• حقائق من الأزمة السورية:وجهة نظر

    حقائق من الأزمة السورية:وجهة نظر
    د.ماجد عرب الصقر الزبيدي
    فشلت تركيا نيابة عن الأميركيين وبعض الأعراب برعاية ودعم من حلف الناتو في استصدار قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي ينص على إقامة منطقة عازلة وحظر جوي في أرض سوريا ومجالها الجوي!تتيح غقامة معسكرات وتجمبع قوى المعارضة المسلحة السورية كما حدث في ليبيا وكان له الدور البارز في إنهاء الدولة الليبية وسقوط أكثر من مأئة ألف شهيد ليبي! فقد تعلم الروس والصينيون من الخدعة الأطلسية لهما بالموافقة على قرار مجلس ال...أمن الدولي الرقم 1973 الخاص بمنطقة الحظر الجوي والمنطقة العازلة في ليبيا!!ولم يعد الروس تحديدا يوافقون على أية مسرحية أميركية فرنسية مشتركة تعيد التجربة الليبية في سوريا بل وصل الأمر إلى تحذير الروس لأميركا من إرتكاب أية حماقات في سوريا!
    على الجانب بدات ملامح الفشل تصفع وجوه النظم والأجهزة التي تاجرت بتجمعات اللاجئين العرب السوريين الهاربين من هول المجازر بعد قرار عشرات العائلات العودة إلى قراها وبيوتها في ضوء ممارسات الإذلال التي يواجهونها في معسكرات الإيواء التي لاتليق بالحيوانات الأليفة وغير الأليفة في أوروبا! الأمر الذي أدى لتشجيع الحكومة السورية لمثل تلك العودة والبدء بوتيرة متسارعة في ورشات الإعمار !
    لم يعد سوى الصبر لبضعة أسابيع إلى حين الإنتهاء من حسم الصراع في مدينة حلب الإستراتيجية بعد عودة الحياة الطبيعية لكل أحياء العاصمة وحمص!ذلك أن تجمعات المعارضة السورية المتناحرة لاتستطيع أن تتخذ قرارا بالموافقة على الحل السياسي مع النظام السوري لسبب بسيط أن هناك أكثر من جهاز إستخبارات عسكري ومالي يتحكم بمثل ذلك القرار فضلا عن التباين الواضح والمفصلي بين المعارضة الوطنية السورية الداخلية ومطالبها المحقة وبين معارضة الخارج السورية القاطنة بباريس وإسطنبول والدوحة والقاهرة وطرابلس اللبنانية! لاسيما بعد أن لعب النظام السوري الحاكم ببراعة متناهية في الموافقة على معظم المطالب السياسية والقانونية التي طالبت بها الدول الإقليمية والدولية الفاعلىة في الأزمة السورية من مثل:تعديل الدستور والتصويت عليه وإلغاء المادة الثامنة وعدم وضع اية شروط على اللقاء مع أركان المعارضة وإعطاء ضمانات بسلامة اعضائها المفاوضين في حين وقعت معارضة الخارج السورية في الجانب السلبي أمام الرأي العام السوري الداخلي والإقليمي والدولي من خلال رفضها الفوري للمبادرات السلمية المحلية والدولية بعد لحظات من إنطلاقها !أضف لذلك أن كل الممارسات المتلفزة لأعمال أجنحة أصولية من المعارضة في إعدام مواطنين وعسكريين على طريقة "القاعدة"ولباسها واسلوبها أظهر للدول المتنفذة بؤس الصورة القادمة لسوريا إذا ماتمت الإطاحة بنظام حكم علماني قومي كالنظام السوري الذي يحكم شعبا مؤلفا من إثنين وأربعين فئة ودين ومذهب وطائفة وعرق وجنس إلى درجة أن عدد المواطنين من الأقليات هو الأكثرية،إذ لك أن تتضور ماذا سيكون عليه مصير العرب السوريين المسيحيين لو تمت الإطاحة بالنظام السوري الحاكم حاليا؟وماذا سيكون مصير الفسيفساء العرقية والطائفية السورية لو تم ذلك الأمر!
    هناك ثلاثون فرقة عسكرية سورية مسلحة حتى أسنانها منها حوالي خمس فرق تمرست على أسلوب "حزب الله"القتالي الناجح والذي بانت نجاعته في مواجهة حرب العدو الصهيوني المدمرة على لبنان والحزب عام 2006 م وبالتالي فغن القول أو الأمل بحسم ميليشيات المعارضة السورية للوضع العسكري يبقى في دائرة الأمالي!على الرغم من وجود أكثر من عشرين ألف "جهادي"عربي وغير عربي وفدوا من كل أصقاع الدنيا عبر حدود سوريا وبتغطية أجهزة إستخبارات معادية للحكم السوري،بات بعضهم متخصصا في فتاوي تحليل الزواج المتعدد من صبايا سوريا الصغيرات والجميلات للتخفيف من الأزمة الإقتصادية والإجتماعية ،بعد فشل مثل أولئك المتطوعين للجهاد في إفغانستان من العثور على صبايا جميلات في جبال كابول وقندهار وشقيقاتهما عندما كانوا "يناضلون"تحت إمرة الإستخبارات العسكرية الاميركية(سي آي إيه)!!
    صحيح أن الأزمة السورية المسلحة ستنتهي خلال أسابيع وستتلاشى أحلام كثير من النظم والأجهزة الإقليمية بعد إمتلاء الساحات بجثث الآلاف لكن الصحيح أيضا أن أركان التحالف العربي التركي الغربي سيواصلون "صناعة الموت"في شوارع سوريا بالعبوات والسيارات والدراجات والأجساد المفخخة!
    ومع أن هري كيسنجر أشهر وزير خارجية أميركي في القرن العشرين كان قد وصف النفس الإيراني السياسي والدبلوماسي والعسكري بالطويل جراء إمتهان معظم السكان الإيرانيين لصناعة السجاد التي تأخذ وقتا طويلا ومرهقا للأعصاب والحواس ،فغن أركان التحالف ضد سوريا لم يلاححظوا في غمرة تسرعهم أن المرض الذي مات به كيسنجر نفسه ناجم عن مسببات ونتائج حصر البول في مثانته جراء الجلسات التفاوضية المرهقة والطويلة التي كان يجريها مع رئيس سوريا الأشهر والأقوى :حافظ الأسد! الذي كان يترك اليهودي الألماني كيسنجر نفسه يواصل الحديث لساعات ثم يرد عليه بهزة رأس للأعلى تارة وبجملة مقتضبة تارة أخرى!
    وأجزم أن أركان التحالف إياه لم يقرأوا سطرا واحدا في صفات التاجر الدمشقي وقدرته على المناورة والبقاء في الساحة أو السوق! وغدا لناظره قريب!
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.