• الأمثال في نصوص الشرق القديم - طارق شفيق حقي

    الأمثال في نصوص الشرق القديمطارق شفيق حقيأقدم بين يديكم بعض من الأمثال المتداولة قبل ألاف السنين وبعضها يعود ل 5000 قبل الميلاد ,وهي هنا من بلاد الرافدين, حيث كان يعتقد أن سفر الأمثال في التوراة العبرانية المرجع الأقدم فيالأمثال , حتى اكتشفت الحضارة السومرية لتعرفنا على مجموعات أدب الحكمة في التاريخ الإنساني بللعل أغلب الأمثال في سفر الأمثال منحولة ومسروقة من الأمثال القديمة كما سنبين عبر المقارنة , وذلك بعد اكتشاف مجموعات من أدب الحكمة في مصر قبل التوراة بزمن بعيد.جاء فيها من وصايا لأمين إم أوبيت:أعطني سمعك يا بني , وأنصت لما أقولوأفتح ذهنك لتفهم هذه الكلماتفلئن حفظتها في قلبك كانت لك خير معينوإن تناسيتها كان في ذلك شقاؤك.وتكون نبراساً لقلبك"...لا تسرق المسكين , ولا تقهر الضعيف..لا تزحزح أحجار حدود الحقول عن مواضعهاولا تغش في حبل قياس المساحةلا يكن جشعك لبضعة أمتار من الأرضولا تتعد على حدود أرض الأرملةولا توسع أرضك خلسة على حساب جيرانك"..الرغيف الواحد مع الطمأنينة خير من الثروة مع الأحزانولنقارن ذلك مع ما ورد في سفر التوراة:-" أمل أذنك واسمع كلام الحكماء , لأنه حسن إن حفظتها في قلبك وإن تثبتت جميعاً على شفتيك"

    -"
    لا تسلب الفقير لكونه فقيراً ولا تسحق المسكين"

    -"
    لا تنقل التخم القديم الذي وضعه آباؤك"- " لا تنقل التخم القديم ولا تدخل حقول الأيتام"

    - "
    القليل مع مخافة الرب , خير من كنز عظيم مع هم"

    والأمثلةكثيرة جداً على هذا التشابه العجيب , بل لعمري هي منحولة من أدب الحكمةالمصري القديم والرقم التاريخية خير دليل وشاهد, وربما يترسخ في عقولالجميع أنه لا يوجد كتاب محفوظ غير كتاب الله القران الكريم , والكتبالأخرى تعرضت للتحريف والتزيف وهذا أكبر دليل وشاهدولنعودلأدب الحكمة فأدب الحكمة أدب اشتهر به الشرق الساحر, وذلك لأن الشرق كانمهد الحضارات ومهد الرسالات السماوية, وقسم كبير من هذه الحكم لو دقننافيها فهي تشير للتوحيد وتشير لتعاليم الله الواحد القهار, ولكنها تجري علىألسنة البشر وتتحول لتصاغ بأسلوبهم , كما يوجد الكثير من الأمثال التيتتولد من قضايا المجتمع من حسد وبغض , وفقر وغنى , مجمل علاقات المجتمعالاجتماعية التي كانت ولا تزال تدور في إطار متشابه يدل على مشرقية متشبثةبالقيم والحكم , ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراًوهنا بعض الأمثال للحكيم أحيقار والتي نرى بعضها لازال يتداول بصيغته الحرفية أو بمعناه:

    الحمار ينعطف نحو الأتان بشغف, والطيور على أشكالها تقع.- إني ذقت الحنظل وأكلت الهندباء , فلم أجد أكثر مرارة من الفقر.- إني حملت التبن ورفعت النخالة , فلم أجد أخف من الضيف العابر.- إني رفعت الرمل وحملت الملح, فلم أجد أثقل من الدين.- إذا كانت عين الإله على الإنسان, فإنه يرى طريقه في الظلام.- لا تنظر أبعد مما يمكن لبصرك الوصول إليه.لا تكن حلواً فيبتلعوك , ولا مراً فيبصقوك.- نعجة قريبة خير من بقرة بعيدة , وعصفور في يدك خير من ألف عصفور طائر , ورداء خشن ترتديه خير من حرير وأرجوان يرتديه الآخرون .-لا تتدخل في زواج إمرأة, لأنها إذا أسعدت فلن تذكرك وإذا شقيت لعنتك.-لا تقاوم من كان في أوج قوته, ولا تناحر النهر في طغيانه.-صديق قريب خير من أخ بعيد.



    -لا تحل عقدة ربطت , ولا تربط عقدة حلت.

    -نقل الحجارة مع رجل حكيم أفضل من شرب الخمرة مع رجل جاهل.-إذا أكل الغني الحية قالوا للشفاء أكلها , وإذا أكلها الفقير يقولون لجوعه أكلها.

    -الكلب الذي ترك صاحبه وتبعك أرمه بالحجارة.-إذا ضربت العاقل كلمة تكون في قلبه كالحمى, وإذا ضربت الجاهل عصياً كثيرة فإنه لا يشعر.

    -من يصنع خيراً يلق خيراً, ومن حفر حفرة لأخيه ملأها بقامته.-قيلللذئب لماذا تيسر وراء الغنم ؟ فقال : إن غبارها مفيد وفيه دواء لعيني. وأدخلوا الذئب المدرسة , فقال له المعلم : ألف باء . فقال الذئب : جدي , حمل.

    -كنتلي يا ابني مثل نخلة لم تثمر , فلم جاء صاحبها ليقطعها قالت له: أمهلنيهذه السنة فأثمر خرنوباً . فقال لها: إنك لم تنجحي بإعطاء تمرك , فكيف ماهو ليس لك.

    -كنت لي يا ابني مثل قدر ركبت له قبضتان من ذهب ولكن أسفله بقي أسود اللون.-يا بني إذا الآلهة سرقت فبماذا يستحلفونها؟-يابني أجلستك على كرسي الوقار , وأما انت فقد طرحتني عن كرسي , فأنقذني ربي , فصرت لي كالعقرب الذي لسع صخرة فقيل له: لقد لسعت قلباً جامداً. ثم لسعإبرة فقيل له : لقد لسعت حمةً شراً من حمتك.

    -لا ترفع بصرك إلى امرأة متبرجة متكحلة ولا تشتهها في قلبك , لأنك إن أعطيتها كل ما تملك لن تجد فيها خيراً.

    -لاتكن عجولاً كشجرة اللوز, فإنها تزهر قبل جميع الأشجار وتطعم بعدها. بل كنكشجرة التوت هادئاً متأنياً , فإنها تورق أخر الأشجار وتطعم قبلها.

    -أعمى العينين أفضل من أعمى القلب . لأن أعمى القلب يتعلم بسرعة , أما أعمى القلب فأنه يحيد عن الطريق ويتيه.

    -لا تسلك طريقاً من دون سلاح لأنك لا تعلم ما الذي سيصادفك.
    -كما تزدان الشجرة بأغصانها وثمرها , كذلك يزدان الرجل بإمرأته وبنيه.-إذا أردت أن ترتفع , فاتضع امام الله الذي يذل المتكبر ويرفع المتواضع.

    -لاتأخذ قرضاً كبيراً , ولا تقترض من شرير , وإذا اقترضت لا تجد راحة لنفسكحتى سداد القرض . القرض لذيذ عند الحاجة إليه ولكن سداده مؤلم.


    -لا يغرينك جمال امرأة , ولا تشتهها قلبك, لأن جمال المرأة في ذوقها , وبهاءها في نطقها.-- ومن الأدب الرافديني:

    -لا تقل لي ماذا كسبت بل قل لي ماذا خسرت.-ليس القلب هو الذي يصنع العداوة بل اللسان.-عندما تتعود على الكذب لن يصدقوك عندما تقول الحقيقة.

    -لا تتفوه بما لا يفيد , ولا تعط نصيحة في غير محلها.-ليكن عقلك ميزان نطقك.

    -أن الكاتب الذي تتحرك يده بسرعة فمه , هو كاتب حقاً.-في يوم العرس, القلب الفرح : العروس , والقلب المغتم العريس.-من بنى بيتاً كبيوت الأمراء عاش مثل العبد, ومن بنى بيتاً كبيوت العبيد عاش أميراً.الأمثال في القرآن والحديث الشريفوقد ضرب الله الأمثال فيالقرآن كقوله :


    " وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًاوَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ 15 قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِوَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَيَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِيالأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُعَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُالْقَهَّارُ 16 أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌبِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَعَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُكَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُفَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِكَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ 17 الرعد



    "أَلَمْتَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍطَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء 24 تُؤْتِيأُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَلِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 25 وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍكَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنقَرَارٍ 26 يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِفِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُالظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء" 27إبراهيم


    " وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ 73 فَلاَتَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَتَعْلَمُونَ 74 ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُعَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُمِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ 75 وَضَرَبَ اللّهُمَثَلاًرَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَكَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْيَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍمُّسْتَقِيمٍ 76 وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُالسَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَعَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" 77 النحل"



    وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَالَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ 34اللَّهُنُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَامِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌدُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍوَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُنَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءوَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍعَلِيمٌ 35" النور



    " وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَكَثِيرًا 38 وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَاتَتْبِيرًا 39 وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْمَطَرَالسَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا" 40 النور




    " إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَافَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّمِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَاللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراًوَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ 26 الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَاللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنيُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" 27البقرة"


    وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِوَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِيَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ 176 سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَاوَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ 177 مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَالْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ "178الأعراف"



    مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِهَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ 24 وَلَقَدْ أَرْسَلْنَانُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ 25 أَن لاَّتَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍأَلِيمٍ 26 هود ""

    وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنقَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِعَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ 6 وَيَقُولُالَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِإِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ" 7 الرعد


    " وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةًيَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِاللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْيَصْنَعُونَ 112" النحل



    " وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَاجَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَابَيْنَهُمَا زَرْعًا 32 كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْتَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا 33 وَكَانَلَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَمَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا 34 وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌلِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا 35 وَمَاأَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّخَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا 36 قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُأَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّسَوَّاكَ رَجُلًا 37 لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُبِرَبِّي أَحَدًا 38 وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءاللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَمَالًا وَوَلَدًا 39 فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّنجَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَصَعِيدًا زَلَقًا 40 أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَلَهُ طَلَبًا 41 وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِعَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُيَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا 42 وَلَمْ تَكُن لَّهُفِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا 43هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌعُقْبًا 44 وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءأَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِفَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّشَيْءٍ مُّقْتَدِرًا 45 الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِالدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًاوَخَيْرٌ أَمَلًا 46 وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَبَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا 47وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَاخَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُممَّوْعِدًا 48 وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَمِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَايُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَاعَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا 49 وَإِذْ قُلْنَالِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَمِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُوَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَلِلظَّالِمِينَ بَدَلًا 50 مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَالْمُضِلِّينَ عَضُدًا 51 وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَزَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَابَيْنَهُم مَّوْبِقًا 52 وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّواأَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا 53 وَلَقَدْصَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَالْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا 54" الكهف



    "وَهُوَالَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِوَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 27 ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَللَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَارَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْأَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "28 الروم



    " وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَاالْمُرْسَلُونَ 13 إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَافَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ 14قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمنمِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ 15 قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُإِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ 16 وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُالْمُبِينُ 17 قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوالَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ 18 قَالُواطَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ 19 وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِاتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ 20 اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًاوَهُم مُّهْتَدُونَ 21 وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِيوَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 22 أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِالرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَيُنقِذُونِ 23 إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ 24 إِنِّي آمَنتُبِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ 25 قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَقَوْمِي يَعْلَمُونَ 26 بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَالْمُكْرَمِينَ" 27 يس




    "أَوَلَمْيَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌمُّبِينٌ 77 وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِيالْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ 78 قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَمَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ 79 الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَالشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ 80أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىأَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ 81 إِنَّمَاأَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ 82فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِتُرْجَعُونَ 83" يس



    "26 وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍلَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 27 قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍلَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ 28 ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِشُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِمَثَلًاالْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ 29 إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ 30 ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ 31" الزمر



    " فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ 55 فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ 56 وَلَمَّا ضُرِبَابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ 57 وَقَالُواأَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْهُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ 58 إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِوَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ 59 " الزخرف




    "ضَرَبَاللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَلُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِفَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ 10 وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًالِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِيعِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِوَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ 11 وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَاوَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَالْقَانِتِينَ" 12 التحريم"



    وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَاعِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًاوَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَوَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَاأَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّاللَّهُمَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّاهُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ" 31المدثر




    والمثلفي القرآن يذكر للاعتبار , والأمثال في القرآن الكريم هي من علومه وفيهامن تثبيت القلوب وتدل على طاعة الله وتحذر من ارتكاب معاصيه بشكل عام , والمثل هو صورة بلاغية عالية التأثير لما فيها من قدرة على تفجير الطاقاتالكلامية


    "قالتعالى: {وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ} فامتن علينا بذلك لما تضمنت هذهالفوائد وقال تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِمِنْ كُلِّ مَثَلٍ} وقال {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِوَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ}

    والأمثالمقادير الأفعال والمتمثل كالصانع الذي يقدر صناعته كالخياط يقدر الثوب علىقامة المخيط ثم يفريه ثم يقطع وكل شيء به قالب ومقدار وقالب الكلامومقداره الأمثال


    وقالالخفاجي: سمي مثلا لأنه ماثل بخاطر الإنسان أبدا أي شاخص فيتأسى به ويتعظويخشى ويرجو والشاخص المنتصب وقد جاء بمعنى الصفة كقوله تعالى: {وَلِلَّهِالْمَثَلُ الأَعْلَى} أي الصفة العليا وهو قول لا إله إلا الله وقوله: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ}

    أي صفتهاومن حكمته تعليم البيان وهو من خصائص هذه الشريعة والمثل أعون شيء على البيان

    "والمثل يقرب المعاني المجردة ويثبتها في الذهن , فتراها تسير على الألسن ويتناقلها الناس مع تقدم الزمان"قالالزمخشري: التمثيل إنما يصار إليه لكشف المعاني وإدناء المتوهم من المشاهدفإن كان المتمثل له عظيما كان المتمثل به مثله وإن كان حقيرا كان المتمثلبه كذلك فليس العظم والحقارة في المضروب به المثل إلا بأمر استدعته حالالممثل له ألا ترى أن الحق لما كان واضحا جليا تمثل له بالضياء والنور وأنالباطل لما كان بضده تمثل له بالظلمة وكذلك جعل بيت العنكبوت مثلا فيالوهن والضعف"
    وفيالحديث الصحيح:


    "إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصابأرضا فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب
    الكثير وكان منهاطائفة أمسكت الماء فشرب الناس واستقوا وزرعوا

    وكانت منها طائفة إنما هيقيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ وذلك مثل من فقه في دين الله فنفعه مابعثني الله به من الهدى والعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدىالله الذي أرسلت به"" وفرق الإمام فخر الدين بينهما بأن المِثل هو الذي يكون مساويا للشيء فيتمام الماهية والمَثل هو الذي يكون مساويا له في بعض

    الصفات الخارجة عنالماهيةوقالحازم في كتاب منهاج البلغاء وأما الحكم والأمثال فإما أن يكون الاختيارفيها بجري الأمور على المعتاد فيها

    وإما بزوالها في وقت عن المعتاد عن جهةالغرابة أو الندور فقط لتوطن النفس بذلك على ما لا يمكنها التحرز منه إذلا يحسن منها التحرز من

    ذلك ولتحذر ما يمكنها التحرز منه ويحسن بها ذلكولترغب فيما يجب أن يرغب فيه وترهب فيما يجب أن ترهبه وليقرب عندها ماتستبعده ويبعد

    لديها ما تستقر به وليبين لها أسباب الأمور وجهات الاتفاقاتالبعيدة الاتفاق بها فهذه قوانين الأحكام والأمثال قلما يشذ عنها منجزئياتها شيءفمنه قوله: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً
    وقوله

    : و{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ} وقوله:
    {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَابَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}وقوله مثل

    {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً}وقوله: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} وقوله: {ضَرَبَ اللَّهُمَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} إلى قوله: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ}"1


    طارق شفيق حقي


    ـــــــــــــــــــــــــــ
    المراجعالقران الكريمكتاب البرهان في علوم القران للزركشيالأمثال من كتاب مدخل إلى نصوص الشرق القديم - الباحث فراس السواح
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.