• هل تنقلب الآية ويتحول الهدوء إلى عاصفة؟ مصادر دبلوماسية: سيناريوهات غربية تُكشف لأول مرة... ثوار الناتو إلى سورية..

    هناك مقولة يرددها الكثيرون في وقت الأزمات الطويلة أو المخطط لها ألا تنتهي، وهي "الهدوء ما قبل العاصفة"، ولأن الشارع السوري المؤيد لفكرة الإصلاح، ومن معهم من المتظاهرين السلميين الرافضين لأي فكرة تُطرح على طاولة التدخل الخارجي بكافة أشكاله في شؤون سورية الداخلية، فلم تلق المقولة آذان تسمعها، فالجميع مصر على إنهاء الأزمة وتفكيك خيوط المؤامرة بأقل خسائر بشرية ومادية، وبعيداً عن مجالس الحوار والمتحاورين من المؤيدين والمعارضة، ثمة فريق مدعوم من الخارج يروج لتلك المقولة، ويُعول على سيناريوهات أعدها الغرب بأذرع عربية ليفاجئ بها من أمل خيراً في هدوء الشارع السوري خلال الأيام الأخيرة الماضية، فما القصد من "هدوء ما قبل العاصفة؟"
    ذكرت تقارير إعلامية عربية وغربية نقلاً عن مصادر دبلوماسية أن الغرب وبعض العواصم العربية المتآمرة في حياكة مخططات "الربيع العربي" على مجموعة من السيناريوهات الرامية إلى ضرب الاستقرار والوحدة السورية، وتجييش كل ما أمكن في محاولة نقل السيناريو الليبي إلى الداخل السوري، وإن حقيقة مضمون ما تنضح به تلك السيناريوهات ما يلي:
    1- للشجاعة الفائقة- حسب تقدير ووصف العواصم المذكورة- التي أبداها ما يسمى ثوار الناتو إسلاميين كانوا أم علمانيين في توطين الاحتلال الأطلسي لليبيا، تقرر نقل نخبة منهم تقدر بنحو ألفي مقاتل إلى قاعدة ستراسبيرغ الأميركية في ألمانيا، لغرض زيادة جهوزيتهم بانتظار نقلهم إلى الداخل السوري من جهاته الأربع العراق والأُردن وتركيا ولبنان بجوازات سفر متعددة الجنسية لغرض نقل فوضى معاركهم في ليبيا إلى سورية.
    2- سيستقر هؤلاء كمحطة أولى بعد انتهاءهم من تدريبات ألمانيا العسكرية والإستخبارية، في معسكرات الرمثا الأُردنية، بانتظار نقلهم إلى سورية فور تفجر الأوضاع الأمنية مجدداً في مدينة درعا السورية المجاورة للرمثا الأُردنية.باعتبار درعا منبع شرارة التظاهرات في سورية ولقربها من العاصمة دمشق.
    3- سيتسابق مع هذه الخطوة تشديد العقوبات الجماعية والفردية على سورية والتي ستطال السيادة السورية هذه المرة، عبر تكرار سيناريو العراق عبر تنفيذ الطيران الإسرائيلي والأطلسي طلعات جوية يلقي خلالها مشاعل حرارية على أهداف سورية حساسة وتقليدية لغرض معرفة مدى جهوزية الجيش السوري.
    4- ذريعة الهجمات الجوية المذكورة تصب في خانة استفزاز الجيش السوري ودفعه على الرد بالمثل، لغرض شرعنة توسيع العدوان على سورية وإشغال القوات المسلحة بالتصدي لهجمتا الأطلسي وثوار الناتو الليبيين، مما سيزيد من استنزاف القوات المسلحة السورية بالتسابق مع فرض المزيد من العقوبات وصولاً إلى الاقتصادية الأُممية، وإن رفضت موسكو وبكين سيتم الإنفراد بضرباتٍ عسكرية جوية وصاروخية انطلاقا من القواعد الأمريكية في العراق، وقاعدة الناتو المؤقتة في مدينة أزمير التركية التي افتتحتها الحكومة التركية مؤخراً لهذا الغرض.
    5- السيناريو آنفاً المنسوخ عن نظيراه العراقي والليبي بكل سلبياتهما، في قناعة واضعيه هو الأسرع لإسقاط النظام السوري. إثر فشل كافة المحاولات الأمريكية والأطلسية في تفكيك محور روسيا والصين وإيران وحزب الله الداعم لسورية، أو انتزاع الموافقة الصينية الروسية على فرض العقوبات الأُممية على سورية وصولاً لتنحية الرئيس الأسد على غرار تونس ومصر.
    6- معتدلوا إسرائيل وأميركا ودول الناتو وتركيا يجدون في هذا السيناريو مخاطرة كبيرة ستشرع أبواب المنطقة برمتها أمام حربٍ إقليمية لن تسلم منها مصالحهم وكذلك إسرائيل قلب أميركا النابض، هذه المرة.
    7- معتدلوا اللوبيات اليهودية في واشنطن ولندن وبروكسيل، يفضلون تأجيل هذا السيناريو شرط نقله على شكل رسالة تهديدية بيد أحد حلفاء دمشق، ويفضلون أن تكون موسكو لدرجة الثقة المتبادلة بينها وبين دمشق كي تعي الأخيرة بأن عقد اتفاقية سلام شامل مع إسرائيل هو الطريقة الأمثل للتخلص من خطورة وتبعات سيناريو تعميم الفوضى العراقية والليبية في العمق السوري.
    8- متشددوا الأطراف المذكورة سلفاً يفضلون تطبيق سيناريو العراق في عام 1992، وليبيا في عام 2011 تسليح المعارضة السورية في الداخل والخارج وتركها تواجه مصيرها مع الجيش السوري بغية استنزاف قدرات كلا الطرفين، والهدف عدم مطالبة المعارضة السورية إن انتصرت على خصمها السوري بنفس مطالب ثوار ليبيا بانسحاب الناتو على عجل من بلادهم وتركهم يصنعون مستقبلهم بمفردهم شرط دعمهم بالأموال الليبية المحجوزة في المصارف العربية والغربية.
    9- 80% من قيادات وضباط ومراتب الجيش التركي خاصةً العلمانيين، يرفضون سيناريو الحرب الخاطفة بريةً أو جوية على (سورية) لخشيتهم على سمعة جيشهم ومبادئهم العلمانية الأتاتوركية التي تربوا عليها مصالح تركيا الداخلية أولاً. ليقينهم من أن سورية ستكون مستنقع ومقبرة الجيش التركي على غرار العراقي في الكويت. أو أن الناتو المتعب والقلق على مصير ليبيا لا يملك قدرة مواجهة سورية بمفرده دون إشراك طرف إسلامي إقليمي مجاور لسورية متمثلاً بالجيش التركي الذي يجازف رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بمستقبله سعياً منه في قفزه من رئاسة الحكومة إلى رئاسة الجمهورية وتعديل الدستور بما يؤهله في حكر صلاحيات البرلمان والحكومة بيد رئيس الجمهورية .وهذا ما اتفق عليه الغرب مع أردوغان خلال اتصالاتهما الأخيرة.
    10- مخاوف علمانيو السلطة التركية عسكر ومدنيين متأتية من اندفاعهم صوب سورية حليف الأمس القريب، كتجربة لدفع الأتراك صوب المستنقع الإيراني بعد فراغهم سلباً أو إيجاباً من نظيره السوري.
    11- أي تحول الجيش التركي إلى أداة عسكرية ضاربة للناتو في الشرق الأوسط يستمد قوته المادية من الخليج والسياسية من الغطاء الأُممي أو الأطلسي إذا ما رفضت موسكو بكين فرض عقوبات أممية على سورية.
    12- بينما يجد معتدلوا إسرائيل القلقين على مستقبل بلادهم في ظل الهجرة العكسية وتراجع الاقتصاد وطرد سفراءهم من تركيا ومصر والأُردن، والتظاهرات المليونية داخل إسرائيل بقيادة وزيرة الخارجية السابقة النائب تسبي ليفني، أن التلويح بسيناريو العراق وليبيا العسكري ضد النظام السوري سيدفعه لتقبل مفاوضات السلام معها، وقد يتطور إتفاق السلام المفترض إلى تحالف عربي تمثله سورية يربطها مع القومي ممثلاً بإسرائيل وإيران ليقي الأطراف الثلاثة تقلبات الموقف التركي الساعي لإحياء المشروع العثماني من قبره.
    13- هذه السيناريوهات هي سر الهدوء الحذر الذي يسبق العاصفة في دمشق، حيث طرأت تغيرات مفاجئة على المواقف الغربية والعربية حيال سورية وأزمة التظاهرات التي انحسرت فجأة وفي مناطق محدودة وبأعداد صغيرة لا تذكر. وهذا ينم عن انشغال الغرب وإسرائيل رغم رفض قاطع من قبل أردوغان وأمير قطر تخفيف الضغط الخارجي على القيادة السورية. انشغالهم بسيناريو كيفية نقل الطاعون العربي إلى الجزائر لغرض إرسال رسائل تهديد من هناك إلى موسكو وطهران حليفتا الجزائر وسورية، مفادها أن عليهما التفريط بإحدى الدولتان إما سورية أو الجزائر.
    14- لهذا السبب خرج صُناع القرار بالقناعات التالية:
    أ‌- تهدئة الأُمور على أرض الواقع في سورية شرط مواصلة معاقبة أركان النظام فيها، ودفعهم على العودة لطاولة المفاوضات مع إسرائيل حول السلام مقابل السلام وليس الأرض مقابل السلام.
    ب‌- البدء بتنفيذ السيناريو الأكثر أمناً بالنسبة لمستقبل إسرائيل وأمنها داخل سورية.
    ت‌- انتظار النتائج التي سيسفر عنها التصويت من عدمه على قيام دولة فلسطين عند حدود 67 في 23 الجاري.
    ث‌- مواصلة التهدئة داخل سورية حتى ينتهي استنفاذ قواتها المسلحة، ثم البدء بهجمة دبلوماسية سياسية إعلامية، يجب الخروج منها بنتائج تذكر تساهم في تحديد مخازن الصواريخ متفاوتة المدى التي تهدد أمن إسرائيل بالاعتماد على شبكة الجواسيس داخل سورية الذين تديرهم بعض السفارات الدول العربية والأوروبية التي رفضت سحب دبلوماسييها من دمشق بحجة تواصلهم مع المعارضة والمتظاهرين ومعرفة مسار الأحداث هناك. بينما غايتهم الاستخباراتية ذات الطابع الدبلوماسي تصب في كيفية الوصول إلى أماكن الصواريخ في سورية. لغرض توجيه ضربة قاصمة لها تشرعن فيما بعد بدء الهجمات الجوية على سورية انطلاقا من عدة محاور.
    ج‌- إذا ما فشل مخطط هؤلاء الدبلوماسيون، ستلجأ الأُمم المتحدة إلى الضغط على سورية، أو طمأنتها بأن تعاونها مع فرق التفتيش الدولية عن السلاح النووي والصاروخي السوري سيقود إلى تهدئة أزمة التظاهر فيها. أي استخدام سيناريو عراق صدام، وليبيا القذافي الذي قاد تعاونهما في تسليم وتفكيك وتفجير أسلحة الدمار الشامل نهاية 2002 إلى تسريع وتيرة احتلاله في ربيع 2003. وغزو ليبيا في 2011.
    ح‌- مخطط نشر الفوضى الخلاقة وإعادة تفكيك وتشكيل جغرافية وأنظمة الشرق الأوسط بدءاً بشمال أفريقيا وانتهاء بالخليج وإيران وتركيا، سيستمر تنفيذه بأيادٍ عربية وتركية، لإكمال مرتسمات القرن الأميركي وسايكس بيكو أميركي بديل عن البريطاني، عبر حل جامعة الدول العربية بحجة مفاقمتها أزمات العرب وإسرائيل بدل العمل على حلها. وإحلال إتحاد جديد سيتخذ من إتحاد الدول العربية والإسلامية أسما جديداً له، بغية ضم تركيا وإيران وباكستان واندونيسيا وماليزيا وأذربيجان.. الخ، من الدول الإسلامية الفقيرة أو الغنية، لشرعنة نقل مقر الجامعة الإتحاد من القاهرة إلى الدوحة التي تتحرك بهذا الاتجاه، مدعومةً من الغرب فيما عدا بريطانيا التي ساهمت في تأسيس الجامعة العربية، وكذلك من غالبية الدول العربية والخليجية.

    syriandays-agencies
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.