نشر الصحفى الإسرائيلى بن كاسبت مقال بعنوان "رسالة الى صحفي مصري/بقلم: بن كاسبيت/معاريف 4/3/2011"
وقد تناولت فى المقال المرفق رد من كاتب مصرى على رسالته
وشكرا
رد على "رسالة الى صحفي مصري" من بن كاسبيت
رد إلى : بن كاسبيت الصحفى فى صحيفة معاريف وكل صحفى إسرائيلى بصفته
الموضوع: الامل
مقدمة : السيد بن كاسبيت قمت بإرسال رسالة إلى صحفى مصرى المنشورة فى صحيفة معاريف بتاريخ 4/3/2011 موجهة إلى "صحفي مصرى مجهول أو ليبى أو تونسى أو كل صحفى عربي بصفته هذه". وسأتولى الرد على رسالتكم المعنونة بالأمل ليس بالنيابة عن كل الكتاب وليس الصحفيين فقط ولكن بصفتى واحدا ممن وجهت لهم الرسالة ولكن يمكننى القول أن ردى سيمثل شريحه كبيرة منهم و أزعم أيضا أن رأى سيمثل الغالبية العظمى لسبب بسيط أن رسالتك موجهة إلى الذين لم يمدوا أيديهم إليكم أما من فعلوا فلا يحتاجون دعوة وليسوا بحاجة لهذه الرسالة. وقد تناولت أطروحاتك بهدوء شديد لعل الرد يصلك ويقوم شخص أو جهة ما بترجمته لك .
مقدمة : السيد بن كاسبيت قمت بإرسال رسالة إلى صحفى مصرى المنشورة فى صحيفة معاريف بتاريخ 4/3/2011 موجهة إلى "صحفي مصرى مجهول أو ليبى أو تونسى أو كل صحفى عربي بصفته هذه". وسأتولى الرد على رسالتكم المعنونة بالأمل ليس بالنيابة عن كل الكتاب وليس الصحفيين فقط ولكن بصفتى واحدا ممن وجهت لهم الرسالة ولكن يمكننى القول أن ردى سيمثل شريحه كبيرة منهم و أزعم أيضا أن رأى سيمثل الغالبية العظمى لسبب بسيط أن رسالتك موجهة إلى الذين لم يمدوا أيديهم إليكم أما من فعلوا فلا يحتاجون دعوة وليسوا بحاجة لهذه الرسالة. وقد تناولت أطروحاتك بهدوء شديد لعل الرد يصلك ويقوم شخص أو جهة ما بترجمته لك .
من الناحية الشكلية : لفت نظرى فى الرساله أنك وجهتها إلى صحفى مصرى أو ليبى أو تونسى وكان غريبا أنك لم تستهدف أقرب الناس لك أى الصحفى الفلسطينى ولم تفكر فى توجيهها إلى صحفى سورى أو لبنانى مثلا. صحيح أنك عممت إلى كافة الصحفيين العرب ولكن كان من باب أولى إدراج الفلسطينى على الأقل فى القائمة الخاصة بالمستهدفين وليس فى عموم الصحفيين العرب.
والملاحظ أيضا أنك وجهت حديثك إلى الصحفى المصرى وحده 12 مرة بينما أضفت الليبى والتونسى والصحفيين العرب مرة واحدة.
صحيح أن هذه ملاحظات عن الشكل ولكنها تعطى إنطباعات كثيرة عن الغرض والدوافع والهدف من الرسالة.
أما من حيث الموضوع : سأحاول أن أرد بهدوء .فلن أناقشك فى عقدة الإضطهاد أو طبيعتكم أو أولوياتكم ولكن سأتناول نقاط معينة لفتت نظرى فى رسالتك.
لكن عموما لم أرى فى رسالة الأمل نقطة واحدة تشير إلى ماتفعلونه ضد العرب سواء الداخل أو الضفة او غزة أو الشتات او العرب عموما ولم أرى كلمة ندم واحدة أو إعتراف بمآسى الشعب العربى والفلسطينى خاصة.
ألا تجده غير مبشر بالمرة أن تعرب فى رسالة الأمل عن عدم خجلكم من أو ندمكم على علاقة مبارك بكم . أليس فقد كنز إستراتيجى خسارة فادحه لكم. ألا تجد تناقضا كبيرا بين خسارتكم لكنز إستراتيجى ومكسبنا لحريتنا على حساب كنزكم. ألا تتصورشعور الشعب المصرى وهو يرى رئيسه يفعل كل ماهو لمصلحتكم و ضد مصلحتنا وماهو ليس عادلا من حصار غزة إلى الضغط على عباس لمصلحتكم . فضلا أنكم تستهلكون غازنا بأسعار أقل مما ندفع نحن فيه. دعنى أصارحك عدم ندمكم أو خجلكم يجعلنا لانصدق حفاوتك بالتغيير .
طلبت منا أن نضع حدا لنهج "إتحاد الصحفيين" القديم المقاطع لكم. يؤسفنى أن أصدمك وأقول لك أنكم مازلتم على فهمكم الخاطئ . الصحيح أن مبارك والنظام كان يدفع الصحفيين وغير الصحفيين دفعا إليكم وقد رأينا المنافع الكثيرة التى عادت على هؤلاء المطبعون ولم يكن أبد فى يوم من الأيام لنقابة الصحفيين المصريين أى رد فعل أعلى من الطبيعى فى مثل هذه الحالات. ولكنك تغافلت عن أن هذه الثورة قد أطاحت بنقيب الصحفيين ورؤساء الصحف الحكومية وليس غريبا أن هناك صلة قوية بين النظام المخلوع و المطبعين. والأن بعد خلع مبارك ستنكمش وتتوارى هذه المجموعة من الكتاب والصحفيين. أقول أيضا أن أكثر الكتاب الآن ليسوا أعضاء فى النقابات ومنهم كاتب السطور.
أما بخصوص دعوتنا لمعرفتكم عكس مايروى لنا عنكم فأقول لك أننا لانحتاج إلى الذهاب إليكم لنغير فكرتنا عنكم. ففى عصر السماء المفتوحة لامكان للأفكار المسبقة . لا يوجد لدينا من يخبرنا عنكم أكثر منكم من خلال الصور المنقولة من قنواتكم وصحفكم. أفكارنا عنكم نأخذها من محاكمكم ولجان تحقيقاتكم و قنواتكم وصحفكم . من الذى أخبرنا أن حملتكم الدموية على القافلة التركية أمر مشروع إلا لجانكم؟ من قال لنا أن ضربات الطائرات المدمرة لإستهداف نشطاء حماس مشروعة حتى لو سقط عشرات الضحايا إلا لجانكم ومحاكمكم ؟ من قال لنا أن مصادرة الأراضى فى القدس وتجريف مقابرنا الأثرية مشروعة إلا محاكمكم؟ من أخبرنا عن قتل آلاف الأسرى فى حرب 67 فى سيناء إلا قنواتكم؟ من سمى رئيس مخابرتكم بقاطع الرؤوس إلا صحفكم وقنواتكم؟ من صور وزير دفاعكم فى ملابس إمرأة فخورا بإغتيالات بيروت إلا فريقه؟ ومن ومن ومن قال الكثير عن جرائمكم إلا أنتم حتى الأوربيين باتوا لايستطيعون مواجهة الرأى العام الأوربى خجلا من دعمكم والتستر على جرائمكم .أليس الناطق بإسم جيشكم هو الذى قال أنه إستخدم هوية مزورة ليزور بريطانيا. هل الأوربيين أيضا يحتاجون إلى القدوم إليكم ليغيروا أفكارهم عنكم؟
تكلمت بإستفاضة عن البرلماني العربي – الاسرائيلي وكيف أنه يمكن أن يذهب إلى أى مكان ويقف على منصة الكنيست ويقول لوزير الدفاع "قاتل" وضربت مثالا بنائب عربى مرغوب فيه فى كل صالون فى تل أبيب وأن حرية النائب البرلماني العربي – الاسرائيلي أكبر بكثير من أعضاء البرلمان المصريين أو الليبين. وقلت أيضا أن عندكم ديمقراطية حقيقية وقلت ان حتى مواطنيكم العرب يرفضون التخلى عن هوياتهم الإسرائيلية حيث أن هذه الهوية هى الأعز عليهم فهم ينددون بكم ويمقتونكم ولكن سيواصلون التمسك بكم حتى أنهم سيرفضون بفزع الإنضمام إلى الدولة الفلسطينية الجديدة حتى أنك قلت " يبدو في النهاية انهم يعرفون كيف يقدروا ما اعطتهم اياه الصهيونية. بدون هذه الصهيونية، ما كانوا ابدا ليعرفون ما هي الديمقراطية الحقيقية"
لقد عرضت الأمر حتى أن المرء بدأ يسأل عدة أسئلة مشروعة : كيف تخلى فلسطينى غزة عن هذه الحرية المريحة؟ ألم يكن من الأفضل لهنية وزملائه أن يكونوا تحت السلطة الإسرائيلية فيتحرك بحرية فى صالونات تل أبيب وتفرد له السجاجيد الحمراء فى العواصم العربية والأجنبية؟
من تخدع ؟ البرلمانى العربي – الاسرائيلي الذى تباهى بحريته هارب فى قطر (عزمى بشارة) و هدد ونزع منه بعض الإمتيازات لمجرد مشاركته فى قافلة الحرية التركية وقوله رواية تخالف روايتكم (حنان الزعبى) هم مهددون بنزع الجنسية فى حال إتصالهم بدول تسمونها عدوه بها بقية أسرهم المشتتة. أما كونهم يتمتعون بحرية الكلام فى الكنيست فهى كديمقراطية مبارك فليقولوا مايريدون ولتفعلوا ما تريدون.أما المواطن العربى فبلغ من إستمتاعه بديمقراطيكم أنه يطرد من منزله وتحول قبور أجداده إلى ملاه ليلية ويتعرض للطرد ونزع الجنسية ونزع أرضه لأتفه الأسباب وأخيرا وليس آخرا مطلوب منه القسم والإيمان بالصهيونية التى طردته وطردت إخوانه من وطنهم وسفكت دماء الأبرياء. أما تمسك فلسطينى الداخل بالهوية فليس حبا فيها إنما مقاومة للتطهير العرقى.
أما قولك أنكم سترحبون بالمصريين خاصة الصحفيين وأنكم ستغمروننا بالحب الذى قد يكون لزجا خصوصا فى الصيف وأنكم مستعدون لتسوية سلمية ومستعدون "لتنازات مؤلمة" ولكنكم تفتقدون للشريك.
عجيب لقد رأيت كيف قتل العشرات منهم . هل نسيت مطلب تعرية مراسلة الجزيرة لحضور مؤتمر لرئيس وزرائكم ؟ وكيف منع طاقم تركى متعاقد لتغطية زيارة رئيس وزراء بولندا؟ ألفت نظرك أنه حتى الصحفيين المتعاملين معكم يتم تعريتهم تماما فى المطاروكيف أن صحفى الداخل يهانون وينتظرون طويلا فى المطار ويتم تفتيشهم حتى التعرى.
أما كلامك المتنوع عن رفض الطرف الآخر لقرار التقسيم و قلت أنكم أخليتم غزة حتى آخر سنتيمترفجلب روح الإرهاب وحماس على أمل أن يخلق روحا فى القطاع .
لن أجادلك كثيرا فى موضوع الشريك ومن قبل ومن رفض حيث أن كبر شريك الذى تخلى عن كل شئ ماعدا بطاقة vip تراه الآن لكن قولك أنكم أخليتم غزة حتى آخر سنتيمتر فغير صحيح فحتى الآن تحتفظون بشريط حدودى وبعد الشريط هناك منطقة محرمة للقتل. كما أنه أعقب الإنسحاب حصار شديد عاونكم فيه الكنز الإستراتيجى المفقود ولايخفى عليك أن هذا الحصار أصبح مكروها ومرفوضا من العالم أجمع وفى طريقه للإنهيار خصوصا من الجانب المصرى. أما عن جلب روح الإرهاب وحماس فالكل يعلم أن حماس جائت بأفضل إنتخابات فى المنطقة حتى الآن.
أما نقدك الخفيف وطلبك لتحسين أخلاقيات الجيش وأن يستجيب للمقاييس الأخلاقية وشكوت من تعذيبكم لأنفسكم فى جدل للوصول إلى مقاييس لاتوجد فى الطرف الآخر أو فى أى طرف آخر على وجه الكرة الأرضية.
كل ماسبق شئ وهذا الذى قلته عن الجيش شئ آخر. لن أجادلك من وجهة نظرنا ولكنك تعلم أن قادة الجيش والسياسين السابقين الغير متمتعين بالحصانة لايستطيعون أن يطأوا أى دولة لها قضاء مستقل ومحترم. أى مقاييس تتحدث عنها و كل جرائم جيشكم تعدت العرب إلى المتضامنين الأجانب وعلى رأسهم ريتشيل كورى الأمريكية كمثال. المجال يطول عن الكلام عن جيشكم.
تقول أنكم أساسا خائفون وليس لديكم تطلعات للسيطرة ولستم إمبراطورية. إذا كان ذلك حقيقيا فهل يمكن أن تعلنوا عن تخليكم عن خارطة إسرائيل الكبر؟ هل يمكن أن تعلن أنت ذلك؟ هل هناك خريطة لدولتكم؟
فى النهاية لا أجد إلا أن رسالتك التى حملت عنوان الأمل ليس فيها إلا دعوة للتطبيع والقفز على كل شئ وعلى ماأغتصب من أراضى وعلى القتل .
أقول لك كان فى الماضى يدوس النظام وعلى رأسه مبارك ووزير خارجيته ولا أقول وزير خارجية مصر والمطبعين من الصحفيين على رأس الرأى العام ويخرجون ألسنتهم ومع ذلك لاتجد أى بادرة من بوادر التطبيع.
أما الأن فالرئيس القادم والقائم بالأعمال ووزير خارجية الشعب المصرى فلن يفعلوا إلا ماهو فى مصلحتنا أولا و لن يقولوا إلا الحق ولن يسكتوا فضلا عن طواطئهم فى أى عدوان على غزة أو لبنان أو أى دولة عربية.
رسالتى لك ولكل صحفى أو إعلامى إسرائيلى :أما بخصوص معاهدة السلام (ولا أجد دافع لرسالتك أقل من الإطمئنان عليها )فسيكون هناك قواعد جديدة سألخصها لك لتنقلها إلى رأيكم العام من خلال نافذتكم. سيتم رصد كل إنتهاك من قبلكم. وإذا تماديتم فسيقول وزير خارجية الشعب المصرى إذا لم يلتزم الجانب الآخر بالإتفاقية فسندعوه لإعادة فتحها والتفاوض عليها. والجميع يعلم ماذا يمكن أن يتفاوض عليه الشعب المصرى فى الإتفاقية. وسيكون هناك إنتهاك من قبلنا لكل إنتهاك من قبلكم. والجميع يعلم أن أهم شروط معاهدة السلام هو عدم الإعتداء على أى دولة عربية خصوصا الشعب الفلسطينى. ولا أنصحكم بإختبار الشعب المصرى بأى إعتداء على حدود رفح أو على جندى مصرى واحد حتى لو كان من الأجهزة الأمنية الإجرامية وعلى رأسها أمن الدولة. أما الإعتداء على الشعب الفلسطينى فستجد من هم فى مدان التحرير أضعاف أضعاف من خرجوا على كنزكم الإستراتيجى وسيكون أولهم على الحدود وآخرهم فى ميدان التحرير
محمد أبو راشد المرصفى
كاتب مصرى
أقسام القطع
تقويم المجلة
المجلة
رسالة إدارية
حدثت الأخطاء التالية عند الإرسال