• مؤتمر التصوف العالمي يوصي بالتقريب بين الصوفية والسلفيّة

    مؤتمر التصوف العالمي يوصي بالتقريب بين الصوفية والسلفيّة

    طالب البيان الختامي لمؤتمر التصوف العالمي حول الإصلاح، الذي اختتم أعماله الإثنين 26 -9- 2011، وشارك فيه 300 عالم من مختلف أنحاء العالم، جميع التيارات والاتجاهات والمؤسسات الدينية والدعوية والمدنية صوفية أو سلفية أو غيرها، إلى مزيد من التفاهم والتقارب على أساس من التعاون فيما تم الاتفاق عليه، وعذر كل طرف الآخر فيما وقع الاختلاف فيه .

    ضوابط للاختلاف
    كما أكد البيان حرمة تناول العلماء بالإهانة، وعدم الوقوع في أعراض العلماء والدعاة، ووضع ضوابط للاختلاف في الفروع. وطالب المشاركون في توصياتهم بتأسيس هيئة صوفية عالمية تضم كافة الطرق والمؤسسات والتنظيمات الصوفية الشرعية، تعمل على تنظيم الصف وتنظيم الجهود والأنشطة الدعوية والإعلامية وتنظيم الروابط بين الحركة الصوفية في العالم، والمؤسسات الشرعية، وعلى رأسها الأزهر، ويكون مركزها القاهرة.
    كما أكدوا في بيانهم الختامي على الدعوة إلى إنشاء قناة فضائية، تهتم بقضايا الأخلاق والقيم الروحية ونبذ العنف والغلو، وتأسيس مركز أبحاث يعمل على نشر العلم وتصحيح المسار والوحدة بين أبناء الأمة الواحدة.
    وطالب المؤتمر الدول العربية والإسلامية وجميع دول العالم والمنظمات الدولية بدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وطالب الحكام بسرعة اتخاذ الإجراءات الإصلاحية الجادة والكفيلة بمنع إسالة الدماء .
    وشدد المؤتمر في بيانه، على تفعيل نظام الدبلوماسية الشعبية، استنادا إلى الحضور الصوفي القوي في السودان لإنهاء الصراع هناك. كما دعا البيان الدول والمنظمات الدولية والمؤسسات الثقافية والإعلامية ومراكز التأثير إلى تأصيل قيم الروحية والاعتدال في مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
    هذا وأوصى المؤتمر بتأكيد الاعتداد بالأزهر مرجعية علمية عالمية، مشيدا بالدور الفاعل للمشيخة العامة للطرق وفي توجهاتها الإصلاحية، خاصة ما يتعلق بوضع ضوابط علمية شرعية لتحديد من يتولى تمثيل الطرق الصوفية، بشكل يصل الفقه والأصول بالطريقة، ويعد المشاركون ذلك ركيزة أساسية لنهضة صوفية فاعلة .
    وقد تم في ختام مؤتمر التصوف تكريم شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، ومفتي الجمهورية د. علي جمعة، ووزير الداخلية منصور العيسوي، وعماد أبو غازي وزير الثقافة المصري ، ومنير فخري عبد النور وزير السياحة المصري .
    توجه سياسي
    وحول التوجه السياسي للمؤتمر مع حضور مرشحي الرئاسة المحتملين عمرو موسى، وعبد المنعم أبو الفتوح بالإضافة إلى رؤساء بعض الأحزاب، قال شيخ مشايخ الطرق الصوفية عبد الهادي القصبي لـ"إسلام أون لاين": لقد تمت دعوة ممثلي القوى الوطنية والسياسية ودعوة رؤساء جميع الأحزاب ومرشحي الرئاسة من باب أن المؤتمر عام، فلم نقتصر على أحد، ولا نقف مع أحد ضد أحد.
    وأضاف أن حضور مرشح رئاسي بعينه المؤتمر لا يعني إعلانا ضمنيا من الصوفية بتأييد ذلك المرشح ضد غيره، مؤكدا أن مؤتمر التصوف استهدف الدعوة إلى الإصلاح، بعيدا عن تبني أية اتجاهات سياسية أو برامج حزبية أو انتخابية في مجال الإصلاح .
    من جانبه لفت د. محمد مهنا مقرر المؤتمر إلى أن المؤتمر حقق نجاحا كبيرا، حيث يعد فرصة لإعلان أن الصوفية لا تقف ضد تيار بعينه، وأنهم دعاة صلح وتقارب، لا دعاة نفور، وهو ما وضح في بيان المؤتمر الختامي من دعوة جميع التيارات المختلفة صوفية أو سلفية أو غيرها إلى التقارب بعيدا عن الاختلافات. وأوضح لـ"إسلام أون لاين": أن المؤتمر عرض أكثر من 70 بحثا تناولت الحاجة للإصلاح، والتصوف منهج أصيل للإصلاح، وإشكاليات التصوف والإصلاح، ونماذج من التصوف في الإصلاح قديما وحديثا، موضحا أنه سيتم عقد مؤتمر التصوف بصفة دورية في الدولة التي تعلن عن استضافتها له.
    إسلام أون لاين
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.