• رأي علماء السنة في مجزرة الحولة

    خاص عربي برس - بيروت

    أثارت مجزرة الحولة ضمير العالم ونقلت القضية السورية من حال إلى حال، ولأن تخفى القتلة بين ركام الفوضى وجذر الدماء النازفة في سورية، فقد إستفاد من المجزرة الثوار السوريون وخاصة الموالين للناتو وللأميركيين منهم إذ جيرت اميركا وحلفائها العرب وسائل اعلامها الفائضة عن حاجة العالم العربي أجمع فكيف بسورية التي ترزح منذ وقوع المجزرة تحت وابل من القصف الاعلامي المركز وهدفه استثارة المدن التي لم تنضم للثورة بعد مثل حلب ودمشق ، ولكن كيف يرى علماء اهل السنة في لبنان موضوع المجزرة ؟


    الشيخ زهير جعيد رأى أنه قبل توجيه الاتهامات في مجزرة الحولة لا بد أن نبحث عن المستفيد منها، وهذه المجزرة تأتي في ظل الهجمة الصهيونية الأميركية الأوروبية الشرسة على سورية، وخصوصا قبل يوم من انعقاد مجلس الأمن، وهنا نسأل أمام ردات الفعل العنيفة من هذه الدول، هل هذه الجريمة بريئة في توقيتها وأهدافها، فكل الإشارات تدل على أن البعض لا يريد لسورية الاستقرار والإصلاحات والسلام من خلال تصعيد الخطاب المذهبي والطائفي وإرسال المال والسلاح حتى أن البعض لم يستحي بعلته، ويعلن ظلم على الملأ، والذي شاهد هذه المجزرة تساءل أين هو الدمار الذي خلفه القصف المدفعي والصاروخي، فالأطفال مرميون على الأرض وفي الغرف وبين الممرات، وليس هناك أثار قصف بل اثر تصفية عبر إطلاق النار على رؤوس الضحايا وعن قرب، لذلك يد الإجرام واضحة، وما من شك بأن العصابات الإجرامية هي من ارتكبت المجزرة لأجندات خارجية تريد إسقاط سورية في أتون حرب لحرفها عن موقعها في قيادة محور المقاومة والممانعة الذي أسقط العدو الصهيوني في 2006، وساهم في خروج المحتل الأميركي في العراق".
    إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود أكد أن الجميع متهم بارتكاب مجزرة الحولة، ولا نبرأ أحدا، والصور التي رأيناها تظهر أن الضحايا لم يقتلوا بالقصف بل بالرصاص، وتضارب روايات المعارضة السورية حول عملية القتل نتركها للأيام من أجل كشف حقيقتها".
    حمود اعتبر أن النظام السوري مسئول لأنه لم يبد حزما في موضوع الحوار، والمعارضة مسئولة لأن شعارها الوحيد إسقاط النظام وهي لا تريد الحوار وتسليحها يعطي الذريعة للسلطات لأنها تقاتل مسلحين، وينبغي أن نفرق بين المسؤولية المباشرة عن القتل، والمسؤولية المعنوية ومن يرفض الحوار هو من أوصل الأمور إلى هنا".
    وعما إذا كانت القاعدة تقف خلف المجزرة أشار حمود إلى أن القاعدة لم تعد تنظيما واحدا بل أصبحت عدة أقسام، وأبلغ مثال على ذلك الرسائل المتبادلة بين أبي مصعب الزرقاوي وأسامة بن لادن، هناك خلاف كبيرة بين قادة القاعدة على كثير من المواضيع، فالظواهري مثلا أدان عملية ذبح المدنيين وعرضها على شاشات التلفزة، وما حصل في الحولة يذكر بما حصل في الجزائر في السنوات الماضية من قتل للنساء والأطفال".
    الشيخ ماهر مزهر اعتبر أن المستفيد الوحيد من مجزرة الجولة هو العدو الصهيوني، متابعا" هذه المجزرة تزيد شرذمة الأمة العربية والإسلامية، وبصماتها تحمل بصمات الإجرام التي شاهدناها في العراق وليبيا، وأصبحنا نشاهدها اليوم في سورية، وهي تحمل بصمات الذين يدعون أنهم سيلقون الرسول بإراقة هذه الدماء الذكية، وأعني بصمات الإرهابيين الذين ينضوون تحت لواء القاعدة، وهؤلاء الإسلام براء منهم، وإن كانوا يحملون عنوانا إسلاميا إلا أنها بعيدة كل البعد عن الإسلام وتعاليم الرسل، والأنبياء، فإن كان إسقاط النظام في سورية يمر عبر قتل الأطفال والنساء، فهو محكوم بالفشل لأن إجرام العدو الصهيوني لم يثن الشعوب العربية عن التمسك بالأرض والعرض"، خاتماً" نسأل الله أن يفرج بلادنا العربية والإسلامية من براثن ذلك الشرق الأوسط الجديد وتلك الفوضى البناءة التي اسماها أعدائنا، وان يلهم أولئك الذين يقتلون باسم الإسلام، لما فيه صلاح هذه الأمة ووحدتها".
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.