• خطوات حاسمة في طريق انتصار سورية

    غالب قنديل أفادت المعلومات الميدانية حول الوضع السوري أن الدولة الوطنية السورية أنجزت تطهير المعاقل الرئيسية للعصابات المسلحة على الأراضي السورية ، و تتركز العمليات الأخيرة في محافظة إدلب وريفها ، وخصوصا منطقة جبل الزاوية حيث تواصل القوات السورية مطاردة فلول العصابات في المناطق الحرجية ، بعدما أحكمت السيطرة على جميع بلدات وقرى المحافظة التي تقوم فيها قوات حفظ النظام بتطهير الجيوب الباقية وبانجاز عمليات تفتيش شاملة عن الأسلحة والمسلحين.أولا من المبكر القول إن سورية قد تخلصت من جموع الإرهابيين والعصابات المسلحة ، التي مولها التحالف الغربي الخليجي التركي ، وقدم لها الدعم العسكري واللوجستي والمخابراتي فالعملية تحتاج لاكتمالها إلى الأسابيع القادمة ، بينما ستكون الخطوات الأمنية اللاحقة لمطاردة الهاربين من الإرهابيين والمسلحين ، عملية مستمرة على مدى أشهر وربما أكثر.تزامن توطيد السيطرة العسكرية والأمنية للدولة السورية في جميع المناطق السورية ، مع التحول السياسي الكبير الذي مثله بيان مجلس الأمن الدولي ، بما تضمنه من تبن للنقاط الخمس التي طرحها الجانب الروسي ، في صياغة دبلوماسية لمضمون الرؤية السورية لحل الأزمة ، وهذا ما يمثل في نظرة أولية انتصارا سياسيا للدولة الوطنية السورية ، وقد أربك ذلك التطور العصابات المتورطة في خطة تخريب سورية ، وجميع العواصم والحكومات التي شكلت فيما بينها التحالف الاستعماري الخليجي التركي ، الذي شن الحرب على سورية.التراجع الأميركي والفرنسي والبريطاني في الموضوع السوري بات واضحا وجليا وثمة من يقول إن تنظيمات الاخوان المسلمين وجماعات التكفير تقف خلف التفجيرات في فرنسا ردا على تقهقر موقف ساركوزي إزاء الوضع السوري.ثانيا تمثل التراجع الغربي في التخلي عن شعار إسقاط النظام والمطالبة بالتنحي التي أقحمها السعوديون والقطريون والأتراك ، وتبناها الغرب تحت الإلحاح الخليجي ، ويبدو أيضا أن الأطراف الإقليمية التي تورطت في الحرب العالمية على سورية ، تواصل التصعيد رغم التراجع الغربي ، ومصدر هذا التصعيد هو شعور كل من تركيا والسعودية وقطر ، أنها ستدفع كلفة عالية بعد الفشل ، وبالتالي فهي تحاول تحسين شروطها التفاوضية مع سورية خلال الفترة القادمة ، لتغطية التراجع بأقل الخسائر.العربدة والتهديدات والسقوف العالية في الكلام السياسي عن الوضع السوري ، ليست سوى أدوات احتيال على المأزق، وكلما توطدت سيطرة الدولة الوطنية السورية الميدانية في ظل التفاوض الجاري مع المبعوث الأممي كوفي أنان ، بشأن الآليات المطلوبة لحل الأزمة ،سوف تستشعر الدوحة واسطنبول والرياض قسوة المأزق الذي انزلقت إليه.يمكن بمقارنة إستراتيجية للحرب على سورية التي دامت سنة كاملة ، مع حرب تموز 2006 تشبيه بيان مجلس الأمن الدولي بالقرار 1701 ، ويمكن بناء على ذلك اعتبار المفاوضات الجارية مع كوفي أنان وفريقه ، بمثابة ما يشبه المفاوضات التي خاضها الرئيس إميل لحود والرئيس نبيه بري ، بعد صدور القرار 1701 حول قواعد اشتباك اليونيفيل لمنع تجويف الانتصار من مضمونه ولحرمان العدو من تسجيل أي نقطة.ثالثا سيجد أنان والغرب معه أنهم مطالبون بإجراءات عملية لوقف الحملات الإعلامية التحريضية ولوقف تدفق الأسلحة والأموال إلى سورية ، ولمنع تقديم المأوى للعصابات المسلحة في تركيا أو لبنان أو الأردن ، فالعراق متعاون في اتخاذ الإجراءات اللازمة على هذا الصعيد ، بينما لا تزال الأحوال في لبنان رخوة وفي تركيا تتعمد حكومة اردوغان تعزيز وجود العصابات وما تزال تقدم لها المأوى والحماية والمعونة، لكن الدولة السورية توشك ان تحكم القبضة كليا على جميع المناطق الحدودية مع تركيا ولبنان والأردن في سياق مطاردتها لفلول العصابات.أما من الناحية السياسية فإن شروط الحوار ونصابه لجهة القوى المشاركة فيه ستكون نقطة أخرى حاسمة في التفاوض مع أنان وفريقه ، حيث تتمسك الدولة السورية بشروطها السيادية وبأولوية إلقاء السلاح ، والإعلان الصريح لرفض التدخل الأجنبي بكل أشكاله ، كما تتمسك الدولة الوطنية السورية برفض إعطاء أي قوة سياسية في البلاد ضمانة مسبقة لحجمها السياسي في الحكم ، بل هي تتبنى بحزم المبدأ الديمقراطي الذي يقول بالاحتكام لصناديق الاقتراع وبفتح الباب أمام المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة ، التي أعلن عن موعدها في السابع من أيار ويسعى بعض المعارضين للمطالبة بإرجائها ، ريثما تستعد الأحزاب المرخص لها حديثا لدخول المعترك الانتخابي.رابعا تمسك الدولة السورية بمفاصل القوة وتتحصن برؤية دستورية وطنية موضوعية في مواجهة الضغوط التي ما زالت الولايات المتحدة مصممة على تفعيلها خصوصا على الصعيد الاقتصادي كما برهنت زيارة كوهين إلى بيروت ، على الرغم من ظهور فشلها الصريح من خلال تصاعد التأييد والالتفاف حول الرئيس بشار الأسد وبرنامجه الإصلاحي في ذروة العقوبات الاقتصادية والمالية الأجنبية و الخليجية التي استهدفت البلاد.يقول كثيرون إن الغرب قد يكون أعد خدعة سياسية ، من خلال بيان مجلس الأمن وأن الأميركيين ربما يغطون مغامرة عسكرية تركية في سورية ، ولكن التفاعلات التركية الداخلية لمثل هذا الاحتمال ، وآخرها إعلان حزب العمال الكردستاني أنه سيقاتل القوات التركية التي قد يتم تحريكها للتدخل في سورية ، بينما المعارضة التركية تشن حملة شرسة على أردوغان لمنعه من توريط تركيا في مستنقع خطير قد يجهز على الكثير من الإمكانات والفرص المتاحة لإخراجها من وحل اردوغان ومغامرته السورية.بعض الخبراء يقول إن مؤتمر اسطنبول الذي يعول بعض الحمقى في قادة الأخوان المسلمين على أن يكون مناسبة لإعلان الغزو العسكري لسورية قد يصبح في الأيام القادمة واحدة من نكات أول نيسان في المنطقة ، بعدما اختير هذا التاريخ لعقده وهو تاريخ عيد الكذب في بلاد الشرق ، ولعل في ذلك ما يوحي بحقيقة التوازنات التي ستسحق أي مغامرة ضد سورية أيا كان فاعلها.
    وكالة أخبار الشرق
    غالب قنديل
    أفادت المعلومات الميدانية حول الوضع السوري أن الدولة الوطنية السورية أنجزت تطهير المعاقل الرئيسية للعصابات المسلحة على الأراضي السورية ، و تتركز العمليات الأخيرة في محافظة إدلب وريفها ، وخصوصا منطقة جبل الزاوية حيث تواصل القوات السورية مطاردة فلول العصابات في المناطق الحرجية ، بعدما أحكمت السيطرة على جميع بلدات وقرى المحافظة التي تقوم فيها قوات حفظ النظام بتطهير الجيوب الباقية وبانجاز عمليات تفتيش شاملة عن الأسلحة والمسلحين.
    أولا من المبكر القول إن سورية قد تخلصت من جموع الإرهابيين والعصابات المسلحة ، التي مولها التحالف الغربي الخليجي التركي ، وقدم لها الدعم العسكري واللوجستي والمخابراتي فالعملية تحتاج لاكتمالها إلى الأسابيع القادمة ، بينما ستكون الخطوات الأمنية اللاحقة لمطاردة الهاربين من الإرهابيين والمسلحين ، عملية مستمرة على مدى أشهر وربما أكثر.
    تزامن توطيد السيطرة العسكرية والأمنية للدولة السورية في جميع المناطق السورية ، مع التحول السياسي الكبير الذي مثله بيان مجلس الأمن الدولي ، بما تضمنه من تبن للنقاط الخمس التي طرحها الجانب الروسي ، في صياغة دبلوماسية لمضمون الرؤية السورية لحل الأزمة ، وهذا ما يمثل في نظرة أولية انتصارا سياسيا للدولة الوطنية السورية ، وقد أربك ذلك التطور العصابات المتورطة في خطة تخريب سورية ، وجميع العواصم والحكومات التي شكلت فيما بينها التحالف الاستعماري الخليجي التركي ، الذي شن الحرب على سورية.
    التراجع الأميركي والفرنسي والبريطاني في الموضوع السوري بات واضحا وجليا وثمة من يقول إن تنظيمات الاخوان المسلمين وجماعات التكفير تقف خلف التفجيرات في فرنسا ردا على تقهقر موقف ساركوزي إزاء الوضع السوري.
    ثانيا تمثل التراجع الغربي في التخلي عن شعار إسقاط النظام والمطالبة بالتنحي التي أقحمها السعوديون والقطريون والأتراك ، وتبناها الغرب تحت الإلحاح الخليجي ، ويبدو أيضا أن الأطراف الإقليمية التي تورطت في الحرب العالمية على سورية ، تواصل التصعيد رغم التراجع الغربي ، ومصدر هذا التصعيد هو شعور كل من تركيا والسعودية وقطر ، أنها ستدفع كلفة عالية بعد الفشل ، وبالتالي فهي تحاول تحسين شروطها التفاوضية مع سورية خلال الفترة القادمة ، لتغطية التراجع بأقل الخسائر.
    العربدة والتهديدات والسقوف العالية في الكلام السياسي عن الوضع السوري ، ليست سوى أدوات احتيال على المأزق، وكلما توطدت سيطرة الدولة الوطنية السورية الميدانية في ظل التفاوض الجاري مع المبعوث الأممي كوفي أنان ، بشأن الآليات المطلوبة لحل الأزمة ،سوف تستشعر الدوحة واسطنبول والرياض قسوة المأزق الذي انزلقت إليه.
    يمكن بمقارنة إستراتيجية للحرب على سورية التي دامت سنة كاملة ، مع حرب تموز 2006 تشبيه بيان مجلس الأمن الدولي بالقرار 1701 ، ويمكن بناء على ذلك اعتبار المفاوضات الجارية مع كوفي أنان وفريقه ، بمثابة ما يشبه المفاوضات التي خاضها الرئيس إميل لحود والرئيس نبيه بري ، بعد صدور القرار 1701 حول قواعد اشتباك اليونيفيل لمنع تجويف الانتصار من مضمونه ولحرمان العدو من تسجيل أي نقطة.
    ثالثا سيجد أنان والغرب معه أنهم مطالبون بإجراءات عملية لوقف الحملات الإعلامية التحريضية ولوقف تدفق الأسلحة والأموال إلى سورية ، ولمنع تقديم المأوى للعصابات المسلحة في تركيا أو لبنان أو الأردن ، فالعراق متعاون في اتخاذ الإجراءات اللازمة على هذا الصعيد ، بينما لا تزال الأحوال في لبنان رخوة وفي تركيا تتعمد حكومة اردوغان تعزيز وجود العصابات وما تزال تقدم لها المأوى والحماية والمعونة، لكن الدولة السورية توشك ان تحكم القبضة كليا على جميع المناطق الحدودية مع تركيا ولبنان والأردن في سياق مطاردتها لفلول العصابات.
    أما من الناحية السياسية فإن شروط الحوار ونصابه لجهة القوى المشاركة فيه ستكون نقطة أخرى حاسمة في التفاوض مع أنان وفريقه ، حيث تتمسك الدولة السورية بشروطها السيادية وبأولوية إلقاء السلاح ، والإعلان الصريح لرفض التدخل الأجنبي بكل أشكاله ، كما تتمسك الدولة الوطنية السورية برفض إعطاء أي قوة سياسية في البلاد ضمانة مسبقة لحجمها السياسي في الحكم ، بل هي تتبنى بحزم المبدأ الديمقراطي الذي يقول بالاحتكام لصناديق الاقتراع وبفتح الباب أمام المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة ، التي أعلن عن موعدها في السابع من أيار ويسعى بعض المعارضين للمطالبة بإرجائها ، ريثما تستعد الأحزاب المرخص لها حديثا لدخول المعترك الانتخابي.
    رابعا تمسك الدولة السورية بمفاصل القوة وتتحصن برؤية دستورية وطنية موضوعية في مواجهة الضغوط التي ما زالت الولايات المتحدة مصممة على تفعيلها خصوصا على الصعيد الاقتصادي كما برهنت زيارة كوهين إلى بيروت ، على الرغم من ظهور فشلها الصريح من خلال تصاعد التأييد والالتفاف حول الرئيس بشار الأسد وبرنامجه الإصلاحي في ذروة العقوبات الاقتصادية والمالية الأجنبية و الخليجية التي استهدفت البلاد.
    يقول كثيرون إن الغرب قد يكون أعد خدعة سياسية ، من خلال بيان مجلس الأمن وأن الأميركيين ربما يغطون مغامرة عسكرية تركية في سورية ، ولكن التفاعلات التركية الداخلية لمثل هذا الاحتمال ، وآخرها إعلان حزب العمال الكردستاني أنه سيقاتل القوات التركية التي قد يتم تحريكها للتدخل في سورية ، بينما المعارضة التركية تشن حملة شرسة على أردوغان لمنعه من توريط تركيا في مستنقع خطير قد يجهز على الكثير من الإمكانات والفرص المتاحة لإخراجها من وحل اردوغان ومغامرته السورية.
    بعض الخبراء يقول إن مؤتمر اسطنبول الذي يعول بعض الحمقى في قادة الأخوان المسلمين على أن يكون مناسبة لإعلان الغزو العسكري لسورية قد يصبح في الأيام القادمة واحدة من نكات أول نيسان في المنطقة ، بعدما اختير هذا التاريخ لعقده وهو تاريخ عيد الكذب في بلاد الشرق ، ولعل في ذلك ما يوحي بحقيقة التوازنات التي ستسحق أي مغامرة ضد سورية أيا كان فاعلها.

    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.