• لماذا يقرأ الصهاينة اختراق اجوائهم بواسطة طائرة حزب الله على أنه زلزال استراتيجي ؟

    لماذا يقرأ الصهاينة اختراق اجوائهم بواسطة طائرة حزب الله على أنه زلزال استراتيجي ؟

    تناقلت وسائل الإعلام ودوائر الخبراء العسكريين في الكيان الصهيوني حادثة اختراق حزب الله لأجوائهم بواسطة طائرة بدون طيار على انه حدث كبير يشكل زلزال في منظومة الأمن القومي الصهيوني لم يكن متوقعا. وفي كلمات موجزة، يتسائل المرء أين يكمن الخطر المتأتي من طائرة صغيرة بحجم إنسان ؟
    طبيعي جدا أن يدرك الكيان الصهيوني الخطر الذي تشكله هذه القفزة التكنولوجية النوعية في المنظومته العسكرية لطرف يعتبره عدوه الأول (وهو كذلك)، ومعنى أن يصل حزب الله إلى هذا المستوى من الجهوزية التي كان الكيان الصهيوني إلى وقت قصير يحصرها في منظومة صاروخية فقط ذات طبيعة دفاعية، بالرغم من أنه عودنا في الحروب السابقة أنه من اكثر المصدقين لما يقوله سماحة السيد نصر الله (وهو صائب في ذلك)، ولكن على ما يبدو أن غباءه الإستخباري منعه هذه المرة على استنباط معنى أن يتوعد السيد نصر الله بأن الحرب القادمة ستكون على ارض فلسطين المحتلة.
    ويمكن أن نحصر الخطر الإستراتيجي لهذه القفزة الإستخباراتية لحزب الله، من خلا...
    ل هذه الطائرة، في النقاط التالية :

    * اولا، أن العدو هو حزب الله وليس تركيا أو قطر او السعودية أو تونس ...

    * ثانيا، أن طائرة بدون طيار يعني قدرة على إيصال صواريخ دقيقة وصغيرة الحجم ولكنها مدمرة بضع أمتار فوق رؤوس قادة وجنود الكيان الصهيوني وتصفيتهم عجلا عجلا ونعجة نعجة كما يفعل الأمريكيون مع تنظيم القاعدة في اليمن وباكستان، وبالتالي يصبح لا معنى للحراس الشخصيين وللترتيبات الأمنية لحماية قادتهم، والأقوى من ذلك هو سقوط المنشآت الإستراتيجية في دائر الإستهداف المدمر والأقل تكلفة

    * ثالثا، إذا كان ما توصل له الأيرانيون (وهم من صنعوا هذه الطائرة وقام كوادر حزب الله بتركيبها) هو صناعة طائرة تحلق نصف ساعة وتغوص قرابة 100 كلم في أجواء فلسطين المغتصبة دون أن تتفطن لها اجهزة الإنذار الصهيونية، فمعنى ذلك أن الإيرانيون سيشتغلون في المرحلة القادمة على طائرة شبح من خلال تطوير طلاء يبتلع ذبذبات الرادار وليس ذلك على أبناء ابن سيناء والرازي والخوارزمي والبيروني وغيرهم بعزيز وبمستحيل (علما بان العرب ينسبون هؤلاء العلماء إلى العربانية بهتانا وزورا).

    * رابعا، وهو اعتبار مرتبط بالنقاط السابقة، أن الإستثمارات الضخمة التي رصدها الصهاينة لبناء منظومة درع صاروخية منها ما هو موجود على ارض فلسطين المحتلة ومنها ما هو على ارض تركيا ("الشقيقة و والأخت في الله"!!!) ويعمل حاليا على تركيز منظومات أخرى بدول الخليج (التي يوجد بها أرجل حاكم عربي كما قال يوما ما أحد السياسيين عندنا في تونس) قد فشلت امام هذا الإختراق الإستراتيجي الذي لا نسمع له صدى في الإعلام العربي ولا في دوائر السياسة والثقافة في العالم العربي التعيس

    عندما اتأمل كل هذه الدلالات، افهم كثيرا عمق البؤس الذي يعانيه العرب ... و لكي تعرفوا أكثر حالة البؤس هذه التي يعانيها كل هؤلاء من أشباه احزاب وأشباه مثقفين وأشباه شيوخ واشباه رجال دين، افتحوا قنواتهم الفضائية وانظروا اهتماماتهم ومشاغلهم وخطاباتهم وقارنوا واتعضوا ........... واتقوا الله !!!!!

    محمد غانمي
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.