• رسالة إلى صديقي الدنيوي مع التحية

    رسالة إلى صديقي الدنيوي مع التحية

    هل ما زالت هذه الدنيا مكاناً آمناً لك؟
    هل ما زلت تحلم بالسعادة في هذا المكان ؟
    هل تأملك نفساً والنفس آمارة بالسوء بمستقبل خال من أسلحة الدمار الشامل ، ودولة خالية من الفساد، وأحزاب خالية من الدجل باسم الدين، ومجتمع خال من الكلوسترول ؟
    هل تظن أن العلماء سيكتشفون عقاراً يطيل العمر ؟
    وجل ما نحلم به هذه الأيام عمر أقصر، فألم أقل
    وما نفع إطالة العمر مع كل هذه الجروح، ما نفع العمر الطويل مع طول الألم، ما نفع عمرك الطويل مع مآساة متجددة؟
    أنت يا صديقي لو أخذت نظرة خلفية إلى الماضي وشاهدت حجم الدماء التي سفكت ستقول مصدوماً" ياااه إن تاريخنا أسود !
    لكنك ما صحوت بعد من الحاضر لتقول: ياااااه حاضرنا أسود !
    ولو سمح لك الزمان بطول العمر وعشت المستقبل ستقول : مستقبلنا أسود!

    سواد في سواد في سواد
    لقد قالتها الملائكة قبلك " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء"

    ذلك أنك روعت روحك وحملتها أكثر مما تحتمل، نعم يا صديقي العلماني أو الدنيوي كما أصحح، لقد حملّت نفسك أكثر مما تحتمل وصرت كمن طُعن بإبراة في سوق عام فصار يحسب كل الناس تحاول طعنه مرة أخرى، وصار يشك بكل الناس صغيرهم وكبيرهم.

    إنها الدنيا يا صديقي، أهلاً بك على ظهر الدنيا .
    إن كل هذه الدماء سفكت حباً بهذه الدنيا، ولو تأملت الماضي الأسود والحاضر الأسود لكان عليك أن تزهد فيها، لا أن تطالب بمزيد من الدنيوية.

    مزيد من الدنيوية مزيد من السواد.

    أنا مشفق عليك اللحظة ومتعاطف معك إنسانياً فجدي في النهاية هو جدك مهما بعد، وكلانا سيرحل عن قريب أسبقتك أم سبقتني.
    لكن علينا أن نتفق أن هذه الدنيا لا تستحق كثير عناء وطول تفكير وتفسيرات متشجنة سوداء أو رمادية.
    النظريات تبقى نظريات، والواقع يبقى واقعاً
    لا أدعوك للزهد فلست من الزاهدين، إنما أدعوك اللحظة لأن تتأمل هذه الدنيا ما أكثر ما تخدعنا ، قد يروق لك كلامي وقد تراها كما هي لكنها ستعود لتغويك بمستقبل أقل سواداً.

    يا صديقي عليك أن تصل للحقيقة التي وصل إليها أجدادنا من قبلنا : "ما عادت الدنيا المكان الآمن الذي يمكن الوثوق به "
    وطالما أنك فقدت ثقتك بالدنيا، ستعيش حياة سعيدة، لأنك لن تتوه مرة أخرى في تفسيرات الماضي، وقد تضرب عنها صفحاً وتفكر بمعالجتها وتصحيحها أكثر من شتمها والنفور منها، ما عدنا ننفر من شىء يا صديقي، في الماضي لو تذكرت كنا حين نسمع صوت رصاصة نقفز و نبحث عن مصدرها، اليوم مئات القذائف تضرب من حولنا ونحن نكمل ما تبقى من كأس الشاي.

    إنها طبيعة الأشياء في الدنيا ولا أظن أن هذه الدنيا ستبدل من طبيعتها .

    طارق شفيق حقي

    تعليقات 2 تعليقات
    1. الصورة الرمزية فتحية عبد الحميد المغربى
      ,,ولكننا ومع كل هذه المعاناه التى نعانيها من حباه عابثه بنا لازلنا نتشبث بها ويحدونا امل كبير كبر ألمنا نحن العرب من المشرق الى المغرب بأن هناك فجر سيشرق علينا يحيى ما مات فينا .
      اخى فى العروبة ماذا فعلت الحرب بكم وبنا؟
    1. الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
      طارق شفيق حقي -
      أهلاً بك أختي الكريم فتحية عبد الحميد المغربي

      الشام عصية على الحروب الصليبية كانت ومازالت

      أتمنى لك الخير والأمان
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.