• لماذا يا فرنسا يا أم الحريات

    لماذا يا فرنسا يا أم الحريات




    فضيلة الشيخ خاشع حقي العلواني



    اتخذت فرنسا في الأيام الأخيرة قراراً بمنع النساء المسلمات من ارتداء النقاب ومن قبل بمنعهن من ارتداء الحجاب ... ونشر ذلك في وسائل الإعلام الغربية والعربية . ونتساءل : ترى ما الذي يضير فرنسا من ارتداء المسلمات الحجاب والنقاب ، وما المكتسبات التي تجنيها فرنسا من وراء ذلك...!؟
    أليس عاراً على دولة كفرنسا أن تشغل نفسها وحكومتها وبرلمانها وأجهزة الحكم فيها من أجل بحث أو دراسة ( قطعة من القماش، الإشارب أو الحجاب أو النقاب) تضعها المرأة المسلمة على رأسها التزاماً منها بأمر ربها جل وعلا وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام..!
    لماذا يا فرنسا هذا العداء الشديد لحجاب المرأة المسلمة ونقابها ، ألست زعيمة العالم في الدعوة إلى الحرية الشخصية حتى حزت قصب السبق في ذلك واشتهرت (بأم الحريات) من بين الدول أجمع ، هل قرارك هذا من الحرية في شيء ، وأنت تعلمين ما يسبب قرارك هذا من ارتباك وقلق وازعاج لشريحة عريضة من مواطنيك ومواطناتك وللمرأة المسلمة حصراً الملتزمة ، إذ أنها تعتقد أن ارتداء الحجاب والنقاب من العبادات الإسلامية وإن هي لم تلتزم به كانت عرضة لسخط الله وغضبه في الدنيا وعقابه في الآخرة. أين هي الحرية المدعاة يا أم الحريات في أمر شخصي لا علاقة للدولة أو المجتمع به من قريب أو بعيد.
    لماذا تمنحين الحرية المطلقة ( دون قيد) للسافرات والمتبرجات والكاسيات العاريات بدعوى نص قانوني سميتموها (حماية الحرية الشخصية) ولا يوجد نص قانوني يلزم المرأة الفرنسية أو غير الفرنسية بالسفور والتبرج فالمرأة في هذا لها الحرية الكاملة ( المحمية بالقانون) أن تلبس ما تشاء دون نمط معين من اللباس أو تتكشف وتتعرى، فإذا كنتم أيها القائمون على حكم فرنسا وحماية حرية الإنسان الشخصية صادقين في دعواكم فامنحوا المرأة المسلمة أيضاً حريتها الشخصية المشروعة؟ لماذا كل النساء حرائر في فرنسا إلا المسلمات...! لماذا كل الناس أحرار إلا المسلمين ..! حبذا كان قرار المنع هذا موجهاً إلى أمور أخرى فيها الضرر البالغ على حياة الإنسان الفرنسي وأسرته ومجتمعه ، أجل حبذا كان اهتمام المقررين منصباً على الإنسان الفرنسي الشقي التعيس في ممارسته لإشباع نهمه من ( الخمر) أم الخبائث وبيان أضرارها الجسدية والعقلية والأسرية والمالية بشهادة اعتراف المنظمات الصحية العالمية حتى صار الشباب الفرنسي المبتلى بهذه المادة السامة مبتلى بما هو أشد منها ضرراً وفتكاً من المخدرات ، حيث أقبل عليها بمزيد من الرغبة وهي تهدم كيانه جسداً وروحاً وعقلاً بعد أن لم تعد الخمر تشبع نهمه ولم تفد قرارات المنع منها والاتجار بها رغم الملاحقة المستمرة للمتاجرين، لماذا أهملتم هذا الشراب السام الضار القاتل من حياة المواطن الفرنسي حتى صار مدمناً لا يُجديه عقار ولا يردعه قانون..؟!
    لماذا توجهتم بقراركم الظالم إلى منع المرأة المسلمة من حجابها ونقابها وليس في ارتدائها ضرر على أحد ، بل حماية كاملة لعرض المرأة وشرفها وكرامتها . ولو أننا جاوزنا فرنسا واتجهنا إلى الإنسان في أية بقعة أو أرض كان من الكرة الأرضية, لماذا لا نفكر بجد وعزم في انتشال الإنسان من فقره و جوعه إذ يعيش ملياران من البشر في هذا العالم في أدنى درجات الفقر والعوز حتى صرنا نرى جوعه إذ يعيش بعجب شديد كيف أن الكماليات واللذات والشهوات هي التي تسخر لها أجهزة الإعلام لتشبع و ما من شبع لأنها سعار وتجدد دائمين وتبقى الحاجات الضرورية الملحة من( ملبس ومشرب ومطعم ومسكن وزواج شرعي) بعيدة عن المنال تهز بعنف حياة الملايين من البشر ،ودونكم بعض الأمثلة التي تبين هذه الحقيقة وكيف أن الناس في البلاد الغربية يسرفون إسرافاً لا مثيل له ويبذرون تبذيراً لا حدود له ..!؟ اقرأ معي قارئي العزيز هذه النماذج قراءة واعية وبمليء فكرك وعقلك ثم احكم..؟! وهي أمثلة ونماذج قالها أحد أقطاب الغرب الاقتصاديين وهو العالم ( فرانسيس مورلاييه) في كتابه ( الجوع أٌقصر طريق إلى يوم القيامة) يقول : لدى الأمريكيين مئة مليون كلب وقط وتأكل القطط ثلث السمك المعلب جميعه ، كما أن في الهند خمسين مليون قرد بالإضافة إلى عدد من الجواميس والأبقار يقارب عددها عدد الناس الذين يعبدون. ويصرف الأمريكيون على الكلاب والقطط (5.4) بليون ( ألف مليار والميار ألف مليون) دولار سنوياً وتستهلك القطة الواحدة من الطعام في السنة سبعين كيلو غرام تقريباً من الأطعمة اللذيذة مثل لحم الأبقار والكبد وقد يستهلك الكلب الأمريكي حوالي ( 165) كغ تقريباً من اللحوم المشوية والجبن عن النفقات المالية الباهظة على هذه الكلاب من ( سيشوار ونظافة وتحمم و طبابة..الخ) وتأكل القطة من الطعام أكثر مما يحتاج إليه إنسان بالغ. أما الكلب فيأكل ما يكفي إنسانين ، إن أطعمة الحيوانات الأليفة تكفي لإطعام عشرين ومئة مليون لإنسان في اليوم الواحد ويقول صاحب كتاب ( إنسانية الإنسان) رنيه دويو: إذا لم نكن واعين فإن التاريخ سيذكرنا على أننا الجيل الذي رفع إنساناً على القمر بينما هو غائص إلى ركبتيه في الأوحال والقاذورات. أليس من المجدي أن يسأل الاقتصاد الوضعي في الغرب أو في الشرق عن ماهية الحاجة للكلاب والقطط ، وعن أهمية إشباع الطلاب والقطط والقرود بالنسبة لإشباع حياة الإنسان وضروريات حياته، وأن من المفارقة المذهلة هنا أنه بينما يحدث ذلك وأضعاف مثله تجد حوالي مليارين من البشر يعيشون سوء التغذية.
    فأيهما أجدر باتخاذ القرار اللازم والفوري ( منع النساء من الحجاب والنقاب ) أم انتشال الإنسان من واقعه التعيس وعيشه المزري وحياته الشقية....
    فأيهما أجدر بالاهتمام واتخاذ القرار ( ظلم المرأة المسلمة ومنعها من الحجاب والنقاب) الذي لا ضرر منه على أحد أم منع ( الظلم عن هذا الإنسان الذي كتب عليه الشقاء في ظل الحضارة المادية المفاهيم الغربية)
    (إن في هذا لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).

    ملاحظة: أنا على يقين أن فرنسا لن تتراجع عن قراراها هذا ،لكن كتبت هذا المقال ليعلم كل قارئ له أن دعوى فرنسا للحرية والديمقراطية ، بل الغرب كله دعوى فارغة من مضمونها وإنما هي لتضليل وخداع الشعوب الضعيفة المستضعفة التي لاحول لها وطول على حد مثل القائل : استضعفوك فذبحوك.

    خاشع حقي علواني
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : لماذا يا فرنسا يا أم الحريات كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات 5 تعليقات
    1. الصورة الرمزية محمد يوب
      محمد يوب -
      سبق لفرنسا أن اتخذت مثل هذا القرار لكنها تراجعت بفعل ضغوط الجالية المغاربية.
      أما شعاراتها البراقة فهي من أجل الدعاية الخارجية المجانية.
      مودتي
    1. الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
      طارق شفيق حقي -
      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد يوب مشاهدة المشاركة
      سبق لفرنسا أن اتخذت مثل هذا القرار لكنها تراجعت بفعل ضغوط الجالية المغاربية.
      أما شعاراتها البراقة فهي من أجل الدعاية الخارجية المجانية.
      مودتي
      والقضاء المصري أبت في قرار النقاب وسمح للمنقبات بدخول الجامعة ، ومنعهن من دخول الامتحان وهن منقبات

      وهذا قرار صائب ومنطقي من القضاء المصري

      أنا أرى أن إثارة هذه الأمور في العالم الإسلامي يحتاج لوقفة متأنية

      فعدم الرد على ذلك خطأ
      كما إن الرد المحرض خطأ

      والموضوع بحاجة لتريث وتأني
      والمشكلة تكمن في طريقة الرد وجدواه


      يتلمس المراقب تحريضاً وتعبئة للرأي العام الغربي من خلال تحريض الرأي العام في العالم الإسلامي

      والمستفيد من يملك أوراق في المنطقة ومن يحتاج لدعم الغرب في حربه ضد ما يسمونه الإرهاب


      كما تم تحريك الرأي العام في موضوع الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم

      وهل يمكن أصلاً الإساءة للرسول الكريم
      وكيف ننتقد من ينفي وجود الله و يعادي الأديان السماوية برمتها

      ثم لا نفهم موضوع الإساءة المقصودة الموجهة


      هناك تحريض إعلامي مقصود في موضوع النقاب كما كان في موضوع الإساءة


      فعلى الإنسان أن يتفكر ويبحث عن الطريقة الأجدى في الرد

      ولكم في رسول الله قدوة حسنة
    1. الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
      طارق شفيق حقي -
      وعلى سبيل الذكر

      موضوع منع المفطرين من المجاهرة بالافطار في المغرب

      ونرى أن الأعلام سيحول هذه القضية لفتنة وربما يصورها أنها بحاجة لمحكمة دولية وقرار من مجلس الأمن

      وهذه المواد هي مواد استفزازية

      بحاجة لتأني في الرد والبحث عن الطريقة قبل الرد

    1. الصورة الرمزية محمد يوب
      محمد يوب -
      الدولة المغربية تمنع هذه المجموعة القليلة من الافطار علنا خوفا عليهم فقط لأنهم سيستفزون المواطنين ، وتندلع المشاكل . وفي المغرب من ضبط وهو يفطر يسجن لمدة شهرين هذا القانون.
    1. الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
      طارق شفيق حقي -
      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد يوب مشاهدة المشاركة
      الدولة المغربية تمنع هذه المجموعة القليلة من الافطار علنا خوفا عليهم فقط لأنهم سيستفزون المواطنين ، وتندلع المشاكل . وفي المغرب من ضبط وهو يفطر يسجن لمدة شهرين هذا القانون.

      والله هذا القانون كان منتشر في كل البلاد العربية

      لا أعرف اليوم كيف بعنا عقولنا للغرب وجلبنا قوانينهم

      أعتقد جازماً أننا لم نتحرر بعد من الاستعمار
      إذا لم يكن لنا قوانيننا التي يردها المجتمع العربي المسلم
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.