• بابا عمرو الصندوق الأسود.. أسرار خطيرة تتكشف وتورط العقيد وسام


    الخميس‏، 01‏ آذار‏، 2012 فيما تأكد أن الصحفيين الفرنسيين ، العاملين مع المخابرات الفرنسية ، إديت بوفييه و دانييل وليام ( كلاهما من صحيفة "لوفيغارو") ، وصحفيين آخرين من إسبانيا وغيرها، لا يزالوان عالقين في منطقة ضيقة ومحاصرة في حي "بابا عمرو" ، تكشفت اليوم في بيروت وباريس معلومات جديدة حول حقيقة هؤلاء الصحفيين ومن أرسلهما والطريقة التي دخلوا بها إلى سوريا. ويبدو أن محنة هؤلاء الصحفيين ازدادت خلال الساعات الأخيرة بعد تضيق الجيش السوري خناقه على المربعات المسلحة الأخيرة في الحي ، وبعد أن كشفت أجهزة الاستطلاع السورية عن نفق يبلغ طوله أكثر من 2 كم يربط الحي مع لبنان ، وعمدت إلى تفجيره بعد أن كان يستخدم لتهريب المقاتلين والسلاح من منطقة "وادي خالد" شمال لبنان تحت إشراف العقيد وسام الحسن ، رئيس فرع المعلومات في وزارة الداخلية اللبنانية!
    على الصعيد الأول ، أكدت صحيفة "لوفيغارو" أن صحفييها ما يزالون عالقين في "بابا عمرو" ، فيما أكدت صحيفة تلغراف البريطانية ، نقلا عن نشطاء محليين ، أن ما يسمى بـ"الجيش السوري الحر" مني بخسائر فادحة وصلت إلى أكثر من ستين قتيلا سقطوا فقط خلال محاولتهم تهريب الصحفيين! وقالت الصحيفة ، نقلا عن منظمة "أفاز" ، التي تمولها وكالة المخابرات المركزية الأميركية وصناديق إسرائيلية في أوربا وتقوم بتدريب نشطاء "التنسيقيات" في سوريا ، إن وضع المقاتلين في حمص و"بابا عمرو" بات قاتما جدا" بعد أن أحكم الجيش السوري الطوق على المنطقة ، وقطع جميع وسائل الإمداد والتواصل بين الحي والعالم الخارجي ، وسيطر على حوالي 98 بالمئة منه ، ولم يبق سوى جيوب عصية يتخذ فيها المقاتلون من المدنيين والصحفيين الأجانب دروعا بشرية . وكان الرئيس الفرنسي دعا إلى وقف إطلاق النار فورا في " بابا عمرو"!
    على صعيد متصل، دخل العالم كله اليوم ، بطلب من فرنسا ، على خط الأزمة في " حي بابا عمرو" ، الأمر الذي يكشف حساسية الأسرار التي يمكن افتضاحها إذا ما وقع الصحفيون ومن معهم في أيدي القوات السورية! ولا تتعلق الأسرار بالصحفيين فقط ( وهما العاملان مع المخابرات الفرنسية ، وفق مصادر في " لوفيغارو"، وسبق أن قاما بمهمات شبيهة في ليبيا) ، بل بالعناصر الأجنبية الموجودة في الحي ، والطريقة التي دخلوا بها إلى المنطقة. وعلى هذا الصعيد ، قالت مصادر لبنانية إن العقيد وسام الحسن ، رئيس فرع المعلومات في لبنان (وأحد اتباع الحريري)، هو من يشرف على إدخال السلاح والمسلحين والصحفيين سرا إلى حمص ومحيطها ، بتنسيق مع المخابرات الفرنسية ومع لمى عبد الحميد الأتاسي ، عضو " حزب الشعب الديمقراطي" الذي يتزعمه رياض الترك ، والتي تعمل ناطقة باسم "الجيش الحر" في باريس بالتعاون مع برنار هنري ليفي. وفي هذا السياق ، كشف اعتراف جديد لأحد قادة ميليشيا "الجيش الحر" ، الذي تدعمه إسرائيل وفرنسا والمخابرات المركزية، عمق تورط هذه الجهات في الصراع الداخلي في سوريا ، وفي العمليات الإجرامية المنفذة من قبله.فقد اعترف ، من مكان نشاطه في بلدة "القصير" جنوب غرب حمص ، في مقابلة مصورة مع صحيفة "تلغراف البريطانية" أن جيشه تلقى أسلحة من فرنسا والولايات المتحدة ، بما فيها أسلحة مضادة للطائرات. لكنه زعم أن في الآن نفسه أن "جيشه" أسقط طائرات ( هيلوكبتر) سورية خلال اليومين الماضيين. وهو ما اتضح كذبه. فقد كشف الصحفي في قناة "الحوار"، موسى العمر، المقرب من الأخوان المسلمين و من "المجلس الوطني السوري"، أن الطائرات التي عرضها "الجيش الحر" في شريط وزعم أنه أسقطها ، جرى تصويرها في منطقة الشيشان في روسيا قبل حوالي خمس سنوات!
    ما يؤكد تورط العقيد وسام الحسن أيضا ، هو الكشف في لبنان عن "شبكة اتصالات سرية" قام الحسن بزرعها على أبراج الاتصالات اللبنانية في مختلف أنحاء لبنان ، دون معرفة الحكومة. وقد اكتشفت الشبكة بمحض المصادفة من قبل تقنيين خلال عمليات إصلاح وصيانة لبعض الأبراج. وبحسب مصادر تقنية ، فإن هذه الشبكة السرية تستخدم للتجسس على اتصالات حزب الله داخل لبنان ، وعلى ربط المسلحين السوريين في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية ( ريف دمشق الغربي، حمص ، القصير ، تلكلخ) بالعالم الخارجي ومع "غرف العمليات" التي يديرها مشغلوهم في الخارج. وما يزيد في مصداقية هذه المعلومات ، أن الشبكة السرية وضعت على أبراج الشبكة التابعة لشركة"ألفا" للهاتف الخليوي، أي الشبكة نفسها التي اخترقت المخابرات الإسرائيلية شبكات الاتصالات اللبنانية من خلالها ، بعد أن تمكنت من تجنيد العديد من العاملين فيها ، لاسيما مديرتها التنفيذية الهولندية ، التي فرت في العام 2008 قبل اعتقالها!
    ميدانيا ، أكدت صحيفة "تلغراف" البريطانية في تقرير آخر نشر بعد ظهر اليوم ، أن القوات السورية اكتشفت نفقا يبلغ طوله حوالي 1.5 ميل ( حوالي 2.5 كم) يجري استخدامه من قبل المسلحين لتهريب السلاح والمقاتلين إلى "باباعمرو"، لكن الصحيفة ، وبحسب ما نقلته عن نشطاء محليين ، لا تعرف ما إذا كنت القوات السورية قد فجرت النفق أم لا.

    المصدر – الحقيقة
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.