ترجمة الدكتور محمد مرشحة
كتب الكاتب الفرنسي ستاندال (Stendhal (1787-1842 في كتابه "في الحب" (De L’amour):
" يجب أن نبحث عن النموذج الجيد لموطن الحب الحقيقي تحت الخيمة السوداء في جزيرة العرب البدوية، حيث نجد أن العزلة والمناخ الجميل أنتجا أنبل عواطف القلب الإنساني(... ) وينبغي أن يتحقّق التكافؤ بين الحبيب والحبيبة قدر الإمكان، لكي يظهر الحب على صورته الحقيقية؛ ذلك أن هذا التكافؤ غير موجود في عالمنا الغربي التاعس، حيث تبدو المرأة الغربية المهجورة شقيّة ومهانة. والحق أن الوفاء بالعهد لايمكن انتهاكه في خيمة العرب، لأن الازدراء والموت يعقبان نقضه مباشرة. و الكرم جد مقدّس عند هذا الشعب الذي يسمح بالغزو من أجل توزيع المال على الفقراء.(...) أرى أننا كنا نحن الهمجيين تجاه الشعوب الشرقية، حين ذهبنا إليهم لنزعزعهم بحروبنا الصليبية(...) ينبغي أن نقيس درجة نبلنا حين نقارن تصرفاتنا إبان الحروب الصليبية بأخلاق العرب في إسبانيا. وإن قارنا أنفسنا بالعرب فإن الإنسان العادي سيهزأ بنا. صحيح أن فنوننا تتفوّق كثيرًا على فنونهم، كما أن قوانيننا أقوى ظاهريًّا، ولكنني أشك في أننا نتفوّق عليهم في فن السعادة المنزلية؛
ذلك أننا مازلنا نفتقد إلى الإخلاص والبساطة؛ فالرجل المخدوع هو أول الأشقياء في علاقاتنا الاجتماعية، إذ لم يعد يشعر بالأمان، فهو دائم الخوف. إن القرن البطولي للعرب هو القرن الذي أشرقت فيه الأرواح الكريمة نتيجة الصفاء والحنان المنبثقين عن الحب، أو المشاعر النقية ؛ ونقصد بذلك ذلك العصر الذي سبق محمدًا حوالي القرن السابع الميلادي (...) أرجو أن نتواضع قليلا ونقارن أناشيد الحب التي أخذناها من العرب، والأخلاق النبيلة التي تابعناها في ألف ليلة وليلة بأناشيدنا المخيفة والدامية (...) ويبدو لي أن الحب العربي العفيف وُلِدَ حول الكعبة، كما أن الكعبة هي موطن أدبهم. ويعبر الأدب –أولا- عن الحب ببساطة وانفعال، كما كان الشاعر يشعر بهما، ثم كان الشاعر يكتب لحبيبته أشياء جميلة بدلا من أن يفكر في لمسها. (ترجم آراء ستاندال هذه أ.د. محمد مرشحة. ينظر: Stendhal : De L’amour, Granier frères, paris,pp.178/.180.).
كتب الكاتب الفرنسي ستاندال (Stendhal (1787-1842 في كتابه "في الحب" (De L’amour):
" يجب أن نبحث عن النموذج الجيد لموطن الحب الحقيقي تحت الخيمة السوداء في جزيرة العرب البدوية، حيث نجد أن العزلة والمناخ الجميل أنتجا أنبل عواطف القلب الإنساني(... ) وينبغي أن يتحقّق التكافؤ بين الحبيب والحبيبة قدر الإمكان، لكي يظهر الحب على صورته الحقيقية؛ ذلك أن هذا التكافؤ غير موجود في عالمنا الغربي التاعس، حيث تبدو المرأة الغربية المهجورة شقيّة ومهانة. والحق أن الوفاء بالعهد لايمكن انتهاكه في خيمة العرب، لأن الازدراء والموت يعقبان نقضه مباشرة. و الكرم جد مقدّس عند هذا الشعب الذي يسمح بالغزو من أجل توزيع المال على الفقراء.(...) أرى أننا كنا نحن الهمجيين تجاه الشعوب الشرقية، حين ذهبنا إليهم لنزعزعهم بحروبنا الصليبية(...) ينبغي أن نقيس درجة نبلنا حين نقارن تصرفاتنا إبان الحروب الصليبية بأخلاق العرب في إسبانيا. وإن قارنا أنفسنا بالعرب فإن الإنسان العادي سيهزأ بنا. صحيح أن فنوننا تتفوّق كثيرًا على فنونهم، كما أن قوانيننا أقوى ظاهريًّا، ولكنني أشك في أننا نتفوّق عليهم في فن السعادة المنزلية؛
ذلك أننا مازلنا نفتقد إلى الإخلاص والبساطة؛ فالرجل المخدوع هو أول الأشقياء في علاقاتنا الاجتماعية، إذ لم يعد يشعر بالأمان، فهو دائم الخوف. إن القرن البطولي للعرب هو القرن الذي أشرقت فيه الأرواح الكريمة نتيجة الصفاء والحنان المنبثقين عن الحب، أو المشاعر النقية ؛ ونقصد بذلك ذلك العصر الذي سبق محمدًا حوالي القرن السابع الميلادي (...) أرجو أن نتواضع قليلا ونقارن أناشيد الحب التي أخذناها من العرب، والأخلاق النبيلة التي تابعناها في ألف ليلة وليلة بأناشيدنا المخيفة والدامية (...) ويبدو لي أن الحب العربي العفيف وُلِدَ حول الكعبة، كما أن الكعبة هي موطن أدبهم. ويعبر الأدب –أولا- عن الحب ببساطة وانفعال، كما كان الشاعر يشعر بهما، ثم كان الشاعر يكتب لحبيبته أشياء جميلة بدلا من أن يفكر في لمسها. (ترجم آراء ستاندال هذه أ.د. محمد مرشحة. ينظر: Stendhal : De L’amour, Granier frères, paris,pp.178/.180.).
حدثت الأخطاء التالية عند الإرسال