• ليبرمان حينما يتحدث باسم مجلس التعاون الخليجي! - د . صالح الدباني

    ليبرمان حينما يتحدث باسم مجلس التعاون الخليجي!
    ----------------------------------------------------
    لم تكن زيارت وزير خارجية العدو الصهيوني افيغدور ليبرمان الى دولة الصين الشعبية ذات اهمية قصوى بقدر رعب حديثه، فالراجل لا ينطق من تلقاء ذاته بل بما يدور ويحاك في الكواليس ومن خلف الابواب المغلقة، فهو تعود أن يفشي بكل شيء بعد أن عُرف عنه انه الشخص الذي لا يستطيع أن يكتم سراً او يحفظ عهداً، العجيبة في ما قال هذه المرة انه اراد أن يخيف الصين بما سيفشي عل وعسى انها ربما تصغي لما سيقول، فسرد ما كان في مخيلته وكب ما كان في جعبته، وهو يعلم حجم المصالح الصينية في الخليج ومدى تأثرها إذا ما طرأ شيء على الملف الايراني، لكن المضيف هز لضيفه برأسه ولم يعبأ بما قال بعد أن تكلف بسماع حديثه تكلفةً.
    ان ينطق ليبرمان باسم حكومة العدو فهذا عمله وما سافر من اجله، لكن الغريب في الامر والذي لم نعهده من قبل أن ليبرمان قد اصبح الناطق الرسمي باسم الاتحاد الخليجي والسعودية على حدٍ سواء.
    ترى ماذا سيكون رد الدول الخليجية والمملكة العربية السعودية التي طالما تغنّى الجميع بالعروبة والاسلام؟
    ها هو الوقت قد حان وبان هذه الفرس وهذا الميدان، فأما أن يكرّم المرؤ او يهان، اجيبوا على ليبرمان ايها الشجعان، ردوا على من قال انكم واياهم في صفٍ وخندق واحدٍ ضد العدو الايراني، وانه إذا ما قامت حرب واندلعت بين العدو الاسرائيلي وايران فانكم لن تبقوا مكتوفي الايدي ولن تقفوا موقف المتفرج او المحايد وبطبيعة الحال لا يعني ليبرمان انكم ستحاربون لا سمح الله مع العدو الايراني ضد اسرائيل، بل العكس تماماً وإلا لم نطق بها هذا الليبرمان!
    انه لعارٌ علينا بعد اليوم ان نسمي اسرائيل بالعدو بعد أن بان ما نطق به ليبرمان، كما انه من الصعب كذلك ان ينطق من يتحدث الرجل باسمهم بعد اليوم العروبة وباسم الامة الاسلامية، كما إن الاصعب من ذلك هو كيف ستجيبون على ملايين الاسألة التي بطبيعة الحال ستسألها شعوبكم، بأي منطق ستجيبونهم وبأي حججٍ ستتحججون؟!
    ايران ليست بالصديق الحميم للشعوب العربية، وقد عبثت وتعبث بعرب الاهواز كيفما تشاء تسجن وتقتل وتهجر، كما ان الكل يعلم ان لها تدخلات عبر مجموعات في معظم الدول لعربية لبنان العراق سورية اليمن البحرين الكويت، اضافة الى السعودية احيانا، ان ايران وبقلة عددها مقابل العرب إلا إنها اوجدت لها قاعدة شعبية متينة في وسطهم مثل حزب الله والحكومة العراقية والحوثيين، ناهيك عن النظام السوري الحليف الرئيسي والقوي في المنطقة، اضافة الى بعض الجماعات في مناطق اخرى متفرقة في انحاء الوطن العربي!
    عندما كانت ايران تبني ذلك بالصمت وعبر السنين كنتم ايتها الانظمة الفاسدة تحيكون الدسائس ضد من يرفع رؤوسكم وحارب من اجلكم حتى دمرتموه بمشاركتكم بالحصار عليه لمدة ثلاثة عشر عاماً فقتلتم مليون طفلٍ من الشعب العريق شعب العراق الباسل، وازلتم من الوجود وحلفاؤم حكومة ونظاما وقانونا بل وشعبا كان لكم دائما خير رديف وخير مانع.
    وبرغم كل هذا ليس بوسعكم ان تقفوا صفاً واحداً مع العدو التاريخي الصهيوني المغتصب للارض والاقصى ضد عدوٍ مصطنع من قبل امريكا واسرائيل وهي ايران، حيث بامكانكم ان تجدوا لغة التفاهم معها ما دام فيها اناس يقولون 'لا اله إلاألله محمد اً رسول الله'، لكنكم لاتملكون الشجاعة في اتخاذ القرارات من تلقاء ذاتكم ولمصلحة امتكم، بل انكم حكام مسيرون ولستم مخيرين، اسف ان اقول ذلك لكن انكم مخطئون وتسيرون على الخطأ وفي الطريق الخطأ، وانتم البائعون للقضية، وكما يقول المثل الشعبي حاميها حراميها.
    ----
    د . صالح الدباني الولايات المتحدة نقلا عن صحيفة القدس العربي
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.