكو وفي فمي التراب وإنما
    أشكو مصاب الدين للديان

    يشكو لك اللهم قلب لم يهش
    إلا لحمد علاك في الأكوان

    قد كان هذا الكون قبل وجودنا
    روضا وأزهارا بغير شميم

    والورد في الأكمام مجهول الشذى
    لا يرتجي لظلمها وللمظلوم
    لما أطل محمد زكت الربى
    واخضر في البستان كل هشيم

    وأذاعت الفردوس مكنون الشذى
    فإذا الورى في نضرة ونعيم


    من قام يهتف باسم ذاتك قبلنا
    من كان يدعو الواحد القهارا

    كنا نقدم للسيوف صدورنا
    لم نخش يوما غاشما جبارا

    قد كان في اليونان فلسفة وفي ال
    رومان مدرسة وكان الملك في ساسان

    لم تغن عنهم قوة أو ثروة
    في المال أو في العلم والعرفان

    وبكل أرض سامري ماكر
    يكفي اليهود مؤونة الشيطان


    والحكمة الأولى جرت وثنية
    في الصين أو الهند أو توران

    نحن الذين بنور وحيك أوضحوا
    نهج الهدى ومعالم الايمان


    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.