• حوار مع الشاعر محمد محمود محمد من مصر

    حوار مع الشاعر محمد محمود محمد من مصر


    محمد محمود محمد كاتب وشاعر مصري ومعلم للغة العربية
    تخرج من كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة الإسكندرية 2007
    كنت أعتقد أنني سأتحاور مع شاعر صدر له كتاب يحمل مجموعة قصائد شعرية بدار الفيروز بمصر أواخر سنة 2014 وكتاب عن السيرة المحمدية أيضاً بذات الدار بنفس السنة فوجدتني أمام كاتب يسعى إلى تغيير العالم وله عدة إصدارات بعدة تصنيفات.
    كلمني أستاذ محمد عن مجموعتك الشعرية التي نشرتها بدار الفيروز بمصر؟
    هي مجموعة من أوائل القصائد التي كتبتها وهو أول كتاب شعر لي.
    وهل هي أول إصدار لك؟
    لا، تعاملت مع دار ابن خلدون وبعدها دار غراب التي نشرت عندها أربعة إصدارات ثم دار الفيروز بسادس إصدار "الحب كما أعرفه" ثم "مختصر سيرة الرسول" كسابع إصدار لي، كما لدي إصدار آخر مع دار ليليت .

    لماذا الشعر وليس القصة أو الرواية؟

    نشرت رواية "ليلة النصف من فبراير" مع دار غراب لكنني أعد نفسي شاعراً ولست روائياً.
    إذن لماذا كتبت هذه الرواية؟
    ببساطة وجدت نفسي أكتبها، لكن الشعر هو الأصل، معظم كتاباتي لا أعد لها.. أجدني استغرقت فيها دون إرادتي.
    وماذا عن كتاب "مختصر سيرة الرسول"؟ ماذا يربطه بالشعر؟
    أنا كتبت في التفسير، السيرة، التاريخ، الشعر، الرواية، العلاقات الإنسانية، التنمية البشرية والنحو وغيرها، أنا أكتب فيما أشعر به .
    جميل جدا، كل هذا جديد علي اعتقدت أنني سأحاور شاعراً فحسب ..
    لا أحب التصنيف.. فكُتَّاب الرعيل الأول كتَّاب موسوعيين..لا أدعي أنني كذلك.. لكنني أحاول.
    أنا معك بالنسبة للتصنيف، فأنا أيضا لا أحبه لكننا للأسف تعودنا عليه .

    لعلنا نقضي - بعون الله - على ما ألفينا عليه آباءنا .
    أنت معلم لغة عربية وما هو معروف أن المعلمين لا وقت لديهم لأهاليهم فكيف للكتابة وبكل هذا التنوع؟
    أعتقد أن الإنسان الناجح صاحب الهمة يستطيع إيجاد وقتاً ليترك أثراً .
    صاحب الهمة.. هذه العبارة تحولنا إلى كتاب في التنمية البشرية
    (يبتسم) نعم في التنمية البشرية نشرت "اصنع حياتك" وفي العلاقات الإنسانية كتابين "عن الحب والزواج" ثم "الحب كما يجب أن يكون" وكتاب فكري في إطار روائي عنوانه "اللعين".
    عندما تقول أنك كتبت في النحو أيضا، فهل هذا لأنك معلم لغة عربية؟

    ربما لأنني محبٌّ للغة وإن لم أكن معلماً، وأتألم لانتهاكها حتى من روادها –المفترضين- الكتاب والشعراء.

    هل قمت بعرضه على وزارة التعليم؟
    لا.. هو كتاب متخصص ولا يجمع كامل النحو، كما أنني لا أعرف كيف أتواصل مع القائمين على التعليم.
    ربما بزيارة مؤسسة الوزارة وعرضه هو وكتاب التاريخ؟
    ليت الأمور بمصر تدار بهذه السهولة!
    وبالنسبة لكتاب التفسير "البيان في معاني كلمات القرآن" هل هو تفسير للأحزاب الستين؟
    نعم لكامل القرآن، وهو شرح وبيان لمعاني الكلمات.
    عن إصدارك السابع "مختصر سيرة الرسول" أنا مثلا كقارئة ما الذي يجعلني أقتنيه؟
    ما يفرقه عن غيره طريقة تنظيمه ولغته السلسة والاعتماد على الأظهر من الروايات دون غيرها وعدم ذكر العنعنات والأسانيد الطويلة والاكتفاء بالإشارة إليها فى المراجع والمصادر دفعاً للملل عن القارئ غير المتخصص.
    ولكن هناك كتب كثيرة عن السيرة المحمدية، ما الذي تميز به كتابك كي أشتريه؟
    الكتاب ميسَّر و يحوى خرائط وجداول.. ويقسم السيرة إلى سنوات.. بحسب سن الرسول صلى الله عليه وسلم، أي في سرد للأحداث التي وقعت في عامه الأول.. ثم الثاني بعدها الثالث.. فالاعتبار هنا للتقويم العمرى للرسول صلى الله عليه وسلم وليس للتقويم الهجري أو الميلادي.

    جميل هذا مشوق لاقتنائه .
    أشكرك .
    الخرائط هي لأماكن مر عليها الرسول؟

    لا.. هي خريطة لحجراته ومسجده وخرائط معرفية لزوجاته وأبنائه وإخوته (من الرضاعة).

    وهذه الخرائط من أين مصدرها؟ حتى يثق القارئ بما يطلع عليه بكتابك.

    الكتاب مذيل بأهم المراجع والمصادر.. وهى من أمهات الكتب.

    ما شاء الله وأنت بهذه السن؟ علما أن كل هذه الإصدارات بحاجة إلى مراجع وبحوث. أنت من مواليد أية سنة؟ إن لم يكن هناك إحراج ويمكنك التحفظ.

    وما الإحراج في ذلك.. 1986
    ما الذي يدفع شاباً بعمرك لأن يكتب شعراً عن الحب وبذات الوقت التعمق في السيرة والتفاسير والتاريخ والنحو؟
    الشعر يفرض نفسه عليّ.. وفيه الشعر الوطني والديني وحتى شعر الأطفال وليس فقط عن الحب، أما بقية الفروع.. فبالأصل أعد نفسي للإجابة عن سؤال يسألنيه الله يوم يبعثني: ماذا فعلت بعمرك . ما الأثر الذي تركته؟ أنا أكتب في كل ما أرى أنه يمكنني التغيير فيه أو الإضافة إليه.
    أي تكتب من باب أداء رسالة ما؟
    أعتقد أن كل كاتب لا بد أن يكون صاحب رسالة.
    هناك من يكتب لأنه يحب أن يكتب وكفى.
    لست كذلك.. أعتقد أنه بوسعي تغيير العالم، لهذا كتبت في كل الفروع.

    أفهم من هذا أنك تقرأ يومياً؟ أو دعنا نقل أسبوعياً ..
    نعم.. أنا أقرأ بصفة يومية.
    كم تقرأ يومياً؟

    ربما أفتح أكثر من كتابٍ في وقتٍ واحد.

    وكيف تركز بين الكتابين؟

    يكون لكلٍ فرعه ومجاله فلا أقرأ روايتين مثلاً.. حتى لا تختلط الأحداث لكن مثلاً كتاب في النحو وآخر فى التاريخ.. وهكذا

    إذن هناك عربي يقرأ، سجلنا واحداً نتمنى أن نضيف آخر في حوارنا القادم.

    (يضحك) ليست الصورة بهذا السوء.. لكن للأسف أغلبنا لا يقرأ.. عسانا نستطيع تغيير هذه الصورة.

    لكثرة انتشار الإلكتروني بالزمن الأخير، هل تقرأ ورقي أكثر أم إلكتروني؟

    الورقي أفضل.. لكن بعض أمهات الكتب يصعب الوصول إليها.. فضلاً عن ارتفاع أسعارها.

    وربما لانعدام التوزيع أيضا، لكن محمد محمود محمد، هل لاسمك الذي كله محمدات علاقة بميلك للسيرة؟

    (يضحك) ميلي للسيرة لا علاقة له بالاسم.. بل بروح رسولنا الكريم .

    أم له علاقة بشخصية محمد رسول الله الذي غير العالم؟

    بالفعل غير العالم.. ليتنا نحذو حذوه ونقتفى أثره .

    إن عدنا إلى الشعر.. لماذا لا يشارك محمد كما هو الكثير من شبابنا بالمسابقات والأمسيات الشعرية؟

    لست اجتماعياً نهائياً.. وأميل للعزلة والانفراد بالذات.

    إذن كيف ستصل قصائدك إلى الناس؟

    أعرف تماماً أن هذا عيباً في شخصيتي.. لكن لا أعرف طريقة للتخلص منه.

    وما هو الحب الذي عرفه محمد؟ عنوان كتابك "الحب كما أعرفه"

    الحب الذي أعرفه لا يقال.. فقط يُحَس .

    أيقصد به زوجته؟

    كتبت هذه القصيدة قبل أن أتعرف إليها.. لكن كأن كلماتي كانت تفتش عنها بين النساء ليصبح لها معنى.

    أي لو كنت قد التقيت بها قبل أن تكتبه لكتبته بطريقة أخرى... بأبيات أخرى؟

    بالعكس.. هذه الكلمات كأنها ما كتبت إلا لها، ثم إنني كتبت لها عشرات القصائد بعد ذلك.

    فى كم صفحة يقع الكتاب ؟

    "الحب كما أعرفه" حوالي 60 صفحة .

    إذن هناك إصدار آخر وهو ما كتبته لها هي تحديدًا؟

    هناك قصائد كثيرة لم تنشر بعد، وفى جعبتي ثلاثة أضعاف هذه المجموعة الشعرية تقريباً.

    أنا حقا سعيدة بهذا الحوار لأنه عرفني على شاعر وكاتب لم أكن أعرفه.

    أنا أسعد والفخر يملأ جنباتي بحوار سيدة مبدعة و راقية مثلك.

    كيف ستودع قرائك؟

    أود أن أتوجه إليكِ بعميق الشكر ووافر الامتنان وإليهم بأحر التحايا.

    إذن ودعنا ببعض من أبياتك الشعرية....

    لن تلقي تعريفـاً لـهُ بيـن الكتب لن تلقي شرحـاً أو بيانـاً أو سبب

    لا تســألى ما الحب يوماً طفلـتى فمن ادَّعى فى الحبِّ علماً قد كذب

    الحبُّ يقتحـمُ القلـوبَ فُجــاءةً وبغيـر إذنٍ أو ســؤالٍ أو طلب

    الحبُّ فيضٌ من مشـــاعرَ أشرقت تنسـابُ في الأرواحِ نهراً من ذهب

    الحبُّ سـحرٌ لا يجـفُّ رحيــقُهُ بنسيـمهِ تهذي العقـولُ وتُسْتَلب

    الحبُّ أجنحةٌ تعلَّـقـت السـمـا الحبُّ أن تبني قصــوراً من زَغَب

    أن تغرسي الأقمـارَ في جوفِ الدُّجى أن تُبحري بين الغمـائمِ والسحب

    وتُقَبِّـلي وجـهَ السمـاءِ المنـتشى وتكفكفي دمع الغمــام المنتحب

    وتداعـبي نجمـاً صغيـراً خافتـاً وتطـاردي سِرْبَ الفراشِ إذا سَرَب

    وتعودي بين مواكبَ النــورِ التي ترسـو بكِ وقتَ النُّعاسِ إذا غَلَب

    لا تعجبي يا حلــوتي أو تُدهشي فالحبُّ في أغــوارِهِ كلُّ العجب

    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.