• الزلزال المصرى -محمد أبو راشد

    الزلزال المصرى
    مايحدث فى مصر لايمكن أن يطلق عليه أقل من الزلزال. لأنه تتوافر فيه صفات الزلزال بمعنى الكلمة . فهذه الأحداث كانت مفاجأه وغطت مساحه كبيرة و هدمت أصنام و كشفت المستور وسيكون له توابع لاتنتهى. ولكن الميزة فى هذا الزلزال بدون مبالغه سيكون له تأثير شامل ليس على مركز الزلزال بميدان التحرير فقط ولكن سيتعدى تأثيره إلى كامل الشعوب العربيه وسيصيب الكيان الصهيونى بضرر بالغ ولا أبالغ إذا قلت أن تأثيره سيطال الغرب جميعه وأمريكا بالخصوص.
    المفاجأه أن هذا الحدث من صنيعه الشعب المصرى الذى ضُلل بالتحليلات والنقد الذاتى أن من نوعيه المصريين مستكينين ولايمكن أن ينتفضوا وأننا معتادين منذ أيام الفراعنه على عبادة الحاكم أىاٌ كان وأننا لانصلح إلا لزراعه الأرض . وقد استسلمنا منذ 1952 حاكم يروح وحاكم ييجى والوجوه كما هى.
    لكن لايستطيع أحد أن يفسر ماذا حدث فى يوم الغضب. تحدى الشباب الأعزل مركبات القمع والإرهاب والأسلحه الفتاكة (الأمريكيه) فأعيا جهاز القمع العنيد الى أن أحس بفشله فتراجع أمام الصمود المشرف بعد أن يأس فى ممارسه إرهابه فلم يرتعد أحد ولم يتراجع فكما تحلينا بصبر أيوب فتوشحنا برداء عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد.
    حاضرالنظام: مازال النظام ورأسه على عنادهم ولا يريد أن يقتنع أنه إنتهى ولايمكن أن يستمر.
    · إنكشاف النظام : هذه الأحداث بمثابه ويكى ليكس ولكن الناشر والمتضرر هو مبارك. فمن كان يتخيل أن تستورد الحكومة المصرية أسلحه متطورة لقمع المتظاهرين . مايحدث فى تل أبيب الأن من إعاده صياغة النظريات الأمنيه والدفاعية والهلع الذى أصاب واشنطن والعواصم الغربيه وأولها وليس أخرها تصريح نتنياهو بعدم السماح بإيران أخرى فى مصر خير دليل على دور مبارك فى المنظومة الصهيونيه
    · جهاز الشرطة (الأمن) : بعد تدمير الصورة المرعبة للشرطه وتدمير مقراتها خصوصا مسالخ وأقبيه أمن الدولة . فلم يعد لهذا الجهاز القمعى وجوده بعد تأكل شرفه و هيبته وإنتهاك كرامته . لن نقبل أبدا برجوع أعضاء هذا الجهاز بأى صورة من الصور. هذه الهيئه إنتهت إلى غير رجعه
    · الإمبراطورية الإعلاميه : لقد خسر هذا القطاع المصداقيه بالكامل .ومنى بهزيمه قاضيه فسقط صريعا أمام قناة الجزيرة والقنوات الأخرى
    وفى محاولات مبارك للخروج من المأزق إتخذ عده خطوات لايمكن أن تخدع أحدا.
    · تعيين نائب : أى نائب هذا فسليمان معروف أنه ظل مبارك . هو الرجل الذى تختاره أمريكا وترضى عنه إسرائيل. هو رجل النظام الذى يضمن إستمراره على نفس المنهج . وأخيرا وليس أخرا توليه سليمان واحد من سيناريوهات التوريث . كلا السببين مرفوضين.
    · وزارة جديده : من يخدع مبارك بهذه المحاوله الفاشلة وكأنها أول وزارة وأحمد نظيف وحتى شفيق هو من إختار الوزراء وأكبر دليل هو أن عدد الوزراء الذين يتم تغيرهم لايتعدى أصابع اليد الواحده وحكومه شفيق ليست إستثناءا.
    · الحوار : أى حوار سيقيمه سليمان ومع من ؟ عن أى إنتخابات يتحدث . عن الكراسى المطعون فى صحتها طيب إذا كان المجلس كله غير شرعى . وإذا كان ليس هناك أى إشارة لتعديل الدستور الذى يكرس لإعادة إنتخاب مبارك او إبنه. عموما لن يذهب أحد للحوار إلا الأحزاب التى ليس لها مستقبل وهى كثر . ثم أن هذه اللعبه ليست الأولى فقد تم لعبها منذ سنين . عموما هذه الأحزاب فضلا أنها لاتقود هذه الحركات فهى أيضا لاتعلم عنها شيئأ.
    سيناريوهات يوم الحسم 1 فبراير 2011: كما كان 28 يناير يوم الغضب سيكون 1 فبراير يوم الحسم . كما نرى تصميما لايلين على خروج مظاهرة مليونيه غدا فلابد أن نتوقع أن مصر أوعلى الأقل القاهرة ستخرج عن بكرة أبيه . وأيضا ليس خافيا أن الخطة تتضمن التحرك للإستيلاء على التلفزيون وإسكات هذا البوق القبيح ثم ستتوجه الجماهير إلى بيت الرئيس لخلعه ولكن أغلب الظن أنه لن يكون موجودا لكن يكفى رمزيه الحدث . هناك عده سيناريوهات لما سيحدث غدا:
    · التضحيه بمبارك وليس بالنظام : بالرغم من محاولات إسرائيل وأمريكا دعم مبارك ولكن هذه القوى حسمت خيارها بالتضحيه بمبارك وليس بالنظام . فرانك ويسنر مبعوث أوباما فى طريقه إلى القاهرة لمفاوضه مبارك وترتيب أمور مغادرته وتسليم زمام الأمور إلى سليمان. هذا السيناريو فضلا عن سلميته فربما يكون مقبولا من المتظاهرين وسيحدث إنقساما أكيدا حيث يمكن التفاهم معه على إجراءات تغيير الدستور والقانون ونظام الإنتخابات ولكن هذا السيناريو بالرغم من سلميته إلا أن ثمنه بالتأكيد سيكون إستبعاد الإخوان. يعتمد نجاح هذا السيناريو على عاملين مهمين الأول توقيت إعلانه فلابد أن يكون قبل إحتدام التظاهرات أى قبل العاشرة صباحا .العامل الثانى هو قبول مبارك به أو إجبار سليمان لمبارك على قبوله أى إنقلاب داخلى.
    · إستمرار المظاهرات إلى حين التخلص من مبارك : تخرج المظاهرات كما هو مخطط بأعداد كبيرة جدا وتتحرك الجماهير للسيطره على التلفزيون ثم التحرك إلى بيت الرئيس فى مصر الجديدة وهذه المسافة ستستغرق أكثر من ساعتين لكنها ستكون الأطول فى عمر مصر وبالتأكيد لن يكون مبارك هناك وسيتم إقتحام بيته وسيعاند وربما يطير إلى دولته فى شرم الشيخ لكن فى النهايه فسيكون فرارا مخزيا ولكن يمكن توقع تصرف الجيش فى كل مرحله كالتالى:
    o مرحله التجمع ثم الإستلاء على التلفزيون ثم الحركة ناحيه منزل الرئيس : سيحاول الجيش لإيقاف الزحف بمافة الطرق المهذبه ولكن لن يستخدم الجيش العنف أبدا وسيفسح المجال فى النهايه للجماهير فى هذه المرحله
    o مرحله حصار منزل الرئيس وإقتحامه : هذه المرحله لن يكون للجيش فيها دور لإن مسؤوليه حمايه المنزل لعده اجهزة أمنيه منها ماهو تابع للحرس الجمهورى ومنها ماهو تابع للداخلية ومن الجدير بالذكر أن منزل الرئيس مجاور لقياده القوات الجويه . فهذه الدائرة القريبة من الرئيس تتميز بالولاء الشديد والتسليح العالى ويمكن أيضا توقع إنضمام فلول الأجهزة الأمنيه ولا نستبعد السيناريو الكارثى وهو قيام القوات الجويه التى تعتبر أشد قطاعات الجيش ولاءا للرئيس بضرب المتظاهرين
    o مرحله إنقسام الجيش : سيكون هذا الإحتمال ضعيفا أثناء المرحله الأولى ولكنه أكيد أثناء المرحله الثانيه. فى خلال المرحله الأولى سيحاول مبارك أو سليمان إصدار أوامر بضرب النار سيقابل بمعارضه أكيدة من القيادات العليا فى غرف العمليات والمراكز القياديه. وحتى لو صدر القرار فسيقابل بإختلاف فى كل مستوى قيادى والمؤكد أن المستويات الدنيا لن تطلق رصاصة واحدة على المتظاهرين. ولا نستبعد قتالا فى غرف العمليات بين من ضد ومن مع . أما فى المرحله الثانيه فلا يمكن أن يسكت الجيش على هذه المذبحه التى سترتكبها الأجهزة الأمنيه أو القوات الجويه. فستتحرك وحدات لاتقل عن قوة لواء لإنقاذ الجماهير من القتل
    عندما تصل الأمور إلى المواجهه الداميه أو إنقسام الجيش فهو بالتأكيد سيكون نهاية مبارك وسليمان وكل النظام ولكن إنقسام الجيش سيكون خسارة كبيرة لايمكن تقدير خسائرها وبالتأكيد ستستفيد إسرائيل من هذا السيناريو وسيدفع الشعب والجيش ثمنا باهظا . ولكن العائد سيكون عالى جدا حيث سيكون هناك تغيير شامل سيشمل الأخوان وكل القوى وحريه كامله . ومع كل مميزات هذا السيناريو إلا انه الكابوس بعينه . نتمنى من العقلاء من المستويات المختلفه للجيش خصوصا القيادات العليا أن تنزع السكين من هذا الحسنى وتنزع القنبله التى يريد تفجيرها فى مصر كلها .
    سلم الله مصر وجعلها كنانه الله فى أرضه
    محمد أبو راشد
    كاتب مصرى
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.