وكنت قد نشرت مقالاً في موقع "عكس السير" منذ فترة قصيرة، أشرت فيه إلى قيام شبكة الأخبار الأمريكية " سي إن إن" بالتأكيد في كل خير من أخبارها عن سوريا، وباللغتين العربية والإنكليزية، على "أنها لا يمكنها التحقق من روايات شهود العيان بسبب عدم وجودها على الأرض" وذلك في خطوة مهنية تعني عدم تبني روايات شهود العيان التي تحولت إلى "خبر صحيح مئة بالمئة" على فضائيات عربية.
واليوم لفتني مجددا ما قامت به وكالة الأنباء الأمريكية العالمية أسوشيتد برس (Associated Press)، في تقرير من بيروت، حيث أدخلت فقرة أيضا في النص الإخباري يشير إلى أنها " لا يمكنها التحقق بشكل مستقل من روايات شهود العيان، ولا قياس حجم الاحتجاجات، بسبب عدم وجود صحافييها على الأرض"، وهي تكون بذلك سارت في طريق "سي إن إن". شاهد الصورة 1 .
وللمرة الأولى أيضا تعترف وسيلة إعلام ووكالة أنباء عالمية بوجود مدنيين مسلحين في سوريا، حيث تحدثت أسوشيتد برس (Associated Press) عن " تبادل إطلاق نار كثيف بين قوى الأمن ومدنيين مسلحين". شاهد الصورة 2.
بالأمس، اعتذرت قناة " إي بي سي" الإسترالية بعد بثها شريطا لوكالة الأنباء رويترز عن سوريا وتبين أنه شريط مصور في بلد أخر، وقبلها اعتذرت قناة ألمانية وقناة أخرى فرنسية وقعتا في فخ "أخبار وفيديوهات رويترز".
طبعا هناك من يشكك بأخبار وكالة الأنباء السورية "سانا"، وبالإعلام السوري عموماً، ولكن أسأله هل الفضائيات الاسترالية والألمانية والفرنسية التي اعتذرت بعد بثها أشرطة مفبركة هي فضائيات تابعة للإعلام السوري؟ وهل وكالة " أسوشيتد برس" مكتب يمثل "سانا" في الولايات المتحدة الأمريكية ؟ الجواب " روحوا خيطوا بغير هالمسلة" !
لقد قررت "أسوشيتد برس" أن "تتبرأ" مبكراً مما وقعت به "رويترز" ووسائل إعلام أخرى، فعراقة المهنة لديها تدفعها للمبادرة مبكراً خوفاً من ظهور قناة غربية جديدة تعتذر عن نشر خبر أو شريط مفبرك لها، وأنا متأكد – وفق قراءتي للرسائل المتبادلة بين المحطة الاسترالية ووكالة "رويترز"- بأن هذه الأخيرة سوف "تصحّح يوماً" ما أوقعها به البعض.
حيان نيوف – إعلامي سوري مقيم في دبي
عكس السير
رسالة إدارية
حدثت الأخطاء التالية عند الإرسال