• تأملات عند شط العيد

    تأملات
    عند شط العيد

    سدد بيانك عند ليل زماني
    وانثر جمانك في رحاب حناني

    إني عرفتك كالفرات على الظما
    فأدر رحاك على خطوب زماني

    عفواً أخا الأشعار حرفك نائح
    وأنا الذي أمتاح نوح بياني

    هذي دنى الأشعار بان نحيبها
    فأقِلْ أخا الأسرار عثر لساني

    هذي قرى الآفاق قفر ساحها
    فاعضد أخي بالله نفر حصاني

    أنا إن ولدتُ ففي السماء ولادتي
    لكن شرّ الجان مَنْ أغواني

    وشرعت أهفو للسماء بفطرتي
    مازلتُ أستجدي السماء مكاني

    وعلى ضياء الحرف أسرجُ معجمي
    ليزيلَ هذا البوح منْ أشجاني

    هبْ قد سرحتُ على الدروب مغامراً
    ولعل كهفَ القلب قد أنساني

    كيف المرابعُ مذ تشتّتَ شملها
    ودجى المواجع دون قتد رهاني؟؟؟

    إيهٍ أخا الأحزان حرفُك شجّني
    مالي إليك على الزمان يدان

    قد صاغ ربي في فؤادي منزلاً
    للخلق من حب ومن إيمان

    قل للذين أحبهم في خافقي
    نهر لهم قد فاض بالريحان

    يا رب إني من ترابٍ خافقي
    فامدد بعونك واحمني وارعاني

    ودّعتُ هذا القلب عند أحبتي
    ليظل في خير وفي اطمئنان

    وشرعت أسكب في قلوب أحبتي
    حباً كبيراً من عتيق دناني

    وشرعت أصفح للردي فعاله
    لو كان من في الجب قد أرداني

    ولجمت نفس السوء عند جماحها
    متمسكاً بحبائل الرحمن

    برضى الإله تذوب كل ملمة
    يا زين ثوب خيط في الأكوان

    لا لن أبالي إن دهتني زلة
    مادام ربّ الكون من يرعاني

    يا زين باسم الله في حلباتها
    وعبير باسم الله كم أنجاني !

    ولعل ذاك النور يطرق دجيتي
    يوماً إذا أدرجت في الأكفان

    وأخذت من ذا البدر صفو شمائلي
    ليفيض حباً في دنى الإنسان

    بخطا الحبيب محمد أسمو إلى
    أعلى العلا وأفرُّ من شيطاني

    رفقاً فؤادي ما دهاني عارض
    والعيش رسم حيك بالألوان

    لا لست أغفر ما ينوب مضاجعي
    إلا لأنعم في فسيح جنان



    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : تأملات عند شط العيد كتبت بواسطة مصطفى البطران مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات 2 تعليقات
    1. الصورة الرمزية الناصري
      الناصري -
      كل عام وأنت بخير ...أستاذنا وشاعرنا مصطفى البطران من غير....
      .
      ويسعدني أن أتفيأ ظلال هذا الحرف النابع بالإيمان ..والناضح بالنور الرباني والمكلل بالجمال....والابتهال..

      .
      انتقلت من خطاب العيد إلى خطاب شيء آخر..ثم شيء آخر...ثم عدت إلى ذاتك...
      .
      رغم عدم حبك للمباشرة إلا أن الابتهال يقتضي ذلك...لذلك جاءت القصيدة واضحة جداً ..وبتراكيب سهلة وصور بديهية......
      .
      همسة : ارعني وليس ارعاني....
      .
      وشكراً لك أيها الفاضل
    1. الصورة الرمزية مصطفى البطران
      مصطفى البطران -

      شكرا لك اخي الناصري
      ملحوظات في مكانها ...
      أما شططي وتنقلي بين موضوعات عدة
      فهو لتنوع الموضوعات التي نتطرق إليها في العيد
      لكن تلك لا تشفع لي شكرا لدقة ملاحظتك وجمال مرورك متعة وفائدة دمت أخا بكل ود وسرور ... أخوك مصطفى

    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.