• قناة الميادين في الميزان

    قناة الميادين في الميزان




    الميادين قناة إخبارية تجمع كادر جيد من الإعلاميين بقيادة غسان بن جدو
    تنحاز "الميادين" لثقافة التسامح ورفض التطرف والإرهاب, وتنطلق من ثابتة التنوع في النسيج العربي، بمسيحييه ومسلميه ومكوناته القومية المتعددة، وتحترم حق الاختلاف وتشجع حوار الثقافات والحضارات، وهي منبر للحوار مع الغرب الأوروبي والأميركي
    تم اختيار اللوغو الخاص بالقناة، وفكرته مستوحاة من قبس من نور وعُلم أن التسمية لم يتم اختيارها لمعناها المباشر فحسب، بل ثمة معنى مركب يكمن بين الحروف التي إن جرى تفكيكها تولد المعادلة التالية:
    «الم (وتقرأ ألف لام ميم تبعاً لمطلع سورة قرآنية)، ويا دين.»

    من أبرع الكوادر : لينا زهر الدين - غسان بن جدو – سامي كليب – كمال خلف
    وأجد أن مدير مكتب واشنطن منذر سليمان يتحلى بدرجة عالية من المهنية – ومحمد الخضر مراسل القناة في دمشق

    لكن لا بد لي أن أدلو بدلوي حول ضعف المهنية لدى المذيعات خاصة ويغلب الاستعراض عن العمل الجدي الصارم
    ومن الواضح أن القناة تغلب العنصر الأنثوي وربما يميل للاستعراض أكثر منه للعمل الإعلامي والصحفي.
    هناك مهن كثيرة تحول الإنسان لعضو مضخم، فقيادة السيارة تحول الإنسان لعينين ، وعمل عامل الصحية يحوله ليدين كبيرتين كيد ماريو اللعبة الشهيرة ، ومنضد الحاسب لأصابع متحركة ، ولا شك أن المذيع لا بد أن يتحول لحنجرة كبيرة
    وهذا الشكل نراه مميزاً في قناة البي بي سي ، ورغم ملاحظات واضحة على مذيعي القناة العربية لكن يمكن ببساطة ملاحظة تحول المذيع لحنجرة متكلمة ناجحة تماماً، ولعل العمل في القنوات المرئية يجب أن يسبق عمل المقدم كمذيع في الإذاعة أولاً ، وهنا أبدي إعجابي في مذيعي الإذاعة في سوريا كجمال الجيش ومخلص الورار وجيلهم من أكثر المذيعين ثقافة ومهنية .
    في قناة الميادين مذيعة سورية اسمها فتون عباسي كانت تعمل سابقاً في الإخبارية السورية وحين كانت تخرج إلينا كانت تبتسم ابتسامة عريضة وكأنها تقول : "يا أمي والله وصرت مذيعة ".
    وما عقد المسألة مزج المذيعة للتقديم بالفصحى بالأمثال الشعبية الشامية وخفة دم كاتب التقارير ففشلت تماماً.
    في الميادين هذه المذيعة أصبحت أفضل مع مزيد من التدريب ، لكنك تحسها تتقمص شخصية ليست بشخصيتها ، ونبراً رتيباً تقوم بقسر المعاني التي ترد في الجمل الإخبارية عليه، لذلك تفقد صوتها وتركيزها وقد غابت نهائياً حالياً عن الخروج المرئي.
    وهناك المراسلة تيما ناصيف من تمشق ، ولا شك أن ديما ناصيف تملك ذهنية جيدة وإمساك لتلاحق الأفكار، لكنها تشابه فتون في قصة : " والله وصرت مذيعة" مع ابتسامة لا مهنية تنهي بها تقريرها.

    أما شاهدنا الأكبر وهي المذيعة لينا مدور فسنعمد لشرحه بالتفصيل:
    ولكن قبل أن نشرح أسلوب لينا مدور علينا أن نفهم قضيتين هامتين الإلقاء وهما النبر والتنغيم
    النبر : وهو الضغط على مقطع خاص من كلّ كلمة ليجعله بارزا أوضح في السمع من غيره من مقاطع الكلمة وهذا الضغط هو الذى يسمى المحدثون اللغويون "بالنبر strees

    من التعريفات ومنها:
    ·درجة قوة النفس التي ينطق بها صوت أو مقطع.
    ·ازدياد وضوح جزء من أجزاء الكلمة في السمع عن بقية ما حوله من أجزائها.
    ·النبر ليس إلا شدة في الصوت أو ارتفاعا فيه، وتلك الشدة والارتفاع يتوقفان على نسبة الهواء المندفع من الرئتين ولا علاقة له بدرجة الصوت أو نغمته الموسيقية.
    ·البروز لمعطى المقطع واحد داخل الكلمة.
    وجمع هذه التعاريف تتفق على أن "النبر" يقتضي طاقة زائدة أو جهدا عضليا إضافيا فالمقطع المنبور ينطقه المتكلم بجهد أعظم من المقاطع المجاورة له فى الكلمة أو الجملة. ومعنى هذا أن النبر نشاط ذاتي للمتكلم ينتج عنه نوع من البروز (prominece) لأحد الأصوات أو المقاطع بالنسبة لما يحيط به
    يمكن تقسيم النبر إلى ما يأتى:
    1. النبر الجملي، وهو: ضغط نسبي على كلمة من كلمات الجملة أو على ما كان في حكم الكلمة الواحدة ليكون ذلك الجزء المضغوط ابرز من غيره من أجزاء الجملة.
    2. النبر الكلمى، وينقسم على:
    - نبر الشدة و هو ضغط نسبي يستلزم علواً سمعياً لمقطع على غيره من المقاطع، ويسمي باحثون آخرون هذا النوع من النبر(النبر الزفيري) و( نبر التوتر) أو (النبر الديناميكي)، وهي تسميات تشترك في دلالتها على قوة النَفَس عند النطق المقطع المنبور.


    التغنيم: نغمة الصوت هي إحدى صفاته، وكثيرا ما تكون عاملا مهما في أداء المعنى

    والتنغيم :

    مصطلح يدل على ارتفاع الصوت و انخفاضه في الكلام، ويسمى أيضاً موسيقى الكلام، بل هو من الظواهر الصوتية التي تساعد في تحديد المعنى، لأن "تغير النغمة قد يتبعه تغير في الدلالة في كثير من اللغات، و تختلف هذه الدلالة من سياق لغوي لآخر، فوظيفته الدلالة النحوية مثلا تقتضي منه أن يكون فيصلاً في الحكم بين كون الجملة تقريرية أو استفهامية.


    ولنضرب مثالاً :
    قامت القوات السورية بقصف عنيف على المدن
    حين تضغط المذيعة على كلمة " قصف " مع رفع الصوت فهي تنبه المستمع والمشاهد لفداحة الفعل وخاصة لو ترافق بتعبير في الوجه
    لكن لو قمنا بالضغط على كلمة القوات وكلمة قصف وكلمة مدن فإننا نفقد الأسلوب هدفه في زيادة البلاغة في إلقاء الجملة.

    المذيعة " لينا مدور" تقوم عبر تقديمها لبرنامجها خلف الجدار باستخدام أسلوبين متناقضين:
    فهي تستخدم التنغيم والنبر بشكل مكثف في أول الجملة و وسطها وآخرها، وتنغم حين يلزم وحين لا يلزم
    وتستخدم النبر بسبب وبدون سبب، إضافة للتعبير عبر قسمات الوجه، بشكل أقرب للاستعراض منه للتقديم الإخباري الصارم الذي يزيد الطين بلة.
    وعلى النقيض فهي تستخدم أسلوب مناقض للأسلوب الأول: فهي تخفض كل هذه الأدوات بشكل يبدي عدم الاهتمام بما تقوله وتخفض درجات التعبير الوجهي والنبر والتنغيم حد التعبير عن الدرجة صفر فجأة ودون سابق إنذار.
    ووفق ما أرى فهي تفشل بكلا الحالتين لذلك يحس المتابع بالضياع لكثرة التوابل، والشد على مفاصل الجمل والكلمات بشكل عشوائي مع نقيضه اللافني واللاموظف.

    في القناة برنامج اسمه أجراس المشرق يقدمه غسان الشامي صاحب نوسة الرأس الشهيرة، وباختياره للجمل والعبارات والتنغيم الخاص به تحس أنك تتابع أسطورة من الأساطير، وفصلاً من ملحمة جلجامش .
    أما برنامج زاهي وهبي بيت القصيد، فلقد أنهى دورته مع اللاجديد الذي يقدمه وهبي للمتابع العربي، وكم المجاملات المتبادل مع الضيوف وكأنه برنامج تلميعي للضيوف، وأذكر الحلقة التي تم استضافة الدجال العربي عبد الباري عطوان وقد ظهر بشكل يرثى له فرحاً بما يسربه وهبي عن تاريخ عبد الباري المنتهي الصلاحية .
    أما مقدم برنامج " ألم " فهو يتجاوز دوره كمذيع حيادي ويتكلم أكثر من المتحاورين كثيراً، فاقترح أن تقوم القناة باستضافته للتعبير عما لديه ليفصل بين الدورين، فلقد جرح كثيراً من ضيوفه وإن كنت ضد فكرهم لكن المهنية تقتضي السماح للأفكار بالانتصار عبر الحوار، لا التدخل القسري.
    ومقدمة برنامج من الداخل لا أعرف كيف تستخدم النبر وخاصة في الأسماء الغربية فمثلاً تقول : معنا اليوم الصحافي الإستقصائي البريطاني , أندي ورثينغتون، فحين تصل لاسم الرجل تلفظه بنبر منخفض ليخرج الاسم هكذا : أند وثغتن .
    مقدمة برنامج من الأرض الخجولة أوغاريت دندش جيدة الأداء وهي بعيدة عن استخدام النبر والتنغيم.
    ولقناة الميادين كل التحية لأنها تدعم المقاومة وإن كانت بحاجة لمزيد من المهنية.


    طارق شفيق حقي
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : قناة الميادين في الميزان كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.