• إلى وزارة الإعلام السعودي مع التحية

    إلى وزارة الإعلام السعودي مع التحية
    تابعت منذ أيام الحوار الذي جرى بين مدونين من السعودية مع وكيل وزير الإعلام السعودي على قناة العبرية، ومن قام بإدارة الحوار الصحفي الشهير داود الشريان
    بدا الحوار وكأنه بين شخصين يستخدم أحدهما مصطلحات لا قبل للطرف الثاني بفهمها ، والطرف الأكثر الذي لم يكن ليفهم هذه المصطلحات هو وفق ما أرى الصحفي مدير جلسة الحوار داود الشريان فبدا وكأنه يدير حوار في ربعة من الربعات ، حتى أنه في نهاية الحوار حيث لم يقدر التوليف بين ما لدى المدونين وما يريده وكيل زارة الثقافة والإعلام وبعد أن تراجع معه عن العديد من البنود مقتنعاً بأطروحات المدونين ، قال للوكيل ساخراً : هل أنت من وضع هذه البنود وكأنه يريد القول : "يا أخي فكنا وخلهم يكتبون".
    أكثر ما استطعت فهمه خلال هذا الحوار عقم وكيل الوزارة السعودي عن فهم ما يجري في الشابكة ، وفهم ما تمكن الشباب من تحقيقه وإدارة حياتهم بأنفسهم والتعبير عن أفكارهم وطموحاتهم بغض النظر عن صحتها أو حاجتها للنقد والتعديل، حتى أنه قال للمدون الشاب بشكل استفزازي وكأنه صحفي في صحيفة صفراء : أنت صاحب عقل مغلق.
    وكيل وزارة الإعلام ينعت مدون شاب بعمر ولده بأنه صاحب عقل مغلق.
    وفق ما تابعت فصاحب العقل المغلق كان وكيل الوزارة ، وهو وفق هذه الرؤيا وهذا الفهم بحاجة ماسة للاستقالة وترك هذا المنصب لمن يفهم ويؤمن بطاقات الشباب في خدمة الوطن.
    الحوار كان حوار الطرشان وأكثر ما وقفت عنده هو بعد الهوة بين عالم الشباب وبين عالم وزارة الإعلام ، وكيل الوزارة يريد السيطرة على عالم الإنترنت بأي وسيلة فهو كما يقول قد طاله التشهير عبرها .
    بينما المدونان يركزان على فكرة أكبر من قدرة وزارة الإعلام رغم أنها صلب عملها وهي العمل على التوعية
    فرغم أن الشباب تمكنوا من تحقيق فضاء حر خاص يلبي حاجتهم وأحسوا أنهم يقدرون على الابتكار والتطوير وقيادة المجتمع ، وقعوا في النهاية لامتداد يد الرقابة بل للسيطرة كذلك.
    ورغم أن الفكرة بذاتها غبية لكن لا بد من شرح عدة نقاط لا أظن أن هناك من يفهمها من بين وزراء العرب قاطبة:
    1- أكثر من تسعين بالمائة من المواقع العربية لا تدوم أكثر من سنة وهذا يعني شغلة من لا شغل له ، ستتحول وزارة الإعلام مزاراً لمن يريد افتتاح موقع جديد.
    2- كيف ستحاسب وزارة الإعلام شخصاً يدير موقعاً يقع بشكل مادي في مخدم خارج بلده ويكتب لديه أعضاء من كل أنحاء العالم، فالموقع لو كان يعنى مثلاً بالشأن السوري فهو لا يقع ضمن الخوادم السورية هذا فيما لو كان هناك خوادم عربية تضاهي الغربية كالأمريكية والألمانية والصينية والروسية.
    3- تفرض بنود الرقابة شروطاً تنتمي للعصر الحجري فمثلاً أن يكون صاحب الموقع من حملة الشهادة الثانوية على الأقل وفي الواقع تصمم تقنيات المعلوماتية لتكون شعبية الوصول كأنظمة الحاسب وأنظمة إدارة المواقع ، وبالتالي تفتح التقنية الغربية المجال لكل فرد يستطيع مشاهدة الصور والأيقونات وقد لا يعرف تهجئة الأحرف على إدارة الحاسب والدخول للشابكة والاتصال بالآخرين، كما رأينا في الواقع, فكيف يمكن أن تحد ما حدده غيرك من منتجين الانجاز الحضاري – الشبكة العنكبوتية- فإذا كان هناك شاب لا يحمل الشهادة الثانوية وقد صمم موقعاً وشهر هذا الموقع أكثر من الصحف الرسمية ، فهذا والله يستحق التقدير لا أن نقوم بتحجيم قدراته لأنه لا يملك شهادة ثانوية.
    4- ماذا سيفعل وزير الإعلام بخصوص المواقع العالمية التي تهب المدونات مجاناً، وتلك التي تهب المواقع والمنتديات المجانية.
    5- ما سيفعل وزير الإعلام بخصوص المجموعات البريد الإلكتروني التي تنشر المقالات والدعوات عبر البريد الالكتروني فقط.
    6- ماذا سيفعل وزير الإعلام عبر مجموعات المحادثة والمرسال والغرف الصوتية والمرئية.

    هذه بعض النقاط وهناك العديد من النقاط وأنا على يقين أن من لا يصنع الانترنت لن يفهمه ولن يقدر على السيطرة عليه، فالإنتاج الفكري بحاجة لمنتج فكري يرد عليه ولن تقدر عليه هذه الحكومات العربية المنافيخ على حد قول الشاعر مظفر النواب:
    ما هذي القيادات المنافيخ فراغا

    تشتكي من سوء هضم

    داخل المخ

    وتجتر نياما
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : إلى وزير الإعلام السعودي مع التحية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.