• البلوتونيوم الذي استعمل في التفجير النووي بصحراء الجزائر صُنع في مفاعلات ماركول

    استبعد برينو باريو، الخبير الدولي ومؤلف عدة كتب حول مخلفات التجارب النووية الفرنسية، وأحد مؤسسي مرصد التسليح بفرنسا، في حوار مع'' الخبر'' تأثير الحادث النووي الأخير بفرنسا على الجزائر. وذكر بأن منطقة ''ماركول'' التي وقع فيها الحادث تتواجد فيها المفاعلات النووية التي صنعت مادة البلوتونيوم التي استعملت لتفجير 17 قنبلة نووية بالجزائر في رفان وعين إيكر بتمنراست .
    اعتبر الخبير المتواجد حاليا بجزر تاهيتي بصفته مندوبا لدى حكومة بولينيزيا لمتابعة مخلفات التجارب النووية الفرنسية، في رده عن سؤال يتعلق بانعكاسات محتملة على الجزائر بحكم وقوع الحادث النووي في جنوب فرنسا بأن: ''الجزائر في منأى عن أي خطر بناء على المعلومات التي بحوزتي، حول عدم تسجيل انبعاثات لإشعاعات نووية خارج منشأة ''سنوتراكو'' بمنطقة ماركول''.
    وطالب باستخلاص العبر من الحادث وضرورة إحكام الرقابة على منشآت منطقة ماركول، بحكم احتوائها على أقدم ثلاثة مفاعلات نووية بفرنسا منذ بداية الخمسينات، كانت تصنع مادة البلوتونيوم المستعملة لتفجير 4 قنابل نووية برفان في الهواء الطلق و13 قنبلة نووية جوفية بجبل تين أفلا بعين إيكر بتمنراست. وفي السياق ذاته كشف بأن ''منطقة حوض الرون تحتوي على 14 مفاعلا نوويا، دون احتساب مركز محافظة الطاقة النووية بكاداراش ونشاطات الميناء العسكري بتولون أين تتواجد الغواصات النووية المجهزة بمفاعلات نووية، وفي حالة وقوع حادث نووي في أي من المنشآت المذكورة ستكون العواقب بلا شك وخيمة على السكان والبيئة بحوض الرون والبحر الأبيض المتوسط على حد سواء، كما أن رياح ''المسترال'' التي تهب من الشمال نحو الجنوب ستصل بسرعة شمال الجزائر التي ستتأثر لا محالة بمخلفات إشعاعات نووية''.
    وأشار الخبير إلى أن مصنع ''سونتراكو'' الذي وقع فيه الحادث تم إنجازه خصيصا لصهر أطنان المعدات الحديدية وتخفيض نسبة الإشعاعات بعد تفكيك المفاعلات النووية الثلاثة بمنطقة ماركول، بالإضافة إلى تسعة مفاعلات إلكترونووية أخرى بفرنسا. ودعا باريو بالمناسبة إلى ضرورة التفكير في ''المصب النووي'' وكيفية تسيير نهاية المنشآت النووية عندما تقرر البلدان الرائدة في الصناعة النووية التخلي نهائيا عن سياسة ''الكل نووي''. استطرد قائلا: ''أظن أن الرأي العام الدولي والمواطنين أصبحوا أكثر انتقادا للصناعة النووية بعد الحوادث النووية بشرنوبيل وفوكوشيما باليابان، ومن غير المعقول أن نجد بلدانا تسعى وراء الطاقة الذرية، في وقت تحاول بلدان معروفة بتحكمها في هذه الطاقة التخلص منها لحساب طاقات متجددة وغير ملوثة (كالشمس والرياح...).
    كما ندد باريو بالجرائم المرتكبة من طرف الشركات المتعددة الجنسيات في حق البيئة والسكان المجاورين لمواقع استخراج اليورانيوم المستعمل في الصناعة النووية في كل من النيجر والغابون بسبب عدم إنجاز منشآت لحماية السكان من مخلفات الإشعاعات النووية. وتطرق في هذا الصدد إلى وضعية سكان مواقع التفجيرات النووية الفرنسية بمناطق رفان وعين إيكر بتمنراست. واعتبر، على غرار الكثير من العلماء، أن من كانت لهم المسؤولية في إجراء التجارب يجب اعتبارهم ''مجرمين في حق مستقبل الإنسانية''.

    عن صحيفة الخبر
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : البلوتونيوم الذي استعمل في التفجير النووي بصحراء الجزائر صُنع في مفاعلات ماركول كتبت بواسطة ماجدة2 مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.