أشرتُ في مقالي السابق إلى فكرة التحيّز والانتقائية التي يُصاب بها الجميع في حديثهم عن شخصيات تُقدّس نسبيًا من قِبل محبّيهم أو من يعتنقون أفكارهم، هذا الجمهور الكثير الذي يصعب حصره أو متابعته يشتركُ في أمر هام؛ وهو التشجيع والمتابعة دون الالتفات إلى الحقائق حتى وإن مرّت أمامه، وفي أوقات كثيرة يعطي ظهره لما يقدّم إليه [1]، حتى وإن كان ما يُقدّم إليه من شخص ليس متحيزًا إلى فئة تخاصمه وتزهد في مقولاته. فقد اعتدنا في تراثنا الثقافي أن نوجّه التاريخ تبعًا لما
...
لم يكن الاستقبال الذي حظي به ديكارت في الثقافة العربية الحديثة استقبالا عاديا. فقد لاقى فطره عناية واهتماما عز نظيرهما بالنسبة لأي فيلسوف غربي آخر، باستثناء كارل ماركس ربما. إذ اقترن اسمه بصفة كونه "إمام وأب الفلسفة الحديثة"، و "أكبر الفلاسفة المحدثين" إلى غير ذلك من النعوت
...
فيلسوف وعالم لغويات ألماني. ولد في روكن Rockenn قرب مدينةلايپزيگ بپروسيا يوم عيد الملك فريدريش ع¤لهلم الرابع، فسمي باسمه ومات في ع¤ايمار. وهو من أسرة من القساوسة، لكنه كان شديد الإلحاد فجعله محور كتاباته، تيتم باكراً من والده، فتولّت تربيته نسوة العائلة اللاتي أسرفن في تدليله وملاطفته ، فقد قضى طفولة سعيدة، وكان تلميذاً مهذباً صادقاً مطواعاً حتى أطلق عليه اسم القسيس الصغير، أرادته أمه قسّاً كأبيه فالتحق وهو في الثانية
...
سيرته الذاتية:
ولد فيبر،ماكس في ألمانيا عام 1864م. تأهل في القانون، ثم أصبح عضوًا في هيئة تدريس جامعة برلين. وظل أكاديميًا طوال حياته، وكان له اهتمام رئيس في النصر الساحق الواسع للتطور التاريخي للحضارات، من خلال دراسات علم اجتماع الدين وعلم اجتماع الحياة الاقتصادية.
وفي تناوله لكل من هذين الموضوعين فقد أحدث تغييرًا هائلاً في عملية البحث في الديانات
...
على مدى العقود الأخيرة ظل العلمانيون يبذلون كل ما في وسعهم للترويج
لمذهب ( الحداثة ) المنقول عن الغرب باعتباره في زعمهم كشفاً جديداً وتياراً أدبياً يقدم رؤية نقدية تكفل تحديث حياتنا الأدبية والفكرية ، وجعلوا أنفسهم سدنة وكهاناً في معبد الحداثة رغم أنها دعوة لنبذ التراث الموروث والقطيعة معه ، والانفلات من القيم والثوابت العقدية ، والتقليل من إنجازات العقل المسلم طوال قرون ازدهار الحضارة الإسلامية . واستطاع العلمانيون السيطرة على مجمل النشاط الأدبي والثقافي في كثير من البلاد العربية ، وتبوؤوا أعلى المناصب ، وتقدموا الصفوف وكأنهم الصفوة المختارة التي امتلكت ناحيةالحقيقة ناظرين لمن ليس على مذهبهم نظرة استعلاء واستكبار وغطرسة ، وفي هذه الأثناء خرج من داخل موقعهم الفكري ناقد مرموق استطاع قلب المائدة عليهم وإنزالهم من عليائهم ، وكشف حقيقتهم وحقيقة حداثتهم . الناقد هو الدكتور عبدالعزيز حمودة عميد ( كلية الآداب جامعة القاهرة ) الأسبق ، وأستاذ الأدب الإنجليزي ، والمستشار الثقافي السابق لمصر في الولايات المتحدة الأمريكية لعدةسنوات . والكتاب الذي نزل كالصاعقة على رؤوس دعاة الحداثة العرب فزلزل كيانهم وأصابهم بالدوار
...
” الناجح هو الذي يسعى للبحث عن الظروف التي يريدها، وإن لم يجدها يصنعها بنفسه”
1- مقدمة عن حياة برناردشو. 2- تصريحات ومواقف لشو . 3- علاقة شو بالدين. 4- قصة تدريس رواية جان دارك في مصر. 5- أقواله عن الإسلام في مجلة الإسلام الحقيقي ولقاؤه بالشيخ الصوفي عبد العليم صديق. 6- تعليقات على أقوال شو. 7- المراجع
مقدمة عن حياة برناردشو
- ولد برناردشو في دبلن 1856م كان عبقرياً وقاد الذهن ،تعلم القراءة وهو في نحو الثالثة بل إن من أقواله المأثورة أنه ولد قارئاً، وأدمن المكتبات العامة والقراءة والاطلاع واستعارة المصنفات والكتب وتعلم اللاتينية والإغريقية والفرنسية وانتقل من نقد الموسيقى إلى كتابة القصة فالمسرح فالرواية ومن أهم أعماله " جان دارك " و وراية " الإنسان والسوبرمان " ورواية " أندروكليز والأسد "، منحته لجنة نوبل جائزتها في الأدب عام 1925 فرفض الجائزة وكتب إلى أمين السر في اللجنة يقول : - " إن المال كالعوامة التي ألقيت إلى السابح بعد وصوله إلى بر النجاة ".
- الكاتب الإيرلندي ينحدر من عائلة نورماندية فقيرة متمردة كطبيعة الإيرلنديين المجدين في العمل والمتمردين على الاحتلال والمعروفين بميلهم للسخرية والفكاهة
...
النظريات القانونية المقتبسة من الفقه الإسلامي في النظام القانوني الأنجلو أمريكي
تأثير الفقه الإسلامي على تكوين القانون الإنجليزي
برهام محمد عطا الله*
كل من درس القانون المقارن يعرف أن هناك كثيراً من أوجه الشبه بين قواعد الفقه الإسلامي وقواعد النظام القانوني الأنجلو أمريكي المعروف (بالقانون العمومي) Common Law(1). إلا أن هناك بعض الدراسات الجديدة ذهبت إلى أبعد من ذلك، وبدأت تبرهن على أن القانون الإنجليزي قد تأثر في فترة تكوينه في القرن الثاني عشر ببعض قواعد الفقه الإسلامي، وخاصة بالنسبة
...
هذا بحث مبهر في التاريخ المسكوت عنه والمتناسى، عن أثر الإسلام في بريطانيا في القرن السادس عشر والسابع عشر، يتتبعه الباحث الفلسطيني نبيل مطر بتمحيص مثير للدهشة في كم الأعمال والرسوم والنشرات والقوائم والأخبار والأشعار والمسرحيات والمواعظ التي كتبها الانكليز في تلك الفترة... لم يكن الإسلام صورة باهتة عابرة تحدث هناك بعيدا وراء البحار يمكن تجاهلها، بل كان أثر الثقافة الإسلامية من القوة بحيث ترك بصمته في الحياة البريطانية
...
تأليف الدكتور مشهد العلاّف
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وبعد،
إعلم أيها القارىء الكريم إن في هذا الملحق لضميمة لمن طلب الصدق وتحقق، وأسهر عينيه في إبتغاء الحق فتأرق، ورام الإنصاف في تصانيف الإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي. وللإمام حجة الإسلام، رحمه الله تعالى، أحبة مغالون وناقدون متشددون، وكلا طرفي الأمر ذميم، واستخلاص الحق من أفواه المغالين ليس كاستخراج شعرة من عجين، فالأهواء داء، نسأل الله تعالى التوفيق والشفاء.
وأدعو الله تعالى ان ييسرني لخدمة تصانيف هذا الإمام حتى أبلغ في إنصافه حدَّ التمام، وان يريني الحق حقاً ويرزقني إتباعه ويريني الباطل باطلاً ويرزقني اجتنابه.
إن مؤلفات الإمام الغزالي تكشف عن عبقريته وموسوعيته ومعالجته الشمولية لحاجات المسلمين والحضارة الإسلامية، فقد نذر الرجل نفسه للمسلمين وأدرك انه على رأس المائة الخامسة مجدد لهذا الدين، كما قال الإمام الذهبي، فكتب في مختلف أبواب المعرفة الإنسانية وصنف أُمهات الكتب في مختلف المواضيع وأجاد في الفقه الإجتماعي والحضاري. وهذا البحث هو غيض من فيض كما يقولون لأن مؤلفات الإمام الغزالي كثيرة جداً، ونحن نركّز البحث على ما هو مهم من مصنّفاته إثباتاً ونفياً فنبيّن ما هو صحيح النسبة إليه وماهو موضوع عليه والله الموفِّق.
المصادر التي بحثت في ترتيب مصّنفاته وصحة نسبتها إليه: المتقدمون المحققون: الحافظ عبد الغافر الفارسي (ت 529 هـ): وهو من أقران الإمام الغزالي وقد عاصره وعايشه وسمع منه، ثم كتب ترجمة له أوردها العلامة السبكي في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى" . القاضي أبو بكر بن العربي (ت 543 هـ) أبن عساكر (ت 571 هـ) أبن الجوزي (ت 597 هـ) ياقوت الحموي (ت 626 هـ) الحافظ ابن الصلاح (ت 642 هـ) سبط ابن الجوزي (ت 654 هـ) محي الدين النووي (ت 676 هـ) ابن خلكان (ت 681 هـ) الحافظ الذهبي (ت 748 هـ) اليافعي (ت 768 هـ) العلامة تاج الدين السبكي (ت 771 هـ) في كتابه "طبقات الشافعية". ابن كثير (ت 774 هـ) الواسطي (ت 776 هـ) ابن الملقَّن (ت 790 هـ) ابن قاضي شهبة (ت 851 هـ) العيني (ت 855 هـ) الجامي (ت 898 هـ) طاش كبرى زادة (ت 962 هـ) الصفدي (ت 964 هـ) المناوي (ت 1031 هـ) العيدروس باعلوي (1038 هـ) العلامة الزبيدي (ت 1205 هـ)
المستشرقون:
- ممن درس مؤلفات الغزالي المستشرق ماسينيون في كتابه: "مجموع نصوص غير منشورة خاصة بتاريخ التصوف في بلاد الإسلام" الذي نشر في باريس سنة [1]1929 وجاء بلوحة تاريخية لمؤلفات الغزالي ، والحق أنه لم يوفق في بحثه هذا حتى قال عنه الدكتور بدوي:
"بيد أن الأستاذ ماسينيون لم يفصِّل القول في هذه اللوحة ولم يبررها، كما أنه حشد المؤلفات حشداً في الفترة الأخيرة. ولم يبحث في المؤلفات المنحولة."[2]
- وممن بحث في ترتيبها مونتغمري واط W. M. Watt في بحث نشره سنة 1952 [3] والذي حاول فيه جهد إمكانه ان يبدو موضوعياً مجتهداً وعقلانياً محايداً ولكنه لم يوفق في عمله حيث وردت منه أخطاء يصعب قبولها من عالم، إذ هو يرى على سبيل المثال أن "المضنون به على غير أهله" صحيح النسبة للغزالي "لأنه يتضمن مجموعة من الأفكار الغزالية البارزة." كما يقول واط.[4] وهذا خطأ شنيع لأن هذا الكتاب أنكره ابن الصلاح والعلامة السبكي وشك فيه شيخ الإسلام ابن تيمية، وأخطر من هذا كله أن في الكتاب كفر بواح منه قول الناحل أن "الزمان قديم" وهو القول الذي نقده الغزالي أشد النقد في كتابه "تهافت الفلاسفة" فمن أين جاءت الأفكار الغزالية البارزة؟ و مونتغمري واط نفسه يرى أن الغزالي لم يتراجع عن افكاره التي نشرها في "تهافت الفلاسفة"، فناقض مونتجمري واط نفسه. فانظر كيف وقع واط في هذا الخطأ بسبب إهماله آراء المتقدمين الثقات كالعلامة السبكي وغيره. كما ان التعارض بين الأفكار الواردة في كتاب المظنون وتلك التي في كتاب التهافت تعارض واضح لايخفى على باحث وقد أشار اليه ابن الصلاح وغيره كما سيرد فيما بعد.
- وممن درس مؤلفات الإمام الغزالي أيضاً جورج حوراني في بحث نشره سنة 1959 وضعف دراسته هذه ناتج من تقليده لمنتجمري واط ومتابعته إياه، فلم يميز بين المنحول والثابت النسبة للغزالي بشكل جيد، وإن كان ثبته وترتيبه للتصانيف "أدق من ذلك الذي قدمه مونتجمري واط، وان كان لايختلف عنه في الخطوط العامة."[5]
- ثم بحث في ترتيبها موريس بويج Maurice Bouyges في كتاب ظهر في بيروت سنة 1959 بعنوان: "بحث في الترتيب التاريخي لمؤلفات الغزالي" أكمله ونشره "ميشيل ألار Michel Allard وفقاً للمخطوطة التي تركها بويج المتوفى في 22/1/1951، وكانت معدة للطبع، فيما يقول الناشر، منذ يناير سنة 1924 لكن بويج لإسباب لايعلمها أحد لم يقدمه للطبع، وظل عنده حتى وجد بين أوراقه بعد وفاته."[6]
وفي تردد بويج هذا في نشر الكتاب علة خفية، وأنه جاء به بأخطاء كثيرة .
المحدثون:
ثم جاء الدكتور عبد الرحمن بدوي بعمل جاد تقدم فيه على المستشرقين في الجهد والرأي السداد، فأحصى ماتيسر من مخطوطات كل كتاب من كتب الإمام الغزالي، ثم ذَكَر المطبوع من هذه المؤلفات والمترجَم منها الى اللغات الأخرى وماكُتِب عنها من دراسات تتعلق بصحتها أو مضمونها، ثم ذَكَر الإحالات التي وردت في كتب الغزالي على بقية المؤلفات، فأبدع وأجاد.
إلا أننا وان كنا لانضاهيه في الإطلاع على المخطوطات فقد إستدركنا عليه في بعض الصفحات وخصوصاً ما يتعلق منها بالكتب المقطوع بصحة نسبتها للغزالي فقد تضمنت بعض المنحولات، وهذا معلوم من العبر الدالة على استيلاء النقص على كافة البشر، وقد يأتي المفضول فيستدرك على الفاضل والكمال لله وحده .
وقد عوَّلتُ في معرفة تصانيف حجة الإسلام الإمام الغزالي المطبوع منها والمخطوط على ما قاله المتقدمون كالعلامة السبكي واستاذه الإمام الذهبي والعلامة الزبيدي الشهير بمرتضى وابن الصلاح وغيرهم، وما جاد به المتأخرون مثل الدكتور عبدالرحمن بدوي نفسه في كتابه القيم: "مؤلفات الغزالي"، وماتيسر لي من نسخ مطبوعة ومخطوطة. وها نحن نذكر تصانيفه حسب المباحث.
أولاً: الكتب والرسائل التي هي صحيحة النسبة للإمام الغزالي مرَتَّبة حسب المباحث
الفقه: 1- "البسيط"
سمَّاه الغزالي " البسيط في المذهب " كما قال في "الوسيط"، وأحياناً يسمى: "البسيط في الفروع".
وهو تصنيف في المذهب أي في فقه المذهب الشافعي. وهو مخطوط.
ذكره الغزالي في "الوسيط" وفي "جواهر القرآن"[7]. وذكره العلامة تاج الدين السبكي في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى" ج6 ،ص224 فقال:
"له في المذهب: "الوسيط" ، "والبسيط" ، "والوجيز" ، "والخلاصة"."
وذكره علماء آخرون مثل ابن خلكان والمرتضى.[8]
2- "الوسيط"
سمَّاه الغزالي " الوسيط في المذهب " كما جاء في مقدمته.[9] ويسمى كذلك :"الوسيط المحيط بآثار البسيط".
وهو خلاصة "البسيط"،
...