• مشهد :" يبوا يحرقونا " في ليبيا لكن بصوت خليجي

    مشهد :" يبوا يحرقونا " في ليبيا لكن بصوت خليجي


    انتشرت في الأيام الأولى من الثورة الليبية مشهد حرك المشاعر الإنسانية ، وفيه صور لرجال القبعات الصفر التابعين للأمن الليبي يهرعون خلف أحدهم في الشارع ، لكن أثناء هذا الحراك ، يخرج صوت امرأة تصيح : يبوا يحرقونا.. يبوا يحرقونا " في ايحاء أن أصحاب القبعات الصفر يحرقون النساء في بيوتهن ، مرّ هذا المشهد كما مرّ غيره ، ولم يعره أحد الاهتمام وقد نجحت قناة الجزيرة التابعة للنظام القطري الشريك في الحملة الصليبية على ليبيا في تمرير أيقونات تركز على النساء والأطفال والشيوخ لاستثارة العواطف بشكل فني رفيع، ولم نعرف يومها أن هذا الملف تم معالجته في استديوهات الجزيرة ولم نكترث لصوت المرأة ذات النبرة الخليجية التي يظهر صوتها المضاف للمشهد الذي قد يكون ملاحقة لمحتجين أو ما شابه ، لكن استطاعت الجزيرة بخبثها الصهيوني أن تحول الملف لاستثارة المشاعر الإنسانية ولم ينتبه أحد لصوت المرأة الخليجية التي أضيف للملف ولم ننتبه أن الملف لم يحمل صورة حرق ، ولم نسمع بعدها بأي حادثة أو تم تصوير الجثث أو المكان المحروق ، والصدمة التي روعت المقربين من صالونات الجزيرة ،أن صوت المرأة يشابه كثيراً صوت زوجة المذيع الظفيري ، الذي ذاع صيته خاصة بعد تسريب مقطع من كواليس برامج الجزيرة ، وقد طلب المذيع الظفيري من المبيض العربي عزمي بشارة أن يبيض صفحة الجزيرة وأن يركز على الثورة السورية مما فضح كواليس البرامج والأخبار التي تظهرها الجزيرة وكأنها إنسانية وحيادية ولا علاقة لها بأبعاد صهيونية أو صليبية ، نذكر هنا أن قطر تشارك مع الإمارات بتمويل خليجي في الحملة الصليبية على ليبيا رغم تصاعد التذمر الشعبي الخليجي من هذه التحالفات التي ضيعت أموال الشعوب ورهنت النفط لعشرات السنوات بيد الصليبيين ، وارتفعت أصوات المحتجين بل تحولت لدعم حرب القذافي ضد المعارضة المسلحة الأداة بين الصليبيين والتي شقت عصا المسلمين وكان آخر من رفع صوته الشيخ حمود نافع العنزي ،وأعضاء في هيئة علماء المسلمين في السعودية ومنهم علي عباس الحكمي الذي قال إن الثورات العربية فتن كبيرة ، فتبذير أموال الشعب الخليجي على التحالفات مع الحروب الصليبية لم يعد مقبولاً وآخر من رفع صوته كانت بسمة حفيدة الملك التي أكدت أن الخليج ليس محصناً ضد الثورات.
    لا شك أن الدراما الخليجية قد تورت كثيراً لكن لن تسابق الدرما التي تقدمها قناة الجزيرة الذراع الإعلامي لقاعدة السيلية الأمريكية في قطر، والتي حولت مجازر الصليبين ضد الإسلام في ليبيا لشكل من أشكال الدراما الثورية مستخدمة أقذر الوسائل لترويج هذه الدراما ، وقد دخلت مرحلة الانتحار الإعلامي خاصة مع استقالة كوكبة من الإعلاميين الرافضين لحملات الجزيرة في التضليل والتلفيق وآخرها الدخول في عصرصناعة درما الثورات العربية.
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.