• تقرير هام: حقيقة انشقاق كتيبة الدفاع الجوي في الغنطو بحمص

    تقرير هام: حقيقة انشقاق كتيبة الدفاع الجوي في الغنطو بحمص

    تقرير العربية الذي زكاه النصاب رامي عبد الرحمن من لندن، زعم نقلا عما يسمى " الهيئة العامة للثورة السورية"، وهي إحدى أوكار الدجل والكذب الإسلامي في المعارضة السورية، أن الانشقاق المزعوم "جرى بعد تنسيق دام لفترة بين مجموعة من ضباط قيادة المجلس العسكري في حمص التابعة للجيش الحر، وبين قيادة الكتيبة 743 في اللواء 72 التابع للفرقة 26 بالدفاع الجوي، حيث جرى تحديد فجر اليوم الأحد لانشقاق الكتيبة بشكل كامل". وأضفت تخريفة القناة وثوارها القول"قبل وقت من موعد الانشقاق توجهت قوة مشتركة من كتائب الجيش الحر في القرى المحيطة بالكتيبة المتمركزة في الغنطو بالرستن لتأمين الطرق حولها، فيما قام قائد كتيبة الصواريخ بجمع العسكريين وتحدث إليهم حول وضع البلاد ومشاركة الجيش السوري في قتل المدنيين، ثم منحهم تسريحا كيفياً وأعطى لهم حرية الانصراف إلى بيوتهم أو الانضمام للجيش الحر". وختم بالقول إن الكتيبة "تتضمن تتضمن 130 عنصرا وعشرة ضباط تواجد منهم أثناء الانشقاق 35 جنديا وضابطا(...)واختار 22 جندياً وثلاثة ضباط منهم العودة إلى منازلهم بعد تأمين الطريق لهم، فيما اختار 8 جنود وضابطان الانضمام إلى الجيش السوري الحر، حسب تأكيد أحد قادته في حمص". ولكي تقع في فخ شبيه بالفخ الذي وقعت فيه قبل يومين، قال التقرير إن الكتيبة" مخصصة لحماية مصفاة حمص، وحتوي على صواريخ سام 6 وسام 7 وكوبرا، بالإضافة لمضاد طيران وآليات وذخائر متنوعة، وهي تشكل مركز إمداد لقوات النظام السوري المتمركزة في تلبيسة والرستن والعديد من قرى المنطقة." أما الدجال رامي عبد الرحمن الذي زكى الخبر، فقد أضاف إن " مركز أحد كتائب الدفاع الجوي التابعة للقوات النظامية السورية والمتمركزة قرب قرية الغنطو، تعرض للقصف بعد أن سيطر عليها مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة وانشق معظم عناصر الكتيبة وانسحب الجميع من الكتيبة قبل بدء القصف".
    يعرف حتى رقيب ، ولا نقول أكثر، خدم في الدفاع الجوي، أن التقرير لا أساس له من الصحة ، وهو شعوذة من ألفه إلى يائه. ويقول العقيد الركن المتقاعد حسين كردي ، وهو قائد كتيبة دفاع جوي سابق، وأحد مؤسسي كلية الدفاع الجوي في حمص والمدرسين فيها إلى حين تقاعده، وأحد جرحى حرب تشرين، إن من يقرأ الخبر، وإذا ما كانت له خبرة ولو بسيطة بالمسائل التنظيمية والتقنية في الدفاع الجوي في سوريا، يكتشف في الحال أن التقرير ملفق، وتلفيقه من النوع الغبي جدا . ويورد العقيد كردي الأسباب التالية:
    أولا ـ إن كتيبة "الغنطو" (وهذا ليس سرا عسكريا)، التي تقع على رأس مثلث زاويتاه الأخريان "تير معلة" و"تلبيسة" ، هي كتيبة "فولغا" ( أو ما يعرفا شعبيا وغربيا باسم "سام 2"). وهو ما يظهر أيضا في الشريط الذي نشرته "العربية" ، وليست " سام6"(كفادرات) المعروف بأنه محمول على عربة مجنزرة. وغني عن البيان أنه لا وجود لـ"سام6" في الكتيبة ن ولا في حمص كلها. ( كتائب "سام 6" المتحركة لا تعمل في نسق عسكري مع "سام 2"، ولا يمكن أن تكونا معا في مكان واحد . فالأولى ثابتة والثانية متحركة تتحرك مع القوات البرية لحمايتها ، أو لنصب كمائن جوية في الوديان والجبال والممرات الإجبارية للطيران المعادي ..إلخ). ولكم أن تتخيلوا أي ضابط دفاع جوي هو الذي لا يميز بين "سام6" و"سام2"! إنه يشبه ذلك الضابط الذي ظهر في شريط يقول فيه إنه منشق عن "كلية الإشارة في دمشق"، بينما كلية الإشارة في منطقة الوعر ...في حمص!! ثانيا ـ لا يوجد شيء اسمه "كتيبة دفاع جوي تحمي مصفاة حمص". فكتائب اللواء 72 كلها تحمي مصفاة حمص ، وبقية الأماكن الاستراتيجية المدنية والعسكرية في حمص. ثالثا ـ يعرف أي أحمق أن كتيبة الدفاع الجوي لا تضم 130 عنصرا فقط! وإذا كنا غير ملزمين بذكر الرقم ، لأسباب تمس أمن الدولة، نقول إنها أكثر من ذلك. كما أنها لا تضم فقط 10 ضباط ! إن أي أبله في الدفاع الجوي يعرف أن هذا السلاح يعتمد ـ بخلاف بقية الأسلحة الأخرى ـ على عنصر الضباط، بالنظر لأنه اختصاص علمي معقد . وهو السلاح الوحيد في العالم الذي يكاد يزيد فيها عدد الضباط عن عدد صف الضباط والعناصر! وأي كتيبة دفاع جوي تضم ست بطاريات ، مثل كتيبة "الغنطو"، فيها ما لا يقل عن عشرات الضباط، كي لا نقول أكثر من ذلك. رابعا ـ إن سلاح الدفاع الجوي، ومن بين باقي صنوف الأسلحة كلها، هو الوحيد الذي لا يمكن أن ينشق ، بالمعنى المتعارف عليه للانشقاق. فهذا السلاح الذي يحمي الجميع من أي عدوان جوي، لا يستطيع حماية نفسه . وإذا ما فكرت كتيبة بالانشقاق ، تستطيع مفرزة أمنية صغيرة السيطرة على الكتيبة خلال عشر دقائق. فكتيبة الدفاع الجوي ( من نوع"سام2" مثلا) طول الصاروخ فيها أكثر من عشرة أمتار، ووزنه أكثر من طنين. وعناصر الكتيبة لا يملكون سوى عدد بسيط من الأسلحة الفردية لزوم الحراسات المحلية. خامسا ـ لماذا لم يقم "المنشقون" المزعومون بتصوير الانشقاق وحديث الضابط المزعوم لعناصره، كما يجري دائما!؟ إنهم يصورون حتى انشقاق حارس ليلي أو شرطي ويجرون معه مقابلة. فهل يعقل أن تنشق كتيبة دفاع جوي ، وهو حدث هو الأول من نوعه كما زعمت القناة والنصاب رامي عبد الرحمن، ولا يجري تصوير ما جرى فيها!؟ الشريط التي بثته القناة ، وكما يتضح بشكل جلي، صور على طريقة اللصوص الذي يباغتون مكانا بهدف السرقة ، ويلتقطون صورة سريعة بالموبايل للمكان. إليكم ما حقيقة ما جرى في الكتيبة أمس: قام بضع عشرات من زعران المنطقة المسلحين بالهجوم على الكتيبة على دراجات نارية ( لاحظ إحدى الدراجات النارية في حرم الكتيبة) بهدف السرقة والسطو على الأسلحة الفردية (بنادق الحراسات) ومستودع الذخيرة التابعة لها، فضلا عن سرقة أشياء أخرى كالملابس وغيرها. وقد اقتحموها بسرعة ، مستغلين عدم وجود سوى ثلاثة عناصر حراسة . وكان بعض المهاجمين يحمل عبوات ناسفة أرادوا وضعها في " كبين القيادة" ، أي الكبين الذي يشكل الخلية العصبية الإلكترونية للكتيبة ، الذي يضم صحن الرادار وأجهزة التوجيه وما إلى ذلك ، بهدف تفجيره. ومن المعلوم أن سلاح الدفاع الجوي أكثر الأسلحة حساسية. إذا يكفي أن تفجر عبوة ناسفة في "كبين القيادة" حتى تصاب الكتيبة بالشلل وتخرج من الخدمة. وقد استغل المعتدون وجود الكتيبة في أرض زراعية إلى جانب الطريق العام ( تبعد عنه أقل مئة متر) وعدم وجود جدران أو أسلاك شائكة ، وهذه هي حال كتائب الدفاع الجوي في سوريا كلها تقريبا، لاسيما حين تكون قريبة من مناطق سكنية. فلا أحد يخطر بباله أن يقدم سفلة ورعاع على اقتحام كتيبة دفاع جوي ، مخصصة أصلا للدفاع عن البلاد ولا يمكنها لأسباب تقنية محضة أن تقوم بأي شيء آخر، من أجل تخريبها كما لو أنها موجودة في وسط إسرائيلي معادي! العسكريون والضباط في الكتيبة تصدوا للمهاجمين وطردوهم . وهذا هو السبب الذي لم يمكن النصابين من نشر سوى مقطع فيديو مصور بسرعة ، على طريقة اللصوص ، من الطريق العام العابر بجانب الكتيبة. هذه هي حدود القصة. نقطة انتهى.
    الحقيقة /أوقات الشام
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.