• سُرادق الأحزان

    سُرداق الأحزان....

    الله عـــــــند تلاوة القـــــرآن
    سيرٌ لها فيض وحلو بيان
    سيرٌ لها قلبي تفطّر خاشـــعا

    دمعي يسيل وتارة أشجاني
    يا رب إن الحشر يزحم داخلي

    فطرقت باب الصفح والغفران
    ولأنت أعلم بالعـــبيد وحالهم

    وبكل زلاتٍ جرت بلسان
    يا رب من طمعي أتيتك ســـائلا

    في جنة الأبرار خير مكان
    ألا تحاسب غفلتي في ما مضى

    أو ما أتى يا واسع الإحسان
    وامح الخطايا كلــــها في رحـمة

    يا من بريت العطف في الإنسان
    إن لم تسابق رحمــــة عـدلا فما

    أشقى لحالي بل وكان هواني
    أنت الكــــريم ومن سواك أرومه

    والقلب من خوفي إلى خفقان
    كـــم مــــرة حاولت توبـــة مذنب

    أمّارتي بالسوء تحبط شاني
    ولقد تعشـــــقت الخــــــيال أمـانيا

    وقضيت عمرا أستطيب حِراني
    أجري وألهــــث نحو عـــيش ناعم

    وأقيم من عرس بزيف أماني
    حتى انتبهت مع المشــــيب وعجزه

    فسعيت نحو العذب من قرآن
    ووجدت فــــــيه مع التأمل راحـتي

    أغرقت بعض غواية الشيطان
    أغــرقت بعض ضلالتي يا ويح من

    تسقي له دنيا بسيْء دنان
    فاحـسن بقائي في الحـــياة وعشرتي

    واسبغ من العمر الطويل الهاني
    واحسن خـــــتامي شافــــيا من عـلتي

    واسلل لروحي في قليل ثواني
    ولأنت أعلـــــم أنني فــــــي ضعـــفه

    يقضي الحياة برقة الفنان
    يبكي إذا ما الشـــــــــر لوّح حـــولـــه

    ويقيم سُرداقا من الأحزان
    جزعـــــت دواخــــــله وذاب بحسرة

    وقضى لليل دامع الأجفان
    ولكـــــم تمــنّى أن يرى من عالــــــم

    يحيا بلا ألم بلا أضغان
    إن لــــــم يحط بي من كــريــم نوالـــه

    من صفحه من حلمه وحـــنان
    ما فاض عـــوّضني عن الدنيا الـــتي

    عايشت فــــيها مرتع الحرمان
    لجـــنيت خســــرانا وخـــيبة جاهـــل

    وبقيت أقـــضم إصـبع الندمان
    أنــا مــا أظــــن الله إلا راحــــــــــمــا

    بلطائف سترت على نقصاني
    أتعذب العــــبد الضعــــيـف وقـــد أتى

    يرجو رضاء الواحــــــد المنان
    إن كــنت ترضى لـــي عـــذابا إنمــــــا

    كل الذي ترضاه لـــي أرضاني
    ******

    يا رب إنــي قــــد ســــألــــتك حــــاجة
    ولأنت أقـــرب من دم الشريان
    مـــن لي ســــواك إذا سـألـــت أجـــابني

    إن شاء يرضى أو يشاء جفاني
    متوســــلا قـــد جــئت بابـــــك طارقـــا

    أتردُّ محــــتاجا إلى الـرحمــن
    حاشا فمــــــا شـــــأن الكـــــــريــم يردّنا

    ولمـــن تكِلـنا يا عظــيـم الشـان
    أمـي , أبـي وأخــي وكل معـــــــيـتــــي

    أهــلي وأخــواتي , كـذا أقراني
    واغـــفــــــر لأجــدادي وكل أقـــــاربي

    ومن التقيت العمــر من جيراني
    ما قـــابـلـــوا إلا لــــــــرحــــمة غـــافـر

    غســـل الذنوب وكافـــة الأدران
    ******

    جنبْ كبيسي عــــن مقالـــــــــة عالـــم

    يجني بها القطمــــير من خسران
    بلّـــــغ لـــه ما يشــــتهي مــــن غـــــاية

    واســـــكب له كأسا من الرضوان
    إنـــي لأعــرفـــــــه وأعــــــــرف أنـــه

    حلــو الســــجايا رائـــــع الإيمان
    ولــــــــه دمـاثة خلــقـه أكـــــرم بـهـــا

    كـــم مــرة ببشاشــــــة يلـقــانـي
    قـــلـــب رحـــيم ما تغـــــــيّر طـــــبعـه

    فا مـــنح له صـــــكا من الغفران


    ــــــــــــــــــ
    14/6/2010م
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : سُرادق الأحزان كتبت بواسطة حسن الأفندي مشاهدة المشاركة الأصلية
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.