نشر في 05/09/2017 08:49 PM
عدد المشاهدات: 9260
الاستشراق الإسباني
والتراث العربي الإسلامي بالأندلس
(ميغيل أسين بلاثيوس نموذجاً)
*** بقلم: د. فريد أمعضـشو(*)
يندرج الحديثُ عن الاستشراق والمُسْتشرقين في ضمن سياق عامّ أثير حوله نقاش مُستفيضٌ منذ أمد بعيدٍ، وهو الحديث عن العلاقة بين الغرب والشرق في أبعادهما المختلفة. فقد اعتاد كثير من علماء الغرب ومفكّريه، ردحاً غيرَ يسير من الزمن، النظرَ إلى هذين الكِيانين الحضارييْن بوصفهما مختلفين تماماً، من مُنطلَق أن الشرق شرق، والغرب غرب، وهما لا يلتقيان! (على حد عبارة كيبلينغ) وتعمّدوا أن يقدّموا صورة نمطية للشرق والشرقيين؛ صورةً قوامُها التخلف الحضاري، والإغراقُ في التأمُّل الحالِم، والإيمان بالخُرافة والأسطورة. على حين جعلوا الغربَ منطلقَ التحضر والتمدُّن، ومنبـعَ التفكـير العقلاني والعلم والعمل. وعلى هذا الأساس، «كان الشرق، تقريباً، اختراعـاً غربياً، وكـان منــذ القِدَم الغـابر مكـاناً للرَّمْنَسَة (رومانس)، والكائنات الغريبة المُدْهِشة، والذكريات والـمَشاهد
...