• التحقيقات تكشف أسماء مرتكبي مجزرة الحولة

    من الواضح أن مجزرة الحولة التي ارتكبتها العصابات المسلحة يوم الجمعة الماضي حصلت بتخطيط أو بتواطؤ من جانب قوى خارجية تستهدف ضرب سورية وإيجاد المبررات والحجج لحصول تدخل أجنبي، وهو الأمر الذي كشفت عنه الساعات القليلة الماضية من خلال تجاوز واشنطن وحلفائها الغربيين لكل لجان التحقيق حتى تلك التي دعا إليها مجلس الأمن والأمم المتحدة لمعرفة خلفيات ما حصل في الحولة والمتسببين بهذه المجزرة، فعمد الحلف الأميركي ـ الغربي ـ الخليجي إلى إطلاق الاتهامات المسبقة قبل حصول أي تحقيق على الرغم من أن الأمم المتحدة أعلنت أن معظم ضحايا المجزرة تم إعدامهم، ولم يسقطوا بالتالي في عمليات قصف أو ما شابه، كما حاول الغرب والإعلام الخليجي المشبوه والمتآمر تصوير ما حصل.


    «البناء» تنشر أسماء مرتكبي المجزرة
    وتأكيداً على ذلك، علمت «البناء» أن التحقيقات الأولية في مجزرة الحولة قد أفضت إلى معرفة هوية معظم الفاعلين، وهم على التوالي:
    ـ الإرهابي رضوان فرحان السعيد، الإرهابي مشهور مسعود المشهور (المقلب بـ مشهور التركاوي)، الإرهابي عبد الكريم الرحيل، الإرهابي أكرم رشاش عامر، ... الإرهابي محي الدين محمود شهاب (الملقب بمحي الدين الجربان) ومجموعة إرهابيين من آل العكش.

    وفي معلومات لـ «البناء» ايضا ان لجوء الغرب الى طرد السفراء السوريين جاء من قبيل الضغط بعد اخفاقه في فرض صفقة على سورية لم ترض بها، وبالتالي عبثا حاول الغرب تمريرها. كما ان معظم الدول الغربية ليس لديها طواقم سفارات في دمشق، وحتى الاتحاد الأوروبي ليس لديه في دمشق من السفراء إلا مقدار أصابع اليد الواحدة، مثل اليونان وقبرص وتشيكيا.
    أما السفراء السوريون المقيمون في بعض الدول الغربية فكان وجودهم قرارا سورياً على مستوى الدولة في دمشق للحفاظ على مصالح السوريين المنتشرين في العالم بغض النظر عما اذا كانت تلك الدولة متمثلة بسفير أم لا.

    اما ما سمي بطرد السفير السوري من لندن والتي ادعت انها طردته وهو الدكتور سامي الخيمي، فقد عاد من العاصمة البريطانية قبل شهرين وأُلحق بجامعة دمشق، لذلك يعتبر الاجراء البريطاني نكتة سخيفة أو عملا صبيانيا في المجال الدبلوماسي.

    ويتأكد بما لا يقبل الشك أن المجزرة جرى الإعداد لها في الخارج ما بين القيمين على العصابات المسلحة وأجهزة مخابرات خارجية بهدف استثارة الرأي العام الخارجي، ليس فقط لإسقاط خطة المبعوث الدولي كوفي أنان، بل أيضاً في سبيل الدفع نحو تدخل عسكري أطلسي في سورية، وهو الأمر الذي اندفعت إليه أطراف ما يسمى «المعارضة» في الخارج بدءاً من «مجلس اسطنبول» إلى جماعة «الإخوان المسلمين» وكل الذين باعوا أنفسهم للأجنبي من أجل الحصول على حفنة من الدولارات أو الوصول إلى موقع سياسي مشبوه وصولاً إلى دفع سورية نحو الحرب والفتنة.

    وانطلاقاً من هذا المخطط المعد مسبقاً حول أهداف المجزرة، سارعت واشنطن وحلفاؤها الغربيون إلى تحميل السلطات السورية مسؤولية ما حصل، وانتقلت أمس إلى خطوة أخرى تمثلت بطرد السفراء السوريين من عواصم هذه الدول، في مؤشر واضح على أن المؤامرة ضد سورية لم تنته، وأن المتآمرين لم يتعظوا من سقوط رهاناتهم طوال سنة وبضعة أشهر من عمر الأزمة في سورية.

    لذلك، فالسؤال الذي طرحته مصادر دبلوماسية على خلفية الموقف الأميركي ـ الغربي بطرد السفراء السوريين، هل أن ما جرى أمس هو مرحلة ثانية من الهجمة على سورية بعد أن خابت رهانات الحلف المتآمر على ما يسمى المعارضة السورية؟ لكن المصادر تلاحظ أن هناك محاولة مكشوفة من واشنطن وحلفائها للتغطية على مجزرة الحولة، خصوصاً أن الغرب يدرك من خلال أجهزة استخباراته أن العصابات المسلحة هي التي قامت بافتعال المجزرة خصوصاً بعد تأكيد الأمم المتحدة أن المجزرة لم تحصل عبر القصف بل من خلال مهاجمة الضحايا بحيث تم إعدامهم مباشرة.

    قضية المخطوفين: الجهات الخاطفة تبتز
    أما بخصوص قضية المخطوفين اللبنانيين من قبل العصابات المسلحة في منطقة حلب في سورية، فإن الاتصالات لم تسفر حتى مساء أمس عن أي نتائج إيجابية تؤشر إلى إمكان إطلاق سراحهم في وقت قريب.

    ويبدو من خلال المعلومات المتواترة على غير صعيد أن الجهات الخاطفة ومن يدعمها إقليمياً وخليجياً تلعب لعبة تضييع الوقت في محاولة مكشوفة للحصول على أثمان سياسية وربما أثمان أخرى في مقابل إطلاق سراح المخطوفين. وهو ما نقلته قناة «الجديد» عن الجهات الخاطفة التي أبلغت الوسطاء أن الطابة في ملعب حزب الله. وقالت الجديد إنه «لن تكون هناك مفاوضات بعد الآن قبل أن تصدر عن حزب الله إدانة واضحة ضد سورية وسلطاتها هناك»!
    وأشارت إلى أن المخطوفين موجودون في داخل سورية. وبدورها أشارت قناة «ال. بي. سي» أن المخطوفين نقلوا من حلب إلى بلدة خربة الجوز السورية.

    ومساء أمس أبلغ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مجلس الوزراء أنه كان من المفترض أن يزور تركيا نهاية الأسبوع، لكنه قرر التريث ريثما تتضح مساعي الإفراج عن المخطوفين، مشيراً إلى أن الزيارة ما زالت قائمة في وقت قريب، مؤكداً أن قضية المخطوفين تعني كل اللبنانيين. وقال إنها موضوع متابعة دقيقة ومستمرة إلى أن تتحقق النهاية السعيدة بعودتهم. أضاف: لن نتوانى عن استعمال كل ما هو ضروري لعودة المخطوفين.
    وفي هذا السياق، أعلن السفير التركي في بيروت أنان أوزلديز في حديث له أمس إننا «نقوم بكل ما بوسعنا للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين».

    وقد زار السفير التركي مساء أمس رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وبحث معه في قضية المخطوفين اللبنانيين.
    الأسد لأنان: نجاح الخطة بوقف الإرهاب

    أما على صعيد الوضع في سورية، فقد أكد الرئيس الأسد خلال استقباله أنان أمس أن «المجموعات الإرهابية المسلحة صعدت من أعمالها الإرهابية في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ في مختلف المناطق السورية ومارست أعمال القتل والخطف بحق المواطنين».

    وشدد على ضرورة التزام الدول التي تقوم بتمويل وتسليح وإيواء المجموعات الإرهابية بخطة أنان، واختبار توفر الإرادة السياسية لدى هذه الدول للمساهمة في وقف الإرهاب. واعتبر أن نجاح الخطة يعتمد على وقف الأعمال الإرهابية وتهريب السلاح.

    المبعوث الدولي يشدّد على وقف العنف
    وشدد أنان، خلال مؤتمر صحافي في دمشق، على ضرورة أن يتوقف العنف للبدء بانتقال إلى مستقبل ديمقراطي للشعب السوري، مقدماً الشكر للرئيس الأسد «على التسهيلات التي قدمتها الحكومة السورية لنجاح مهمتي». وقال إنه سيكون قلقاً على مستقبل سورية إذا لم تطبق خطته ...والتزام سوري بخطة أنان

    واشنطن وحلفاؤها يقرّرون خطوات استفزازية!
    في هذا الوقت، لجأت واشنطن وبعض البلدان الحليفة لها إلى خطوة غير مبررة ضد سورية من خلال طرد سفراء سورية أو القائمين بالأعمال في هذه الدول بحجة الرد على «مجزرة الحولة».

    وأعلنت الولايات المتحدة عن طرد القائم بالأعمال في السفارة السورية ودبلوماسيين سوريين. كما لجأت كل من باريس وبرلين ومدريد وهولندا وسويسرا إلى طرد السفراء السوريين لدى هذه العواصم. بينما أعلنت لندن عن طرد القائم بالأعمال. كذلك أعلنت كل من كندا وأوستراليا عن طرد دبلوماسيين سوريين لدى البلدين.

    روسيا تدعو إلى تحقيق دولي محايد
    أما في المواقف الدولية من الوضع في سورية، فقد طالبت روسيا بتحقيق أممي ومحايد وموضوعي في مجزرة الحولة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع أنان إنه «يجب على كل الفرقاء في سورية وقف العنف من دون تأخير».

    كما أعرب لافروف عن قلق موسكو من محاولات إفشال خطة أنان لتسوية الأزمة السورية.

    ولفت الى أن «بعض الدول بدأت تستغل الأحداث في بلدة الحولة السورية كذريعة لاتخاذ إجراءات عسكرية في محاولة للضغط على مجلس الأمن الدولي».

    وأضاف أن «الحديث يدور في الواقع عن إحباط خطة أنان. ويبدو أنها تمثل عقبة بالنسبة لهم لأنها ترمي إلى خلق الظروف المناسبة لإجراء إصلاحات وإطلاق حوار بين جميع السوريين، وليس تغيير النظام».

    وأعرب لافروف عن صدمته إزاء التصريحات الأخيرة لبرهان غليون القائم بأعمال رئيس المجلس الوطني السوري الذي دعا فيها الشعب السوري إلى مواصلة ما وصفه بـ»معركة التحرير» ضد القوات الحكومية حتى يسمح مجلس الأمن بالتدخل العسكري المباشر من الخارج.

    ووصف لافروف هذه التصريحات بـ»التحريض المباشر على إشعال حرب أهلية»، مشددا على ان «مثل هذه التصريحات تتعارض مع خطة أنان».

    بدوره، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن «زيارة انان دليل على وجود إمكانية لمعالجة الأزمة السورية عبر الوسائل السياسية».

    من جهته، أكد المتحدث بإسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، في مؤتمر صحافي، ان «أعمال العنف في سورية مرفوضة وعلى جميع الأفرقاء اللجوء إلى الحوار وإنجاح خطة أنان»، معتبراً ان «زعزعة أمن سورية يهدد المنطقة».

    البيت الأبيض: التدخل العسكري غير مطروح
    ومساء أمس، رد البيت الأبيض بصورة غير مباشرة على ما كان لمح اليه رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي بأن
    «البنتاغون» مستعد لخيار التدخل العسكري اذا طلب منه ذلك». وقال البيت الأبيض: «لا نعتقد أن التدخل العسكري في سورية هو الخيار المناسب الآن».

    وفي المواقف الغربية، قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بين رودز في مقابلة صحافية إن «الولايات المتحدة ستقدم مساعدات مباشرة إلى المعارضة السورية في حال فشلت خطة أنان إلى سورية».

    وشكك رودز في الوقت نفسه، في «إمكانية نجاح خطة أنان والتزام النظام السوري تجاه الخطة»، لافتا إلى أنه «نؤمن بأن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يتخلى عن السلطة».

    كذلك دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال اتصال بينهما إلى ما وصفاه «زيادة الضغط على الرئيس الأسد والمساعدة في وضع حد للقمع بحق الشعب السوري»!

    وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن بلاده ستستضيف ما يسمى «مؤتمر أصدقاء سورية مطلع تموز»!

    أما وزير خارجيته لوران فابيوس فدعا إلى ما زعمه «رحيل الرئيس الأسد» مستبعداً احتمال تسليم أسلحة للمعارضة!
    إلى ذلك، أعلن الفاتيكان إدانة البابا بندكتوس السادس عشر والجماعة الكاثوليكية بأسرها والمجتمع الدولي أيضاً لمجزرة الحولة التي حصدت عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين. ودعا إلى وقف العنف بجميع أشكاله.

    من جهتها، طالبت منظمة العفو الدولية مجلس الأمن بتحويل مجزرة الحولة إلى المحكمة الجنائية الدولية، زاعمة أن «الجيش السوري نفذ غارات على منطقة الحولة».

    كذلك جدد كبار المسؤولين في كيان العدو «الإسرائيلي» دخولهم على خط التحريض ضد سورية»، فوجه رئيس هذا الكيان شيمون بيريز «اتهامات مزعومة للرئيس الأسد حول ما زعمه ارتكاب الجيش السوري بجرائم ضد الإنسانية».


    تحت المجهر
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.